أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أمريكيين يوم الاثنين بأن الأنفاق ستسمح لحركة حماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها بمجرد توقف الحرب في قطاع غزة.

وأضاف المسؤولون أنه وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي منيت بها حماس إلا أن قسما كبيرا من قيادتها العليا في غزة ما زال في مكانه متخفيا في شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض، مؤكدين أنهم أصحاب القرار في مفاوضات صفقة الرهائن.

إقرأ المزيد الجيش الإسرائيلي يعلن غمر أنفاق "حماس" في غزة بكميات ضخمة من المياه

ويمتد نظام الأنفاق لمئات الأميال في نقاط تصل إلى 15 طابقا تحت الأرض، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

ولم تتمكن إسرائيل من تدمير الأنفاق التي أمضت حماس سنوات في بنائها، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم سيطروا على معظم النقاط الرئيسية، أي المجمعات الاستراتيجية تحت الأرض التي استخدمتها حماس لقيادة قواتها.

وأفاد مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته امتثالا لبروتوكولات الجيش، بأنه تم تدمير حوالي 70% من المجمعات.

وتوضح الصحيفة الأمريكية أنه ورغم أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى إضعاف حماس وقتل آلاف من عناصرها وتصفية قائد عسكري كبير واحد على الأقل، إلا أن تل أبيب لم تحقق أهدافها الأساسية من الحرب "تحرير الرهائن وتدمير حماس بالكامل".

إقرأ المزيد جحيم تحت الأرض.. أنفاق حماس ترعب الجيش الإسرائيلي

وتقول "نيويورك تايمز" إن الحرب كلفت إسرائيل باهظا، حيث قتل جيشها أعدادا كبيرة من المدنيين الفلسطينيين بالإضافة إلى انتشار الجوع على نطاق واسع في غزة، كما أثار مقتل عمال الإغاثة غضبا وإدانة واسعة في أرجاء المعمورة.

إلى ذلك، ذكرت "نيويورك تايمز" أن بحسب التقييم الاستخباراتي السنوي الذي صدر في شهر مارس، شككت وكالات المخابرات الأمريكية في قدرة إسرائيل على تدمير حماس فعليا.

وقال التقرير: "من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة.. وسيكافح الجيش من أجل تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس والتي تسمح لعناصر الحركة بالاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية".

إلى ذلك، بينت الصحيفة الأمريكية أن تل أبيب وحماس تستعدان لعملية أكبر في مدينة رفح الجنوبية، آخر معاقل حماس التي لم تصلها القوات الإسرائيلية، مؤكدة في السياق أن هناك حالة عدم يقين بشأن ما قد يأتي بعد رفح، مع تساؤلات حول من سيحكم غزة ويتولى توفير الأمن في القطاع بعد الحرب.

إقرأ المزيد الجيش الإسرائيلي يكشف عن مشروع "مترو" الأنفاق الداخلية لحركة "حماس" في شمال غزة

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن أربع كتائب من مقاتلي حماس تتمركز في المدينة وأن آلاف المقاتلين الآخرين لجأوا إليها، إلى جانب أكثر من مليون مدني.

وتقول تل أبيب إنه يجب تفكيك تلك الكتائب، حيث صرح مسؤولون إسرائيليون بأن الطريقة الوحيدة لتدميرها هي من خلال توغل كبير للقوات البرية في رفح.

ويؤكد خبراء أمنيون إسرائيليون في السياق أن تدمير الأنفاق بين غزة ومصر التي تزود حماس بالأسلحة وفق زعمهم، سيكون هدفا حاسما أيضا.

لكن العملية العسكرية المخطط لها أصبحت نقطة خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث أفاد مسؤولون أمريكيون بأن إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح وبدون ذلك فإن عدد القتلى في غزة سوف يرتفع أكثر.

ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إن على إسرائيل أن تصمم خطتها على غرار حصار الموصل بالعراق في عام 2017 من قبل القوات العراقية والقوات الجوية الأمريكية، حيث تم إجلاء مليون ساكن من المدينة قبل الهجوم، علما أن 3000 مدني على الأقل لقوا مصرعهم نتيجة للعملية العسكرية.

إقرأ المزيد "مصائد للموت".. رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يحذر من أنفاق غزة

ووفق الصحيفة، يريد المخططون العسكريون الأمريكيون أن تنفذ إسرائيل غارات مركزة على نقاط قوة حماس، ولكن فقط بعد نقل المدنيين.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أنهم يتوقعون أن ينتقل المدنيون إلى مناطق أكثر أمنا، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه نظرا لأن معظم القطاع غير صالح للسكن تقريبا، فإن إسرائيل بحاجة إلى خطة أفضل.

ويشدد المسؤولون الأمريكيون في تصريحاتهم على أن الطريقة الوحيدة لحمل إسرائيل على وقف عملية رفح هي إبرام صفقة إطلاق سراح الرهائن، إلا أنه وفي المقابل يؤكد الإسرائيليون إن العملية الوشيكة في رفح هي وحدها التي أبقت حماس في المفاوضات مع تزايد الغضب بين عائلات الرهائن بسبب فشل تل أبيب في تحريرهم.

وخلال تفصيلها وخوضها في العديد من النقاط بشأن الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، طرحت الصحيفة سؤالا جوهريا حيث قالت "بعد ستة أشهر من الصراع، ماذا حققت إسرائيل ومتى وكيف يمكن أن ينتهي القتال؟"، مشيرة إلى أن الإجابة عن السؤال تخلق توترات عالمية متزايدة الشدة حول حرب كلفت إسرائيل الدعم حتى من حلفائها المقربين.

المصدر: "نيويورك تايمز"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية البيت الأبيض الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن حركة حماس رفح صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام مساعدات إنسانية واشنطن وفيات يحيى السنوار الجیش الإسرائیلی نیویورک تایمز إقرأ المزید تحت الأرض تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: نشر تحقيق الجيش الإسرائيلي سابقة أكدت انهيار نظرية الردع

اتفق خبراء ومحللون على أن نشر نتائج التحقيق العسكري الإسرائيلي حول إخفاقات هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يمثل سابقة تاريخية، ويكشف عمق الأزمة التي تواجهها المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.

وقال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى، إن نشر الجيش الإسرائيلي لنتائج تحقيقه حول إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول خلال الحرب يعد "حدثا غير مسبوق في التاريخ الإسرائيلي".

وأوضح أن "الضغط لنشر التقرير جاء من المستوى السياسي الإسرائيلي" خاصة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وأشار مصطفى إلى أنه خلافًا لتحقيقات حرب أكتوبر 1973 التي ظلت سرية لعقود طويلة، تم نشر هذا التحقيق بشكل واسع "في خضم حرب لم يتم الإعلان عن انتهائها بشكل رسمي".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح بأن أي تحقيق وطني يجب أن يتم فقط بعد انتهاء الحرب، بينما يضغط معارضوه للمطالبة بالمساءلة في أقرب وقت، نظرًا لحجم الفشل العسكري والأمني.

دعوة لمحاسبة الحكومة

وفي المقابل، دعا عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، فيما استغل زعيم المعارضة يائير لبيد النتائج للدعوة إلى محاسبة ما سماه الحكومة الفاشلة.

إعلان

وقال لبيد عبر منصة إكس إن الوقت حان لكي تقوم مجموعة الجبناء الفاشلين التي تُسمى حكومة إسرائيل بتحمل المسؤولية بدلا من التهرب منها طوال الوقت.

ومن ناحيته، لفت الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، إلى أن "العلاقة بين السياسيين والعسكر داخل إسرائيل اليوم هي علاقة مشحونة إلى درجة كبيرة جدا" مقارنة بما كانت عليه في حرب 1973، مشيرًا إلى أن "النظام السياسي هو الذي يحدد السياسة الأمنية" استنادا إلى التقييم الأمني للمؤسسة العسكرية.

وحول أهمية التقرير السياسية يرى مصطفى أن هذا التحقيق "يخدم نتنياهو بالضبط" لأنه "يحمّل المؤسسة العسكرية المسؤولية الكاملة عن الإخفاق".

وأوضح أن نتنياهو "يحاول أن يتنصل من المسؤولية من خلال تحميل الجيش الإسرائيلي لهذه المسؤولية"، مستشهدا بتساؤلات على لسان نتنياهو: "هل أنا مسؤول عن حماية الحدود؟ هل أنا كنت لازم أقول لكم أن تضعوا فرقا أو ألوية عسكرية على الحدود؟".

ومن ناحية أخرى، أشار الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، إلى أن هذه النتائج تؤكد "السردية الفلسطينية القائمة منذ صباح السابع من أكتوبر وحتى اليوم" وهي أن "الاحتلال الإسرائيلي كان يعتقد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد أن تذهب إلى مواجهة كبيرة".

وأضاف أن حماس كانت تعد "بشكل ممنهج على 3 جوانب: الاستخباراتي، وبناء قدرات قتالية احترافية، وتطوير آليات جديدة مثل سلاح الطائرات المسيرة".

وأبرز العميد إلياس حنا أهم استنتاجات التقرير وهي "ضرورة تغيير مفهوم الأمن عند إسرائيل" و"عدم السماح بوجود قوة عسكرية على الحدود الإسرائيلية في منطقة فيها مدنيون".

مفهوم الردع

وأكد أن "مفهوم الردع قد تراجع، ولذلك هناك حاجة للبقاء في هذه المناطق لضمان أمن إسرائيل".

وفي السياق، أشار مصطفى إلى أن هناك "نزعة عند إسرائيل حول الحدود المحيطة بها" تتمثل في أن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يتواجد في كل الجبهات المحيطة بها وأن ينزع السلاح منها، سواء في لبنان أو سوريا أو الضفة الغربية أو غزة"، موضحا أن هذا "واحد من خلاصات هذه التحقيقات" التي تخدم الحكومة الإسرائيلية.

إعلان

وأكد القرا أن "المقاومة لن تستسلم لإملاءات إعادة تأهيل نفسها بأي شكل من الأشكال"، مشيرًا إلى أن "الواقع الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن سلاحه سواء حركة حماس أو غيرها في قطاع غزة".

وأضاف أن إسرائيل "عمليا لم تنجح في القضاء على المقاومة في قطاع غزة رغم وجودها على تماس مباشر في الشوارع والمدن" متسائلاً، "فكيف ستتمكن من ذلك وهي خارج القطاع؟".

ويصف القرا الوضع في غزة بأنه "صعب جدا" مع "حالة ترقب لما يمكن أن يحدث خلال هذا الأسبوع" خاصة فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أو تمديد المرحلة الأولى.

ويشير إلى وجود "تفاؤل باتجاه أن يكون هناك قربة لشهر رمضان بعدم الذهاب إلى إعادة الحرب".

وحذر العميد إلياس حنا من أن "التلويح بإمكانية استئناف الحرب سيكون له أثر كبير على إسرائيل كونها تعتمد على الاحتياط، والاحتياط هو العمود الفقري للاقتصادي الإسرائيلي".

وأكد أن إسرائيل انتقلت إلى "مرحلة جديدة من المقاربة الأمنية" تتمثل في "البقاء الجسدي والفعلي في مرافق متعددة" على حدودها.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب
  • عاجل - إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب
  • بعد رفض حماس..إسرائيل توقف دخول المساعدات والإمدادات إلى غزة
  • وسط التوترات.. إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة
  • “نيويورك تايمز”: أزمة سيولة حادة في سوريا بسبب قيود السحب من البنوك
  • مسؤولين إسرائيليين: إسرائيل طلبت تمديد الاتفاق بـ42 يومًا دون التطرق في وقف الحرب
  • محللون: نشر تحقيق الجيش الإسرائيلي سابقة أكدت انهيار نظرية الردع
  • صحيفة “نيويورك تايمز”: أزمة سيولة حادة في سوريا بسبب قيود السحب من البنوك
  • نيويورك تايمز: نظرة ترامب إلى أوروبا تقرع أجراس الخطر