قال الكاتب في معهد بحوث الأمن القومي العبري، أوفير فنتر ‏إن الأردن يواجه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تحديين متزايدين: الأول - التخريب من جانب إيران والميليشيات الإقليمية التابعة لها، والتي تتحدى السيادة الأردنية وتعمل على تحويل أجواء المملكة وبرها إلى ساحة قتال وتهريب وإرهاب ضدها وضد إسرائيل؛ والثاني - الضغط من العناصر الإسلامية في الداخل والخارج لإلغاء اتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل الوقوف إلى جانب حماس.



وتابع فنتر بأنه من المتوقع أن يكون القصر الملكي في الأردن قادرا على كبح التحديين وإن على إسرائيل والعالم الوقوف إلى جانب المملكة.



في الأسابيع الأخيرة، تم جر الأردن، رغماً عنه، إلى قلب الحملة المستمرة بين إسرائيل وأعدائها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي الليلة بين السبت والأحد، شارك الأردن في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى كبح جماح العدوان. الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الإيرانية على إسرائيل، وكان موقف الأردن يتطلب شجاعة كبيرة. وبحسب تقرير في وكالة أنباء قريبة من الحرس الثوري، فإن إيران هددته قبل الهجوم بأن التعاون مع إسرائيل سيجعله هدفا أيضا.

وما لا يقل إثارة للقلق هو محاولة جماعة الإخوان المسلمين الاستفادة من الحملة في قطاع غزة - التي يقدمونها على أنها حرب دينية - لاستعادة مكانتهم في الفضاء العربي بشكل عام، وفي الأردن أولاً، بعد عقد من التراجع، بحسب المقال.

وعلى الرغم من إغلاق مكاتب حماس في الأردن في عام 1999 إلا أن العناصر الإسلامية في المملكة لا تزال تتمتع بقدرة تعبئة عالية بين الرأي العام الأردني. علاوة على ذلك، فإن تأثيرهم يتجاوز السكان ولا يقتصر على الأردنيين من أصل فلسطيني. ووفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت في العام الماضي، في الوقت الذي يعاني فيه ما يقرب من نصف الجمهور الأردني من العداء لإيران ويعتبرها منافسا وعدوا للأردن، ينظر ثلثا مواطني المملكة أو أكثر إلى جماعة الإخوان المسلمين بشكل إيجابي.

وبالفعل، شهد الأردن، منذ نهاية شهر آذار/مارس الماضي، موجة احتجاجات مكثفة بقيادة “المنتدى الوطني لدعم المقاومة”، برئاسة "جبهة العمل الإسلامي"، حزب الإخوان المسلمين في البرلمان الأردني، إلى جانب أطراف أخرى.

وتابع الكاتب الإسرائيلي: "حتى وقت قريب، كان النظام الأردني يعتبر التظاهرات - التي تعبر عن الدعم الحقيقي لحماس بين الجمهور الأردني - "تنفيساً عن التوتر" مقبولاً، طالما بقيت محدودة ولا تتحدى الملك. علاوة على ذلك، سمحت الاحتجاجات للنظام بتركيز انتقاداته العامة على "عدو خارجي" في وقت تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية".

لم يستجب القصر الملكي لدعوات المتظاهرين لإلغاء اتفاق السلام وقطع كل أشكال التعاون مع إسرائيل، لكنه حاول التوافق مع المشاعر العامة ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استدعى الأردن سفيره لدى إسرائيل للتشاور وأعلن تعليق " مشروع "الازدهار" لتوفير المياه مقابل الكهرباء والذي كان من المفترض أن يوقع عليه البلدان برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي الوقت نفسه، اتهم وزير الخارجية الأردني إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، ووصفت الملكة رانيا سلوك إسرائيل في الحرب بأنه "أحد أعظم المظالم التاريخية على الإطلاق"، وشارك الملك عبد الله شخصياً في إسقاط المساعدات الإنسانية إلى غزة.

تهدف هذه الإجراءات وغيرها إلى مساعدة القصر على التنقل بين الضغط الشعبي لإظهار التضامن مع الفلسطينيين ومصلحة الدولة في الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل. وتستفيد عمان بفضل اتفاقية السلام من مساعدات أميركية سنوية بقيمة 1.45 مليار دولار، وإمدادات المياه والغاز الطبيعي من إسرائيل بأسعار مغرية وعلاقات أمنية واسعة النطاق. كما تم خلال الحرب إنشاء "جسر بري" بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، يمر عبر الأردن ويعمل كمحور بديل لنقل البضائع إلى قناة السويس. وعلى الرغم من الانتقادات العلنية للجسر، فإن السياسة الأردنية الفعلية هي أن "المتظاهرين يحتجون والقافلة تمر"، بحسب الكاتب.

وأضاف: "كان الدور الإيجابي للأردن ليلة الهجوم الإيراني على إسرائيل بمثابة التذكير باهتمام إسرائيل بالسلام مع المملكة وضرورة النظر إلى مخاوفها ومساعدتها في التعامل مع التحديات الخارجية والداخلية التي تهدد استقرارها وسيادتها".




وختم: "مطلوب من إسرائيل والأردن مواصلة تعزيز الحوار العسكري بينهما في ضوء التهديدات الإرهابية الناشئة في الأردن. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل أن تدرس تصرفاتها في الحرب وتداعياتها في ضوء آثارها على الأردن، الذي يخشى اندلاع حرب إقليمية وزيادة الاضطرابات الداخلية. من وجهة نظر عمان، هناك انفجار خاص متأصل في التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، وفي تغيير الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس، وفي تهجير السكان الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وفي الضم الإسرائيلي الأحادي للأراضي الفلسطينية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران إسرائيل إيران إسرائيل احتلال الملك عبدالله طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على إسرائیل مع إسرائیل فی الأردن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الأردني يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، المسيحيين بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وذلك خلال لقائه، مساء الأحد 2024، رؤساء كنائس المملكة، في دار مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، يرافقه عدد من الوزراء.

وقال: "هذا يوم تسود فيه مشاعر المحبة والتآخي التي ميّزت المجتمع الأردني، بقيادته الهاشمية الحكيمة"، مضيفًا: كلنا شركاء في مسيرة الأردن المباركة، وبتنوعه، وبنسيجه الاجتماعي القوي، وبقيم الوسطية والاعتدال التي تجمعنا.. وهذا مصدر اعتزاز لنا جميعًا.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء: "الأردن الذي تتجاور فيه الكنائس والمساجد، ويحتضن أضرحة الشهداء والصحابة هو أرض عماد المسيح عليه السلام، وهو درب الأنبياء الذين حملوا رسالة الخير والمحبة والسلام الممتدة فينا منذ الأزل"، مشدّدًا على أن "لا مكان في أردن الخير والنور للكراهية والتطرّف والإقصاء والفتن، ولن يكون بإذن الله".

وأشار إلى أنّنا ننهي عامًا شهدنا فيه المعاناة والظلم والوحشية بحق إخوتنا وأخواتنا في فلسطين وغزة، مؤكدًا أنه لا بدّ من رفع الظلم والقهر عنهم. ووجّه التحيّة والتقدير إلى المسيحيين في فلسطين، مؤكدًا أن ثوابت الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني راسخة، وجهوده متواصلة؛ نصرة لهم، ودعمًا لصمودهم، ولرفع الظلم عنهم، والتصدي لمحاولات المساس بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

بدوره، قال الأب نبيل حداد في كلمة ألقاها باسم مجلس رؤساء الكنائس، إنّ عيد الميلاد المجيد مناسبة نعبر فيها عن إيماننا بالله وبأرضنا وقيادتنا وحكمتها ومسيرتنا في أرض الأردن المباركة، كأسرة واحدة، تفخر بفكر قيادتنا الهاشمية ورسالة الوئام والمحبة التي تحملها.

وقال في هذه المناسبة نيمم أنظارنا إلى القدس قبلتنا وشطرها، بحب دائم وإحساس بالإنسان والمكان، في حج بالروح والقلب، ونقف موقف عمّان الوفية التي تحمل فكر صاحب الوصاية الهاشمية الملك عبدالله الثاني. وأضاف: تتميز أعياد المسيحيين الأردنيين بالتصاقهم بالوطن مع إخوتهم المسلمين فصارت هذه الحالة نموذجًا، وأن الأردنيين يوقدون أسرجة المحبة في الميلاد، كما في كل الأعياد، فتمتد معايدتنا لتصل إلى الجميع لنهنئ الجميع.

وأكد أن الأردنيين المسيحيين والمسلمين يجسدون معاني المودة والتعاضد والتكافل والتلاحم والعيش والتضامن والتوأمة والوئام، متوجهًا بالدعاء إلى الله تعالى أن ينعم على الأردن بالخير، ويباركه ويحمي ثراه، ويجزل عليه من كريم عطفه ويغمر مدننا وبوادينا وقرانا بفيض سلامه، وأن يعيد هذه المواسم المباركة المجيدة على وطننا بالخير والهناء والمسرة.

 

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: تل أبيب تدرس شن هجوم واسع النطاق في اليمن ضد الحوثيين
  • إسرائيل تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بسبب اليمن
  • رئيس وزراء الأردن: نقف إلى جانب الشعب السوري في مساعدته لتحقيق طموحاته وآماله
  • “إسرائيل” تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة “هجمات الحوثيين”
  • رئيس الوزراء الأردني: سنقدم الدعم اللازم للسوريين  
  • صاروخ يمني يستهدف تل أبيب| 2 مليون إسرائيلي يفرون إلى الملاجئ..تفاصيل
  • صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب إثر إطلاق صاروخ من اليمن
  • إعلام إسرائيلي: التوصل إلى اتفاق مع حماس يتطلب قرارات سياسية حاسمة من جانب تل أبيب
  • رئيس الوزراء الأردني يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب توجه رسالة لعباس بشأن عملية جنين