“غرفة دبي للاقتصاد الرقمي” تستقطب 9 شركات بقيمة سوقية تتجاوز 304 مليارات درهم في 2023
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
أعلنت غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، أن إجمالي القيمة السوقية لـ 9 شركات رقمية متعددة الجنسيات استقطبتها إلى الإمارة خلال العام الماضي، تجاوز 304 مليارات درهم (82.84 مليار دولار أمريكي)، ما يعكس تنامي جاذبية دبي عالمياً كوجهة استثمارية أولى للشركات العاملة في قطاعات التقنيات الحديثة والمتقدمة، ويجسد جهود الغرفة لتعزيز اقتصاد دبي الرقمي، ودعم تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33).
وشكل عامل التنوع في القطاعات أحد المميزات البارزة لتخصصات الشركات الرقمية متعددة الجنسيات التي استقطبتها الغرفة خلال 2023، حيث شملت كلاً من قطاعات الأمن السيبراني وتكنولوجيا التنقل وتقنيات الرعاية الصحية واللياقة، إضافة إلى المركبات المعتمدة على الطاقة الجديدة والروبوتات وأنظمة التحكم الذاتي، والتجارة الإلكترونية والسيارات والخدمات القانونية والعملات المشفرة.
وضمت قائمة الشركات الرقمية المستقطبة 3 شركات من قارة آسيا و3 شركات من قارة أوروبا، وشركتين من الولايات المتحدة الأمريكية وشركة من أمريكا اللاتينية، ما يعكس الفرص الواعدة التي يزخر بها اقتصاد دبي الرقمي للشركات متعددة الجنسيات.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أن استقطاب هذا النوع من الشركات العالمية متعددة الجنسية يعد إنجازاً يضاف إلى إنجازات دبي التي تواصل تطوير منظومة متكاملة للأعمال تحفيزاً للنمو والابتكار والإبداع، تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لتعزيز ريادتها كعاصمة عالمية للاقتصاد الرقمي، حيث يسجل اقتصاد الإمارة الرقمي نمواً متواصلاً في الجاذبية الاستثمارية والتوسع الإقليمي والعالمي للشركات المتخصصة في كافة المجالات التقنية.
وقال عمر سلطان العلماء، إن غرفة دبي للاقتصاد الرقمي تعمل على تعزيز الجهود والتعاون لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، لترسيخ بيئة الأعمال الرقمية في الإمارة من خلال مجموعة من المبادرات الاستراتيجية، بالتزامن مع مواصلة الجهود لاستعراض المقومات التنافسية المتقدمة التي يتمتع بها اقتصاد دبي الرقمي، وجذب المزيد من الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال إلى الإمارة، ما يعزز صدارة دبي ضمن أهم المدن الجاذبة للاستثمارات الرقمية النوعية، والمواهب المتخصصة بالقطاعات الرقمية.
وتواصل غرفة دبي للاقتصاد الرقمي جهودها لتسريع تحول الإمارة إلى واحدة من الاقتصادات الرقمية الرائدة في العالم، بما يتماشى مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية (D33)، إذ شهد العام الماضي إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مبادرة “طبِّق في دبي”، التي تقودها غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، والهادفة إلى تأهيل وتدريب 1000 إماراتي لطرح أساليب عمل جديدة، وابتكار تطبيقات نوعية، إضافة إلى مضاعفة عدد مطوري التطبيقات إلى 3 أضعاف بحلول عام 2025، ودعم 100 مشروع وطني جديد من خلال طرح تطبيقاتهم في المتاجر الرقمية.
كما أطلقت الغرفة، أكاديمية تدريب المواهب الوطنية ومسابقة أولمبياد التطبيقات الذكية واستضافت معرض “إكسباند نورث ستار”، الذي يعد أكبر تجمع للشركات الناشئة والمستثمرين في أكتوبر، وشهد المعرض حضور 33,060 مشاركاً.
وأطلقت الغرفة، منصة “دعم وجذب الشركات” بهدف تعزيز بيئة الأعمال في دبي من خلال تبسيط عمليات الشركات التي تسعى إلى إطلاق أو توسيع نطاق أنشطتها في الإمارة، حيث تقدم المنصة حزمة من الخدمات المؤسسية بالتعاون مع عدد من الشركاء، إضافة إلى خدمة توفيق الأعمال لمساعدة الشركات على إيجاد شركاء ومستثمرين وعملاء ملائمين لمتطلباتهم، فيما وقعت غرفة دبي للاقتصاد الرقمي مذكرات تفاهم مع 14 من الشركاء لتوفير حزم من الخدمات والتسهيلات للشركات الرقمية، واستقبلت 365 طلباً من الشركات الراغبة في الاستفادة من المزايا والتسهيلات المقدمة.
ونظمت الغرفة العام الماضي 10 ورش متخصصة بالقطاعات الاقتصادية الرقمية المتنوعة للتعرف على تحديات القطاع الخاص، وعقدت ورشتين جمعتا الجهات الحكومية لتعريفها بالتحديات والحلول المناسبة، كما نظمت 24 جولة شملت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا لاستقطاب الشركات الرقمية العالمية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.