تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من قتل ما يزيد على 354 ضابطا وجنديا إسرائيليا ومئات المستوطنين، وأسر أكثر من 140 آخرين خلال عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقا لتقرير معلوماتي أعده صهيب العصا، فقد احتاجت إسرائيل ساعات حتى أفاقت من الصدمة، وعلى مدار يومين كاملين، حاول جيشها استعادة مناطق غلاف غزة التي دخلتها المقاومة، والتي تقدر بـ650 كيلومترا مربعا.

قصف غير مسبوق

وبدأت الطائرات الحربية تنفيذ مجموعة من أكبر عمليات القصف في تاريخها على عموم القطاع فارتكبت عشرات المجازر وضربت عشرات المرافق والمساكن ومنشآت البنية التحتية دون تمييز.

وبعد 3 أسابيع من القصف غير المسبوق، بدأ جيش الاحتلال عملية توغل برية في القطاع حيث دخلت الآليات دون اندفاع من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، وكانت محافظتا غزة وشمال غزة هدفا للمرحلة والأولى.

وتواصلت عمليات الكر والفر بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة في محاور التوغل، وبعد شهرين تمكن الإسرائيليون من الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي غربي غزة بعدما قتلوا كل إنسان صادفوه في طريقهم.

لكن الجيش الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة في صفوف الضباط والجنود خلال هذين الشهرين حيث ركزت المقاومة على تفجير الأنفاق والاشتباك من المسافة، غير أن قذيفة "الياسين-105" كانت هي العنوان الرئيسي لهذه المرحلة.

التوجه إلى خان يونس

وبدأ الجيش انسحابا من شمالي القطاع بعد أن فصله عن الوسط، وبدأ بإبادة نحو 700 ألف من السكان قتلا وتجويعا، بعدما رفضوا النزوح من ديارهم باتجاه الجنوب.

ومع انسحاب قواته من الشمال، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على خان يونس في الجنوب بزعم وجود معقل حماس والأسرى الإسرائيليين فيها.

وبعد 4 أشهر من المواجهات الدامية في خان يونس، خسر الجيش الإسرائيلي عشرات الجنود والضباط بدون تحرير أسير واحد أو النيل من أحد قيادات المقاومة.

وبعد ساعات قليلة من كمين الزنة الذي أودى بحياة 9 جنود تزامنا مع مقتل 5 آخرين غربي المدينة، انسحب الجيش من خان يونس ليبدأ عمليات مركزة على مخيم النصيرات وسط القطاع.

كما أخفق الجيش في اختراق منطقة وادي غزة باتجاه الجنوب، فظلت المنطقة بدون توغل إسرائيلي واسع، وفشل في تحقيق أي من أهدافه في غزة أو خان يونس، بعد 200 من القتال.

ومع إطلاق العنان للقتل في غزة، نزح معظم السكان باتجاه رفح جنوبا والتي أصبحت تؤوي أكثر مليون و200 ألف مدني يمثلون أكثر من نصف عدد سكان القطاع.

ويواصل الاحتلال التوعد بدخول رفح لكنه يواجه معارضة دولية واسعة وتجربة عسكرية فاشلة في مختلف مناطق القطاع، حيث يعني دخول المدينة بدء مسلسل جديد من المجازر المروعة.

خسائر فادحة

وخلال فترة الحرب، قُتل 605 جنود من الجيش الإسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم يتمكن الاحتلال من استعادة سوى 120 أسيرا عبر صفقة تبادل مع المقاومة ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعا.

وبعد 200 يوم من القصف والقتل، حاول الجيش الإسرائيلي التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع.

لكن هذا التمركز سيجعل القوات صيدا سهلا للمقاومة التي تواصل تنفيذ ضربات في مناطق لم يتوقع الاحتلال أن يؤتى منها بعد ما ألحقه بها من دمار.

كما أن المنطقة العازلة ستؤدي إلى وجود قوات إسرائيلية داخل القطاع، وهذا ما يجعلها عرضة للقتل والقنص على يد المقاومة.

ولم تفلح المفاوضات المتواصلة منذ 5 أشهر في التوصل لاتفاق جديد على تبادل الأسرى بين الجانبين؛ حيث تتمسك المقاومة بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی خان یونس

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 20 مقذوفا أُطلقت من غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه تم إطلاق "20 مقذوفا" من جنوبي قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، دون تسجيل إصابات.

وأفاد الجيش في بيان نقلته وكالة فرانس برس، عن "صد حوالي 20 مقذوفا أطلقت من قطاع خان يونس"، مضيفا أنه "تم اعتراض عدد من المقذوفات وسقط بعضها في جنوب إسرائيل"، مؤكدا أن "المدفعية تستهدف حاليا مصدر النيران".

يأتي ذلك بعد معارك عنيفة شهدها حي الشجاعية في مدينة غزة على مدار أيام، حيث أفاد مراسل وكالة فرانس برس وشهود عيان بأن غارات جوية استهدفت مناطق مختلفة في القطاع، ليل السبت الأحد، بينها مدينة غزة شمالا ورفح وخان يونس جنوبا.

وأبلغ سكان وكالة رويترز أن القوات الإسرائيلية واصلت تقدمها في حي الشجاعية الأحد، كما واصلت توغلها في غرب ووسط مدينة رفح بجنوب القطاع.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الأحد، على موقفه بأنه "لا بديل عن تحقيق النصر في الحرب على حركة حماس".

وأضاف: "ملتزمون بالقتال حتى تحقيق كامل أهدافنا، وهي القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن، وضمان ألا تمثل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى وإعادة سكاننا في الجنوب والشمال إلى منازلهم بأمان".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • بعد هجوم الجهاد.. أوامر إخلاء إسرائيلية في خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يقصف جنوب قطاع غزة بعد إطلاق 20 صاروخا على إسرائيل  
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 20 مقذوفا أُطلقت من غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: خنقنا حماس في غزة
  • قناة عبرية: الجيش الإسرائيلي قد يبقى في غزة شهورا طويلة
  • مسؤول: وجود الجيش الإسرائيلي في غزة رهن "القوة البديلة"
  • البنايات المهدمة.. سلاح فعال بيد المقاومة في غزة؟
  • آخر تطورات الحرب في غزة.. الأونروا: سكان القطاع فقدوا كل مقومات الحياة!
  • الكشف عن صياغة أميركية جديدة للتوصل لاتفاق وقف الحرب بغزة
  • إسرائيل والمأزق متعدد الجبهات