الثورة /متابعة/حمدي دوبلة

يعيش كيان الاحتلال الصهيوني مشاكل متعددة ومعقدة بسبب فشله العسكري والسياسي في حربه العدوانية على قطاع غزة ناهيك عن سقوطه الأخلاقي بقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين خلال سبعة أشهر من جرائمه الوحشية بحق النساء والأطفال والمعالم المدنية في القطاع.
وبات الإعلام العبري يتحدث في الآونة الأخيرة بوضوح عن تهاوي نظرية التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي في غزة وتعرّض جحافله لضربات موجعة على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية ومجاهدي حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال وفشله الذريع في اعتراض صواريخ ومسيرات اليمن.


وفيما نقل الإعلام العبري تأكيدات عسكريين وإعلاميين ومختصين صهاينة بفقدان جيش الاحتلال التفوق الجوي في الأجواء اللبنانية تحديدا أعلن الجيش الصهيوني استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية على خلفية ما أسماه الفشل المصاحب لعملية السابع من أكتوبر، وتطرق المراسل العسكري في موقع “والاه” العبري، إلى إسقاط طائرة مسيّرة “إسرائيلية” في أجواء منطقة العيشية، وما حصل في “عرب العرامشة” بعد استهداف مسيرة لحزب الله المقر المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146)، قائلاً إنّ حزب الله ينجح في ضرب “إسرائيل”.
وحذّر المراسل والخبير العسكري الصهيوني أمير بوحبوط من فقدان التفوق الجوي في المجال اللبناني، معتبراً أن ذلك سيضر بشكلٍ كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية.
وتابع قائلاً: “نحن في مشكلة كبيرة”.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله- مساء الأحد الفائت إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية ‏من نوع هيرمز 450 في أجواء منطقة العيشية
ولاحقاً، أقرّ المتحدث باسم “جيش” الاحتلال بسقوط طائرة بدون طيار تابعة لـ”الجيش” داخل لبنان بعد إصابتها بصاروخ أرض-جو.
وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان قد نفذت قبل أيام هجوماً مركّباً بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في “عرب العرامشة”، رداً على اغتيال الاحتلال عدداً من المجاهدين.
وأقرّت وسائل إعلام عبرية بمقتل الضابط دور زيمل الذي يحمل رتبة رائد في احتياط جيش الاحتلال متأثراً بجراحه التي أُصيب نتيجة العملية لتُصبح حصيلة الهجوم قتيلاً و13 إصابة، من بينهم 5 إصابات خطرة.
ويفيد الإعلام العبري بأنّ الجنود الذين كانوا موجودين في المبنى الذي استهدفه حزب الله يتبعون للواء الاحتياط 6 (كرياتي)، مشيراً إلى أنّ هذه الحادثة هي “الأخطر منذ اندلاع الحرب”.
بدوره، رأى المعلق العسكري في قناة “كان”، روعي شارون، أنّ ما حصل في “عرب العرامشة” “هو من الحوادث القاسية في اختبار نتائج حوادث عند الحدود في هذه المنطقة”، مؤكداً أنّ “حزب الله علم بالتمام على ماذا يصوّب عندما صوّب نحو مبنى داخل القرية حيث يوجد جنود احتياط”.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، في وقتٍ سابق، مشاهد من العملية في “عرب العرامشة” شمالي فلسطين المحتلة.
في سياق متصل أعلن جيش الاحتلال، أمس، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قبِل استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهرون حاليفا، على خلفية فشله في كشف هجوم 7 أكتوبر الماضي.
وقال في بيان، إن حاليفا “طلب، بالتنسيق مع رئيس الأركان، التنحي عن منصبه بسبب مسؤوليته القيادية بصفته رئيسًا لهيئة الاستخبارات العسكرية خلال أحداث 7 أكتوبر”.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني أن حاليفا، قرر الاستقالة من منصبه، على خلفية فشله في التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر، فيما رأى محللون أن الضابط المقال ليس اكثر من كبش فداء وأن أثار وتداعيات الفشل “الإسرائيلي” منذ 7 أكتوبر سيطال كبار المسئولين الصهاينة سياسيين وعسكريين وأمنيين ولن تكون هذه الإقالة لضابط استخبارات كافية لتهدئة الشارع الصهيوني الذي يشهد غلياناً شعبيا متصاعدا ضد حكومة نتنياهو المتطرفة والعاجزة عن تحقيق أي من أهداف عدوانها على غزة وفي مقدمتها إعادة الأسرى أحياء.
وتعدّ استقالة حاليفا أول استقالة رسمية لقائد رفيع في كيان الاحتلال، وخصوصا في الجيش، فيما تتواصل المطالبات في الشارع الصهيوني ي بمحاسبة المسؤولين العسكريين والسياسيين، عن الفشل في الكشف والتعامل مع عملية السابع من أكتوبر لمجاهدي المقاومة الفلسطينية
وتواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إستراتيجية محور المقاومة بعد التهدئة.. استخلاص الدروس وإعادة البناء

طهران- منذ دخول اتفاق التهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس حيز التنفيذ في قطاع غزة، برزت تساؤلات لدى الأوساط الإيرانية حول دور طهران في معركة طوفان الأقصى، والدروس المستفادة منها، وإستراتيجية محور المقاومة في اليوم التالي للحرب؟.

وتسعى الجزيرة نت في هذا التقرير، للرد على هذه الأسئلة وغيرها بعرضها على خبراء سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين إيرانيين سابقين، يجمعون على انتصار المقاومة في الجولة الأخيرة من الصراع مع العدو الإسرائيلي، ويقدمون تصورا لضرورة اتخاذ فصائل المقاومة خطوات لا بد منها عقب وقف إطلاق النار بشكل نهائي.

كيف تنظر الأوساط الإيرانية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟

يعتقد الباحث العسكري الإيراني علي عبدي، أنه "لا يمكن النظر إلى نزول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من فوق شجرة الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرا إلا في إطار الهزيمة التي مُني بها".

وبرأي عبدي، ثمة عناصر تحدد الجهة المنتصرة في النزاعات، لعل أبرزها:

مدى تحقيق الأهداف المعلنة. وتحييد العدو أو قدراته من الساحة. وأخيرا، التحكم بمجريات الصراع والسيطرة على ساحات النزال. "وهذا ما عجزت تل أبيب عن تحقيقه" بحسب عبدي.

وفي حديثه للجزيرة نت، يقول عبدي إنه فضلا عن إحياء القضية الفلسطينية جراء عملية طوفان الأقصى وتعاطف الرأي العام العالمي مع الفلسطينيين وضغطه على الأنظمة السياسية بضرورة دعم إقامة الدولة الفلسطينية، فإن الجبهة الداخلية الإسرائيلية في اليوم التالي للوقف الكامل للعمليات العسكرية في غزة لن تعود إلى ما كانت عليه قبيل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

إعلان

وبرأي الباحث العسكري، فإن صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان وعدم تخليه عن دعم المقاومة الفلسطينية في غزة كان سببا رئيسا في إفشال مخططات تل أبيب الرامية إلى القضاء على فصائل المقاومة المسلحة وتحييد التنظيم الإداري والسياسي لحركة حماس.

مؤكدا أن "مناورة شرطة حماس وإدارتها لملف تبادل الأسرى عقب دخول الهدنة حيز التنفيذ كانت مباغتة من العيار الثقيل بالنسبة للحرب النفسية التي طالما سوقت لها حكومة نتنياهو للاستهلاك الداخلي واستعراض قوتها في الإعلام".

وتابع أن دخول فصائل المقاومة على خط العمليات الإسنادية لغزة حال دون استفراد العدو الإسرائيلي بالقطاع المحاصر، وأربك مخططات حلفائه الغربيين لا سيما في البحر الأحمر، مما أقنع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بأن إسرائيل غير قادرة على القضاء على حماس. وبالتالي لابد من الضغط على تل أبيب للقبول بالهدنة، على أمل تعويض الخسارة العسكرية بمناورة سياسية تديرها واشنطن لتطبيع المزيد من الدول العربية مع تل أبيب خلال المرحلة المقبلة.

ما أسباب إطالة أمد الحرب الأخيرة على غزة؟

"رؤية إسرائيل حيال غزة وما أرادت تحقيقه بذريعة مهاجمتها فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 تعتبر سببا رئيسيا لاستمرار الحرب على مدى نحو 15 شهرا" وفق الباحث العسكري علي عبدي، الذي أوضح أن تل أبيب رأت في نتائج عملية طوفان الأقصى "معركة وجودية" تفضي إلى وضع "كيان الاحتلال" على سكة الضعف والزوال أو القضاء على أعدائه اللدودين، فقررت مواصلتها حتى تحييد غالبية التحديات الماثلة أمام أمنها القومي من دون جدوی.

ويضيف المتحدث نفسه، أن القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ترى في وجود إسرائيل "قاعدة وأرضية لمواصلة الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط"، ما برر لها أن تمده بشتى أنواع الدعم التسلحي والمادي والأمني، حيث أسهمت في إطالة أمد العدوان.

إعلان ما الدور الذي لعبته طهران في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة؟

يصف السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا، عبد الرضا فرجي راد، بلاده بأنها "الغائب الحاضر" في جميع محطات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وذلك في إطار سياستها المبدئية الداعمة للقضية الفلسطينية.

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح الدبلوماسي الإيراني السابق أن طهران أخذت على عاتقها أدوارا مختلفة لدعم غزة، بدءا من تفعيل أوراقها للضغط العسكري على إسرائيل وحلفائها الغربيين في سياق "وحدة الساحات" وصولا لتنشيط دبلوماسيتها لوقف العدوان من جهة ومنع تشريد أهالي غزة إلى خارج القطاع من جهة أخرى.

ولدى إشارته إلى إطلاق بلاده الصواريخ والمسيرات باتجاه الأراضي المحتلة دعما للمقاومة في لبنان وغزة، يضيف فرجي راد أن طهران قدمت ما بوسعها من الدعم المناسب لحلفائها مما قد لا يمكن الكشف عنه بما فيه الدعم الأمني والاستشاري.

عناصر الحشد الشعبي تضرم النيران قرب السفارة الأميركية ببغداد لإدانة الضربات الجوية على قواعدهم (رويترز) ما مسوغات التحرك الإيراني لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان وإشهارها الضوء الأخضر للحشد الشعبي العراقي بتجميد عملياته ضد إسرائيل؟

يذكّر فرجي راد بأن منع إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزة لا يعني أن حلفاء إيران لم يتلقوا ضربات موجعة خلال أكثر من عام من الحرب، مستدركا أن طهران عملت من أجل وقف إطلاق النار في غزة منذ الساعات الأولى للعدوان الأخير على القطاع تفاديا لسقوط ضحايا بين المدنيين العزل.

وأرجع الدبلوماسي الإيراني السابق السبب الآخر لدفع طهران باتجاه وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، إلى إنقاذ حلفائها وقدراتهم البشرية والعسكرية من آلة الدمار الإسرائيلية ومنحهم الفرصة اللازمة لاستعادة قوتهم.

أما عن إظهار طهران الضوء الأخضر للحشد الشعبي العراقي من أجل الانصياع لإرادة الدولة العراقية، فيعزو المتحدث نفسه السبب إلى تزايد الضغوط الدولية على بغداد وتفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي وحلفائه الغربيين الذين يمَنون أنفسهم بالعبث في الأمن العراقي بذريعة استمرار إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه الأراضي المحتلة.

إعلان ما هي إستراتيجية محور المقاومة بعد وقف العدوان في المنطقة؟

يعتقد الباحث الإيراني في الشؤون الإسرائيلية مجيد صفا تاج، أن معركة طوفان الأقصی ورغم آلامها للشعب الفلسطيني في غزة فإنها حشرت كيان الاحتلال الإسرائيلي في الزاوية ووضعته في أسوأ حالاته خلال العقود الأخيرة، مؤكدا أنه لا بد من توظيف مكتسبات عملية طوفان الأقصى في الإستراتيجية التي ستعتمدها المقاومة في اليوم التالي للهدنة.

وأوضح صفا تاج، أن مجريات معركة طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصولا إلى قبول الاحتلال بشروط حركة حماس لوقف إطلاق النار وضعت العدو الإسرائيلي أمام ضعفه وهشاشة أجهزته الاستخبارية التي عجزت عن التنبؤ بالمعركة ثم تحرير الأسرى وكسرت هيبة قواته البرية وأفشلت مخططاته الرامية للدمج في نسيج الشرق الأوسط.

ورأى الباحث الإيراني، أن إستراتيجية محور المقاومة "ستركز على إعادة بناء قدرات فصائله خلال المرحلة المقبلة وإعادة صياغة معادلات القوة وقواعد الاشتباك، مستفيدة من التجارب التي اكتسبها خلال الجولة الأخيرة من الصراع مع الحرص على إبقاء البوصلة ثابتة نحو القدس".

وأشار إلى أن إسرائيل دشّنت مرحلة جديدة من الصراع بشنها حربا إلكترونية على المقاومة وجمهورها في لبنان واستعانتها بالذكاء الاصطناعي لتدمير غزة، مضيفا أن إستراتيجية المقاومة خلال المرحلة المقبلة ستأخذ جميع الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى ومنها تعزيز القدرات السيبرانية والإلكترونية والأمنية.

ما الدروس التي استفادتها إيران من حرب غزة؟

يقول صفا تاج، إن إيران دشنت لأول مرة إستراتيجية "وحدة الساحات" في مواجهة الكيان الإسرائيلي ودعم أهالي غزة ومقاومتها. مضيفا أنه مما لا شك فيه فإنها ستقوم بتقييم نجاعة هذا الخيار والعمل على تعزيزه أو تعديله وفقا لمدى تحقيقه الأهداف المرسومة له.

ويضيف الباحث الإيراني، أن معركة طوفان الأقصى أفضت إلى أول مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب وبرهنت عن ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية وكشفت عن مدى نجاعة الأسلحة الإيرانية في اختراق أحدث الدفاعات الجوية الغربية. مستدركا أن طهران ستأخذ الدروس المستفادة من تصدي دفاعاتها الجوية للهجوم الإسرائيلي علی أراضيها بعين الاعتبار، وستعمل على تعزيزها ورفع قدراتها الردعية.

إعلان

وأشار إلى الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت عددا من القيادات السياسية والعسكرية لفصائل المقاومة المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية، مشددا على ضرورة تعزيز الأجهزة الأمنية لدى الفصائل خلال المرحلة المقبلة.

وخلص صفا تاج إلى أن معركة تحرير الأقصى المبارك ليست محطة وإنما مسار طويل يتطلب ثباتا وإرادة صلبة في مجابهة التحديات المستحدثة، مؤكدا أن بلاده ستعكف على استخلاص الدروس من الحرب الأخيرة على غزة ومعالجة عناصر الضعف وتعزيز قدرات المشروع المقاوم.

مقالات مشابهة

  • عضو المجلس العسكري للقسام يحيي قيادة المقاومة اليمنية لأدائهم البطولي في طوفان الأقصى
  • عضو المجلس العسكري للقسام الحداد يحيي قيادة المقاومة اليمنية لأدائهم البطولي في طوفان الأقصى
  • إستراتيجية محور المقاومة بعد التهدئة.. استخلاص الدروس وإعادة البناء
  • طوفان الأقصى.. ومصير التطبيع
  • القناة 12 الإسرائيلية: ما خفي أعظم كشف فشل الاستخبارات وشجاعة السنوار
  • القيادي البارز بالقسام عز الدين الحداد لـما خفي أعظم: كشفنا خطط الاحتلال قبل طوفان الأقصى
  • شاهد: الحداد يكشف تفاصيل جديدة عن معركة 7 أكتوبر
  • عاجل - الظهور الأولى لـ محمد الضيف.. لقطات حصرية لأول مرة عن تفاصيل هجوم 7 أكتوبر "طوفان الأقصى"
  • عاجل - عز الدين الحداد يكشف تفاصيل غير مسبوقة عن هجوم 7 أكتوبر
  • معركة طوفان الأقصى.. معجزة غزة وأهلها