الدكتور السحيباني: نسبة التعافي من الوسواس القهري تصل إلى 70٪
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
الرياض
كشف استشاري الطب النفسي الدكتور وليد السحيباني عن أعراض اضطراب الوسواس القهري وأسبابه وطرق علاجه، والذي يعتبر من أكثر الإضطرابات النفسية شيوعًا التي تؤثر على بعض الأفراد، في حلقة من برنامج “الشارع السعودي” الذي يبث على قناة السعودية.
أوضح “السحيباني” أن الوسواس القهري يتميز بأفكار وسواسية متكررة وغير مرغوب فيها، تُسبب للفرد شعورًا بالقلق والتوتر، وأشار إلى أن هذه الأفكار قد تدفع الشخص إلى القيام بأفعال قسرية، مثل غسل اليدين بشكل متكرر أو التحقق من الأبواب والنوافذ.
وتحدث “السحيباني” عن العوامل المساهمة في الإصابة بالوسواس القهري بينها العوامل البيئية، وكانت للحلقة إستضافة لـ “لولوه صالح”، المصابة بالوسواس القهري، التي شاركت قصتها وتجربتها مع المرض.
وأوضحت “لولوة” أن المرض كان يظهر عليها بشكل متقطع خلال حياتها اليومية، لكن تفاقمت معاناتها بعد أن أنجبت طفلها الأول قبل 20 سنة، حيث كانت تطمح في أن تكون أمًا مثالية له.
وأعربت “لولوة” عن تجربتها خلال جائحة كورونا ، حيث وصفت الفترة بأنها مريحة لها لعدم إلتزامها بالتفاصيل الإجتماعية، بينما شدد “السحيباني” على ضرورة تفادي الإنعزال وأثره السلبي على الصحة النفسية.
وأكد “السحيباني” أن نسبة التعافي من إضطراب الوسواس القهري تبلغ حوالي 70٪ من المرضى و أن هذه النسبة قد تختلف حسب الحالات، حيث يحتاج بعض المرضى للتشافي بواسطة الأدوية، في حين يجد آخرون العلاج المعرفي السلوكي أكثر فاعلية.
ونوه الدكتور “السحيباني” بأهمية الإطلاع على تجارب المتشافين من إضطراب الوسواس القهري، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يكون مصدر إلهام وتحفيز للمرضى الذين يسعون للتعافي والمضي قدمًا.
ويعتبر إضطراب الوسواس القهري مشكلة نفسية تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير، لكن من خلال العلاج المناسب والدعم النفسي المناسب، يمكن للمرضى تحقيق التعافي والعيش بشكل أفضل.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: السحيباني الوسواس القهري الوسواس القهری
إقرأ أيضاً:
"بيوت التعافي" تفتح أبواب الأمل أمام المُدمنين للانعتاق من شرنقة المخدرات والمؤثرات العقلية
مسقط- العُمانية
تمثّل بيوت التعافي بمستشفى المسرّة بولاية العامرات نموذجًا متكاملًا لمواجهة آفة الإدمان وتعزيز سُبل التعافي؛ إذ تجمع بين العلاج الطبي الدقيق والتأهيل النفسي والاجتماعي الشامل، مُساهمةً بذلك في إعادة الأمل لحياة طبيعية للمدمنين، وتخفيف عبء الإدمان على المجتمع.
وقالت الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة إنّ بيوت التعافي بمستشفى المسرّة تُقدم برنامجًا علاجيًّا متكاملًا تكون مدته 21 يومًا حدًّا أدنى، وينقسم إلى مرحلتين أساسيتين.
وأضافت الرعيدان أنّ المرحلة الأولى تتضمن مرحلة التقييم الطبي للتخلّص من السموم، باستخدام أدوية لسحب السموم من الجسم تحت إشراف فريق طب؛ إذ تستغرق هذه المرحلة 7 إلى 10 أيام بحسب الوضع الصحي للمريض، بعد مرحلة العلاج الطبي، وتتمُّ إعادة تقييم المريض لعلاج الأمراض المصاحبة النفسية والعضوية، إضافة إلى تعزيز الدافعية لاستكمال البرنامج التأهيلي في المرحلة الثانية.
وذكرت أنّ المرحلة الثانية تتضمن مرحلة التأهيل قصيرة المدى وتستمر من أسبوعين إلى شهر فأكثر- حسب رغبة المريض- وفيها يخضع المريض للتقييم النفسي وبناءً عليه، يقوم الفريق العلاجي بوضع برنامج تأهيلي خاص للمريض.
وأفادت بأنّ هذه المرحلة تشتمل على جلسات نفسية فردية وجماعية مع الأخصائي النفسي، وتوفير خدمة العلاج الطبيعي، والاهتمام بتحسين الحالة الغذائية للمريض، وعقد جلسات توجيهية مع الأخصائية الاجتماعية لمساعدته على تخطي المشاكل الأسرية، الوظيفية والاجتماعية التي يمر بها بسبب الأثر السلبي للتعاطي.
وأكّدت أنّ تعزيز الجانب الروحي لدى المريض إحدى الركائز الأساسية في رحلة التعافي، بالإضافة إلى إشراكه في القيام بالأنشطة الرياضية، والعمل على صقل المهارات الفردية مع الحرص على متابعة الحالة الطبية للمريض ومن خلال خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي يتمُّ تشجيع المريض وإقناعه لاستكمال البرنامج التأهيلي في مركز بيوت التعافي. وأشارت إلى أنه يمكن للمريض الانضمام إلى المرحلة المتقدمة من برنامج التأهيل العلاجي من خلال خدمات مركز بيوت التعافي، والذي يستمر 6 أشهر فأكثر ، بحسب اجتياز المستفيد للمراحل العلاجية والتأهيلية المخصّصة له، وحسب الظروف الصحية والأسرية والاجتماعية والوظيفية.
ولفتت إلى أنّ مركز بيوت التعافي بالعامرات الذي تمّ افتتاحه عام 2015 يقدم خدمات وبرامج تأهيلية لمرضى الإدمان، بسعة استيعابية تقدّر بـ40 سریرًا، وھو مركز متخصّص لتأھیل مرضى الإدمان نفسیًّا واجتماعيًّا وذھنيًّا؛ إذ يعمل على تغيير سلوكات الشخصية الإدمانية عبر برامج تأھیلیة مكثّفة يقدمها كادر وطاقم علاجي متعدد التخصُّصات من كادر التمريض وأخصائيين اجتماعيين وأخصائيين نفسيين وعلاج طبيعي ومهني بالإضافة إلى مرشدي التعافي.
وقالت إنه جرى تدریب وتأھیل عدد من المتعافین وتعیينهم مرشدي تعافٍ لمساعدة المستفيدين الجدد من خدمات المركز، مما كان له الأثر الإيجابي في تخريج دفعات من المتعافين واندماجهم في المجتمع، مشيرةً إلى أنّ مراحل العلاج الطبي وخدمات التأهيل العلاجي السلوكي ستكون متوافرة في مركز مسقط للتعافي بالعامرات بدلًا من مستشفى المسرّة.
وحول فاعلية البرامج المقدمة ومدى نجاحها في إعادة تأهيل المدمنين، بيّنت مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة، أنه يوجد ملف خاص لكل مريض يشتمل على مجموعة من المعايير وأدوات القياس المهمة في التقييم، إذ يتمّ قياس المؤشرات السريرية وعمل التقارير الإكلينيكية وتدوين سجل الملحوظات السلوكية الدورية المتعلقة بتحسّن حالة المريض في كل شهر.
وذكرت أنه يتمُّ تقييم معدل الانتكاسة وتقييم التغيُّرات في الحالة الصحية العامة مثل تقليل الأعراض النفسية والبدنية والتي على أساسها يتمُّ إعداد البرامج التأهيلية المناسبة لكل حالة على حدة بتحديد المهام والواجبات ومن ثم وضع الأنشطة المناسبة التي سيقوم بها المستفيد في المرحلة التالية من برنامجه العلاجي التأهيلي.
وأضافت أنه توجد عدّة أدوات قياس يستخدمها الفريق العلاجي منها استمارة التقييم الطبي لرصد الوضع الصحي للمريض واستمارة التقييم النفسي من قبل الأخصائية النفسية للتعرف على السمة الشخصية والسلوكية للمريض ووضع آليات التدخل السلوكي المعرفي.
وأشارت إلى أنه إضافة ذلك، يتمُّ إعداد التقرير الطبي الدوري للمريض؛ حيث يقوم المُمرِّض المُشرِف على المريض بتسجيل المؤشرات الحيوية للمريض، وملاحظة الوضع الصحي العام وإخطار الفريق العلاجي، كما تقوم مختصّة العلاج الطبيعي بتقييم الوضع العام للمريض ومتابعة مشاركة المستفيد للبرامج الرياضية، والخطة الغذائية المصممة للمريض وتقديم التغذية الراجعة للفريق المعالج.