ازدهرت التجارة بين الولايات المتحدة وفيتنام في الأعوام الخمسة الماضية، لتبلغ قيمتها حوالي 140 مليار دولار في عام 2022 مقارنة بـ60 مليارا في عام 2018.

وفي تقريره، الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قال الكاتب أندرو دوهرين، إن جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأميركية، أشادت مرارًا وتكرارًا بالعلاقات المتنامية بين البلدين في اجتماعاتها مع رئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشين، ومسؤولين آخرين في الحزب الشيوعي خلال زيارتها للبلد الآسيوي هذا الأسبوع.

وذكر الكاتب أن تقويض دور الصين في سلاسل التوريد العالمية، حتى في مناطق محدودة، ليس بالأمر السهل؛ حيث إن حصة واردات السلع الأميركية من الصين قد تراجعت في الأعوام الأخيرة، بينما توسعت مع دول آسيوية أخرى.

ونوّه الكاتب إلى أن فيتنام أصبحت مزودًا مهمًّا للألواح الشمسية للولايات المتحدة. ومع ذلك؛ وجد تحقيق أجرته وزارة التجارة أن الشركات الصينية تحايلت على التعريفات من خلال إعادة توجيه منتجاتها عبر فيتنام و3 دول أخرى في جنوب شرق آسيا.

وكان من شأن هذا الاكتشاف أن يعرض الألواح الشمسية من فيتنام وتلك الدول الأخرى لرسوم جمركية أعلى بكثير، لكن إدارة بايدن أرجأت الرسوم وسط مخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الألواح الشمسية في الولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة إن الشركات الصينية لا تشارك في الكثير من التجارة المتنامية بين الولايات المتحدة وفيتنام، مشيرًا إلى الظروف الاقتصادية المواتية في فيتنام التي دفعت النمو.

وبحسب الكاتب؛ فسواء كانت إدارة بايدن تحدد على نطاق واسع "كيانًا أجنبيًا معنيًا" ليشمل العديد من الموردين الصينيين، أو تستهدفه بشكل أضيق نطاقًا لشركات معينة فقط؛ فإن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على الائتمان؛ حيث تهيمن الشركات الصينية على صناعة مكونات البطاريات وتوريد المعادن فيها.

ورأى الكاتب أنه قد يكون من المستحيل إزالة المنتجات الصينية تمامًا من سلسلة التوريد لشركات صناعة السيارات في المستقبل القريب، حتى أن بعض الشركات الأميركية خططت للانضمام إلى الشركات الصينية في إنتاج البطاريات.

وفي مقابلة؛ قالت يلين إن تعريف "كيان أجنبي مثير للقلق" أمر "معقد للغاية"، مضيفة أن قواعد وزارة الخزانة ستبقى ضمن حدود قانون خفض التضخم.

وأشار الكاتب إلى أنه بالإضافة إلى الإعانات الأخرى للطاقة النظيفة؛ صاغت إدارة بايدن قواعد تتخذ وجهة نظر أكثر تساهلاً بشأن متطلبات التوريد مما كان يأمل بعض المصنعين الأميركيين، مما يمهد الطريق لاستخدام الإمدادات الصينية في بناء الطاقة النظيفة المدعومة. كما سمحت إدارة بايدن لكبار مصنعي أشباه الموصلات في كوريا الجنوبية وتايوان بمواصلة البيع في الصين على الرغم من ضوابط التصدير الأميركية.

وأضاف الكاتب أن إدارة بايدن تعمل أيضًا على صياغة قواعد جديدة لتقييد بعض الاستثمارات الأميركية في الصين، لكنها لا تزال تبحث في كيفية تطبيق القواعد على الشركات الأجنبية التابعة للشركات الأميركية، من بين تفاصيل أخرى.

وستُطبق القيود على استثمارات الأسهم الأميركية الخاصة ورأس المال الاستثماري في أشباه الموصلات والحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي، مما يحظر بعض الاستثمارات في تلك القطاعات بينما يتطلب الإفصاح عن استثمارات أخرى.

وأورد دوهرين في مقاله بـ"وول ستريت جورنال" أن الهدف من الأمر يكمن في منع المستثمرين الأميركيين من مساعدة الشركات الصينية على تطوير تكنولوجيا يمكن استخدامها ضد الولايات المتحدة أو حلفائها في مواجهة عسكرية.

وقالت يلين، خلال مقابلة، في إشارة إلى قواعد الاستثمار الجديدة، إنه "لم يتم حسم الأمر أخيرًا، لذا لا تريد أن أقول إنه سيحد، لكنها تعتقد أنه سيحدث في الصيف على الأرجح".

وتشجع الولايات المتحدة حلفاءها في أوروبا على اتخاذ خطوات مماثلة لحماية سلاسل التوريد والحد من وصول بكين إلى الخبرة الغربية، ولكن تحقيق التوازن الصحيح يعد أمرًا صعبًا بالنسبة لهم أيضًا.

واختتم الكاتب تقريره بما قاله باولو جينتيلوني، مفوض الاقتصاد بالاتحاد الأوروبي، في مقابلة: "نحن بحاجة إلى التجارة مع الصين، وفي الوقت نفسه نحتاج إلى جعل سلاسل التوريد الإستراتيجية الحيوية أكثر أمانًا. إن الحديث سهل، ولكن ليس واضحًا من الناحية العملية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرکات الصینیة إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

ذكر وأنثى فقط.. كيف سيتأثر جواز السفر الأميركي بقرار ترامب؟

بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، ستعترف الحكومة الفيدرالية بجنسين فقط، ذكر وأنثى.

وقال ترامب خلال خطاب تنصيبه: "اعتبارا من اليوم، ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة من الآن فصاعدا أن هناك جنسين فقط، ذكر وأنثى".

وينص الأمر التنفيذي على أن "الجنسين غير قابلين للتغيير، وهما مبنيان على واقع أساسي لا يقبل الجدل".

كما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول بالإدارة الأميركية الجديدة قوله إن الحكومة ستستند من الآن فصاعدا على فرضية أن هناك نوعين فقط هما الذكور والإناث.

وبرّر ذلك بـ"الاحتياجات الفطرية والبيولوجية للمرأة، فيما يتعلق بالخصوصية".

وتابع: "محو الجنس واللغة والسياسة السابق كان له تأثير مدمر، ليس فقط على النساء، ولكن على صحة النظام الأميركي".

وذكرت "سي إن إن": "(بموجب قرار ترامب)، ستضمن جميع الوكالات الحكومية أن تعكس الوثائق الرسمية، بما في ذلك جوازات السفر والتأشيرات وبطاقات الدخول، جنس حاملها بدقة".

واعتبارا من عام 2022، أصبح المواطنون الأميركيون قادرين على تحديد "X" كعلامة جنسانية على جوازات السفر. 

ووفقا لوزارة الخارجية الأميركية السابقة، ليس من الضروري أن تتطابق علامة "X" مع جنس الشخص في وثائق الجنسية أو بطاقة الهوية، ولا يلزم وجود وثائق طبية لتغيير جنسه.

وأوضحت "سي إن إن" أن مرسوم ترامب الجديد من شأنه أن يلغي علامة "X" في جوازات السفر.

وكان ترامب قد أعلن بالفعل خلال حملته الانتخابية أنه سيتخذ إجراءات سياسية ضد حقوق المتحولين جنسيا في الولايات المتحدة.

وتحدث ترامب عن "جنون المتحولين جنسيا" و "تشويه الأطفال جنسيا".

وجدير بالذكر أنه يمكن لرؤساء الولايات المتحدة تنفيذ الأولويات السياسية عبر ما يسمى بالأوامر التنفيذية دون الحصول على موافقة من الكونفرس الأميركي.

ورغم ذلك، يمكن أيضا الطعن في هذه الأمور أمام المحاكم بسهولة أكبر من القوانين.

مقالات مشابهة

  • إدارة دونالد ترامب تقبل استقالة السفيرة الأميركية في الأردن يائيل لامبرت
  • عضو الحزب الجمهوري الأمريكي: الصين تثير مخاوف أمريكا تجاه مستقبل قناة بنما
  • الخارجية: الحكومة تعتزم مطالبة الرئاسة الأميركية وفق رؤية سودانية بمراجعة العقوبات على البرهان
  • ذكر وأنثى فقط.. كيف سيتأثر جواز السفر الأميركي بقرار ترامب؟
  • مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية في إدارة ترامب الثانية
  • قرارات وأوامر وتوجهات اقتصادية لترامب أول أيام الرئاسة الأميركية
  • «الخارجية الصينية»: مستعدون للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة
  • "مركز الشباب" يُطلق معسكرًا تدريبيًا للتأهيل على إدارة سلاسل التوريد واللوجستيات
  • تيك توك وجيل زد.. مخاوف من نفوذ الصين أم التعاطف مع غزة؟
  • المخاوف تتفاقم.. كيف ستؤثر عودة ترامب على الشركات الصينية؟