نظم ملتقى القاهرة الأدبي في دورته السادسة، أمس الإثنين، ندوة بعنوان «التقارب رغم الاختلاف بين روايتي (1970) الصادرة في العام 2019 عن دار الثقافة الجديدة، وبين رواية (1970 – عام البطولة)» وذلك بمشاركة الكاتب البرازيلي إنريكي شنايدر والكاتب صنع الله إبراهيم، وأدارت اللقاء الكاتبة المصرية رباب كساب. 
وأشارت الكاتبة رباب كساب للسؤال الأهم، والمطروح دائمًا في وقتنا الحالي وهو أين القاهرة من الملتقيات والفعاليات الثقافية، فمصر ذاخرة بمبدعيها ومثقفيها، وأن ملتقى القاهرة الأدبي فرصة كبيرة لوجود فعالية ثقافية تؤكد وتُدلل على هذا المعنى.

وإن الأمسية التي تتحدث عن روايتين من مصر والبرازيل، أحداثهما تقوم في العام 1970، وعن الذاكرة والمدينة والدول بشكل عام التي قامت على ما يسمى بدولة الظلم، ورمزية ذلك بإقامة الملتقى من داخل قبة الغوري وما حولها من مباني الدولة المملوكية أو ما نستطيع أن نقول عنه (حاضرة الظلم المملوكي)، وكيف هو التقارب بين الروايتين على الرغم من اختلاف المكان، فهما يتحدثان عن الشيوعية ودول القمع، في سرد كلاسيكي للرواية البرازيلية للكاتب إنريكي شنايدر، وفي سرد توثيقي يتضح فيه (ضمير المخاطب) للكاتب المُجدد دائمًا صُنع الله إبراهيم، والذي كأنه يقوم بالسرد المختلف داخل الرواية، وكأنه أيضًا يخاطب بطل الرواية وجهًا لوجه وهو الزعيم (جمال عبد الناصر) 
في البداية تحدث الكاتب صُنع الله إبراهيم عن أنه اعتمد على ذاكرته في (1970) لأنها كانت شاملة، ومصر كبقية دول العالم الثالث في فترة الخمسينيات والستينيات،  وكيف أنه عاصر تلك الأحداث وهو طفل يسمع في الراديو بيان الرئيس محمد نجيب، والذي يهمه في هذه اللحظة هو تطور الثورة، وله طموحات، وتحوله إلى حركة اجتماعية سياسية تهدف إلى التعامل مع المشاكل الموجودة في مصر، وتأثر هذا الحراك السياسي والاجتماعي بشخصية ناصر نفسه، وأنه تعامل مع شخصية البطل في الرواية وهو جمال عبد الناصر الذي تميز وهو في السلطة بأخذ خطوات مهمة لمصر، ولم يكتف بالجزء الإنشائي لتطبيق تصوره عن الاشتراكية.
كما تحدث صُنع الله إبراهيم عن التوثيق في الرواية، عن طريق تصفية الأخبار التي كانت تطغى في فترة كتابة الرواية وما قبلها بسنوات، وذلك بحيث إن ما يتبقى من الأخبار، تكون هي ما تُساهم في تحقيق الرؤية الكاملة للرواية، وهي كانت مسألة صعبة لكثرة الصحف، وكان الحل هو التخلص من كل الأخبار الزائدة والاحتفاظ بالأخبار التي تخدم الرواية، وتخدم رؤيته من خلالها، كما تساهم في إلقاء الضوء على شخصية ناصر بطل الرواية. 
وتحدث الكاتب إنريكي شنايدر عن فترة كتابة الرواية التي كان فيها ما زال صغيرًا، وكيف أنه يملك ذاكرة للمدينة ولدولته، وهل باحت له البرازيل بذاكرتها، لتكون أحداث الرواية متمثلة أمامه. وإنه قرأ بالفعل عن الكاتب صُنع الله إبراهيم وخصوصًا بعد ترجمة روايته على الرغم من عدم قراءته للرواية المصرية. وإنه يكتب من ذاكرة الشعب والأمة فسنة 1970 هي سنة رمزية للبرازيل، نضحت فيها الديكتاتورية، والرواية ضمن ثلاثية عن الديكتاتورية في البرازيل، وهي تتحدث عن التعذيب، والواقع الأسوأ بكثير من الخيال، وفي رأيه أن أي أمة لها ذاكرة لن تسمح بالتعذيب والديكتاتورية. كما أنه يكتب عن الأشخاص العاديين من أفراد بلده، أبطال رواياته من طبقة الموظفين البسيطة، ومنهم بطل روايته الذي تعرض للتعذيب والقمع. وتمثل في هذه الندوة التقارب الواضح بين الروايتين في تأصيل مبادئ البحث عن الحريات في وقت دول الظلم والديكتاتوريات، مما يعني أن الأدب هو المرآه والذاكرة الوطنية الحية لأي شعب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ملتقى القاهرة الأدبي دار الثقافة الجديدة

إقرأ أيضاً:

معرض القاهرة للكتاب.. التجريدة رواية جديدة لـ أحمد إبراهيم الشريف

 

معرض القاهرة للكتاب.. صدرت حديثا  رواية "التجريدة" لـ الكاتب أحمد إبراهيم الشريف، عن دار منشورات الربيع، وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.

 

ورواية "التجريدة .. ثورة الصعيد المقدسة" هي الكتاب السابع لـ أحمد إبراهيم الشريف الذي صدر له من قبل رواية موسم الكبك، عن هيئة قصور الثقافة2013 ، والتي حصلت على جائزة ساويرس الثقافية فرع شباب الأدباء، وكتاب "الخطاب الشعرى عند نجيب سرور" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2026 ، ورواية "طريق الحلفا" عن دار منشورات الربيع العربى 2019، والمجموعة القصصية زغرودة تليق بجنازة، والحاصلة على جائزة ساويرس فرع كبار الأدباء 2024، وكتاب "رحلة الخير.. العائلة المقدسة في مصر" عن المركز القومي للترجمة وكتاب "أقنعة باكثير" عن دائرة الثقافة في الشارقة.

الكاتب أحمد إبراهيم الشريف 

وجاء على غلاف الرواية:
لم أكن أريد المعركة، لذا في البداية ناديتُ ولم يستمع أحدٌ، صرختُ "اهربوا يا ناس، السلطة جاءت ولن تُبقِي عليكم، لكن لم يستجب الناس، قلت لهم فروا إلى الجبال لكن لم يفروا، لذا بقيت معهم ودافعتُ قدرَ ما أستطيع، بعد أيام قليلة كنتُ أقود الناس في المعركة، وكان الباشا يصرخ "أريد رأس عامر".
قال لنا الشيخ الطيب أحمد "إن الملائكة ستنزل من السماء لتحارب معنا". لكنني لم أرَ إلا الشياطين تضربنا بالبنادق وتجلدنا بالسياط وتدوسنا بالجمال.
في رائعته الجديدة (التجريدة.. ثورة الصعيد المقدسة) يفاجئنا الكاتب أحمد إبراهيم الشريف بملحمةٍ تؤرخ لتجريدة غاشمة حرّكها الوالي إسماعيل باشا ضد أهل الصعيد وأدت لأعنف صدام مباشر بين الشعب وجيش الوالي الجديد، كما تنقلنا لأجواء المقاومة الشعبية لحكم الأسرة العلوية في مصر.

أحمد إبراهيم الشريف، روائى وباحث حاصل على درجة الدكتوراه فى النقد العربي وتحليل الخطاب، ونال أحمد الشريف من قبل على جائزة أفضل رسالة دكتوراه فى قسم اللغة العربية، بكلية البنات جامعة عين شمس للعام (2020 - 2021)، عن رسالته المقدمة تحت عنوان "بلاغة الخطاب فى مسرح على أحمد باكثير"، كذلك حصل تكريم مجمع اللغة العربية عام 2022، نظرًا لدوره البارز في الاهتمام باللغة العربية وفنونها، والدعوة إلى معرفة قدرها، وتقديم رسالة المجمع السامية إلى جمهور العربية، وتبنيه مشروعًا ثقافيًّا ساعيًا فيه إلى اكتشاف وجوه جديدة من المبدعين والكُتّاب الذين يمثلون روافد جديدة للغة الضاد.


 

مقالات مشابهة

  • محمد كارم: تنظيم الشقق الفندقية فرصة كبيرة للسياحة المصرية لتعزيز القدرة التنافسية
  • "ملتقى الصحفيين" بالظاهرة يبحث أحدث الاتجاهات والتقنيات في مجال الإعلام
  • إبراهيم صابر يتفقد أعمال تطوير منطقة القاهرة التاريخية
  • السفير الرحبي: معرض القاهرة الدولي من أهم المنابع الثقافية على الصعيد العالمي
  • الكاتب الصحفي سعد العبيدي في ذمة الله
  • «مستقبل وطن» يعقد ملتقى لتوفير 1000 فرصة عمل في الغربية
  • داليا عبد الرحيم تعزي الكاتب الصحفي مجدي الدقاق في وفاة شقيقته
  • عبد الرحيم علي يعزي الكاتب الصحفي مجدي الدقاق في وفاة شقيقته
  • معرض القاهرة للكتاب.. التجريدة رواية جديدة لـ أحمد إبراهيم الشريف
  • هل المهدي من علامات الساعة وكيف تروج له الجماعات المتطرفة؟ الأزهر يحسم الجدل