في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة الشمسية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في اليوم العالمي للأرض عن منح فيدرالية بقيمة 7 مليارات دولار لمشروعات الطاقة الشمسية السكنية التي تخدم أكثر من 900 ألف من الأسر منخفضة ومتوسطة الدخل.
وقال بايدن يوم الاثنين في حديقة برينس ويليام فورست بارك في تريانغل بولاية فرجينيا: "على الرغم من الدمار الهائل في الولايات الحمراء والزرقاء، لا يزال هناك من ينكرون أن المناخ في أزمة"، موجها انتقادات خاصة إلى مؤيدي حركة "MAGA" (فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) التي يتزعمها سلفه دونالد ترامب.
وأضاف: "لا يبدو أن أصدقائي الجمهوريين في حركة MAGA يعتقدون أن هذه أزمة.. إنهم يريدون في الواقع إلغاء قانون خفض التضخم، الذي يوفر التمويل للغالبية العظمى من هذه المشاريع، وإلغاء الحماية للهواء النظيف والمياه النظيفة".
ويأتي إعلان بايدن في الوقت الذي يعمل فيه على تنشيط وجذب الناخبين الشباب لإعاده انتخابه، حيث أعلن بايدن أيضا عن برنامج لإعداد الشباب لوظائف في الصناعات المتعلقة بالمناخ مما يخلق 200 ألف فرصة عمل في 36 ولاية، بالإضافة إلى واشنطن العاصمة وبورتوريكو، وهي متاحة للشباب للمشاركة في الحفاظ على البيئة والطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة لمعالجة تغير المناخ.
ويشكل الناخبون الشباب المدافعون عن البيئة، فئة انتخابية هامة لبايدن في السباق الانتخابي لمواجهة منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب في نوفمبر المقبل.
وتوفر الإدارة الأميركية 7 مليارات دولار من خلال مسابقة لتقديم المنح من خلال وكالة حماية البيئة، ووفق قانون الحد من التضخم الذي تم تمريره العام الماضي في الكونغرس، والذي يوفر عدة بنود مالية لمكافحة التغير المناخي.
ويستفيد من هذه المنح حوالي 60 وكالة حكومية ومؤسسة غير ربحية لمساعدة المجتمعات الفقيرة على استخدام الطاقة الشمسية، خاصة في ولايات ألاسكا وأريزونا ونيومكسيكو وكولورادو.
وتتولى وكالة حماية البيئة، التي كشفت الاثنين عن المستفيدين 60 يوما من توزيع المنح، ويتوقع أن تؤدي هذه المشاريع في نهاية المطاف إلى خفض الانبعاثات بما يعادل 30 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون وتوفير 350 مليون دولار للأسر سنويا، وفقا لكبار المسؤولين في الإدارة.
المصدر: أ ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار أمريكا البيت الأبيض المناخ جو بايدن يوم الأرض
إقرأ أيضاً:
النهر الذي يغلي في الأمازون.. ما الذي يقوله عن مستقبل الأرض؟
تزدهر الحياة بأشكالها المتنوعة في أعماق غابات الأمازون الاستوائية المطيرة، إلا أنها تخفي بين جنباتها إحدى أندر البيئات الطبيعية المتمثلة في نهر جارٍ يغلي بفعل حرارته المرتفعة، يُعرف باسم "شاناي-تيمبيشكا"، الذي يعني في اللغة المحلية "النهر المغلي بحرارة الشمس".
يقع هذا النهر في شرق وسط البيرو، حيث تتجاوز درجة حرارة مياهه 93 درجة مئوية، ويرجع ذلك إلى تصدعات في قشرة الأرض تطلق كميات هائلة من الحرارة، مما يجعل منه بيئة قاسية لا تستطيع سوى قلة من الكائنات الحية التكيف معها.
ورغم ظروفه القاسية، يرى العلماء في هذه الظاهرة الجيولوجية الفريدة فرصة نادرة لدراسة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على النظم البيئية الاستوائية، والتنبؤ بالتغيرات التي قد تطرأ عليها في ظل الاحترار العالمي.
وفي عام 2021، زار فريق من علماء الأحياء بجامعة ميامي نهر شاناي-تيمبيشكا، مؤمنين بقدرته أن يكون مختبرا طبيعيا لدراسة المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُتوقع أن تواجه غابات الأمازون تغييرات بيئية جوهرية، ومن الممكن أن يمنحهم هذا النهر المغلي لمحة مسبقة عن هذه التحولات المستقبلية.
ويقول الباحث الرئيس رايلي فورتير في بيان صحفي رسمي صادر من الجامعة: "يوفر لنا هذا الموقع نافذة على المستقبل، لأن الأمازون سيزداد سخونة سواء أعجبنا ذلك أو لا، مما يسمح لنا بفهم تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تركيبة الغابات حول العالم".
إعلانوقد سعى الفريق البحثي إلى تحديد الأنواع النباتية التي قد تختفي، وكيف يمكن أن تتغير بنية الغابات في ظل الحرارة الشديدة، في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية "غلوبال تشانج بيولوجي".
وقد عاد الفريق مجددا إلى البيرو في عام 2022، حيث أجرى مسحا دقيقا للنباتات والأشجار المنتشرة على امتداد النهر، في 70 موقعا تبدأ من المنبع حيث درجات الحرارة أقل، وصولا إلى المناطق الأشد حرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة الجوية 43 درجة مئوية.
وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ في التنوع النباتي بالمناطق الأشد حرارة، إذ تراجع تنوع الأشجار بنسبة 11% لكل ارتفاع بمقدار درجة واحدة في الحرارة، ولم تتمكن سوى الأنواع المتكيفة مع الحرارة العالية من البقاء قرب النهر المغلي.
ويضيف فورتير: "بشكل عام، أصبحت تجمعات الأشجار أقل تنوعا، إذ نجد عددا أقل من الأنواع في المناطق الأشد حرارة. كما أن تركيبة الغابات أصبحت أكثر تجانسا في هذه المناطق، في حين كانت أكثر تنوعا في المواقع الأكثر برودة".
وهذا يشير إلى أنه مع استمرار الاحترار العالمي، قد تفقد غابات الأمازون جزءا كبيرا من تنوعها البيولوجي، لتصبح مهيمنة على عدد محدود من الأنواع المتكيفة مع الحرارة الشديدة.
وكان من بين أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة هو التغير السريع في الغطاء النباتي على امتداد النهر، ففي حين أن النظم البيئية للغابات المطيرة عادة ما تُظهر تغيرا تدريجيا في تركيبة الأنواع عبر مسافات طويلة، فإن نهر شاناي-تيمبيشكا أظهر تحولا مفاجئا. فقد كانت المناطق الأشد حرارة أكثر جفافا، وتكاثرت فيها النباتات المتسلقة والنباتات الشجرية القصيرة، مما جعلها أشبه بالمناطق الانتقالية بين الغابات والسافانا، وكل ذلك ضمن نطاق لا يتجاوز كيلومترين من الغابة الاستوائية الكثيفة.
إعلان دلالات مستقبليةتحمل هذه النتائج دلالات هامة لمستقبل الأمازون والغابات الاستوائية في جميع أنحاء العالم. فمع تفاقم التغير المناخي، قد تشهد مساحات شاسعة من الغابات المطيرة تحولات مشابهة لتلك التي لوحظت حول النهر المغلي. وإذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فقد تعاني العديد من أنواع الأشجار الحالية لأجل البقاء.
ويخطط فريق جامعة ميامي لمواصلة أبحاثه في هذا الموقع الفريد، نظرا لما يمكن أن يكشفه عن كيفية استجابة الغابات الاستوائية للاحترار المستقبلي.
وكما يوضح فورتير عن الميزة الفريدة لهذا النهر المثير: "لا يمكن تسخين غابة بأكملها بشكل اصطناعي، وهو ما يجعل نهر شاناي-تيمبيشكا نظاما مميزا للغاية، فهو يتيح لنا عزل تأثير الحرارة كعامل رئيس يؤثر على الغطاء النباتي بأكمله".