مقابل سلسلة من الأبحاث الجوهرية حول "ارتباط التوتر بمجموعة من النتائج الصحية السلبية، تجعل كبار السن يشعرون بأنهم أكبر سنا مما هم عليه"، كان هناك القليل من الأبحاث التي تناولت هذه المشكلة لدى البالغين الأصغر سنا (الأشخاص في سن المراهقة والعشرينات والثلاثينات من أعمارهم).

وذلك على الرغم من "زيادة كمية التوتر التي يعاني منها البالغون الأصغر سنا الآن، مقارنة بكمية التوتر التي عانت منها الأجيال السابقة عندما كانوا صغارا".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 47 حيل للتغلب على التوتر المصاحب للقهوة والكافيينlist 2 of 4علماء النفس يقدمون طريقة سحرية لهزيمة التوتر نهائياlist 3 of 4نصائح غير مرغوب بها.. لماذا تُسبب "التوتر"؟list 4 of 4وحش يلتهم السعادة.. ما أسباب التوتر المزمن؟end of list

وهو ما جعل شيفون نيوبرت، أستاذ علم النفس في جامعة نورث كارولاينا، يرى أن الوقت مناسب لقيادة فريق من الباحثين في مجال الإجهاد، لإجراء دراسة حول العلاقة بين الشعور بالتوتر والتقلبات والضغوطات اليومية، والإحساس بالشيخوخة لدى البالغين الأصغر سنا.

وهي الدراسة التي نشرتها مجلة علوم الصحة العقلية في أول مارس/آزار الماضي، وتوصلت إلى نتائج مفادها أن البالغين الأصغر سنا "يمكن أن يشعروا بأنهم أكبر سنا في الأيام العصيبة، أو تلك التي يفقدون فيها السيطرة على حياتهم".

بعض الأيام تؤدي إلى إحساس الأشخاص بالشيخوخة أكثر بكثير من غيرها (بيكسلز)

وأوضح نيوبرت، في بيان إعلامي، أن الأبحاث الجديدة أكدت صحة القول بأن "بعض الأيام تؤدي إلى إحساس الأشخاص بالشيخوخة أكثر بكثير من غيرها"، وذلك عندما تحدث مشكلات غير متوقعة، ويستمر الحظ السيئ في إحداث التعثر، وتمر بعض الأيام على الشباب وكأنها أسابيع.

مؤكدا أن وجود فهم أعمق لهذه الظاهرة -في جميع الفئات العمرية- يمكن أن يساعدنا في "حماية صحتنا العقلية والجسدية".

الإحساس بالعمر يزداد بزيادة الضغوط

في هذه الدراسة، جمع الباحثون بيانات 107 من البالغين الأصغر سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و36 عاما (بمتوسط أعمار حوالي 20 عاما)، وأجروا مسحا يوميا لمدة 9 أيام متتالية، لرصد:

مقدار الضغط الذي كانوا يعانون منه كل يوم؟ مدى شعورهم بالسيطرة على حياتهم في ذلك اليوم؟ كم عمرهم الذي شعروا به ووجدوا أنفسهم عليه في ذلك اليوم؟

وقال نيوبرت إن النتيجة الرئيسية أظهرت أنه "في الأيام التي أبلغ فيها المشاركون في الدراسة عن تعرضهم لمستويات توتر أعلى من المعتاد، أفادوا أنهم يَبدون ويشعرون بأنهم أكبر سنا".

ظاهرة التوتر التي تجعل الناس يشعرون بالتقدم في السن لا تقتصر على كبار السن (بيكسلز)

موضحا أن هذا كان صحيحا فقط في الأيام التي أبلغ فيها المشاركون عن "شعورهم بأن سيطرتهم على حياتهم كانت أقل من المعتاد".

وأضاف نيوبرت أن "هذه النتائج تُخبرنا أن ظاهرة التوتر التي تجعل الناس يشعرون بالتقدم في السن لا تقتصر على كبار السن، بل إنها تحدث للشباب أيضا".

وأنه من المهم "أن نعلم أن التعرض للإجهاد المزمن مع مرور الوقت، يمكن أن تكون له آثار ضارة"، حين يبدأ الأشخاص في الشكوى من مستويات عالية من التوتر بالنسبة لأعمارهم، لدرجة تؤثر على إحساسهم بالعمر، "أثناء انتقالهم من مرحلة الشباب إلى منتصف العمر (الأربعينات والخمسينات من العمر)".

محذرا من أن مستويات التوتر المزمن بين الشباب يمكن أن تكون لها آثار خطيرة على صحتهم العامة في المستقبل.

تأثيرات التوتر ليست قاصرة على أعصابنا فقط

أظهر استطلاع أجرته "جمعية علم النفس الأميركية" في عام 2022 أن "أكثر من ربع البالغين في الولايات المتحدة أبلغوا عن شعورهم بالتوتر الشديد الذي يمنعهم من أداء وظائفهم في معظم الأيام"، وفقا لما ذكرته باندورا ديوان، كبيرة المراسلين العلميين في مجلة "نيوزويك".

موضحة أن الأمر لا يقتصر على أدمغتنا وأعصابنا فقط، بل يمكن أن يجعلنا التوتر نبدو أكبر سنا ونشعر بذلك فعلا، حتى لو كنا لم نزل في العشرينات من العمر، فسوف تظهر علينا هذه التأثيرات "في الأيام التي نجد حياتنا فيها خارجة عن السيطرة".

أكثر من ربع البالغين في الولايات المتحدة يشعرون بالتوتر الشديد الذي يمنعهم من أداء وظائفهم (بيكسلز)

كما يمكن أن تكون لمستويات التوتر المزمن تداعيات واسعة النطاق على صحتنا العقلية والجسدية، تشمل "القلق والاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية والربو والسكري".

بالإضافة إلى ما قد يُسببه الإجهاد من تعب مزمن وسمنة ومشاكل في الجهاز الهضمي واضطرابات في الجهاز المناعي، "وكلها أمراض يمكن أن تؤدي مجتمعة لجعلنا نشعر بأننا أكبر سنا مما نحن عليه بالفعل".

اختبار مجاني لقياس مدى خطورة مستويات الإجهاد

باستخدام بيانات ما يقرب من 500 نرويجي، اتضح أن 13% منهم كانوا معرضين لخطر الإرهاق الشديد، وبعد أن أصبح الإرهاق "متلازمة" معترف بها من منظمة الصحة العالمية.

صمم فريق من الباحثين أداة تقييم الإرهاق "بي إيه تي" (BAT)، في شكل مجموعة من الأسئلة، لتقييم 4 أعراض شائعة عن التوتر والإجهاد المزمن، وهي:

الإرهاق (الشعور بالإنهاك). الابتعاد النفسي (بفصل أنفسنا عن الآخرين). الضعف الإدراكي (صعوبة تذكر الأشياء وحل المشكلات). الضعف العاطفي (اضطرابات المزاج وردود الفعل العاطفية).

ومن ثم مقارنتها بالمعدلات المعتمدة في 7 بلدان هي: النمسا، بلجيكا، فنلندا، ألمانيا، أيرلندا، اليابان، هولندا.

وذلك بهدف اكتشاف العلامات المبكرة للإرهاق، "حتى يتمكن الأشخاص من إعادة تقييم حياتهم والحصول على المساعدة، قبل أن يصلوا إلى حافة الانهيار".

ومن خلال اختبار بسيط وسريع ومتاح مجانا عبر الإنترنت، "يمكن أن يكون بمثابة تحذير مبكر بأنك قد تكون على وشك الإرهاق على نطاق واسع"، وفقا لما ذكره موقع "آي إن سي".

الإجهاد قد يسبب تعبا مزمنا وسمنة ومشاكل في الجهاز الهضمي واضطرابات في الجهاز المناعي (بيكسلز)

وتدور أسئلة الاختبار حول أشياء مثل: ما تشعر به عندما تستيقظ في الصباح، وفهمك لقيمة عملك، وعدد المرات التي تشعر فيها أنك تعمل دون شغف.

بالإضافة إلى مجالات مثل التعارض بين العمل والمنزل، وعبء العمل، والرضا الوظيفي، والضغط النفسي، كما تشمل الأسئلة الشعور بالحزن دون معرفة السبب، والشعور بعدم اليقين بشأن قيمة العمل.

توضيح ونصيحة

يوضح فريق البحث أنه "لا يمكنهم ضمان دقة النتائج، إلا إذا كنت تقيم في البلدان السبعة المذكورة"، لكنهم في الوقت نفسه يعتقدون أن "النتائج ستكون كافية لإعطاء رواد الأعمال من جميع أنحاء العالم، فكرة تقريبية على الأقل، عن حجم الإرهاق الذي يعانون منه".

كما ينصح ليون دي بير، عالم النفس بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، والمشرف على فريق تصميم أداة التقييم، قائلا "إذا كنت تريد معرفة مدى اقترابك من الإرهاق، فيمكنك تجربة ذلك بنفسك عبر الإنترنت، لأن القدرة على تحديد هذا الخطر تعني أنه يمكنك اتخاذ خطوات لمنع حدوث الإرهاق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات التوتر التی فی الأیام فی الجهاز أکبر سنا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

قراءة في قضايا العمل وقوانينه

تتشابك قضايا العمل في مجرياتها وتأثيراتها المجتمعية والاقتصادية؛ فتُحدث في داخلنا متاهات من التساؤلات تدفعنا إلى البحث عن الحلول لمشكلات أهمها أزمة الباحثين عن العمل، ومنظومة تقويم الأداء الوظيفي، وجدل التقاعد وقانونه الجديد. قبل الولوج إلى هذه القراءة وتشعباتها نحتاج إلى القول: إنه لا وجود لتقدم وتطور حضاري دون وجود تحديات مصاحبة؛ فنجد المشكلات مع كل تقدم وتنمية تواجه المجتمعات، منها مشكلات العمل التي لا ينحصر وجودها في دولة دون أخرى، إلا أن التفاوت في حجم هذه المشكلات هو ما يمكن أن يكون معيارا وقياسا لقدرة المجتمعات والحكومات على إيجاد الحلول المناسبة التي يمكن أن تخفف من وطأة الأزمات الناتجة.

تعتبر أزمة العمل وخصوصا أزمة الباحثين عن العمل أحد أكبر المعضلات التي تواجه دول العالم دون استثناء ومنها سلطنة عُمان التي تبذل الحكومة بمؤسساتها المعنيّة الجهود الممكنة للوصول إلى أقل معدلات للبطالة؛ فاستنادا إلى الواقع من زاويته المجتمعية بشموليّتها الاجتماعية والاقتصادية، وعبر ما نلتقطه من فئة الشباب الباحثين عن عمل يمكننا المحاولة في طرح قراءة لبعض مفاصل هذه المشكلة، وتحديد بعض مسبباتها مثل ضعف وجود الكوادر الوطنية في سوق العمل الذي يمكنه أن يشغلها بتعليمه الجامعي الذي تنفق الحكومة الأموال الطائلة عليه أو عبر إكسابه الخبرة المطلوبة بواسطة التدريب، وهنا الإشارة إلى سوق العمل في القطاع الخاص الذي يملك فرصا وافرة لكثير من المهن والتخصصات، وكذلك يرجع البعضُ تدني نسبة التعمين في القطاع الخاص لأسباب أهمها ضعف الحد الأدنى للرواتب وعدم توافقه مع غلاء المعيشة، والذي يمكن لبعض مؤسسات القطاع الخاص استغلاله بشكل قانوني يضمن تنفيذها لشرط نسبة التعمين، وفي المقابل تقليل التكلفة المالية الناتجة من التوظيف، وتحقيق مكاسب ربحية تضع الباحث عن العمل أمام خيارات صعبة منها عدم الاستمرارية في العمل نتيجة الإحساس بالضَّيْم وعدم المساواة، وهنا تتجلى الظاهرة النفسية التي نحتاج إلى الالتفات إليها المتولّدة عند الباحث عن العمل، أو الفاقد للحقوق المالية العادلة والمكافِئة للوظيفة ومهامها، أو عند الاضطرار لترك الوظيفة أوالفصل التعسفي، وهذه الظاهرة النفسية لها تأثيرها من جميع النواحي منها الفردية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي يمكن أن ترتبط بزيادة معدلات الجريمة والتفكك الأسري والاجتماعي، والأمراض النفسية التي تعوق مسيرة التنمية نظير تراجع معدلات الأداء والإبداع عند فئات الشباب الذي يعدّ عمادَ المجتمعات وأركانها.

لا يمكن أن نوجّه أصابع الاتهام إلى جهة معيّنة ونحمّلها المسؤولية بمجملها؛ إذ يتحتم أن ندرك أن مسؤولية أزمة الباحثين عن العمل يتشارك جميع عناصر المجتمع في مواجهتها وتقليل معدلاتها؛ فيأتي الوعي المجتمعي -المتعلق بفهم حركة العمل وأدواته وفلسفته- وتأسيسه على عاتق جميع عناصر المجتمع نفسه أفرادا ومؤسسات، ومن السهل أن نقرّب مغزى الوعي المجتمعي وأهميته في واقع حركة العمل الحر والمؤسسي التي يمكن لأيّ مجتمع أن يتبنى وجودها، ولنا في مدن وولايات عُمانية الأمثلة الناجحة على ذلك منها مدينة نزوى التي تعطي نموذجا واقعيا لوجود الوعي المجتمعي الخاص بفلسفة العمل الذي ليس بالضرورة أن يُحدَّ بأيّ ظرف خارجي يتعلق بتحديات القطاع الخاص أو القطاع العام؛ فانتهجت مدينة نزوى وغيرها من المدن والولايات العمانية توجها غيّر من قواعد العمل المألوفة؛ إذ نجد نشاطا في سوق العمل بمختلف مجالاته يدب في هذه الولايات ويتحرك بسواعد أبنائها الذين يقتنصون الفرص التي يمكن تسخيرها في تحقيق التنمية الاقتصادية واستدامتها؛ فنجد نموا صاعدا في قطاع السياحة الذي لم يعد حكرا على القوى العاملة الأجنبية بل نرى لهذا القطاع شركات أهلية تُعنى بجذب الشباب العُماني الباحث عن العمل؛ فتجعل منه شريكا يساهم بخبرته وعلمه ويستفيد من الناتج بشكل مجزٍ؛ فيعيد تشكيل خبراته التي يمكن أن تلهمه إلى توسيع دائرة العمل وتطويره، وكذلك يمكن لهذه الشركات الأهلية المساهمة في التنمية المجتمعية التي يمكنها أن تمنح الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للجميع.

في جانب آخر فإن تعويلنا على دور الوعي المجتمعي لفلسفة العمل -الذي أمكن أن نرى نتائجه في بعض الولايات العمانية ومدنها- لا ينبغي أن نجعله بديلا يمنع حق مشاركة الكوادر العمانية في سوق العمل العام والخاص الذي سقنا بعض مسببات ركوده التي يمكن أن تعالج بقرارات تعيد النظر في قوانين العمل منها رفع الحد الأدنى للأجور، ورفع نسبة التعمين للوظائف بجميع مستوياتها الصغيرة والمتوسطة والكبيرة -وفي هذا المفصل لا ننكر الحراك الذي تبذله الحكومة عبر تحديثها المستمر لنسب التعمين ورفعها وفقا للتخصصات التي يمكن للكوادر العمانية أن تتولى تنفيذها-، ورفع معدلات الأمان الوظيفي -الذي أيضا نرى تحسّنه وفقا لمستجدات قانون العمل والحماية الاجتماعية-، وينبغي أن يصاحب أيّ مستجدات في هذه القوانين متابعة حثيثة ودقيقة يمكن بواسطتها تحقيق أقصى تنفيذ ممكن لهذه القوانين.

من منظور آخر يخص حركة العمل واستدامته لابد أن نلتفت في قراءتنا الحالية إلى منظومة التقويم الوظيفي وأدواتها المستعملة التي تتفاوت في آليتها وقياساتها وأدواتها من قطاع إلى آخر، إلا أننا في هذا المقال المعني بقضايا العمل نركّز على المنظومة الحالية المعتمدة في القطاع العام المدني التي يراها كثيرٌ من العاملين في القطاع العام بأنها منظومة بحاجة إلى مراجعة شاملة تعيد آلية تقويم الأداء الوظيفي بشكل مرضٍ وعادل للجميع مما يقلل من ظاهرة الإحباط وعدم المبالاة وضعف الأداء، وفي هذا الشأن من الممكن أن ندخل الذكاء الاصطناعي ونماذجه للمساعدة سواء في تحليل كفاءة هذه المنظومة وتحديد نقاط ضعفها أو في إعادة بنائها وتشغيلها. كذلك قانون العمل الذي ارتبط به نظام التقاعد الجديد بحاجة إلى إعادة النظر في مفاصله الكثيرة التي تخص الحاضر والمستقبل وتخص الزوايا المتعلقة بالأداء الوظيفي والاجتماعي والأسري والنفسي؛ فهذه زوايا من السهل أن تجتمع في تشكيل مجتمع منهك لا يرى وضوحا لمستقبله الذي يستحق أن يكون في صورة أكثر مرونة من حيثُ الميولات الشخصيّة ورغباتها، وتمنح فرص استئناف الحياة بصور أخرى؛ فتسمح لكوادر وطنية أخرى أن تكمل مسيرة العمل دون تأخير يسرق سنوات العمر من الجيلين السابق والجديد.

د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني

مقالات مشابهة

  • قراءة في قضايا العمل وقوانينه
  • أفضل الطرق للتخلص من الطاقة السلبية في حياتك اليومية
  • «ع 666» لوحة سيارة وصل سعرها لـ 2 مليون جنيه.. ما مميزاتها؟
  • طريقة سهلة ومضمونة للحفاظ على الشعر مع الحر والرطوبة
  • للنساء.. هل من الآمن صبغ شعرك أثناء الحمل؟
  • للسيدات.. نصائح طبية واجتماعية لمحاربة التوتر والاكتئاب
  • خلطة زبدة الشيا والأفوكادو لتحويل شعرك المجعد إلى «حرير».. اعرفي الطريقة
  • اختبار بسيط يكشف تعرض الجسم للجفاف.. تعرف عليه
  • اختبار بسيط يكشف إصابتك بالجفاف
  • اختبار بسيط يكشف تعرض الجسم للجفاف