رأي اليوم:
2025-03-16@06:02:42 GMT

عيد اسطفانوس: الأقباط.. متوالية القهر    

تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT

عيد اسطفانوس: الأقباط.. متوالية القهر    

عيد اسطفانوس حتى نهاية السبعينات  كان المجتمع المصرى متماسكا بفضل عوامل كثيرة، منها الطابع المسالم للأقباط ومنها ثقافة الاسلام  الصوفى الهادئ التى ظلت سائدة فى المجتمع المصرى، حيث كان  المسلمون المصريون أو أغلبهم أتباع  لفرق صوفية عديدة ــ ومعظمها كان وافد الينا من شمال أفريقيا ــ وهذه الفرق أو الطرق تغلب عليهم ثقافة السماحه والتدين الشعبى البسيط، ولم يكن العنف اللفظى والتعصب الطائفى والعرقى  ومظاهر الفرز والتمييز، لم تكن تلك المظاهر غالبه فى المجتمع المصرى حتى مطلع الثمانينات، عامل آخر كان النهر فالناس منشغلون بأخطاره فى موسم فيضانه ومنشغلون أكثر بزراعة ضفافه فى موسم انحساره، ثم يأتى موسم الحصاد حيث تعم الجميع مظاهر السعادة والفرح، عامل آخير كان تأثيره لا يقل أهميه فى  استقرار المجتمع المصرى وهو وجود عائلات كبيرة وقبائل وبيوتات ثريه مسلمين ومسيحيين كان وجهاؤها وكبارها وأعيانها  لهم سطوتهم ونفوذهم على أتباعهم ومنتسبيهم، وبالطبع كانوا هم العمد والمشايخ لكل هذه الانحاء، وفى هذا السياق لا ننسى أن الاقباط ظللوا أكثرية عددية  حتى  أوائل القرن التاسع عشر، وفى هذه الحقبه المضيئة من تاريخ المصريين  أنجزوا  أعظم انجازاتهم فى العصر الحديث وهو حرب أكتوبر ــ وكنت فيها شاهد عيان فاعل ــ بالاضافه للسد العالى وبحيرته العظيمه.

ثم انقلبت حياة المصريين رأسا على عقب حيث نضجت الخطة الذى رسمها السادات وبدأت تؤتى أكلها فقد أعاد  جحافل الاخوان والسلفيين الهاربين من بطش عبد الناصر ،عادوا مشحونين بتيار وهابى سلفى عنصرى ومسلحين بصك أمان مشروط بصفقه مع النظام وتمويل نفطى هادر ورعاية وتخطيط  تولته باقتدار الجمعيتان السلفيتان الاصوليتان اللتان زرعتا الفتنه فى كل ربوع مصر ولا زالتا، الجمعية الشرعية وانصار السنه حيث أزاحو من طريقهم بالعنف وأساليب أخرى أزاحو ثقافة التدين الشعبى الصوفى المسالم واحتللوا عقول البسطاء باسلام عنيف متصادم مع المجتمع ومع العالم كله. وبدأ نهر الفرز والتمييز والعنصرية يجرى هادرا مكتسحا فى طريقة كل قيم التعايش والسماحة التى سادت المجتمع المصرى على الاقل طيلة قرن مضى، ثم توقف صعود فيضان النهر وتغيرت مسارات المصريين الاجتماعية تغييرا حادا ونشات طبقة طفيلية جديدة هم من استولوا على أراضى طرح النهر بوضع اليد بعد ان انحسر عنها آخر فيضان وهؤلاء حلوا محل طبقة كبار العائلات التى تآكلت ثرواتهم ومعها نفوذهم بعد قرارات يوليو والتأميم، ثم بدأت مرحلة صدام دامى بالاقباط والتحرش بهم برعاية الدولة أو على الأقل بتجاهلها دفع فيه الاقباط ثمنا باهظا دماء وممتلكات، وتمددت دائرة الاحزان لتشمل نصف القرن الماضى بأكمله فرز وتمييز بالاسماء والازياء وبدأت موجة هجرة هى الاكبر فى تارخ الاقباط  وضمر تعدادهم وخصوصا بعد أن قلصوا تناسلهم  بسبب الخوف والتوجس من المستقبل. وتستمر متوالية القهر فى التوالى الهادرــ وخصوصا بعد دور الأقباط المهم فى ازاحة نظام حكمهم الفاسد فى الثلاثين من يونيوــ فبعد أن استهلكوا  كل وسائل الارهاب من قتل وتفجير وذبح وتنكيل فى نصف القرن الماضى واكتشفوا أن الاقباط لم تهتز ثقتهم بعقيدتهم بل أصبحوا أقوى وأصلب مما كانوا فلجأوا لوسائل أكثر خسه ونذاله  لم تستعمل فى أشد حقب الاظلام والعنصرية ولا حتى فى المجتمعات التى احتضنت هذه التيارات ورعتها وفرختها، يستدرجون  أنثى مراهقة قاصر أو انسانه تمر بظروف ويلقون بشباكهم حولها  ويسلبونها من أسرتها عنوه ثم يبدأ مسلسل مقزز على الميديا نعيشه الآن فى مصر كل يوم وعلى مدار الساعة وفى كل مكان، فقد تكونت فرق مختصة فى طول البلاد وعرضها مهمتها الرئيسة هو صناعة هذه المؤامرات المدفوعة الثمن مقدما لكسر هيبة الاقباط وكرامتهم واذلالهم بينما تقف الدولة عاجزة عن مواجهة هؤلاء لأغراض مبهمة. والمؤكد أن الاقباط يدفعون ثمن الوقوف مع الدولة وكيانها الثابت المستقر مع بعض الجور والظلم ويدفعون أيضا ثمن ما يعتقد المتطرفون أن الأقباط كانوا وسيظلوا عقبة كؤود أمام قيام دولة دينية ــ وهى حقيقة ــ   لكن  المؤكد أيضا  أن الرهان على سكوت الاقباط وخنوعهم على هذه الجرائم الخسيسة ضد الانسانية هو رهان خاسر فيوما وهو قريب سيهب الاقباط  للدفاع عن وجودهم وعن ثقافتهم وعقائدهم ومستقبل أجيالهم ومستقبل الوطن كله الذى يتلاعب به المتطرفون ويسعون الى تدميره ليرقصوا على تلاله الخربه.    كاتب مصري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

آه يا وطن .. محب اخر لك يغادرنا .. وداعا بشرى الشيخ

بقلم السفير/ صلاح محمد احمد

كان لقائي به عام ١٩٧٩ ببكين، ومنذ للوهلة الأولى شعرت أنه قريب من القلب، تسبقه ابتسامات مشرقة وود حقيقى. غير زائف، وكان على وشك مغادرة بكين منقولا ، وانتحى بى جانبا مرحبا، مشيرا بمرارة وجود انطباع خاطىء لدى البعض فى أروقة وزارة الخارجية، يشير إلى أن المنقول إلى بكين مغضوب عليه، أو على الأقل يعد أبعادا، والسعداء فى نظرهم اؤلئك المنقولين إلى دول الغرب أو امريكا. وأكد فى حديثه أن الصين عالم اخر، وتاريخ تليد، من الموعود لها أن تنهض بشعبها المنضبط ، كان ذلك عام ١٩٧٩ بعد وفاة مؤسسها ماوتسى تونج بسنوات قلائل، وبداية محاكمة ما عرفوا بعصابة الأربعة المتهمين بانتهاكات لحقوق الإنسان التى أعقبت الثورة الثقافية التى أشعلها ماو، واستجابة لاستفسار لى ، أجاب بأن هناك اعتقاد خاطىء بأن العمل تحت امرة. رئيس بعثة عسكرى يعد عقابا، ولكن ما لمسه من رئيس البعثة آنذاك ــكان هو الراحل المقيم اللواء مبارك عثمان رحمه ــالعمل معه يعد إضافة إيجابية ، فهو واضح فى تعامله وصريح فى علاقاته مع كافة العاملين وله رؤية إدارية فذة فى فهم دواخل مرؤوسيه. ظل بشرى منذ ذاك اللقاء فى البال، ولم التق به فى اى عمل مشترك ، ومرت الايام وكان سكنى فى امتداد شمبات بالقرب من الحلفايا التى احبها بشرى وأصبح جزءا من اساطينها. ظروف أخرى سهلت لقائي به حين انتظمت ابنته امينةـالتى سماها على اسم زوجته الراحلة تخليدا لذكراها حين انخرطت امينة للدراسة فى مدرسة رياض الاسلام التى تعمل فيها زوجتى كمعلمة، وقد دعانى لزيارة مزرعته فى الحلفايا للتزود بحليب طازج من بقراته.. ولم اتمكن من تلبية هذه الدعوة,، وفى مرة من المرات احضر لى قارورة حليب طازج استمتعت به. مرت الايام واجتاحت الفتنة الهوجاء وطننا الجريح، وتفرقنا ايدى سبأ ، وفى تاريخ سابق من العام الماضى التقيت به وهو فى طريقه إلى مكتب الوزير المفوض عمر الفاروق وعند وصولى لمكتب فاروق وجدت المكتب مكتظا وفى أحد ركانه أيضا الراحل على قاقارين سبحان الله كانت هى هذه اللحظة التى رأيت فيها الراحلين قبل أن يسترق الموت كاللص الخطى ويخطف الزميلين.. وصلي على جثمان بشرى الشيخ فى مسجد د. مصطفى محمود القائل فى مجاهداته. من رحلة الشك الى الايمان، بأن الموت فى حقيقته حياة، وكل منا يحمل جثته على كتفيه كل لحظة، وما يبقى للإنسان ذكراه وعمله ...
رحم الله بشرى الشيخ دفع الله

   

مقالات مشابهة

  • توزيع 1600 كرتونة و1000 كيلو لحوم لمستحقي دعم الأورمان بأسوان
  • مشاهير × المحاكم..القيم الأسرية أبرز الاتهامات بالسجل الجنائى لسما المصرى
  • مشاهير × المحاكم.. القيم الأسرية تزين السجل الجنائى لسما المصرى
  • قطاع البترول ينتهي من تطوير قرى حلب وخالد بن الوليد وأبو مسعود بمحافظة الإسكندرية
  • المحترفون في مواجهة التحديات.. مواجهات نارية تنتظر شريف وحجازي وعبد المنعم
  • خطوات اكتساب الأجنبية زوجة المصرى الجنسية
  • توزيع 2200 كرتونة رمضان بقرى المنيا.. صور
  • اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي تهنئ بطريرك الأقباط الكاثوليك بالذكرى 12 للتنصيب البطريركي
  • فاروق : قطاع الزراعة شهد نهضة غير مسبوقة بفضل الخطط التنفيذية للحكومة المصرية
  • آه يا وطن .. محب اخر لك يغادرنا .. وداعا بشرى الشيخ