على الرغم من حجمها الصغير، إلا أن بذور البطيخ تحمل قيمة غذائية هائلة، فهي تمتاز بغناها بالمواد المغذية مثل المغنيسيوم والحديد والزنك، إضافة إلى نسبة عالية من فيتامينات المجموعة “ب”، والأحماض الأمينية، والدهون المفيدة المتنوعة.
البعض يدمج بذور البطيخ في نظامهم الغذائي عن طريق صنع الزبدة أو الدقيق أو تحميصها للحصول على وجبة خفيفة مقرمشة.
فيما يلي بعض الفوائد الغذائية الرئيسية لبذور البطيخ:
1. **العناصر الغذائية الأساسية:** توفر بذور البطيخ العديد من العناصر الغذائية الأساسية مثل المغنيسيوم والحديد والزنك، والتي تعتبر ضرورية لصحة الجسم.
2. **المحافظة على صحة القلب:** تحتوي على مضادات الأكسدة مثل الليكوبين، مما يعزز صحة القلب والأوعية الدموية ويحمي من السرطان.
3. **تقوية العظام:** تُساعد على تقوية العظام وحمايتها من الهشاشة والضعف عند تناولها بانتظام.
4. **تعزيز مناعة الجسم:** تحتوي على نسبة عالية من المضادات الأكسدة وفيتامينات المجموعة “ب”، مما يساعد في تعزيز مناعة الجسم ودعم صحة الجهاز المناعي.
تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في بذور البطيخ على مقاومة الشوارد الحرة، وتخفيف فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة.
إمداد الجسم بالطاقة
رغم غنى بذور البطيخ بالسعرات الحرارية إلا أن الخبر الجيد هنا أن مصدر هذه السعرات هو الدهون الصحية في هذه البذور.
كيف تضيف بذور البطيخ إلى نظامك الغذائي؟
بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى جني فوائد بذور البطيخ ، هناك طرق عديدة للاستمتاع بها. تحميصها مع قليل من زيت الزيتون والملح يخلق وجبة خفيفة مرضية. أضفها إلى السلطات أو اللبن الرائب أو دقيق الشوفان لمزيد من الملمس والتغذية. يمكن أيضًا للأكل المغامر تجربة زبدة بذور البطيخ – وهي عبارة عن كريمة دهنية مثالية للخبز المحمص أو الفاكهة أو العصائر.
الإفراط في استهلاك البذور
ومع ذلك، قد يعاني الأفراد الذين يعانون من أجهزة هضمية حساسة من عدم الراحة أو الإمساك بسبب الإفراط في استهلاك البذور.
في حين أن استهلاك بذور البطيخ آمن بشكل عام، إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي. المحتوى العالي من الألياف غير القابلة للذوبان يمكن أن يبطئ عملية الهضم، مما يسبب عدم الراحة للبعض.
ومع ذلك، يتم هضم البذور المنبتة أو المطبوخة بالكامل، مما يسمح للجسم بامتصاص العناصر الغذائية الصحية.
صحيفة البيان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بذور البطیخ
إقرأ أيضاً:
الهُوِيَّة الوطنية.. رسوخ وثبات
د. محمد بن خلفان العاصمي
تُمثِّل الهُوِيَّة الوطنية بمفهومها البسيط السمات والخصائص التي تميز كل أمة عن غيرها، وتترجم هذه الهُوِيَّة بالانتماء، وهو ما يُمثِّل أهمية بالغة في تقدم الأمم وازدهارها وتطورها، وبدون هذه الهُوِيَّة المميزة تفقد كل أُمَّة معنى وجودها واستقرارها ويصبح حالها والعدم سيان، وترتكز الهُوِيَّة الوطنية لأي أمة على ثوابت تقوم عليها وتستمد منها عوامل الاستمرارية والقوة والاستقرار، وبفقدان هذه العوامل تذوب الأمة وتنصر وتختفي، وفي التاريخ شواهد كثيرة لأمم كانت حضارات عريقة ولكنها انتهت عندما فقدت هُوِيَّتها والتي هي مصدر قوتها.
والهُوِيَّة الوطنية تتشكل من خلال العديد من العناصر مجتمعة، وينبغي الحرص على تقوية هذه العناصر وجعلها غير قابلة للمساس، ويجب ألّا يتم التعامل معها كحالات ومكونات عادية، بل يلزم وضعها في مكانتها الخاصة الحقيقية، وهذه العناصر عندما يتم التعامل معها وفق المنظور السابق فهي تشكل قوة الأمم وهُوِيَّتها ومصدر وجودها واستمراريتها، وهي عناصر مشتركة في أي أمة على مر التاريخ، فلا تقوم الأمم إلا بوجودها ولا تنتهي إلّا بزوالها وفقدان قوتها ورمزيتها ومعناها الأساسي.
يقول الفيلسوف وعالم الرياضيات الألماني غوتفريد لايبنتز "لا يوجد شيئان مختلفان ومنفصلان، يشتركان مع بعضهما بالخصائص والصفات نفسها"؛ فالهُوِيَّة بعواملها وعناصرها هي تمييز شيء عن شيء وأمة عن غيرها رغم تشابه المقارنات، وعندما نذهب بالحديث عن هذه العناصر سوف نرى معنى هذا القول؛ حيث تمثل اللغة والتاريخ أحد أهم عناصر الهُوِيَّة الوطنية، ويشكلان معًا البعد الثقافي في هُوِيَّة كل أمة، ومع الدين تشكل هذه العناصر حجر الأساس لهُوِيَّة المجتمع والإنسان، فلا انتماء موحد لأمة إلّا إذا كان لها تاريخ عميق ترتكز عليه وتستمد إرثها منه ولا هُوِيَّة دون لغة واحدة ترسخ الانتماء الوطني ودين يجمع مكونات الأمة.
ويأتي العنصر السياسي والاقتصادي كأحد مكونات الهُوِيَّة الوطنية؛ حيث تقوم هذه العناصر بمثابة المحرك الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة وخلق الاستقرار والازدهار الذي يرسخ الانتماء ويعزز عناصر الأمن ومبادئه والأمان بكل مجالاته، والأمم التي تنجح في خلق استقرار سياسي واقتصادي تنجح في ترسيخ مفهوم الانتماء والولاء للوطن وتعزز من الشعور بالوحدة الوطنية والمصير المشترك والشراكة الفعلية في رسم هذا المصير والتفاعل مع التغييرات المستقبلية والتخطيط الاستراتيجي الذي يجعل من المستقبل مصدر قوة للأجيال وضمان استمرارية التنمية وتحقيق الأهداف المرسومة.
ويأتي الموقع الجغرافي كأحد عناصر الهُوِيَّة الوطنية لما له من أهمية في نواح متعددة، فالموقع الجغرافي يؤدي دورًا مهمًا في نوع وشكل التحالفات الإقليمية والدولية، وهو عامل أساسي في نوع النشاط الاقتصادي الممارس والدور السياسي الذي تلعبه الدول، ومن خلاله تتشكل العلاقات وتتنوع. ومن خلاله يمكن الاستفادة من عناصر القوة التي يوفرها وعن طريقها تتبلور عوامل القوة الناعمة التي تجعل من الفرد والمجتمع أكثر قدرة على استشعار قيمة الوطن وما يوفره له من قدرات وإمكانات وفرص، وهو ما يعزز جوانب الانتماء والارتباط، فالأرض التي يولد بها الإنسان تظل راسخة في ذاته مهما ابتعد عنها، وهي عنصر من عناصر تشكيل شخصيته وسماته.
وتمثل الحقوق والواجبات أحد عناصر الهُوِيَّة الوطنية المهمة، فالإنسان اجتماعي بطبعه كما قال ابن خلدون، وهو متفاعل مع غيره من البشر ومع مكونات بيئته، وحتى يكون هذا التفاعل وفق إطار وسياق متناغم لا بد من حفظ الحقوق والواجبات والتي من خلالها تتشكل حدود الحريات، فإدراك الفرد لواجباته هو الأساس في بناء مجتمعات حضارية متطورة، ومن مبادئ حفظ الحقوق والإقرار بالواجبات يكون الانتماء ويتعزز الولاء، فالدول التي يكون فيها المجتمع حافظًا لحقوق الفرد ويكون الفرد عالمًا بواجباته وحدود حريته الخاصة وتقاطعها مع الحرية العامة لا تتنازع أفراده تيارات الفتنة والشقاق والصراعات التي تعصف بالمجتمعات والدول التي تغيب عنها قيم العدالة والمساواة والحرية.
وفي مجتمعنا والحمد لله تتكامل هذه العناصر جميعها لتشكل هُوِيَّتنا الوطنية التي ميزتنا عبر الزمان، هذه الهُوِيَّة التي جعلت من سلطنة عُمان دولة حضارية يشهد لها القاصي والداني، هذه الهُوِيَّة التي ترتكز على تاريخ عريق وتراث ثقافي وتمكن سياسي ومقومات اقتصادية ومنظومة رصينة من القوانين والتشريعات التي حفظت الحقوق والواجبات، ولذلك لا بد من الحفاظ عليها وترسيخها لدى الأجيال لتتوارثها وتنقلها إلى الأجيال القادمة، ولهذا فمسؤولية غرس قيم الهُوِيَّة الوطنية، واجبة على المؤسسات المعنية وخاصة مؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات التعليم بكل أنواعها.
ولأن هذه الهُوِيَّة بُنِيَت على أساس الاحترام والتقدير والتوقير، فإن احترام الكبير جزء رئيسي من الهُوِيَّة الوطنية، والكبير هنا كل من يمثل قمة الهرم في البناء الاجتماعي وبناء الدولة من أب وشيخ كبير وعالم وحاكم. وإذا كان احترام كل كبير هو جزء من هُوِيَّتنا فكيف إذا كان هذا الكبير هو رأس الدولة، فهُنا يكون هذا الاحترام أوجب الواجبات وأول الأولويات، وما نشاهده من بعض المُغرَّر بهم لا يمُت إلى هُوِيَّتنا الوطنية بصلة، ولا إلى أخلاق مجتمعنا، الذي يرفض كل ذلك وينبُذ من يتجاوز هذه الحدود ولا يقبله، وهذا أمر طبيعي في مجتمع عُرف عنه رسوخ المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة.
لا ريب أن ذات الحاكم مُصانة لأنه يمثل هرم هذا البناء، وهو من يحفظ وحدة الوطن وأمنه، وهو الرمز الذي تسير على نهجه الأمة، وهو العنصر الرئيس في تشكيل هُوِيَّة وطنية تتكامل معها باقي العناصر.