أكد رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور عبدالوهاب عبدالحافظ، حرص المجمع على استخدام الذكاء الاصطناعي في وصول إنتاجنا باللغة العربية للعالم أجمع.

وقال عبدالحافظ - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش انعقاد الدورة الـ90 من المؤتمر الدولي السنوي لمجمع اللغة العربية - إن الذكاء الاصطناعي سيسهل عملية التواصل مع العالم من خلال نقل إنتاج العالم العربي للخارج، مشيراً إلى أن هذا الإنتاج قليل جدا بسبب أن اللغة العربية ليست لغة دارجة بالعالم الخارجي ولذلك يبذل المجمع جهوداً كبيرة لإيصال إنتاجنا من اللغة العربية إلى العالم أجمع.

يعقد المؤتمر بحضور المستشرقين وعلماء المعاجم 

وأكد أن المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية هو مؤتمر مهم جداً خاصة في ظل التحديات التي نواجهها للحفاظ على التراث، مشيراً إلى أن المؤتمر يعقد بحضور المستشرقين وعلماء المعاجم بجميع الدول العربية وهذا العام يتم التواصل من خلال زوم مع العديد من العلماء ليتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض.

وأضاف عبد الحافظ أن المؤتمر يستمر لمدة 10 أيام لأنه يناقش كل ما يخص اللغة العربية وكل ما تم على مدار العام في جميع الدول العربية في هذا الملف، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو التواصل بين جميع المعاجم بالدول العربية وكذلك المستشرقين ودارسي اللغة العربية بالدول التي لم تتحدث العربية للحفاظ على اللغة وربطها بالعالم عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أهمية أن تترجم اللغة العربية مباشرة عن طريق الذكاء الاصطناعي إلى أي لغة أخرى ليتعرف العالم الغربي على ما يصنعه العرب ونتعرف على ما يتم بالعالم الغربي.

جدير بالذكر أن المؤتمر يقام في الفترة من 22 أبريل الجاري حتى 2 مايو المقبل، تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"، بحضور الدكتور عبدالوهاب عبدالحافظ رئيس مجمع اللغة العربية ورؤساء وممثلي مجامع اللغة العربية على مستوى العالم العربي.

ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الافتتاحية، بكلمة رئيس المؤتمر الدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ (رئيس المجمع)، ثم كلمة الدكتور محمد أيمن عاشور (وزير التعليم العالي والبحث العلمي)، ثم كلمة أعضاء مؤتمر المجمع من غير المصريين يلقيها الدكتور الخليل النحوي (رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا)، ثم كلمة بعنوان "بين مؤتمرين" للدكتور عبد الحميد مدكور (الأمين العام للمجمع).

وسيناقش المؤتمر في جلساته المغلقة ، عددًا من المصطلحات اللغوية والعلمية المقدَّمة من لجان: علوم الأحياء والزراعة، والتربية وعلم النفس، وعلوم البيئة، واللهجات والبحوث اللغـوية، والفيزياء، والألفاظ والأساليب، والجيولوجيا، والحاسبات، والمعجم الكبير (مواد من حرفي الطاء والظاء)، والتاريخ والآثار، والفلسفة الإسلامية، والأنثروبولوجيا، ومعجم لغة الشعر العربي، والرياضيات، والإعلام، والهندسة، والجغرافيا، وأصول اللغة، والنفط.
كما سيناقش المؤتمر في جلساته العلنية، عددًا من البحوث حول التحديات التي تواجه اللغة العربية في هذا العصر من بينها؛ الدفاع عن اللغة العربية في ضوء التحديات المعاصرة، والبرامج الحاسوبية لتعليم اللغة العربية، والنظرة المجتمعية للغة العربية، واللغة العربية والتحديات المعاصرة وسُبل مواجهتها في ظل توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتأصيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أقسام اللغة العربية وآدابها.

كما تناقش جلسة المائدة عدة موضوعات من بينها؛ «مشكلات الترجمة»، وندوة حول الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية، والقبول المجتمعي للألفاظ الجديدة، والبُعد المؤسسي في حماية الفصحي ورواجها والنهوض بها، وجهود مجمع اللغة العربية في التقريب بين الفصحي والعامية، وطرح حلول لمشكلة الازدواجية اللغوية، فضلًا عن مناقشة حول الأدب الرقمي، وندوة حول الازدواج اللغوي في رواية «عرس الزين» للأديب السوداني الطيب صالح.
ويختتم المؤتمر فعالياته يوم 2 مايو المقبل ، بتقرير ختامي عن أعمال المؤتمر للدكتور عبد الحميد مدكور (الأمين العام للمجمع)، يعقبه الإعلان عن القرارات والتوصيات، ثم كلمة أحد الأساتذة من أعضاء المؤتمر من غير المصريين، ثم كلمة ختام الجلسة للدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ (رئيس المجمع).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجمع اللغة العربیة الذکاء الاصطناعی أن المؤتمر العربیة فی

إقرأ أيضاً:

مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي

يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.

وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.

هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.

ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!

ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.

وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.

ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.

حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.

وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.

ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.

مقالات مشابهة

  • لسان الأمة أم فخّ القومية.. معركة اللغة العربية في دول المغرب الكبير
  • ويكيبيديا تدخل عصر الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء عن المحررين
  • مؤتمر يستعرض ابتكارات الشباب في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • اللغة العربية ذاكرة الحضارات في أبوظبي الدولي للكتاب
  • جوجل تتيح إنشاء البودكاست باللغة العربية اعتمادا على الذكاء الاصطناعي
  • مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"
  • “مجمع الملك سلمان العالمي” يختتم مؤتمر “اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية”
  • مدير الإدارة العامة لمجمعات خدمات الجمهور يتفقد مجمع خدمات العلاقات البينية بالخرطوم تمهيداً لإستئناف العمل
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي