لجريدة عمان:
2025-04-10@18:55:26 GMT

عُمان والإمارات.. تاريخ مشترك ومصير واحد

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

عُمان والإمارات.. تاريخ مشترك ومصير واحد

في كل مرّة تُطرح فيها العلاقات العمانية الإماراتية للنقاش يَحار المرؤ كيف يُجزّئ هذه العلاقة ويضعها في جانبين لينظر إلى مواطِن التقابل فيها! إن الأمر شديد الصعوبة كما أنه شديد التعقيد؛ فالعلاقة بين هذين البلدين علاقة استثنائية بكل المقاييس السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية، إنها تنطلق من الجذر ذاته، وتأتي من المسار التاريخي ذاته، ومن البنية الاجتماعية ذاتها، وتذهب نحو المستقبل نفسه وإن تعددت زوايا الرؤية.

بهذا المعنى تتضح صعوبة فكرة «الجانبين» عندما يتعلق الأمر بعُمان والإمارات، إنه في الحقيقة جانب واحد ومصير واحد يربط الشعبين الشقيقين المتماسكين بحكم التاريخ وبحكم مكونات اللحظة الراهنة، وكذلك بحكم المكونات الاجتماعية المتجانسة إلى درجة التماهي. كل هذه المعطيات هي أدوات قوة في عمل قيادتي «البلدين» الشقيقين فلا تحديات نحو تجسير البُنى الاجتماعية التي تُبنى عليها الخطوط السياسية ومساراتها في التنمية وفي الاقتصاد والاستثمار، ولا صعوبات في فهم حقيقة المصير المشترك.

ولذلك فإن تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في هذه اللحظة الآنية من الزمن لا تحمل كثير تعقيدات أو تحديات، إنها علاقات تذهب تلقائيًا، بحكم كلّ ما سبق، نحو التطور والتجديد.. رغم ذلك فإن العمل الجادّ نحو ترسيخ هذه العلاقات بجذورها التاريخية في نفوس الأجيال القادمة في البلدين أمر في غاية الأهمية على أن يكون هذا الأمر بأدوات اللحظة ومتطلباتها وإلحاحاتها.

إن الزيارة المهمة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه- إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هي تجسيد حقيقي وحيّ لواقع العلاقة بين البلدين الشقيقين، والاستقبال المهيب الذي أقيم لجلالته في إمارة أبوظبي اليوم يعكس المكانة الكبيرة التي يتمتع بها جلالته في الإمارات وكل النتائج التي ستتمخّض عنها الزيارة، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي، هي في الحقيقة متطلبات المرحلة التي يرنو لها الشعبان الشقيقان، ولأسباب كثيرة تتعلق بالتاريخ المشترك وبمسارات المستقبل الواحدة.

لا نستطيع القول إن هذه الزيارة عتبة لمسيرة العلاقات بين البلدين، إن العتبات تكون دائما عند البدايات الأولى التي لا شيء قبلها، وهذا لا يستقيم في كل شيء له علاقة بعُمان وبالإمارات، ولكن نأمل أن تكون مرحلة يُسرّع فيها كل شيء، ويَزدهرُ كلُّ شيءٍ ويُنظر فيها إلى المستقبل من الزاوية نفسها إذا كان المسير إلى المكان نفسه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين

في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية وتوجه البلدين نحو توطيد التعاون السياسي والإقليمي، استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، نظيره الإيراني، عباس عراقجي، بمقر وزارة الخارجية الجزائرية، حسب ما أفاد به التلفزيون العمومي.

لقاء في ظرف إقليمي حساس

وجاء هذا اللقاء بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني إلى الجزائر صباح اليوم، في زيارة رسمية تدخل في إطار المشاورات السياسية بين البلدين حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات بين الجانبين تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي، وتنسيق الجهود داخل المنظمات الإقليمية والدولية.

إيران في قلب عاصفة جيوسياسية

تأتي زيارة الوزير الإيراني في وقت تمر فيه بلاده بمرحلة دقيقة على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث تتعرض طهران لضغوط متزايدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، على خلفية تصاعد التوتر في منطقة الخليج، واستمرار الاتهامات الغربية لإيران بدعم حركات مسلحة في عدد من بؤر التوتر، أبرزها اليمن، سوريا، ولبنان.

وقد تصاعدت حدة التهديدات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، بعد توجيه واشنطن تحذيرات مباشرة لإيران بشأن أنشطتها الإقليمية وبرنامجها النووي، مع فرض عقوبات جديدة طالت كيانات وشخصيات مرتبطة بالحرس الثوري. في هذا السياق المتأزم، تسعى طهران إلى كسر طوق العزلة عبر تعزيز علاقاتها مع دول الجنوب، لا سيما الجزائر، باعتبارها قوة إقليمية ذات مواقف مبدئية مستقلة.

الجزائر والساحل.. بين التحديات الأمنية والمنافسة الجيوسياسية

بالتوازي، تعيش الجزائر بدورها ظرفًا حساسًا في محيطها الإقليمي، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد اضطرابات متصاعدة عقب سلسلة من الانقلابات العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وقد تسببت هذه التحولات في توتر علاقات الجزائر مع بعض هذه الدول، لا سيما بعد توجه الأنظمة الجديدة نحو التعاون العسكري مع قوى خارجية مثل روسيا وتركيا، في ظل تهميش نسبي للدور الجزائري التاريخي في المنطقة.

وتُعد منطقة الساحل أحد أبرز المجالات الحيوية للأمن القومي الجزائري، حيث تنظر الجزائر بقلق إلى تنامي النفوذ الأجنبي غير المنسق مع دول الجوار، وسط تحديات تتعلق بالإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية.




النفوذ الإيراني في إفريقيا.. طموحات هادئة

في هذا السياق، تسعى إيران هي الأخرى إلى تعزيز حضورها في الساحل الإفريقي، عبر قنوات متعددة تشمل العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات صحية وتعليمية، إضافة إلى نشاطات ثقافية ذات طابع ديني. هذا التمدد الإيراني، رغم طابعه "الناعم"، يندرج ضمن استراتيجيتها لتعويض عزلة في مناطق أخرى، وبناء تحالفات مع دول تعاني من هشاشة سياسية وأمنية.

وقد يُنظر إلى هذا التقارب بين الجزائر وطهران كخطوة نحو تنسيق الرؤى بشأن مستقبل الساحل، خاصة إذا ما تم برؤية مشتركة ترفض التدخلات الأجنبية وتسعى لإيجاد حلول إفريقية خالصة للمشكلات المعقدة في المنطقة.

آفاق التعاون

ومن المنتظر أن تُتوّج هذه الزيارة باتفاقات أو تفاهمات تمهد الطريق لمزيد من التنسيق الثنائي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تعرفها المنطقة، والتي تستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية والحوار بين الدول الفاعلة.

وتبقى الجزائر، وفق مراقبين، لاعبًا دبلوماسيًا متوازنًا يسعى للحفاظ على علاقات متينة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك إيران، في إطار رؤية قائمة على عدم الانحياز، والدفاع عن مبادئ السيادة والوحدة الإقليمية.


مقالات مشابهة

  • اعلام عبري يكشف المدة التي سيبقى فيها جيش الاحتلال بجنين وطولكرم
  • مجلة أمريكية: علينا ان نستذكر “المرة الوحيدة” التي أوقف فيها “الحوثيون” هجماتهم في البحر 
  • قناة اسرائيلية تكشف المدة التي سيبقى فيها الجيش الاسرائيلي بجنين وطولكرم
  • العراق والإمارات يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • وزير الخارجية: زيارة ماكرون تعكس الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • العراق ثالث أعلى الدول التي نفذت فيها مشاريع من قبل مقاولين أتراك
  • وزير التعليم: ندعم فلسطين قلباً وقالباً..وتربطنا أخوة ومصير مشترك
  • الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين
  • إيران: لا نؤمن بالمفاوضات التي يفرض فيها الطرف الآخر مطالبه عبر التهديد