رأي اليوم:
2025-01-31@08:05:49 GMT

عيد اسطفانوس: الأقباط.. متوالية القهر    

تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT

عيد اسطفانوس: الأقباط.. متوالية القهر    

عيد اسطفانوس حتى نهاية السبعينات  كان المجتمع المصرى متماسكا بفضل عوامل كثيرة، منها الطابع المسالم للأقباط ومنها ثقافة الاسلام  الصوفى الهادئ التى ظلت سائدة فى المجتمع المصرى، حيث كان  المسلمون المصريون أو أغلبهم أتباع  لفرق صوفية عديدة ــ ومعظمها كان وافد الينا من شمال أفريقيا ــ وهذه الفرق أو الطرق تغلب عليهم ثقافة السماحه والتدين الشعبى البسيط، ولم يكن العنف اللفظى والتعصب الطائفى والعرقى  ومظاهر الفرز والتمييز، لم تكن تلك المظاهر غالبه فى المجتمع المصرى حتى مطلع الثمانينات، عامل آخر كان النهر فالناس منشغلون بأخطاره فى موسم فيضانه ومنشغلون أكثر بزراعة ضفافه فى موسم انحساره، ثم يأتى موسم الحصاد حيث تعم الجميع مظاهر السعادة والفرح، عامل آخير كان تأثيره لا يقل أهميه فى  استقرار المجتمع المصرى وهو وجود عائلات كبيرة وقبائل وبيوتات ثريه مسلمين ومسيحيين كان وجهاؤها وكبارها وأعيانها  لهم سطوتهم ونفوذهم على أتباعهم ومنتسبيهم، وبالطبع كانوا هم العمد والمشايخ لكل هذه الانحاء، وفى هذا السياق لا ننسى أن الاقباط ظللوا أكثرية عددية  حتى  أوائل القرن التاسع عشر، وفى هذه الحقبه المضيئة من تاريخ المصريين  أنجزوا  أعظم انجازاتهم فى العصر الحديث وهو حرب أكتوبر ــ وكنت فيها شاهد عيان فاعل ــ بالاضافه للسد العالى وبحيرته العظيمه.

ثم انقلبت حياة المصريين رأسا على عقب حيث نضجت الخطة الذى رسمها السادات وبدأت تؤتى أكلها فقد أعاد  جحافل الاخوان والسلفيين الهاربين من بطش عبد الناصر ،عادوا مشحونين بتيار وهابى سلفى عنصرى ومسلحين بصك أمان مشروط بصفقه مع النظام وتمويل نفطى هادر ورعاية وتخطيط  تولته باقتدار الجمعيتان السلفيتان الاصوليتان اللتان زرعتا الفتنه فى كل ربوع مصر ولا زالتا، الجمعية الشرعية وانصار السنه حيث أزاحو من طريقهم بالعنف وأساليب أخرى أزاحو ثقافة التدين الشعبى الصوفى المسالم واحتللوا عقول البسطاء باسلام عنيف متصادم مع المجتمع ومع العالم كله. وبدأ نهر الفرز والتمييز والعنصرية يجرى هادرا مكتسحا فى طريقة كل قيم التعايش والسماحة التى سادت المجتمع المصرى على الاقل طيلة قرن مضى، ثم توقف صعود فيضان النهر وتغيرت مسارات المصريين الاجتماعية تغييرا حادا ونشات طبقة طفيلية جديدة هم من استولوا على أراضى طرح النهر بوضع اليد بعد ان انحسر عنها آخر فيضان وهؤلاء حلوا محل طبقة كبار العائلات التى تآكلت ثرواتهم ومعها نفوذهم بعد قرارات يوليو والتأميم، ثم بدأت مرحلة صدام دامى بالاقباط والتحرش بهم برعاية الدولة أو على الأقل بتجاهلها دفع فيه الاقباط ثمنا باهظا دماء وممتلكات، وتمددت دائرة الاحزان لتشمل نصف القرن الماضى بأكمله فرز وتمييز بالاسماء والازياء وبدأت موجة هجرة هى الاكبر فى تارخ الاقباط  وضمر تعدادهم وخصوصا بعد أن قلصوا تناسلهم  بسبب الخوف والتوجس من المستقبل. وتستمر متوالية القهر فى التوالى الهادرــ وخصوصا بعد دور الأقباط المهم فى ازاحة نظام حكمهم الفاسد فى الثلاثين من يونيوــ فبعد أن استهلكوا  كل وسائل الارهاب من قتل وتفجير وذبح وتنكيل فى نصف القرن الماضى واكتشفوا أن الاقباط لم تهتز ثقتهم بعقيدتهم بل أصبحوا أقوى وأصلب مما كانوا فلجأوا لوسائل أكثر خسه ونذاله  لم تستعمل فى أشد حقب الاظلام والعنصرية ولا حتى فى المجتمعات التى احتضنت هذه التيارات ورعتها وفرختها، يستدرجون  أنثى مراهقة قاصر أو انسانه تمر بظروف ويلقون بشباكهم حولها  ويسلبونها من أسرتها عنوه ثم يبدأ مسلسل مقزز على الميديا نعيشه الآن فى مصر كل يوم وعلى مدار الساعة وفى كل مكان، فقد تكونت فرق مختصة فى طول البلاد وعرضها مهمتها الرئيسة هو صناعة هذه المؤامرات المدفوعة الثمن مقدما لكسر هيبة الاقباط وكرامتهم واذلالهم بينما تقف الدولة عاجزة عن مواجهة هؤلاء لأغراض مبهمة. والمؤكد أن الاقباط يدفعون ثمن الوقوف مع الدولة وكيانها الثابت المستقر مع بعض الجور والظلم ويدفعون أيضا ثمن ما يعتقد المتطرفون أن الأقباط كانوا وسيظلوا عقبة كؤود أمام قيام دولة دينية ــ وهى حقيقة ــ   لكن  المؤكد أيضا  أن الرهان على سكوت الاقباط وخنوعهم على هذه الجرائم الخسيسة ضد الانسانية هو رهان خاسر فيوما وهو قريب سيهب الاقباط  للدفاع عن وجودهم وعن ثقافتهم وعقائدهم ومستقبل أجيالهم ومستقبل الوطن كله الذى يتلاعب به المتطرفون ويسعون الى تدميره ليرقصوا على تلاله الخربه.    كاتب مصري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: الأعلام المصرى مفتقد ( للقائد ) !!


 

هذه الجملة، الجميلة، هنا القاهرة، سمعناها، منذ بث الإرسال من " الراديو " 
، الأذاعة المصرية فى أوائل الثلاثينات من القرن الماضى !
وكانت جملة هنا القاهرة، تنطق بفخر، وعزه !! 
ويتبع نطق هذه الجملة من مذيعين ومذيعات، نشرة أخبار أو برنامج أو حتى إذاعة بعض الأغانى أو تلاوة لأيات قرأنية ! وكان الفاصل دائماَ هى جملة " هنا القاهرة " وإشتهرت أصوات المذيعين، بنطق هذه الجملة ! مثل " المرحومين " جلال معوض وأحمد فراج"  و أمال فهمى، وحمدى قنديل وغيرهم ! 
وكانت الأذاعة المصرية، هى منارة للعالم العربى حتى جائت محطة " صوت العرب " ! 
وأيضاَ كان ينطق " صوت العرب من القاهرة " !
ونقلت عن إذاعة المحروسة، طريقة النطق،وطريقة التقديم،كل الإذاعات الناطقة باللغة العربية مثل الإذاعة البريطانية،والإذاعة الأمريكية !!
وتميزت تلك المحطات الموجهة باللغة العربية،فى أن تسحب فى بعض الأزمنة من نجوم الإذاعة المصرية من المذيعين،وخاصة القارئين لنشرات الأخبار وللتحليلات السياسية والإقتصادية !
كما لا يفوتنى أن أشير أيضًا إلى إذاعة "مونت كارلو" والتى إعتمدت على نجوم المذيعين والمذيعات المصريين،وأشهرهم السيدة  المرحومة "سلمى الشماع" !!

راعنى كل هذا التاريخ الجميل،للإذاعة المصرية وأنا أستمع إلى الإذاعة هذه الأيام من خلال محطات كثيرة تبث من المحروسة،وكان أشهر تلك المحطات (محطة الشرق الأوسط) التى حين بدء البث منها،مع المرحومة (أمال فهمى ) فى أوائل الستينيات،كانت شيىء مختلف وجميل،وقريب من كل المستمعون،وكان الإحترام،وصحة النطق للغة العربية،هى الشيىء الغالب !!
أما اليوم، شي يدعو للأسف، وللأسى، وللتباكى على الماضي !
ماذا حدث أيضا لهذا القطاع من الشهرة المصرية المتسيدة للعالم العربى ! 
ماذا حدث فى هذا الجهاز العملاق الضخم، الذي كان يمتلئ " فخر " وثقافة، ومعبر عن حضارة، وشموخ وطن !!
هل العيب فى الإدارة ؟ هل العيب فى الخريجين الذين يعملون بهذا الجهاز ؟ 
ربما سيرد خاطر، بأن جهاز التلفزيون، قد غطى على قوة الإذاعة ودورها فى الماضي والحاضر !!
وهذه وجهة نظر تستحق الموافقة عليها ! 
ولكن أيضا التليفزيون بكل ما إتيح له من ( تكنولوجيا ) وتفوق وتقدم  إلا أن هذا الجهاز أيضًا يفتقد لقائد أوركسترا وكنت ضمن المنادين بإلغاء وزارة الإعلام من الهيكل الوزارى، ولكن ثبت بالأحداث الجارية أننا فى أشد الإحتياج لمسئول سياسى عن الإعلام المصرى حتى نستطيع أن نعيد البريق لجهازنا الإعلامى ولعلى أصل إلى نتيجة دون إخلال بما قلته.
خلينى أريح نفسى وأريحكم !!
السبب هو نحن !! الشعب !!
فنحن لم نعد نتذوق،ولم نعد نفرق بين "الغث والثمين" وإعتمدنا على الأطباق الفضائية والله يرحم..جملة "هنا القاهرة" !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

مقالات مشابهة

  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يزور البابا تواضروس الثاني للتهنئة بالأعياد
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يزور البابا تواضروس للتهنئة بالأعياد المجيدة
  • موجة هواء تركية باردة، تثير نوبات عطس إخوانية متوالية؟!
  • مكمن صلابة مصر
  • مواقف مصر لا تخضع للمساومة
  • “اللجنة” لصنع الله إبراهيم: كيف تسائل الرواية أنظمة القهر؟
  • أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الأربعاء
  • عيد الشرطة.. لماذا 25 يناير؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأعلام المصرى مفتقد ( للقائد ) !!