تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

200 يوم؛ ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يُواصل تعميق أوجاع القهر والفقد والحسرة في شتى أنحاء غزة؛ ولا يزال صمود الفلسطينيين متواصلا أمام  القاصي والداني ضد عدوانٍ غاشم يحصد أرواح مئات الأبرياء يوميًا؛ رافضًا وقف حرب الإبادة التي تُشن ضد العُزل من النساء والأطفال والرجال مُنتهكًا كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية لبدء هُدنة إنسانية تُنقذ أرواح آلاف الأبرياء من المرضى والأطفال والمدنيين؛ مُخلفًا ما يزيد على 34 ألف شهيد و76 ألف مصاب؛ ناهيك عن قتل طفل كل 10 دقائق في غزة جراء الهجمات العدوانية العشوائية - حسبما أفادت  الأونروا.

واستمعت "البوابة نيوز" لشهادات حصرية لعدد من النازحين الفلسطينيين من قلب الوجع وآلام الفقد والحسرة؛ جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم والذي لا يزال يرفض وقف إطلاق النار.   


 
صامدون أمام الاحتلال.. ولكن الصمود لا يعني أننا لا نتألم ونتوجع

في البداية، يحكي محمد العمريطي والنازح بدير البلح؛ عن أهوال 200 يوم من حرب الإبادة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنها ضد أهالي غزة قائلًا لـ"البوابة" عبر رسالة صوتية: "رغم  القتل والقمع والإرهاب من قبل الاحتلال الإسرائيلي لا يزال لدينا بصيص أمل ونُصر وعِزة وكرامة". 

ويضيف "العمريطي": "هذه حرب إبادة لا توصف وحتى الكلمات لا يمكن أن تُوصف بشاعتها؛ ومهما تحدثنا لم ولن يُدرك ألم المعاناة إلا هؤلاء الذين يعيشون فيها ويتجرعون أوجاعها؛ لكن إن كان لابد من الحديث عن أهوال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة فحدث ولا حرج؛ عن القصف والقتل والإبادة الجماعية الذي يصل الليل بالنهار دون شربة ماء تروي الظمأ ولا كسرة خبز تسد الجوع ولا دواء يُداوي سقيم ولا حتى سقف منزل مأوي من البرد أو يمنع حرارة الشمس؛ عن غلاء أسعار وشُح مُنتجات وحربٍ نفسية تجعلك تتمنى الموت أكثر من الحياة". 

ويُمكمل النازح الغزاوي حديثه بنبرة آسى واستياء وحزن قائلًا: تتحدث مواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز ليل نهار عن صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الغاشم؛ مُحاولين تضميد جراحه وآلامه وتخفيف مرارة الفقد والحسرة ورفع الروح المعنوية؛ لكن بين السطور وفي أدق التفاصيل مُعاناة كثيرة؛ فالكل يتحدث عن صمود الشعب الغزاوي.. نعم نحن صامدون أمام عدوان الاحتلال المتغطرس الهمجي؛ لكن الصمود لا يعني أبدًا أننا لا نتألم ونتوجع". 

ويستطرد؛ نتوجع ونتألم كثيرًا جدًا، من اغتصاب الأرض والعرض والبلاد وقتل الأبرياء وقصف وقنص العُزل من النساء والأطفال وتفجير البنايات وهدم الأحياء فوق رؤوس قاطنيها؛ وفقد الأحبة "أخٍ أو أب أو صديق أو جار"؛ حتى إن جرم الاحتلال لم يستثنِ قتل الأبرياء العُزل في رمضان أو العيد ففي هذا العام لم نعرف العيد أو رمضان ولم نشم نسائم فرحتهم ولم نعشها. 

ويُكمل قائلًا: "منذ 200 يومً نعيش ونتنفس الحياة الجسدية تحت قصف الطائرات والدبابات ورعب الزنانات التي تصل الليل بالنهار؛ لكن في غزة لا حياة روحية ولا حياة نفسية ولا بهجة؛ باللغة العامية: "أيام العيد ورمضان مش محسوبة من عمرنا"؛ والآن نقول في غزة: "ليس العيد لمن لبس الجديد.. وإنما العيد لمن مات شهيد".

ويختتم الشاب الغزاوي: هذا عيد الشهداء وحتى من بقى على قيد الحياة ينتظر الموت بين الحين والآخر بقصف إسرائيلي يصل إليه سواءً كان في الخيام أو في المنازل التي لم يأت دورها تحت القصف حتى الآن؛ والتي تضم ما بين 200 و300 نفر؛ أى "علبة سلمون" باللغة العامية الغزاوية. 

غزة 

صامدون هنا ونحيا بالأمل والعِزة والكرامة

بدوره قال الشاب الغزاوي أنس؛ والذي نزح إلى رفح بعد أن هدم الاحتلال منزله؛ نعيش في حالة مأساوية جدا لا يتخيلها عقل بشر؛ بعد أن هدم الاحتلال بيتنا وأصبحنا مُشردين في خيم لا يحتمل العيش فيها صيفا ولا شتاءً.

ويُضيف في حديثه لـ"البوابة" حتى الخيام التي لا تصلح أن تأوي الحيوانات وليس لمعيشة نازحين كي تؤويهم من حر الصيف الشديد أو برد الشتاء الممطر القارس وغرق الأطفال؛ تُقصف بالطائرات وتتبع الزنانات أصوات من بداخلها؛ مشيرًا إلى أن ليل غزة بات يسكن فيه "الهمس واللمس" خوفًا من قصف الاحتلال للأبرياء داخل الخيام؛ مؤكدًا أنه رغم كل الآلام والأوجاع والمآسي سنبقى صامدين أمام عدوان الاحتلال الغاشم  فإما أن نعيش بكرامة أو نموت بها؛ فليس المُهم أن تتوقف الحرب أو يكف الاحتلال عن ارتكاب المجاز؛ ولكن الأهم أن نعيش بكرامة سواءً "مرت الحرب أو لم تمُر". 

«اجا الليل» يعني.. «جاء الموت والقتل بشويش دون أن يسمعنا أحد»  
وتؤكد الفلسطينية هلا موسى عسكور، النازحة منذ الـ 7 من أكتوبر؛ أن الاحتلال حول حياة الملايين في غزة لجحيم؛ فسابقًا كانت كلمة "اجا الليل" تُوحي بالهدوء والسكينة؛ ولكن بعد السابع من أكتوبر أصبحت كلمة "اجا الليل" تُوحي بالخوف والفزع والرعب؛ رغم أن الاحتلال لا يُفرق في القتل وارتكاب المجازر بين أحد ؛ لكن باتت كلمة "اجا الليل" تُرسخ معنى: "جاء الموت والقتل بشويش دون أن يسمعنا أحد". 

وتضيف في حديثها لـ"البوابة" قبل 200 يوم وقبل عدوان السابع من أكتوبر كان ليل غزة ساحرًا بالجمال والأضواء؛ ولكن الآن حولت "قذائف الموت" الليل إلى رُعب وفزع؛ مشيرة إلى أنها إذا خلدت ليلًا ووضعت رأسها على المسند لتنام دقائق معدودة؛ يدور برأسها سيناريوهات القصف والإبادة في ظل استمرار صوت الزنانة العالي المُرعب؛ لدرجة أن باتت أغلب أمُنية من على قيد الحياة في غزة اختفاء صوت الزنانة الذي يُرعب القلوب ويُتعب الأبدان. 

وأكدت ان الاحتلال حرم النوم على النازحين في الخيام؛ فإذا جالستهم ليلًا ونظرت إلى وجوههم لن تجدهم نائمين؛ وإذا أمعنت النظر في أعينهم تجدهم خائفين يتحسسون الموت وفي الوقت ذاته "ما حدا منهم قادر يتكلم" خوفًا من أن تسمعه "الزنانة" فتقصف الخيمة. 

وتختتم النازحة الفلسطينية: بعد 200 يوم من العدوان وتشرد الملايين في خيام النزوح بات كل فرد في غزة يكره الليل وينتظر طلوع الفجر بفارغ الصبر؛ رغم أن الاحتلال لا يُفرق بين القتل والإبادة في الليل أو النهار؛ ولكن "أصوات الزنانات" أكثر رعبًا في سواد الليل المُظلم المحفوف بالدم والموت.

العدوان على غزة 

كثير من العوائد أفطروا في رمضان على دماء الشهداء 
"رمضان كان فيه قتل وضرب واستهداف.. فبين الإفطار والسحور يوميًا كان الاحتلال يستهدف العوائل"، بهذه الجملة روت الفتاة الفلسطينية سلمى القدومي لـ"البوابة" عن أوجاع وآلام شهر رمضان والعيد في غزة واستمرار العدوان لـ200 يوم من الإبادة. 

وتضيف قبل العدوان، كان شهر رمضان والعيد أكثر الأشياء التي كانت تحظى باحتفاء شديد؛ وكان حلاوة الأشهر السابقة؛ ولكن جاء عدوان الاحتلال ماحيًا كل الفرحة والبهجة التي كنا نعيشها معمقًا جراح وآلام القصف والجوع والحوجة فلا فرحة ولا بهجة ولا مُعايدة؛ بل الأصعب من هذا "كيف نُدبر أحوالنا؟" 

تؤكد الفلسطينية؛ ما زلت أذكر جيدًا الاحتفال بتجهيز كل شيء في العيد مع أسرتي التي قتلها الاحتلال وهدم منزلنا وأصبحت وحيدة مُشردة في مستشفى القدس؛ ولكن هذا العام لم يأت رمضان ولا العيد؛ لافتة إلى أن عددا كبيرا من النازحين كانون يجتمعون على مائدة إفطار تضم "علبة حمص" وكسرٍ من الخبز؛ أو طعام مُوزع من "التكية" إذا تمكن الشباب من الفوز بـ"علبة طعام" من بين الآلاف الذين ينتظرون "غرفة" في طوابير طويلة تسُد جوع أسرهم.   

وأشارت إلى أنها عاشت مع النازحين سيناريوهات كتير جدًا في رمضان كُلها تعب وألم ووجع؛ أبرزها القتل والضرب والاستهداف؛ فبين الإفطار والسحور كان الاحتلال يستهدف العوائل يوميًا خاصة وقت الإفطار؛ مُؤكدًا أن الكثير من الصائمين في غزة أفطر على دماء الشهداء من عوائلهم بعد أن قصفهم الاحتلال وهم مجتمعون على طاولة إٍفطار مُعدمة.

شعب الخيام 

وتقول ولاء أبو جامع؛ والتي نزحت من المنطقة الشرقية بمدينة خان يونس إلى المناطق الغربية وتحديدًا بـ"النواصي": كنا نعتقد أن قبل رمضان ستعقد هُدنة ونعود مرة أخرى بعد التهجير لمنازلنا رغم أنها هُدمت وقصفت بالمتفجرات الإسرائيلية؛ ولكن كنا نأمل بفرحة العودة لمنازلنا التي صارت أكوامًا من التراب والهدم؛ وكنا نتخيل فرحة رمضان والعيد رغم كل الألم الذي نعيشه منذ السابع منذ عدوان أكتوبر؛ لكن بكل أسف العدوان طال وحرمنا من بصيص الفرح والألم؛ لنعيش داخل مخيمات النزوح وما أدراك ما مُعاناة المعيشة داخل الخيام التي تكون نهارًا حارة جدًا كأنك في "جهنم" وليلًا قارسة البرودة. 

مسن في غزة 

نتعذب للحصول على مياه غير صالحة للشرب.. والأمراض أنهكت أجسادنا
وتضيف "جامع" منذ 200 يوم نعيش على "المُعلبات" التي أنهكت صحتنا بسبب المواد الحافظة؛ وتزيد من انتشار التهاب الكبد الوبائي سواءً ما بين الأطفال أو الصبيان أوالشباب أو حتى كبار السن؛ ولكن مُجبرين على هذه النوعية من الطعام فلا يتوفر غيره؛ مؤكدة أن إعداد الإفطار والسحور في المخيات كان "مُخاطرة كبيرة" بسبب زنانات الطيران الإسرائيلي التي تتعقب النازحين وكان إيقاد النيران لتجهيز السحور من أكبر المخاطر التي نتعرض لها؛ ناهيك عن معاناة تعبئة المياه والحصول عليها "رغم أنها غير صالحة للشرب" ونقلها من مسافات بعيدة للمخيم، كانت ولا تزال مأساة ومعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. 

نُعاني من أمراض الكلى والكبد الوبائي .. ومُخيمات النزوح تفتقد لأدنى مُقومات المعيشة 
وتؤكد السيدة الفلسطينية أن الحرب والعدوان جلب العديد من الأمراض بسبب انعدام الخدمات والأدوية والمعيشة في خيام؛ فكثير نعاني من التهابات الكلى والتهابات الرحم بسبب انعدام الخدمات في مُخيمات النزوح؛ ناهيك عن الأوضاع الصعبة في الخيام حتى الضوء نعيش على "كشافات الجوالات" وإذا فرغ الشحن فلا مصدر متوفرا لإعادة شحنة مرة أخرى؛ حتى إن هذه الخيام لا تسع لوضع "مصلية الصلاة" من كثرة الأشخاص في الخيمة.

طفل في غزة 

الاحتلال عيد علينا بنهب منازلنا وقصفها كاملًا وتسويتها بالأرض  

أما عن العيد فلم نعرفه ولم نره هذا العام؛ ففي اليوم الأول للعيد كان مُمطرًا بغزارة حتى إن الخيمة "عامت على المياه" وغرق كل ما بداخلها في ظل نقص شديد في الملابس الشتوية الكثيفة فلا وجه لمُقارنة العيد بعد العدوان بما قبله؛ مؤكدة أن قبل العيد بأيام انسحب الاحتلال من المنطقة الشرقية بخان يونس وتمكنا من الوصول لمنزلنا؛ ولكن بكل أسف الاحتلال عيد علينا بنهب منزلنا وقصفه كاملًا وبات "كومة من الركام"؛ ورغم فرحتنا بانسحاب الاحتلال إلا أن الوجع والقهر الذي عيشنا به الاحتلال كان أكبر بكثير من إدراكنا فرحة الوصول لمنزلنا أو الاحتفال بالعيد.

وبنبرة أسى وحزن تُؤكد "ولاء" لـ"البوابة" أنه خلال العودة مرة أخرى للخيام بعد أن سوى الاحتلال منزلها بالأرض رغم أنه كان جديدًا ولم تسكنه سوى 3 أشهر فقط؛ ذهبت إلى مقبرة أشقائها لتُعيد عليهم ولكن كانت النكبة الكبرى بأن وجدت المقبرة التي دفن بها إخوتها جرفها الاحتلال ولا يوجد أثر لقبورهم.      

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة القصف القاهرة خان يونس غزة الحياة الاحتلال مخيمات النزوح نازح حرب غزة عدوان غزة لا یزال رغم أن إلى أن التی ت فی غزة بعد أن یوم من

إقرأ أيضاً:

كلاب مُدربة من هولندا.. وسيلة إسرائيل الجديدة لتعذيب الفلسطينيين | شهادات من الجحيم

"سمعتُ ابني يصرخ، وبناتي يبكين رعبًا عندما أعادوه إليّ، كان فاقدًا للوعي، ملفوفًا ببطانية ملطخة بالدماء".. المتحدثة هي آمنة، وهي أم فلسطينية من مدينة نابلس في الضفة الغربية. وكان ابنها أحمد، البالغ من العمر ثلاث سنوات، نائمًا بين ذراعيها عندما اقتحم جنود الاحتلال المنزل برفقة كلب هجومي.

تعذيب الفلسطينيين بالكلاب
قالت آمنة: "هاجمني الكلب أنا وابني، أطبق فكيه على مؤخرة أحمد لعدة دقائق. سمعت صراخ ابني، وبناتي يبكين من الرعب. حمل الجنود أحمد والكلب إلى أسفل الدرج، وضربوني لإجباري على التوقف. وعندما أعادوا الطفل إليّ، كان فاقدًا للوعي، ملفوفًا ببطانية ملطخة بالدماء".
بقي أحمد في المستشفى لمدة ثمانية أيام، وكان بحاجة إلى 42 غرزة. ولا يزال إخوته يعانون من آثار الصدمة.

نشرت صحيفة ilfattoquotidiano الإيطالية هذه الشهادة والعديد من الشهادات، نقلًا عن تقرير جديد أصدره مركز الأبحاث SOMO، والذي يسلط الضوء على صناعة صامتة: صناعة الكلاب الهجومية المدرّبة في هولندا، والتي تستخدمها وحدة الكلاب "أوكيتز" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ضد الفلسطينيين.

التعذيب في سجون الاحتلال
تُدين منظمة سومو استخدام الكلاب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتصفه بأنه ممنهج، حيث تُستخدم الكلاب لتعذيب المدنيين، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب دائمة وأحيانًا مميتة.
وأكد التقرير أن هذه ليست حوادث معزولة، بل هي نمط حقيقي: "لقد استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة وخدمات السجون الكلاب لسنوات لمهاجمة وتعذيب الفلسطينيين، بما في ذلك، وفقًا لوسائل الإعلام، الاغتصاب".

هولندا تصدر كلاب التعذيب إلى إسرائيل
لا تزال هولندا من أكبر مصدري الكلاب للأغراض العسكرية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتمنعنا سرية الشركات من معرفة عدد الحيوانات المعنية بالضبط أو الشركات التي تقوم بتوريدها.
ومع ذلك، وبفضل الشهادات البيطرية الإلزامية للصادرات، اكتشفت هيئة مراقبة الصادرات الهولندية أنه في الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2025 تم تصدير ما لا يقل عن 110 كلاب إلى إسرائيل من قبل شركات هولندية.

ومن بين هذه الكلاب، جاء 100 منها من مركز "فور ويندز كيه 9"، وهو مركز لتدريب الكلاب البوليسية يقع في جيفن، جنوب البلاد.

وكانت شركة "فور ويندز كيه 9" نفسها محور دعوى قضائية في عام 2017، تحديدًا بسبب بيع الكلاب لجيش الاحتلال الإسرائيلي. لكن الصادرات لم تنخفض منذ ذلك الحين، بل على العكس.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام أن حالات الاعتداءات الوحشية ليست استثناءات، بل جزء من استراتيجية عسكرية تستخدم الكلاب كأدوات للقوة ضد الفلسطينيين.

وتُظهر الشهادات التي جمعتها منظمة سومو في عام 2024 بوضوح عواقب هذه الاستراتيجية.

التعذيب في غزة
قال رجل يبلغ من العمر 77 عامًا، احتُجز لمدة شهر في غزة: "كانت أسوأ أيامي تلك الليالي التي أمرونا فيها، في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، بالاستلقاء على وجوهنا، ثم أطلقوا سراح الكلاب. عضّني أحدهم في يدي وسحبني خارج الغرفة، ثم ضربوني بالهراوات ولكموني، كان الأمر مرعبًا."

وقال سائق سيارة إسعاف اعتُقل خلال مداهمة مستشفى: "كانوا يأمروننا بالاستلقاء وإطلاق الكلاب، التي كانت تعضنا على أفخاذنا وأكتافنا. في ديننا، لمس الكلب نجس، وكان الجنود يعلمون ذلك. أطعم أحدهم كلبه أمامي أثناء التحقيق، وهددني بإطلاقه إن لم أعترف. وإذا تحركنا، كانوا يركلوننا بأحذيتهم في وجوهنا."

ووصف رجل آخر، من غزة أيضًا، اقتحام منزله في ديسمبر 2023:
"كان حوالي ستة جنود يُعذبونني. شتموني، ونعتوني بالوغد. نمتُ على زجاج مكسور، وكان دمي في كل مكان. شعرتُ وكأن ذاكرتي تتلاشى شيئًا فشيئًا كل ساعة. عندما طلبتُ الماء، سكبوه على رأسي. أطلقوا ثلاثة كلاب، لحست الدم من جسدي، وأطفأوا السجائر على ظهري."

استمرار التوريد رغم الاحتجاجات
ورغم الجدل والاحتجاجات التي أثارها المجتمع المدني وعدد من البرلمانيين، تستمر هولندا في تزويد إسرائيل بالكلاب الهجومية.

وفي يناير 2024، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الاحتلال عن عملية شراء جديدة مع موردين "موثوق بهم" مقيمين في هولندا وألمانيا.

وتشير منظمة سومو إلى أن صادرات هذه الحيوانات تظل غير منظمة إلى حد كبير، حيث تتبع نفس الإجراءات الإدارية المتبعة لتصدير الحيوانات الأليفة، دون أي تقييم لتأثيرها على حقوق الإنسان، وفي ظل غياب تام للشفافية.

قال كريستيان ألبيردينغك ثيم، محامي المنظمات التي رفعت دعوى قضائية ضد الدولة الهولندية: "لا تبذل هولندا جهدًا كافيًا لمنع تصدير الأسلحة والكلاب إلى إسرائيل. تُستخدم الكلاب لتهديد الفلسطينيين وعضّهم. يجب أن يتوقف هذا."

إلى جانب منظمة سومو، تتهم تسع منظمات غير حكومية فلسطينية وهولندية أخرى من منظمات المجتمع المدني، الحكومة الهولندية بتسهيل انتهاكات دولة الاحتلال للقانون الدولي، بما في ذلك الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية والإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

ومن بين المطالب التي تشكل جوهر الإجراءات - التي هي قيد الاستئناف حاليًا - وقف فوري لتصدير الكلاب العسكرية إلى تل أبيب، أو بدلاً من ذلك فرض نظام ترخيص تصدير مزدوج الاستخدام يحد من استخدامها ويتحكم فيها.

مقالات مشابهة

  • العدوان على غزة.. استشهاد 62 وعشرات الجرحى في يوم واحد
  • بعد فوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية سمير ندا لـ البوابة نيوز: "انفكت اللعنة عن المصريين"
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • أيمن عبد المجيد يواصل جولاته الانتخابية بزيارة “البوابة نيوز”
  • لقاء سويدان: "أرفض مهاجمة محمد رمضان وهو معملش فعل مشين"| خاص
  • محمد السيد الشاذلي يزور "البوابة نيوز" ضمن جولاته لانتخابات نقابة الصحفيين.. صور
  • أحمد أبو هارون يزور "البوابة نيوز" ضمن جولاته لانتخابات نقابة الصحفيين.. صور
  • اعتداءات "جنسية".. شهادات مروعة لأسرى من غزة في سجني النقب وعوفر
  • بنزيما يقود الاتحاد نحو المجد..وأرقام تثبت أنه القطعة النادرة التي لا تعوض
  • كلاب مُدربة من هولندا.. وسيلة إسرائيل الجديدة لتعذيب الفلسطينيين | شهادات من الجحيم