لوبوان: روسيا وانقلابيو الساحل يسعون لضرب استقرار أوروبا
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
قالت مجلة لوبوان الفرنسية إن تدهور الوضع الاقتصادي في دول الساحل الثلاث، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، إلى جانب تونس، قد يؤدي هذا العام إلى تأجيج تدفق الهجرة غير النظامية بقوة أكبر، خاصة أن روسيا تشجع على ذلك بعد أن قررت زرع بذور الخلاف في منطقة الساحل، من أجل زعزعة استقرار أوروبا.
ومع أن نحو 48 ألف مهاجر فقط وصلوا حتى الآن إلى أوروبا هذا العام، حسب تقرير المجلة، فإن الأمر بعيد كل البعد عن الذروة التي بلغتها الهجرة عام 2015 عندما وصل العدد لمليون و300 ألف مهاجر غير نظامي إلى أوروبا، بل وعن العدد القريب من 290 ألفا في العام الماضي.
غير أن الإعلان، مساء الجمعة الماضي، عن مغادرة قوات الولايات المتحدة للنيجر، بناء على طلب الحكام الجدد الموجودين في السلطة يبدو خبرا سيئا، لأن هذا البلد، الذي يعد أحد أفقر البلدان في القارة الأفريقية، يشكل جزءا أساسيا من الهجرة، وهناك حرب قائمة، تستخدم المهاجرين لتقويض الوجود الغربي الذي يكرهه الكرملين وحلفاؤه الذين يطلق عليهم "الجنوب العالمي".
حالة فوضىوذكرت المجلة أن الاتحاد الأوروبي اعتمد منذ عام 1990 اتفاقية دبلن من أجل وضع قواعد لطالبي اللجوء، حيث يعالج طلب اللجوء في دولة العبور الأوروبية الأولى، مما أوقع ضغط الهجرة على بلدان الدخول الأربعة، مالطا وإيطاليا واليونان وإسبانيا، التي تواجه دول المغرب العربي جغرافيا.
وقد أظهرت دراسة أجراها البرلمان الأوروبي بين عامي 2008 و2017 أن 90% من طلبات اللجوء تركزت في 10 دول أعضاء.
واستقبلت ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان أكبر عدد من طالبي اللجوء في عام 2023، إلا أنه من المفترض أن يوفر ميثاق الهجرة واللجوء الذي قدمته المفوضية الأوروبية عام 2020، إطارا أكثر فعالية لحدود أوروبا.
لا فعاليةوأشارت المجلة إلى أن سياسة الدفع مقابل إغلاق الحدود لم تكن فعالة، لأن كل بلد أوروبي يتصرف لمصلحته الخاصة، لا لصالح الاتحاد الأوروبي، خاصة أن المهربين والمهاجرين غير النظاميين يتكيفون كل مرة مع القيود، كالبحار الهائجة وخفر السواحل الإيطالي الأكثر "قسوة"، والشرطة التونسية الأكثر "يقظة" من المعتاد، وبالتالي فإن وضع الهجرة ليس في أفضل حالاته.
وأشارت المجلة إلى أن السنغال وغينيا من بين المساهمين الرئيسيين في الهجرة، حيث تعمل الأولى كميناء مغادرة غير رسمي، خاصة أنه كلما أثبت بلد ما أنه أكثر حزما، يغير المهربون خطط مساراتهم في انتظار أيام أفضل.
وفي انتظار وحدة أوروبية حقيقية بشأن الهجرة، يضطر بلدان جنوب أوروبا إلى التعامل بصورة شخصية لتجنب استقبال والاحتفاظ بالأغلبية العظمى من الأفارقة الذين قدموا بشكل غير قانوني.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي ينتقد خطاب نائب ترامب ويعتبره "محاولة لإثارة عراك" مع أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب الاتحاد الأوروبي عن استيائه الشديد من خطاب ألقاه نائب الرئيس الأمريكي السابق، جيه دي فانس، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم الجمعة، واصفًا إياه بأنه يحمل إيحاءات بأن الولايات المتحدة تحاول "إثارة عراك" مع دول الاتحاد.
ويأتي هذا الانتقاد في ظل تصاعد حدة التوترات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين المقربين، وتعبير مسؤولين أوروبيين عن قلقهم من طبيعة المكالمات الهاتفية التي يجريها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة "إن بي سي نيوز"، فقد وبخ فانس علنًا زعماء أوروبيين خلال المؤتمر بشأن عدد من القضايا الخلافية، بما في ذلك حرية التعبير، والأمن، وقضية الهجرة غير الشرعية.
وركز فانس في كلمته على التهديد الذي تشكله روسيا على أوروبا والعالم، لكنه أشار إلى أن "التهديد الذي يقلقه أكثر من أي شيء آخر يتعلق بأوروبا نفسها، وليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي". وأضاف: "ما يقلقني هو التهديد الداخلي المتمثل في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، والقيم المشتركة مع الولايات المتحدة".
وتوجه فانس بحديثه إلى الزعماء الأوروبيين المشاركين في المؤتمر قائلًا: "لقد سمعت الكثير عما تحتاجون للدفاع عن أنفسكم منه، وبالطبع، هذا مهم. لكن ما بدا أقل وضوحًا بالنسبة لي هو ما الذي تدافعون عنه بالضبط؟"
وزعم فانس أن حرية التعبير تتراجع في الغرب، موضحًا أنه "لا يمكن تحقيق الأمن إذا كنا نخاف من الصوت المعارض". كما أكد على ضرورة فرض قيود على انتشار الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار فانس إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قد يختلف مع الجميع، لكنه منفتح على الحوار". كما أشار إلى أن سياسات قادة أوروبا ساهمت في تفاقم مشكلة المهاجرين في القارة، مؤكدًا أن "البلدان الأوروبية تواجه أزمات كبيرة".
وفي المقابل، كثف الزعماء الأوروبيون خلال المؤتمر انتقاداتهم لتعامل إدارة ترامب مع جهود السلام الدولية. وفي تصريح سبق تعليقات فانس، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر عالمية مختلفة تمامًا عن وجهة نظرنا، وهي لا تحترم القواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية".
وأضاف شتاينماير: "علينا أن نقبل ذلك، ويمكننا التعامل معه، لكنني مقتنع بأن هذا الرأي العالمي لا يصب في مصلحة المجتمع الدولي".