لم يتصور النازحون الفلسطينيون العائدون إلى منازلهم حجم الدمار الهائل الذى طال بيوتهم، جراء القصف الإسرائيلى المتعنت والغارات الجوية لطيران الاحتلال التى تعمدت تدمير كل ما يتعلق بالحياة، سواء مساكن أو مستشفيات أو حتى دور العبادة من كنائس ومساجد، الأمر الذى يؤكد أن هدف الاحتلال من تلك الحرب الطاحنة هو إنهاء كل مظاهر الحياة فى قطاع غزة وتحويله إلى أطلال لا تصلح للعيش.

محمد يوسف حجازى، أحد النازحين العائدين صُدم بمشهد الدمار الذى طال الحى بالكامل: «لم يبقَ شىء فى المنطقة، لا منازل، ولا شوارع، ولا شىء، الخراب فى كل مكان ويصعب على أى فلسطينى تحديد مكان منزله»، وأشار «حجازى» إلى أنه نزح إلى الجنوب عندما كثف الاحتلال الإسرائيلى قصفه لمناطق شمال قطاع غزة: «لم نستطع النوم بسبب صوت القصف والطائرات، المبانى تهتز بطريقة مخيفة، لأن القصف كان يستهدف مربعات سكنية كاملة، وعندما حاولنا العودة إلى الشمال، قام الاحتلال الإسرائيلى بقصف المواطنين بشكل عشوائى فى شارع الرشيد باستخدام القذائف المدفعية وقنابل الغاز السام».

ويستكمل «حجازى»: «قررنا التوجه إلى منطقة الزوايدة أولاً لعدة أيام ثم استكمال الرحلة شمالاً، ولكن تم قصف منزل مجاور لنا لنتضرر جميعاً، ونقرر الخروج مرة أخرى إلى دير البلح وسط القطاع لنستقر هناك»، وأشار إلى أن مدينة غزة دُمرت بصورة كبيرة جداً، البنية التحتية من شبكات كهرباء ومياه واتصالات ومنازل كلها أبيدت، ونحتاج إلى أكثر من 50 عاماً لبنائها مرة أخرى.

«خضرة»: من الأفضل أن نموت فى منازلنا

وبالمثل، واجه نازح آخر، يُدعى نضال خضرة، تحديات فى العودة إلى منزله شمال مدينة غزة: «كنت أنا وزوجتى وأطفالى الأربعة من بين الحشود العائدة وسمعنا طلقات نارية وقصفاً عشوائياً، وأصيب الناس بالذعر وخاصة النساء والأطفال وهربنا»، وأضاف أن عائلته أرادت العودة إلى ديارها فى مخيم جباليا للاجئين فى الشمال، رغم أنهم يعرفون أن منزلهم أصيب بأضرار، فجميع المنازل فى الشمال إما مدمرة كلياً أو جزئياً: «إذا كنا سنموت فمن الأفضل أن نموت فى بيتنا».

وأكد «خضرة» أن قصف الاحتلال متواصل بهدف فصل شمال قطاع غزة عن الوسط والجنوب، وهناك عائلات كاملة تستشهد وتدفن، وأخرى تحت الأنقاض لا نستطيع انتشالها، والحرب تدخل شهرها السابع وحياتنا تتحول من سيئ إلى أسوأ، مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يبكون حالهم، فالمبانى دمرها الاحتلال، والعائلات فرقتها الحرب، وعشرات الأفراد ينامون فى مكان واحد فهناك 50 عائلة تسكن مبنى واحداً فقط، أطفال ونساء وشباب وكبار سن ينامون جوعاً، الجميع منا ينتظر الشهادة.

«النجار»: الدمار طال كل شىء وأتى على ذكريات العمر

نادر النجار، أحد النازحين، أكد أن نيران الاحتلال تواصل استهداف المدنيين: «نحن الآن مشردون ولا نمتلك إلا الملابس التى نرتديها الآن، الاحتلال الإسرائيلى قصف أبراج الشمال والكثير منها دمر كلياً ولم يبقَ منها شىء».

وأوضحت «روان على» أنها وعائلتها شهدوا حادثاً مروعاً عندما اقتربوا من إحدى نقاط التفتيش، حيث فوجئوا بسيدة ملطخة بالدماء تتوسل إليهم بالعودة وعدم المضى فى طريقهم فقرروا تجاهلها والاستمرار فى طريقهم، لكن سرعان ما تعرضوا لإطلاق نار كثيف وقصف، وأكدت «روان» أنها شاهدت القوات الإسرائيلية تطلق النار تجاه النازحين، لافتة إلى أن القوات سمحت لبعض النساء والأطفال بالتوجه شمالاً، لكنها فتحت النار عندما حاول بعض الشباب المرور، وعندما شاهدنا تلك المشاهد، قررنا الرجوع وعدم المحاولة مرة أخرى.

«رانا»: الاحتلال يستهدف المدنيين العائدين بالرصاص الحى

فيما أكدت رانا أحمد أنها استطاعت العودة إلى الشمال لترى الدمار الذى خلفه الاحتلال: «شقى العمر راح، كل تحويشة عمرنا فى هذه البيوت، حتى إن عفش المنزل عليه أقساط، ما لحقناش نفرح». وأضافت: «الاحتلال دمر تعب السنين فى ثوانٍ معدودة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب الإبادة 200 يوم على الحرب ركام غزة العودة إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية

قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن ما كشفته صور الدمار الواسع الذي طال البنى التحتية المدنية في كافة مناطق قطاع غزة، هو دليلٌ على وحشية هذا الكيان الصهيوني الفاشي المنفلت من كلّ القيم الإنسانية. وأكدت حماس في بيان لها اليوم الإثنين، أن هذه الجرائم الوحشية غير المسبوقة في العصر الحديث، نفّذتها حكومة العدو وجيشها الفاشي، أمام سمع وبصر العالم؛ ممَّا يتطلب تفعيل كلّ الأطر القانونية الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال وجيشه كمجرمي حرب. وأشارت إلى أنه “على مدار 471 يوماً، لم تفلح جرائم الاحتلال المُمنهجة في زحزحة شعبنا ومقاومته الباسلة عن التمسّك بالأرض ومجابهة العدوان”. وشددت حماس في بيانها على أن “غزة بشعبها العظيم وإرادتها الصّلبة ستنهض من جديد، لتعيد بناء ما دمّره الاحتلال، وتواصل درب الصمود، حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

مقالات مشابهة

  • خسائر كارثية جراء العدوان الصهيوني على غزة خلال 470 يومًا
  • الجيش الإسرائيلي يضع شرطا لعودة سكان غزة إلى الشمال
  • كبير حريفة «شباب ناصر».. الأسيوطي لاعب ستيني يثبت أن العمر مجرد رقم في كرة القدم
  • الاحتلال: إذا التزمت حماس بتفاصيل الاتفاق سيتمكن سكان القطاع من العودة إلى الشمال
  • مشاهد صادمة لحجم الدمار والخراب الذي خلفه الاحتلال بمدينة رفح
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • متى يعود سكان قطاع غزة إلى الشمال؟ جيش الاحتلال يجيب
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • مليون نازح في جنوب قطاع غزة ينتظرون العودة شمالا
  • لقطات جوية تكشف حجم الدمار في خان يونس