أكدت الدولة المصرية دعم حقوق الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه ورفض أى محاولات للتهجير القسرى، ومنذ بدء التصعيد بين المقاومة وقوات الاحتلال، تعمل مصر بجهد على تحقيق التهدئة بين الطرفين وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر معبر رفح، فى إطار ثبات موقفها تجاه القضية ومواصلة الجهود الدبلوماسية لإنهاء حالة الحرب وفرض هدنة طويلة الأجل فى قطاع غزة.

«حربى»: «القاهرة» تكثف جهودها لإقرار هدنة فى

السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، قال إنّ موقف مصر تجاه قضية فلسطين ثابت لم يتغير، لافتاً إلى رفض القيادة السياسية تصفية القضية الفلسطينية وترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار، وهو ما جاء على لسان الرئيس السيسى مراراً وتكراراً، حينما حذّر من خطورة التصعيد فى قطاع غزة، مشدداً على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، ولا تهاون أو تفريط فى أمن مصر القومى تحت أى ظرف.

وأضاف «حربى» أن جهود مصر على الصعيد الفلسطينى تتوزع على ثلاثة محاور، الأول يتعلق بدخول المساعدات والغذاء إلى سكان قطاع غزة، ويتضمن الثانى وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى وتحقيق هدنة، حيث نجحت القاهرة فى إقرار هدنة لوقف إطلاق النار فى 24 نوفمبر 2023 لمدة أسبوع، لكن الاحتلال استأنف هجماته على القطاع بعد انتهاء الهدنة، والآن تسعى مصر بكل جهد لتحقيق وقف إطلاق نار دائم، أما المحور الثالث فيتعلق برفض مصر التهجير القسرى لسكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، كما أعربت مصر عن رفضها الكامل لشن الاحتلال الإسرائيلى عملية عسكرية فى مدينة رفح جنوب القطاع.

 «غزة».. وتتطلع إلى مرحلة وقف دائم لإطلاق النار

وأشار الدبلوماسى السابق إلى التطور الذى شهدته المفاوضات التى تقودها مصر وقطر وأطراف أخرى معنية من أجل تبادل الأسرى وإقرار هدنة طويلة الأمد، لافتاً إلى دور مصر القوى والإيجابى: «القاهرة تحاول بقدر الإمكان فرض هدنة ووقف إطلاق النار على مراحل أو فى إطار جدول زمنى ينتهى بوقف دائم لإطلاق النار، وإعادة سكان غزة إلى منازلهم ومساكنهم، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى من القطاع».

 «حسن»: تباشر دوراً إيجابياً فى الوساطة لإنهاء القتال وعقد صفقة لتبادل الأسرى ومنع الحصار وتوصيل المساعدات

وحول الموقف العالمى من الأحداث الجارية فى القطاع، قال: «آخر موقف مصرى داعم للقضية كان فى الأمم المتحدة أثناء جلسة التصويت على عضوية فلسطين الكاملة، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت واستخدمت حق النقض المعروف بحق الفيتو وأوقفت انضمامها»، وأكد أن الرئيس السيسى منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات يقوم بتكثيف اتصالاته مع جميع الأطراف ذات الصلة، فمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسى أو وزارة الخارجية والجهات المعنية، وخلال تلك الاتصالات المكثفة دائماً ما تطالب القاهرة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذى من شأنه أن يؤثر سلباً على مستقبل جهود التهدئة.

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنّ الموقف المصرى يرفض من البداية جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، مضيفاً أن إسرائيل ترتكب مجازر بشعة ضد المدنيين فى غزة، من خلال الحصار والتجويع وتدمير المستشفيات والخدمات وتعطيل عمل الأونروا وتعطيل دخول المساعدات إلى القطاع، مشيراً إلى الدور المصرى المهم فى توصيل المساعدات رغم محاولة إسرائيل عرقلة وصولها: «هناك طوابير طويلة من شاحنات الإغاثة أمام معبر رفح فى انتظار الدخول، ولكن الجانب الإسرائيلى يعطل دخولها».

وأكد «حسن» أن مصر التزمت بضبط النفس رغم الاستفزازات الإسرائيلية، ودعوة الفلسطينيين للنزوح إلى سيناء ولكن مصر رفضت مشددة على رفض تصفية القضية الفلسطينية والاعتداء على سيادة الدولة، إلا أن إسرائيل مستمرة فى أفعالها فلم تطبق قرارات محكمة العدل الدولية وأيضاً لم تطبق قرارات مجلس الأمن، والولايات المتحدة الأمريكية تساعدها فى ذلك، وأشار إلى أن العالم أجمع يتابع موقف مصر ويقارنه بمواقف الدول الأخرى، فيجد أن مصر تقوم بدور إيجابى تجاه الوساطة من أجل التوصل إلى وقف القتال وتبادل الأسرى ومنع الحصار وتوصيل الأغذية الكافية للفلسطينيين من وقود وأدوية ومياه: «موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب الإبادة 200 يوم على الحرب ركام غزة القضیة الفلسطینیة إطلاق النار وقف إطلاق موقف مصر قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل عن هدنة لبنان.. ماذا أعلنت صحيفة إسرائيليّة؟

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ "هناك تقديرات في تل أبيب تفيد بأن الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان قد يحصل خلال أيام إذا بقيت تفاصيل صغيرة عالقة".   وأشارت الصحيفة إلى أنَّ أبرز التفاصيل العالقة بعد المحادثات التي أجراها المُوفد الأميركي آموس هوكشتاين هي رفض إسرائيل دوراً لفرنسا في آلية مراقبة تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار.   وقالت الصحيفة إنه تم إحراز تقدّم كبير في محادثات المبعوث الأميركيّ في إسرائيل وهي شبه مُكتملة، وأضافت: "من المتوقع تنفيذ الإتفاق مع لبنان خلال أيام عند معالجة تفاصيل إضافية".   ومساء، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، أنّه بعد أسابيع من الغارات الجويّة الإسرائيلية القاتلة في لبنان والاشتباكات العنيفة بين الجيش الإسرائيليّ و"حزب الله" في جنوب لبنان، يبدو أن ملامح إتفاق إطلاق النار المُحتمل بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل، وفقاً لعدة مسؤولين إقليميين وأميركيين مُطلعين على الاتصالات الدبلوماسية الجارية حالياً.   وحذّر المسؤولون من أنَّ التفاصيل الحاسمة حول التنفيذ والتطبيق لبنود الإتفاق تحتاجُ إلى العمل عليها في حين أن الخلافات قد تُفسد الأمر.   وقال بعض المسؤولين، وفق الصحيفة، إنَّ الاتفاق المُقترح يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوماً، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان فيما ينسحب عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يمتد بشكل موازٍ تقريبًا للحدود اللبنانية الإسرائيلية.   وتلفت الصحيفة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، سيعملُ الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) على تكثيف انتشارهما في المنطقة الحدودية، فيما ستضمن آلية إنفاذ جديدة برئاسة الولايات المتحدة بقاء حزب الله وإسرائيل خارج المنطقة التي سينتشر فيها الجيش واليونيفيل".

مقالات مشابهة

  • الإمارات تسيِّر كسوة الشتاء للأشقاء الفلسطينيين في غزة
  • نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوماً
  • عاجل عن هدنة لبنان.. ماذا أعلنت صحيفة إسرائيليّة؟
  • غزة.. هدنة مؤقتة مقابل ضمانات أمريكية و"كلمة" ترامب
  • حماس: 4 إجراءات يتخذها الاحتلال لمنع إغاثة الفلسطينيين
  • إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلى بلدة الخضر
  • عون أمل في أن تتطور محادثات وقف إطلاق النار لتحصل هدنة وبعدها السلام
  • لتصفية القضية.. الكنيست الإسرائيلي يمرر قوانين عنصرية جديدة ضد الفلسطينيين
  • إسرائيل تقدم وعداً لبايدن: لن نسعى لتهجير الفلسطينيين
  • ..ولبنان يترقب هدنة «هوكشتاين».. وتل أبيب تضرب قلب بيروت