الثورة نت:
2025-02-04@17:39:03 GMT

هل اليمن بيتنا؟

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

 

إلى القوى والأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل من يطلق عليهم النخب الثقافية والسياسية وغيرها أقول: بمحبة وحزن وأسىً وغضب وتوتر وهدوء واطمئنان وكلما يشعر به أي إنسان تعرض وطنه لبعض مما تعرض ويتعرض له اليمن على يد بعض أبنائه وإخوانه وجيرانه أو المحسوبين كذلك ممن يشاركونه الحياة على هذا الوطن الذي يئن من أشكال الظلم والاستبداد والطغيان المتوحش بمذاهبه ونزعاته الشريرة وعانى من ويلاتها ما يعجز اللسان عن وصفه.


هل يعقل أو يُتَصور أن تصل حالة تبلد المشاعر والأحاسيس إلى هذه الدرجة من اللامبالاة إزاء ما تعرضت وتتعرض له اليمن على أيدي من يفترض أنهم أبناؤها وموكليهم من الجيران الأعراب الذين يسخر وكلاؤهم وياللعجب من بداوتهم باللسان وهم في الواقع تحت نعالهم مقابل أجر حقير عن هذه العبودية المختارة يتقاضونه من ثروات وطنهم المستباح، وبعضكم يعرف المثل الذي يضرب فيمن يدفع لمن يستعبده أجر استعباده أو ما هو أفظع من الاستعباد، وعجائب العبودية المختارة لا تحصى !.
أيها الأعزاء: دول كثيرة أسست أحزاباً ومنظمات ومؤسسات سياسية ومدنية بعنوان: (ألمانيا بيتنا – أمريكا بيتنا – فرنسا بيتنا – إيطاليا – تركيا- إلى آخر قائمة الأوطان التي يرى أبناؤها أو يحلمون بدفء البيت وهم يقصدون الوطن لأن الوطن فعلا هو البيت الذي لا تشبه دفؤه البيوت إذا بني على المحبة والإخلاص وصدق الانتماء وأقيمت أسسه وقواعده على العدالة والحرية والمساواة.
ولكن لا يوجد بين الدول من يشبه الكيان الصهيوني الذي أسس به حزب على أرض مغصوبة يسميها غاصبوها: (إسرائيل بيتنا)، ففلسطين في التأريخ الحديث هي فلسطين، وهي أرض كنعان منذ آلاف السنين، والعبرة بالمسميات وعلاقة المواطنة.
هذا ليس ما أريد التوسع في الحديث عنه هنا، إنما أردت الإشارة إلى أن الدولة التي أنشأها البريطانيون والأوربيون بجلب اليهود من بقاع الأرض لتحتل فلسطين وتسميها (إسرائيل) ليست دولة طبيعية ولو عمل مغتصبوها ليل نهار على إيهام العالم بأن حق الفلسطينيين في وطنهم باطلاً وباطل احتلالهم حقاً!!.
اليهود الفلسطينيون لا شك أنهم جزء من أرض وشعب فلسطين، ولا يستطيع أحد إنكار حقيقة كون حق الانتماء للهوية الوطنية من الحقوق الطبيعية التي لا توهب ولا تسلب بقرار سياسي لأن من يصدر القرار السياسي في دولة المواطنة مجرد مواطن، المواطنة تثبت بالانتماء للأرض، أما أن يتأسس حزب باسم: (إسرائيل بيتنا) فهدفه محاولة شرعنة العنصرية كأساس لبناء دولة وهو عمل سياسي غير قابل للبقاء شأنه شأن أي عمل عنصري في أي جزء من العالم.
(إسرائيل بيتنا) حزب يقوم على معنى ديني والدين عقيدة والعقيدة تقوم على الحرية وغير قابلة للتوريث لأن توريث العقائد ينافي حرية العقيدة (لا إكراه في الدين، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر – أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) إكراه الناس على اعتناق عقيدة أو مذهب ديني أو فكري ينافي العدالة الدينية والقانونية والأخلاقية ويغذي ثقافة الكراهية لأن الحرية والعدالة مرتكز الحياة المدنية والإنسانية السوية.
وإذا قلنا مثلاً: (اليمن بيتنا) كإطار عام فإن هذا الإطار يجب أن يقوم على احترام التعدد والقبول بالتعايش ليس كخيار أخلاقي وإنما كالتزام قانوني يترتب على مخالفته المسؤولية المدنية والجنائية حماية لمبدأ التعايش الواجب، وسلطات الدولة أي دولة حقيقية هي المخولة بالإشراف على الحماية وتطبيق قواعد احترام مبدأ سيادة القانون بتفاصيله، ومثلما أن اليمن بيت جميع اليمنيين فإن فلسطين بيت كل الفلسطينيين بمختلف عقائدهم وانتمآتهم ويتمتعون كبقية بلدان العالم بكامل الحقوق المدنية والسياسية.
ومن حق أي جماعة سياسية إنشاء حزب بهذا الاسم طالما كان برنامجه السياسي خال من أي أفكار عنصرية تمس حرية العقيدة أو تدعو إلى أي نوع من أنواع العصبية والانغلاق أو تحرض على الإرهاب المادي أو المعنوي أو الفكري أو تسعى إلى المساس بالدستور ومبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام سيادة القانون.
(اليمن بيتنا) يفترض أن يكون عنوان كل نشاط سياسي وطني يقوم على التمييز بين الحق العام للمجتمع والحق الخاص للفرد الذي يلتزم بعدم التعدي على حق غيره.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تبون: الجزائر مستعدة للتطبيع مع إسرائيل إذا تم إنشاء دولة فلسطينية

قال عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري، في حوار مع جريدة l’Opinion  الفرنسية إن الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل  إذا تم إنشاء دولة فلسطينية،  وسئل الرئيس  « هل أنتم مستعدون لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا أدى استئناف عملية السلام إلى إنشاء دولة فلسطينية؟ »، فأجاب قائلا: « طبعا »، وأضاف أن الجزائر مستعدة للتطبيع « في اليوم نفسه الذي ستكون فيه دولة فلسطينية ».

بل إن  الرئيس الجزائري  اعتبر أن موقفه هذا متسق تماما مع مواقف تاريخية لأسلافه مقدما مثالا بالرئيسين الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة، الذين قال إنهما أوضحا أن لا مشكلة  للجزائر مع إسرائيل، مشددا على أن هم الجزائر هو إقامة دولة فلسطينية.

كلمات دلالية إسرائيل الجزائر تبون تطبيع

مقالات مشابهة

  • فلسطين تشارك في أعمال الدورة (٥٥) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في الكويت
  • روسيا عن خطط إسرائيل: يريدون البقاء في فلسطين ولبنان والجولان
  • الراعي يشيد بتضحيات الشهيد الضيف ويؤكد موقف اليمن الثابت تجاه فلسطين
  • رئيس وزراء فلسطين يؤكد ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل لضمان وقف إطلاق نار دائم في غزة
  • تبون: الجزائر مستعدة للتطبيع مع إسرائيل إذا تم إنشاء دولة فلسطينية
  • فلسطين تدين بقوة التدمير الإسرائيلي الوحشي لأبنية في الضفة الغربية
  • عاجل | لوبينيون الفرنسية عن رئيس الجزائر: مستعدون لتطبيع العلاقة مع إسرائيل في نفس اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية
  • فلسطين: الاحتلال يرتكب انتهاكات مفضية إلى الموت بحق المعتقلين ...بلا قيود ترصد جرائم إسرائيل بحق المعتقلين
  • 9 دول تعلن تشكيل مجموعة لاهاي لمحاسبة إسرائيل ودعم فلسطين
  • وزير الخارجية المصري : لن تنعم المنطقة بالسلام ما لم تقم دولة فلسطين