استقبل المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد بمطروح، وفد مشروع النهج المستدام لإدارة المياه والتربة للأراضي الجافة بحوض البحر الأبيض المتوسط، بحضور وفود 7 دول من إيطاليا وإسبانيا وتونس ومصر واليونان والمغرب بمقر الإدارة العامة للمركز بوسط مدينة مرسى مطروح، الذي يستمر على مدار 3 أيام، بحضور الدكتور محمد سالم مدير مركز البحوث التطبيقية.

 

وقال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق والمدير الوطني للمشروع، اليوم، خلال اللقاء إن مشروع النهج المستدام لإدارة المياه والتربة للأراضي الجافة بحوض البحر الأبيض المتوسط يأتي في إطار مواجهة مشكلة تدهور الأراضي والتصحر في المنطقة، حيث تُعاني هذه المناطق من تأثيرات سلبية ناجمة عن العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية، التي تزداد تعقيدًا مع التغيرات المناخية المتزايدة، ولذا فإن استعادة الأراضي المتدهورة وتعزيز مرونة النظم الاجتماعية والبيئية المهددة في منطقة البحر المتوسط يتطلب نهجًا متكاملًا ومستدامًا.

تعزيز مرونة النظم البيئية للأراضي الجافة المهددة بالانقراض

أوضح روجيو بير باولو مدير مشروع أن المشروع SALAM-MED يهدف إلى تحديد واختبار الحلول المصممة خصيصًا لتعزيز مرونة النظم الاجتماعية والبيئية بشأن الأراضي الجافة المُهددة بالانقراض أو لاستعادة النظم البيئية المتدهورة في الأراضي القاحلة، وأنه سيتم تطوير المعرفة العلمية الجديدة والأدوات المتكاملة عبر مجموعة واسعة من المناطق المختارة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وتسهم التقنيات المٌطورة في استخدام المياه بشكل فعال وإدارة التربة بطريقة مستدامة في الخدمات المدنية والزراعية والنظم البيئية في هذه المناطق.

إنشاء 6 معامل مفتوحة بالأراضي الجافة بحوض البحر المتوسط

وأكد المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن أهداف المشروع تشمل إنشاء 6 معامل مفتوحة في مناطق مختلفة من الأراضي الجافة بحوض البحر الأبيض المتوسط، لتحديد واختبار الحلول والسياسات العملية وأدوات دعم القرار وفرص الاستثمار المتعلقة بالإدارة المستدامة للتربة والمياه، كما يهدف المشروع إلى توفير حلول علمية مبتكرة لزيادة مرونة النظم الاجتماعية المهددة بتدهور مصادر المياه والأراضي والعمل على توطين هذه الحلول في المجتمعات المحلية.

استعادة الأراضي المتدهورة 

وأوضح «الأمير»، أنه من المتوقع أن يتم تحقيق عدة فوائد من مشروع SALAM-MED على المستوى البيئي، وتساهم الحلول المطورة في استعادة الأراضي المتدهورة وتحسين جودة التربة والمياه، وبالتالي تعزيز التنوع البيولوجي والنظم البيئية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بحوث الصحراء التنمية المستدامة مركز بحوث الصحراء محافظة مطروح المياة الوديان البحر الأبیض المتوسط النظم البیئیة

إقرأ أيضاً:

محمد عفيفي: طه حسين خير ممثل لفكرة الانتماء إلى عالم البحر المتوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدولة العربية، في مقره بمنطقة جاردن سيتي بالقاهرة، ندوة فكرية تحت عنوان "حوار حول الفكرة المتوسطية في المشرق العربي"، تحدث فيها الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، والدكتور محمد كمال مدير معهد البحوث والدراسات العربيّة، وأستاذ العلوم السياسيّة في جامعة القاهرة وأدارتها الدكتورة أماني فؤاد أستاذة النقد الأدبي في معهد البحوث والدراسات العربية وأكاديمية الفنون . 

وخلال الندوة تحدث عفيفي عن مفهوم الفكرة المتوسطية التي تعني الانتماء إلى عالم البحر المتوسط، موضحًا أنها تقوم على رابطة فكرية في الأساس، بالإضافة إلى أبعاد سياسية واقتصادية، ومرتكزات من التاريخ المشترك بين شعوب هذه المنطقة.

واستعرض عفيفي جذور النزعة المتوسطية في المشرق العربي، موضحا ما كان يعنيه البحر المتوسط في أذهان المفكرين في القرن التاسع عشر، مركّزًا على فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، التي شهدت ذروة صعود الفكرة المتوسطية كحركة فكرية في مصر ولبنان، وتداعياتها على الفكر السياسي في تلك الفترة.

كما أشار إلى دور القوى السياسية في مصر تجاه عودة الفكرة المتوسطية في التسعينيات، والتي تم تبنيها في سياق العلاقات بين الحكومات الفرنسية والمصرية لمواجهة "مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تم طرحه في العام 2004 ولاقى غضبا كبيرا من حكومات الدول العربية.

وأشار إلى أن هذا المفهوم شهد تحولًا كبيرًا حينما أصبح أيديولوجيا عقب الحرب العالمية الأولى، في فترة شهد فيها العالم دمارًا واسعًا واستنزافًا كبيرًا. ومن هنا، بدأت المتوسطية كحركة فكرية وأدبية، حيث انطلقت من فرنسا عبر مجلة "كراسات الجامعة" التي ركزت على الانتماء إلى عالم البحر المتوسط وتأثيره في الأدب والفكر حيث امتدت تأثيرات هذه الحركة إلى إسبانيا، ثم إلى تونس والجزائر، وعلى المستوى المصري كان طه حسين خير ممثل لهذه الفكرة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر".

وأضاف الدكتور عفيفي أن النزعة المتوسطية في إيطاليا نمت مع صعود الفاشية الايطالية التي أتت بموسوليني الذي كان يطلق على  البحر المتوسط لفظ "بحرنا"، مستعيدًا تعبيرًا لاتينيًا قديمًا في إطار محاولاته إحياء مجد الإمبراطورية الرومانية وكان يطمح لجعل البحر المتوسط بحيرة رومانية .

وقال إنه في المقابل، شهدت مصر وبلاد المشرق، مثل لبنان وسوريا، صعودًا للأيديولوجيات والقوميات، مع انتشار الفكر الشيوعي وتأسيس جماعة الإخوان المسلمين. كما ظهرت في لبنان مجلة "فينيقية"، أغلب كتاباتها باللغة الفرنسية، وتناولت الانتماء إلى الماضي الفينيقي وعالم البحر المتوسط، مع رفضها لفكرة القومية العربية، حيث اتسمت نصوصها بجرأة واضحة.

ورغم أن النزعة المتوسطية نمت وتأججت على حساب القومية العربية لفترة، إلا أن الأخيرة استعادت مكانتها مع أحداث ثورة 1936 في فلسطين، التي شهدت تصاعدًا حادًا للصراع الأيديولوجي في المنطقة.

في السياق، أشار الدكتور محمد كمال إلى أن طه حسين عدَّل فكره تجاه المتوسطية بعد توليه عمادة معهد الدراسات والبحوث العربية عام 1961، وهي فترة تولى خلالها هذا المنصب لفترة قصيرة جدًا. وأوضح أن تراجع طه حسين عن تبني الفكرة المتوسطية جاء في سياق التحولات السياسية التي أعقبت نجاح ثورة 23 يوليو 1952.

فقد تبنى قادة الثورة فكر القومية العربية، ما أدى إلى تراجع الأفكار المتوسطية وغيرها من الأيديولوجيات الأخرى. وفي ظل هذا المناخ السياسي، اضطر طه حسين إلى تعديل موقفه من المتوسطية بشكل تكتيكي وسياسي يتناسب مع المرحلة.

وعلى الرغم من هذه التعديلات، ظل هذا الجيل من الرواد، مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، أوفياء لقوميتهم المصرية، محافظين على هويتهم الفكرية والثقافية حتى وفاتهم.

ومن جانبها، قالت الدكتورة أماني فؤاد بأنه قد تنامى ُبعدًا جديدًا إلى فهمنا بمساهمة الحضارة اليونانية الرومانية في تشكيل الحضارة الأوروبية. فبينما أشار مفكرون كطه حسين وسلامة موسى إلى أن هذه الحضارات القديمة كانت مصدرًا للإلهام للأدب والفلسفة الأوروبيين،و ترى الدكتورة فؤاد أن هذه الحضارات قدمت أيضًا أسسًا مهمة لحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وتقدير التنوع الثقافي.

وطرحت الدكتورة فؤاد سؤالًا: كيف يمكن تحويل هذه الأفكار النخبوية إلى سلوكيات وثقافة عامة؟ إن الانتقال من الفكر إلى السلوك يتطلب جهدًا مشتركًا من المثقفين، وصناع القرار، ووسائل الإعلام. يجب أن يتم ترجمة هذه الأفكار إلى برامج تعليمية، ومبادرات مجتمعية، وقوانين تحمي الحريات الأساسية.

تتجاوز أهمية هذه الأفكار حدود الجغرافيا الزمنية والمكانية. فالتأكيد على حقوق الإنسان، وحرية التعبير، والتسامح، هي قيم عالمية تسعى البشرية جمعاء لتحقيقها. إن فهم جذور هذه القيم في الحضارات القديمة يمكن أن يعزز من تقديرنا لها، ويشجعنا على العمل من أجل نشرها في جميع أنحاء العالم. فالحوار بين الحضارات، وتبادل المعارف، هو السبيل الأمثل لبناء عالم أكثر عدالة وسلامًا.

حضر اللقاء عدد من المثقفين والكتاب من بينهم؛ الناقد محمد عبدالباسط عيد،والشاعر أحمد الجعفري، والناقد سيد ضيف الله، والدكتور محمد الطناحي أستاذ التاريخ  في معهد البحوث والدراسات العربية، والكاتبة نهال القويسني.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: مصر لديها فرصة في إنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر
  • محافظ الفيوم يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين مديرية الزراعة وبنك المياه المصري
  • بلدية أبوظبي تطلع وفود مؤسسات محلية على تجاربها الناجحة
  • لسوء الأحوال الجوية.. إغلاق ميناء العريش البحري
  • «بيئة أبوظبي» و«التغير المناخي» في قطر تبحثان حماية النظم البيئية
  • أبوظبي تبحث مع قطر تعزيز جهود حماية النظم البيئية
  • محمد عفيفي: طه حسين خير ممثل لفكرة الانتماء إلى عالم البحر المتوسط
  • جيش الاحتلال يعترض هدف جوي في منطقة البحر المتوسط
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة فوق البحر المتوسط ​​
  • الإمارات وقطر تبحثان الجهود المشتركة لحماية النظم البيئية