زاد في العقود الأخيرة أقبال الناس في المجتمع اليمني على شهادة الزور وكأن شهادة الزور من الأعمال النافعة والعظيمة في الدنيا والآخرة لمرتكبيها وليست مهلكة لشاهد الزور في المال والذرية!! فشهادة الزور من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب وقد حذر المشرع السماوي جل في علاه من شهادة الزور بقوله تعالى:
(وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72).
وما اعتقده أن المال الحرام الذي يتقاضاه شاهد الزور ليس وحده السبب والدافع لشاهد الزور بل قد تكون هناك أسباب أخرى كالعداوة المبطنة والحسد وان كانت بنسب قليلة مقارنة بأولئك الطامعين في المال الحرام كأن يشهد الشخص زورا على المشهود ضده انتقاما أو لشعور شاهد الزور بنقص نحو المشهود ضده، أو مجاملة ورد جميل ومعروف لصالح المشهود له !
وأيا كانت دوافع شاهد الزور فكل الطرق مؤدية بلا شك إلى جهنم والعياذ بالله ، فليست المسألة هينة عند الله بل هي عظيمة ومغضبة للمولى عز وجل وموجبة ومجلبة للنقم في الدنيا والآخرة قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا، وقال أيضا: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وقال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ، وعلى الناس أن يدركوا خطورة قول الزور وشهادة الزور، وعلى الجهات المعنية في الدولة وبالذات وزارة الأوقاف والإرشاد ودار الإفتاء ووزارة العدل في توعية المجتمع من خطورة شهادة الزور، وكتم شهادة الحق، وتغليظ العقوبة القانونية لشاهد الزور، لأن هذه المشكلة تعد خطراً يهدد النسيج المجتمعي ووبالاً على الفرد والمجتمع، ويجب التصدي لها والحد من تفشيها وتكاثرها والقضاء عليها لأنها تضلل العدالة وتحد منها .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: شهادة الزور شاهد الزور
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: نشر أسرار البيوت على مواقع التواصل حرام شرعا
أجاب الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن سؤال حول نشر الأسرار الشخصية وأمور الحياة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "البيت" على قناة "الناس"، أن الشرع الشريف يفرق بين نشر الأمور التي تدعو للتواصل الاجتماعي والتقارب مثل تهنئة العيد أو العزاء، وهو أمر جائز ومحمود ويقرب المسافات بين الناس.
وأشار إلى أنه إذا كان الشخص ينشر تفاصيل حياتية مثل نجاح ابنه في الامتحان أو مناسبة سعيدة تخصه، فهذا جائز أيضًا، لكن في حال نشر الخصوصيات أو الأمور التي تخص أسرار البيت أو العمل أو الحياة الشخصية بشكل غير لائق، فهذا مرفوض شرعًا، ويعد محرمًا، مشددا على أن الشرع نهى عن التطفل على خصوصيات الناس أو نشر ما قد يسبب لهم ضررًا أو يعرضهم للانتقاد.
وأضاف أن مبدأ الستر هو الأصل في الإسلام، حتى في العبادة، حيث يُفضل أن يظل الإنسان مستترًا في النعم التي ينعم الله بها عليه، باستثناء الحالات التي يدعو فيها الإنسان لذكر نعم الله عليه، مثلما ذكر الله في القرآن: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ»، وفي هذه الحالة، إذا كان الأمر لا يجرح أو يفضح خصوصيات، يمكن للإنسان أن يذكر نعمة الله عليه.
وأشار إلى أن الفقهاء قد ألفوا كتبًا حول هذا الموضوع، مثل الإمام السيوطي في كتاب «التحدث بنعمة الله»، حيث ذكر كيفية شكر الله على النعم دون التفاخر أو التباهي بما يعرض الإنسان للوم أو العيب.
وأكد على أن ما يقال ويُنشر يجب أن يكون فيما لا يعرض الإنسان لانتقاد أو كشف لعيوبه أو خصوصياته، وأن الأمور التي لا يعاب الإنسان فيها مثل "اشتريت سيارة جديدة" أو "حصلت على وظيفة" هي أمور جائزة، أما ما يفضح الإنسان أو يسبب له حرجًا فهو مذموم وغير جائز شرعًا.