خيم الحزن على الوسط اليمني والعالمين العربي والإسلامي، بعد رحيل الشيخ والداعية رئيس هيئة علماء اليمن عبدالمجيد بن عزيز الزنداني، الذي وافته المنية، اليوم الاثنين، في إسطنبول، عن عمر ناهز 82 عاما، بعد مسيرة سياسية وعلمية حافلة.

 

واحتلت صور الزنداني وكلمات الرثاء، التي قدمها الدعاة على مستوى اليمن والعالمين العربي والإسلامي، في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

يعد الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن، أحد أبرز الدعاة والمشائخ وعلماء الدين المؤثرين في اليمن، منذ عقود مضت، وله شعبية جارفة في مختلف المحافظات اليمنية.

 

وتقدم وزير الأوقاف والإرشاد، محمد عيضة شبيبة، بالعزاء لأسرة الزنداني والذي وصف رحيله بالخسارة الكبيرة على الأمة العربية والإسلامية.

 

وقال شبيبة، إن وزارة الأوقاف والإرشاد تنعي إلى الشعب اليمني والأمة الإسلامية الشيخ الكبير الزنداني، أحد أبرز العلماء والدعاة في اليمن والعالم الإسلامي، الذي وافاه الأجل يومنا هذا الاثنين 13 شوال 1445 هجرية، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي".

 

وأضاف "لقد ترك الفقيد الكبير أثرًا محمودًا في أجيال متعاقبة، وكانت له بصماته المشهودة وأسس وترأس وشارك في العديد من المناشط الدعوية والمؤسسات العلمية والهيئات العلمائية على مستوى اليمن والعالم العربي والإسلامي، كما شارك في العديد من المحطات السياسية في اليمن".

 

 

الرئيس الأسبق علي ناصر محمد قال "لقد كان الفقيد الشيخ الزنداني أحد مشائخ اليمن الكبار والأمة العربية والاسلامية الذين اثروا بعلمهم ونشاطهم الروحي والسياسي في الحياة اليمنية خاصة في العقود الأخيرة، وتركوا بصمة واضحة فيها من خلال جامعة الإيمان التي اسسها في صنعاء، او من خلال نشاط ومواقف حزب الإصلاح الذي كان من مؤسسه وقياداته البارزين سواء في السلطة او المعارضة، ومن خلال موقفه هذا ساهم في التغييرات التي شهدتها اليمن في سنواته الأخيرة".

 

وأضاف ناصر "لقد تعرفت اليه في عدن وصنعاء وجرت أحاديث هامة معه حول الحاضر والمستقبل آنذاك. وفي بداية عام 1994 كان الفقيد عضواً في مجلس الرئاسة وأتذكر أن الرئيس علي عبد الله صالح حدثني في عمان عندما جاء لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق مع نائبه علي سالم البيض ومعظم الاحزاب والشخصيات اليمنية وقال إننا كلفنا الشيخ عبد المجيد الزنداني بقيادة الدولة أثناء غيابنا الى عمان لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق".

 

فيما القاضي د. أحمد عطية، وزير الأوقاف السابق فكتب "ببالغ الحزن تلقينا خبر وفاة الشيخ العلامة الزنداني بعد عمر طويل قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين، كان خير مثال للعالم الرباني والفقيه والمناظر والمربي القدير، لكنه الأجل الذي لا مناص منه، يرحل العلماء واحداً بعد الآخر، والموت سنة الله في خلقه".

 

 

وقال عطية "برحيله فقدت اليمن أحد رجالاتها المخلصين.. تعازينا الحارة لأولاده ومحبيه والشعب  اليمني وجميع المسلمين".

 

الدكتور فضل مراد، أستاذ الفقه وقضاياه المعاصرة بجامعة قطر والأمين العام المساعد للاتحاد العالمي للعلماء قال "بلغني الآن وفاة شيخنا الإمام المجدد الزنداني، مؤسس جامعة الإيمان أعظم جامعات العالم الإسلامي في تخريج العلماء في هذا العصر، عزائي لأولاده وذويه وأهله وطلابه واليمن والعالم الإسلامي عموما".

 

 

القاضي حمود الهتار، رئيس المحكمة العليا السابق وعضو مجمع البحوث بالأزهر الشرف، اكتفى بالقول "رحم الله الشيخ عبد المجيد  الزنداني كان رجلا بأمة".

 

 

رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي فغرد بالقول "لقد خسر اليمن برحيل الشيخ عبدالمجيد الزنداني شخصية سياسية وتربوية واجتماعية وقائداً وطنياً كبيراً عرفه الشعب اليمني إلى جانبه حاملا لقضاياه ومدافعا عن مكتسباته وحقوقه".

 

 

وأضاف "خاض الزنداني غمار الحياة العامة مبكراً وكان له أدوار وطنية خالدة لا تمحى منذ أن كان إلى جانب رفيق دربه الشهيد الكبير أبو الأحرار محمد محمود الزبيري يتحركون ليل نهار في كل السهول والبوادي والقرى والجبال لحشد القبائل والتأييد الشعبي إلى صف الثورة والجمهورية إبان الهجمة الإمامية المضادة على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وقد استشهد الأستاذ الزبيري وهما معاً جنباً إلى جنب في منطقة برط بمحافظة الجوف أثناء قيامهما بهذه المهمة الوطنية والجمهورية العظيمة".

 

أما النائب البرلماني، علي عشال، فقال "علمٌ من أعلام الأمة الذين أفنوا حياتهم في العمل والدعوة والتربية، عالم جليل، صاحب حضور مهيب ومتميز كان له أثر كبير في مسيرة العمل الإسلامي".

 

واستدل عشال بقوله تعالي ﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ ثم قال "صدق من ذهب إلى القول أن :"نقصها وخرابها بموت علمائها، ودعاتها والصالحين وأهل الخير منها".

 

 

وأضاف "وقديماً قالوا: أن موت العالم ثُلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار"، متابعا "رحم الله الوالد الشيخ عبدالمجيد الزنداني وأسكنه الدرجات العُلا من الجنة وتقبله مع الاولياء والصالحين من عباده وأخلفه على اليمن والأمة الاسلامية بخلف خير وصلاح".

 

كذلك الداعية الدكتور الخضر بن حُليس قال "رحل فارس الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، رحل الرجل الذي دوخ الإلحاد والملاحدة، رحل شيخ الإيمان، مسيرة حافلة، الجهاد والاجتهاد والدعوة إلى الله".

 

 

وعلى المستويين العربي والإسلامي تقدم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي بالعزاء في وفاة الزنداني وقال "فارق الحياة قبل نصف ساعة العالم الجليل والعالم الكبير الشيخ عبد المجيد الزنداني، رحمه الله تعالى وغفر لنا وله إنه غفور رحيم، الذي خبرت فيه سمات العلم والعمل والبركة والحركة والفكر، فكان بحق نحسبه ولا نزكي على الله أحدا مثال العالم الأمة".

 

وقال "أقدم التعازي الحارة لنفسي ولأسرته واليمن والعالم الإسلامي بوفاته.. فارق كبير لفقداننا لشخصية علمية بارزة مثل الشيخ الزنداني".

 

 

وأضاف إن "خبر وفاته يؤلم القلب ولا نقول إلا ما يرضي الله"، مشيرا إلى أن مساهماته في مجالات العلم والفكر كانت جليلة  ومفيدة للكثيرين، وسيظل إرثه راية خير وشاهدة على أثره الطيب".

 

أما الدكتور علي الصَّلابي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقال "لقد بقي مجاهدا لنفسه، مجاهدا أعداء أمته، مجاهدا دنياه وزخارف الحياة ومناصبها وغرورها، مجاهدا بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى لحق بربه هذا ما نشهد به وله".

 

 

وأضاف الصلابي "الشيخ مات واقفا مدافعا عن حياض الأمة إلى آخر نفس، بلغه الله منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

 

المفكر محمد الحسن الددو، رئيس مركز تكوين العلماء، الرئيس المؤسس لمركز الصفوة العالمي أثنى على الشيخ الراحل وقال "حاجة الأمة لعلماء الإسلام المجتهدين  - فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني- رحمه الله تعالى".

 

 

د. محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ ، ومؤسس وقف الأنصار هو أيضا نعى الزنداني بالقول لقد قد أفل من سماء اسطنبول نجمان، ورحل عنها الشيخان الزنداني وحسن أفندي، رفع الله درجتهما في عليين، وأخلف الأمة خيرا أجمعين".

 

 

أستاذ الأخلاقيات السياسية في جامعة حمد بن خليفة، محمد المختار الشنقيطي فكتب "في آخر زيارة لي لشيخنا العلامة المرحوم الزنداني في بيته باسطنبول عبَّر عن ألمه العميق من استمرار الحرب العدمية في اليمن، وقال إن سبب استمرارها هو "الجهل".

 

 

وأضاف "رحم الله شيخنا العلامة الزنداني، وتقبَّله في الصالحين، وعظم الله فيه أجر أسرته وأحبته وسائر المسلمين، فقد كان رجلا بأمة علما وعملا وشجاعة".

 

إلى ذلك كتب الكاتب والأكاديمي التركي ياسين أقطاي "المصاب جلل بفقيد الأمة الإسلامية، فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمجيد الزنداني، الدعاء إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان، و إنا لله وإنا إليه راجعون".

 

 

الداعية العربي سعيد الغامدي، قال "اللهم إن عبدك عبدالمجي الزنداني قد حط رحاله ببابك فأكرمه كرامة الأولياء وتقبله مع الصديقين، وأحسن اللهم عزاء أهله وذويه وتلامذته ومحبيه والأمة الإسلامية جمعاء".

 

 

وقال الغامدي "إنه لخليق أن يكتب عن حياته المباركة ما يليق بعلم شامخ من أعلام الإسلام في اليمن خاصة وفي بلدان المسلمين عامة، وأحسبه قد أوتي بسطة في العلم ومعرفة حقائق الإيمان على منهاج السنة؛ كما أوتي بسطة في الجسم، وقد أوذي في الله منذ بدأ دعوته السنية الحكيمة المتدرجة في عقر دار تشيّع منه الغالي ومنه ما هو دون الغلوّ".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن عبدالمجيد الزنداني وفاة علماء نعي الشیخ عبد المجید الزندانی عبدالمجید الزندانی العربی والإسلامی العالم الإسلامی الیمن والعالم فی الیمن

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: ضياع الأمانة بين الناس من علامات الساعة

قال الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، إن الأمانة من أعظم القيم التي دعا إليها الإسلام، مشيرًا إلى حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، حيث أخبر النبي ﷺ أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم رفعت شيئًا فشيئًا حتى يأتي زمان يقال فيه: "إن في بني فلان رجلًا أمينًا"، وذلك لندرة الأمناء.  

وأوضح الحجار خلال تصريحات تليفزيونية، أن الأمانة لا تقتصر على الودائع المالية فقط، بل تشمل جميع المسؤوليات التي يتحملها الإنسان، سواء كانت في العلم، أو العمل، أو العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى أن القرآن الكريم أمر بأداء الأمانات إلى أهلها، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" (النساء: 58).  

لماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ فيديو لشيخ الأزهر يلخص الإجابةهل يُقبل صيام الشخص المتنمر؟.. الأزهر يجيبهل يصح صيام تارك الصلاة؟.. الأزهر للفتوى يجيبضياع الأمانة

وأشار الى أن ضياع الأمانة يؤدي إلى فساد المجتمعات وانتشار الظلم.

واستدل بقوله ﷺ: "إذا ضُيِّعَتِ الأمانة فانتظر الساعة"، مبينًا أن حفظ الأمانة واجب ديني وأخلاقي يضمن استقامة الحياة واستقرارها.  

وشدد على ضرورة التمسك بالأمانة في القول والفعل، وعدم التهاون فيها، حتى ينال الإنسان رضا الله عز وجل ويعيش في مجتمع قائم على الثقة والعدل.

لا إيمان لمن لا أمانة له

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن العلم من أخطر أنواع الأمانة، لأنه مسئولية عظيمة تتعلق بنقل المعرفة الصحيحة، وبيان الأحكام الشرعية، والتوجيه إلى الصلاح، وهو ما أشار إليه الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد وصف العلماء بأنهم أهل الخشية الذين يدركون حدود الله، ويعلمون حقوقه وصفاته، ومن هنا جاءت خطورة خيانة العلم، لأنها تؤدي إلى تشويه الدين، وتخريب العقول، ونشر الفوضى الفكرية، وقد يصل أثرها إلى إفقاد الناس الثقة في الدين نفسه.

وبشأن الفتوى تابع مفتي الديار المصرية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»: "إنها أمانة عظيمة، لأن المفتي عندما يصدر حكمًا شرعيًا، فإنه يوقع عن الله تعالى، وهو ما يقتضي أن يكون أمينًا، ملتزمًا بالدقة والورع، وإلا فإنه يكون قد خان الأمانة، وابتعد عن الحق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، فالمفتي مسؤول أمام الله عن كل كلمة يقولها، لأن الفتوى قد تؤدي إلى صلاح المجتمعات أو فسادها".

وتابع المفتي: "الداعي ينبغي أن يتحلى بالحكمة، والصبر على المدعوين، ومراعاة أحوالهم، والتدرج معهم، كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، محذرًا من أن بعض الدعاة يسيئون إلى الدين بسبب سوء فهمهم لمضامينه، أو عدم استخدامهم للأساليب الصحيحة في الدعوة".

وأضاف نظير عياد: كل فرد مسئول عن وطنه، وأن حب الوطن لا يكون بالشعارات، بل بالعمل والاجتهاد والحرص على مصلحته، مشيرًا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن الغش في الامتحانات أو العمل أو التجارة نوع من الذكاء، ولكن الحقيقة أن هذه الأمور تندرج تحت خيانة الأمانة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، مؤكدًا أن الخيانة في الأمانة من أخطر الصفات، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}، كما وصف المنافقين بأنهم في الدرك الأسفل من النار، بسبب خيانتهم للأمانة.

مقالات مشابهة

  • صاروخ يمني يثير الذعر في إسرائيل ويوقف الملاحة في مطاربن جوريون
  • منتخب اليمن للناشئين يغادر إلى السعودية استعدادًا لنهائيات آسيا 2025
  • ممثلة يمنية تنتقد اللهجة التعزية تشعل تفاعلاً واسعاً في اليمن
  • إش إش.. مي عمر تخبر ماجد المصري بحملها
  • محمد عبده للطفل معن عبد الله: لا تشرب دخان… فيديو
  • عالم أزهري: ضياع الأمانة بين الناس من علامات الساعة
  • مسلسل إش إش.. انكشاف سر مي عمر والشرنوبي
  • محمد حسان ينهار بالبكاء عند تلقيه نبأ وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني «فيديو»
  • البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعيد تأهيل طريق يخدم 5 ملايين يمني
  • مشروع “إعادة تأهيل طريق يربط محافظة تعز بعدة محافظات” يشكّل أهميةً بالغةً في حياة 5 ملايين يمني عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن