العائدون إلى الأطلال: الاحتلال دمر منازلنا بالكامل.. ونحتاج إلى 50 عاما لبناء القطاع
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
لم يتصور النازحون الفلسطينيون العائدون إلى منازلهم حجم الدمار الهائل الذى طال بيوتهم، جراء القصف الإسرائيلى المتعنت والغارات الجوية لطيران الاحتلال التى تعمدت تدمير كل ما يتعلق بالحياة، سواء مساكن أو مستشفيات أو حتى دور العبادة من كنائس ومساجد، الأمر الذى يؤكد أن هدف الاحتلال من تلك الحرب الطاحنة هو إنهاء كل مظاهر الحياة فى قطاع غزة وتحويله إلى أطلال لا تصلح للعيش.
محمد يوسف حجازى، أحد النازحين العائدين صُدم بمشهد الدمار الذى طال الحى بالكامل: «لم يبقَ شىء فى المنطقة، لا منازل، ولا شوارع، ولا شىء، الخراب فى كل مكان ويصعب على أى فلسطينى تحديد مكان منزله»، وأشار «حجازى» إلى أنه نزح إلى الجنوب عندما كثف الاحتلال الإسرائيلى قصفه لمناطق شمال قطاع غزة: «لم نستطع النوم بسبب صوت القصف والطائرات، المبانى تهتز بطريقة مخيفة، لأن القصف كان يستهدف مربعات سكنية كاملة، وعندما حاولنا العودة إلى الشمال، قام الاحتلال الإسرائيلى بقصف المواطنين بشكل عشوائى فى شارع الرشيد باستخدام القذائف المدفعية وقنابل الغاز السام».
ويستكمل «حجازى»: «قررنا التوجه إلى منطقة الزوايدة أولاً لعدة أيام ثم استكمال الرحلة شمالاً، ولكن تم قصف منزل مجاور لنا لنتضرر جميعاً، ونقرر الخروج مرة أخرى إلى دير البلح وسط القطاع لنستقر هناك»، وأشار إلى أن مدينة غزة دُمرت بصورة كبيرة جداً، البنية التحتية من شبكات كهرباء ومياه واتصالات ومنازل كلها أبيدت، ونحتاج إلى أكثر من 50 عاماً لبنائها مرة أخرى.
«خضرة»: من الأفضل أن نموت فى منازلناوبالمثل، واجه نازح آخر، يُدعى نضال خضرة، تحديات فى العودة إلى منزله شمال مدينة غزة: «كنت أنا وزوجتى وأطفالى الأربعة من بين الحشود العائدة وسمعنا طلقات نارية وقصفاً عشوائياً، وأصيب الناس بالذعر وخاصة النساء والأطفال وهربنا»، وأضاف أن عائلته أرادت العودة إلى ديارها فى مخيم جباليا للاجئين فى الشمال، رغم أنهم يعرفون أن منزلهم أصيب بأضرار، فجميع المنازل فى الشمال إما مدمرة كلياً أو جزئياً: «إذا كنا سنموت فمن الأفضل أن نموت فى بيتنا».
وأكد «خضرة» أن قصف الاحتلال متواصل بهدف فصل شمال قطاع غزة عن الوسط والجنوب، وهناك عائلات كاملة تستشهد وتدفن، وأخرى تحت الأنقاض لا نستطيع انتشالها، والحرب تدخل شهرها السابع وحياتنا تتحول من سيئ إلى أسوأ، مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يبكون حالهم، فالمبانى دمرها الاحتلال، والعائلات فرقتها الحرب، وعشرات الأفراد ينامون فى مكان واحد فهناك 50 عائلة تسكن مبنى واحداً فقط، أطفال ونساء وشباب وكبار سن ينامون جوعاً، الجميع منا ينتظر الشهادة.
«النجار»: الدمار طال كل شىء وأتى على ذكريات العمرنادر النجار، أحد النازحين، أكد أن نيران الاحتلال تواصل استهداف المدنيين: «نحن الآن مشردون ولا نمتلك إلا الملابس التى نرتديها الآن، الاحتلال الإسرائيلى قصف أبراج الشمال والكثير منها دمر كلياً ولم يبقَ منها شىء».
وأوضحت «روان على» أنها وعائلتها شهدوا حادثاً مروعاً عندما اقتربوا من إحدى نقاط التفتيش، حيث فوجئوا بسيدة ملطخة بالدماء تتوسل إليهم بالعودة وعدم المضى فى طريقهم فقرروا تجاهلها والاستمرار فى طريقهم، لكن سرعان ما تعرضوا لإطلاق نار كثيف وقصف، وأكدت «روان» أنها شاهدت القوات الإسرائيلية تطلق النار تجاه النازحين، لافتة إلى أن القوات سمحت لبعض النساء والأطفال بالتوجه شمالاً، لكنها فتحت النار عندما حاول بعض الشباب المرور، وعندما شاهدنا تلك المشاهد، قررنا الرجوع وعدم المحاولة مرة أخرى.
«رانا»: الاحتلال يستهدف المدنيين العائدين بالرصاص الحىفيما أكدت رانا أحمد أنها استطاعت العودة إلى الشمال لترى الدمار الذى خلفه الاحتلال: «شقى العمر راح، كل تحويشة عمرنا فى هذه البيوت، حتى إن عفش المنزل عليه أقساط، ما لحقناش نفرح». وأضافت: «الاحتلال دمر تعب السنين فى ثوانٍ معدودة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب الإبادة 200 يوم على الحرب ركام غزة العودة إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
جرائم مروعة في رفح.. انتهاكات جيش الاحتلال بحق المسعفين والمدنيين
كشف المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، عن انتهاكات جسيمة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق طواقم الإغاثة في مدينة رفح جنوبي القطاع، حيث أكد أن قوات الاحتلال قيدت أحد الشهداء من قدميه وقطعت رأس آخر، في تصعيد غير مسبوق للجرائم المرتكبة ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
وأوضح بصل أن الاحتلال أعدم طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني بشكل مباشر، قبل أن يعمد إلى التنكيل بجثامينهم ودفنهم في مقابر جماعية، في سابقة خطيرة تكشف حجم الاعتداءات الممنهجة على فرق الإنقاذ.
من جانبه، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني العثور على جثامين ثمانية مسعفين وخمسة من عناصر الدفاع المدني، فقدوا بعد تعرضهم لقصف إسرائيلي مباشر أثناء تأدية مهامهم الإنسانية.
وفي تصعيد دموي جديد، كثّف الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مختلف مناطق قطاع غزة خلال أول أيام عيد الفطر، حيث استشهد أكثر من 70 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، نتيجة القصف العشوائي الذي طال أحياء سكنية ومرافق حيوية.
كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد عدد من المدنيين، بينهم أطفال، في قصف استهدف سيارة بشارع الشفاء غرب غزة، إضافة إلى استشهاد شخصين جراء قصف مدفعي على عزبة عبد ربه شمال القطاع.
وفي مدينة حمد، جنوبي غزة، استشهد 16 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، في غارتين منفصلتين على شقق سكنية، فيما سقط 6 شهداء إثر قصف منزل في منطقة جورة اللوت بخان يونس.
وتواصل القوات الإسرائيلية شن غارات مكثفة على مناطق مدنية، وسط قصف مدفعي متكرر استهدف محور نيتساريم جنوبي مدينة غزة، ما يفاقم المعاناة الإنسانية في ظل الحصار الخانق وانهيار الخدمات الأساسية في القطاع.