الاتفاق الأممي: الكوكب مقابل البلاستيك
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
الاتفاق الأممي: الكوكب مقابل البلاستيك
* د. الفاتح يس
حوالي 193 دولة في العالم تحتفل سنوياً باليوم العالمى للأرض والذي يوافق 22 أبريل من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار “الكوكب مقابل البلاستيك”، ويتضمن الاحتفال تنفيذ عدد من الفعاليات وتشمل الاحتفال عبر الإعلام الرسمي ومنصات التواصل الاجتماعي بالحملات التوعوية؛ للارتقاء بالوعي المجتمعي العام والتوعية البيئية والتأكيد على دور الفرد والمجتمع فى المشاركة لإنقاذ كوكب الأرض من خطر النفايات والتلوث البيئي، التي تتسبب في مهددات العيش في الأرض؛ بحدوث الإختلال البيئي وكسر السلاسل الغذائية والإحترار العالمي وتغير المناخ.
احتفال يوم الأرض منذ عام 1970 يعد بمثابة حملة توعوية سنوية لتذكرنا بمسؤوليتنا المشتركة للعمل كـ أفراد وجماعات ودول من أجل المحافظة على النظم البيئي (Ecosystem)، وأيضا تسليط الضوء على التهديدات التي تواجة كوكبنا وسبل الحد منها.
موارد الأرض محدودة، ولدينا كوكب أرض واحد (لا غير)، نستطيع العيش فيه بسلام وأمان؛ إذا خفضّنا النفايات والملوثات والانبعاثات، وأنتجنا منتجات صديقة للبيئة، وتم دعم الاستثمار البيئي في المنتجات الخضراء، وتطبيق مبدأ المسئولية الممتدة للمنتج.
الاحتفال بيوم الأرض هذا العام تواكب مع الجهود العالمية للحد من تأثير البلاستيك على البيئة تحت شعار (الكوكب مقابل البلاستيك)؛ حيث أجمع أعضاء الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة مؤخراً على قرار إنهاء التلوث البلاستيكي وصياغة اتفاقية دولية ملزمة قانوناً؛ حيث يتناول القرار دورة الحياة الكاملة للبلاستيك، بما في ذلك إنتاجه، والتصميم والتخلص وبداية المكافحة من مرحلة الإنتاج إلى التعبئة والتغليف والاستهلاك، حتى إعادة التدوير والإدارة الفعّالة للمخلفات البلاستيكية، واتباع أنماط للإنتاج والاستهلاك العادل، وأيضاً تحقيق الغاية وهي الوصول لحماية البحار والمحيطات والممرات المائية، بالإضافة إلى الابتكارات الجديدة لتطوير المنظومة، وإحداث تغييرات جذرية في جميع أنماط الإنتاج والاستهلاك للمواد البلاستيكية، والعمل على تكثيف الصناعة والبحوث البيئية لإنتاج البلاستيك الحيوي الذي يتحلل حيوياً؛ عكس البلاستيك العادي الذي لا يتحلّل حيوياً، ويتضرّر منه النبات والحيوان، ويمكن الاستفادة من النفايات البلاستيكية على سبيل المثال لا الحصر في إنتاج بعض أنواع الوقود بطريقة التكسير الحراري (thermal decomposition).
أيضاً يمكن إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في صناعة الأسمنت كوقود، وإنتاج الكهرباء بطريقة التوليد الحراري بواسطة المحارق (incenirator)، ومن ثم تنصيب وحدات غاسلات الغاز لمعالجة الغازات المنبعثة من المداخن (flue gases cleaning technologies (scrubbers))؛ وفي الختام لابد من التقليل من صناعة البلاستيك؛ أقلها العبوات البلاستيكية، واستخدام الأكياس والجوالات الورقية والقماشية عِوضاً عنها.
alfatihyassen@gmail.com
* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاقتصاد الأخضر
الوسومالاقتصاد الأخضر البيئة التوليد الحراري الطاقة الكوكب مقابل البلاستيك اليوم العالمي للأرض برنامج الأمم المتحدة للبيئة خفض الانبعاثات د. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الاقتصاد الأخضر البيئة الطاقة الكوكب مقابل البلاستيك اليوم العالمي للأرض برنامج الأمم المتحدة للبيئة خفض الانبعاثات د الفاتح يس
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تُسجّل انخفاضاً في استهلاك الأكياس البلاستيكية بواقع 364 مليون كيس
أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي، أنه منذ دخول حظر الأكياس البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة حيّز التنفيذ، في الأول من يونيو 2022، ضمن سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي، أن الإمارة تجنَّبت استهلاك 364 مليون كيس بلاستيكي يُستخدَم مرة واحدة، أي ما يعادل 2,400 طن من البلاستيك، أو 547,000 طن من غازات الدفيئة، وهو ما يعادل أيضاً الانبعاثات الناتجة عن 130,000 سيارة ركاب تعمل بالبنزين لمدة عام.
وأطلقت الهيئة في عام 2023 مبادرة «استرداد القناني القائمة على الحوافز» بالتعاون مع عدد من الشركاء الرئيسيين، بهدف استرداد وإعادة تدوير القناني البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة. وحتى الآن، جُمِع أكثر من 130 مليون قنينة من نحو 150 آلة وحاوية ذكية لاسترداد القناني، إضافة إلى ما تمّ جمعه من المصدر، حيث تُعادل هذه الكمية 2,000 طن من البلاستيك القابل لإعادة التدوير، وهو ما يملأ نحو 80 شاحنة. وبلغ إجمالي ما جُمِع خلال عام 2024 وحده نحو 67 مليون قنينة.
وفرضت هيئة البيئة – أبوظبي، حظراً على بعض منتجات «الستايروفوم» في الأول من يونيو 2024، وبلغت نسبة امتثال تجّار التجزئة لهذا الحظر 97%، وتتوقّع الهيئة أن تزداد نسبة الامتثال بحلول نهاية العام. وتأتي هذه الإجراءات الاستباقية في إطار استعداد إمارة أبوظبي للحظر الشامل على منتجات «الستايروفوم» والمواد البلاستيكية المستهدفة الذي ستفرضه دولة الإمارات في عام 2026.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «عندما أطلقنا سياسة أبوظبي للمواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في عام 2020، وتبعها حظر الأكياس البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة في عام 2022، كنا في طليعة الجهات التي بادرت بذلك في المنطقة، وحددنا أهدافاً طموحة للوفاء بالتزاماتنا بحماية البيئة والحد من آثار التغير المناخي».
وأضافت: «ندرك أهمية تغيير سلوك المستهلك في تقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة وتحفيز أفراد المجتمع إلى تبني ثقافة إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، ولقد أثبت مجتمع أبوظبي التزامه وسعيه إلى العمل بشكل استباقي للإسهام في تحقيق أهدافنا الطموحة لبناء مستقبل أفضل للجميع. وبفضل هذا التعاون، سجّلنا خلال العامين الماضيين وحدهما انخفاضاً كبيراً في عدد الأكياس البلاستيكية بلغ 364 مليون كيس، أي ما يعادل خفضاً يصل إلى 95% لجميع الأكياس البلاستيكية الموزعة في منافذ البيع في الإمارة، حيث كان عدد الأكياس المستخدمة قبل تطبيق السياسة ثلاثة أكياس لكل رحلة تسوّق مقارنة بـ 0.4 كيس قابل لإعادة الاستخدام حالياً. وتسبب ذلك في زيادة عدد الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام بنسبة بلغت 2000% في عام واحد فقط، حيث ارتفع عدد الأكياس المعاد استخدامها من 603 أكياس في 2022، إلى 26,075 كيساً في 2023 في أحد المتاجر الرئيسية في الإمارة. واستُرِدت 130 مليون قنينة بلاستيكية، وزاد عدد الشركات التي تُعنى بإعادة تدوير البلاستيك في الإمارة».
وتابعت: «على الرغم من انخفاض عدد الشركات المصنِّعة للمنتجات البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة في أبوظبي من 110 في عام 2022 ليصل إلى 88 في عام 2023، شهدنا إنشاء 57 شركة جديدة تعمل في مجال إعادة التدوير في قطاع النفايات في أبوظبي، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة واستدامتها، وفي منظومة الاقتصاد الدائري في الإمارة».
وقالت: «تسعدنا الجهود التي بذلها سكان أبوظبي في التحوُل لاستخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام، والالتزام بزيارة مواقع استرداد القناني لإعادة تدويرها، ما أسهم في تحقيق هذا النجاح. وأظهرت نتائج استطلاع الرأي أن 84% من الجمهور على دراية ووعي بالسياسة ومتطلباتها، وأشار 82% منهم إلى التأثير الإيجابي للسياسة في جودة الحياة المتمثّلة في نظافة الشواطئ والقنوات المائية. لم يكن بإمكاننا تحقيق أهدافنا الطموحة لولا تعاون شركائنا الاستراتيجيين، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، وتجّار التجزئة، الذين عملوا معنا لتوفير بدائل للمنتجات البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة، إضافة إلى مساعدتنا على تطبيق حظر منتجات (الستايروفوم)».
وختمت: «نسير على الطريق الصحيح لإحداث تأثير إيجابي في بيئتنا، من خلال تقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تلوِّث الأنظمة البيئية، وتؤثِّر سلباً في التنوع البيولوجي».
وتتوقع الهيئة، أنه بحلول نهاية هذا العام، سيتم تجنّب استهلاك أكثر من 400 مليون كيس بلاستيكي يستخدم مرة واحدة منذ بدء تنفيذ الحظر. وخلال الأشهر التسعة الماضية وحدها، انخفض استهلاك الأكياس بمقدار 121.5 مليون كيس. وتتوقع الهيئة جمع 90 مليون قنينة بلاستيكية مستخدمة مرة واحدة بحلول نهاية عام 2024.