شبكة انباء العراق:
2025-04-11@07:11:54 GMT

كيف يتنفس النفيسي ؟

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

بقلم : كمال فتاح حيدر ..

كنا نتساءل في العام الماضي عن الطريقة التي يفكر بها الدكتور عبدالله النفيسي ؟. اما الآن، وبعدما تشظت تغريداته في فضاءاتنا الملبدة بالمآسي والأحزان، حتى فقدت أصداءها تماماً، يحق لنا ان نتساءل عن الطريقة التي يتنفس بها بعد إعلانه الجهاد بالتغريدات فقط لفك الحصار عن غزة، ومحاولاته النضالية لرفع الظلم عن المظلومين بالكلمات.

لكنه بدلا من ان يطلق مدافعه الورقية على إسرائيل، صار يسددها تارة صوب تركيا وتارة صوب ايران. حتى تمحورت اهتماماته مؤخراً في تشويه صورة الدولتين الداعمتين للمقاومة (والدعم هنا مختلف بين الدولتين). .
قبل بضعة أسابيع كان النفيسي يسخر من تهديدات إيران بالرد على إسرائيل ويستخف بها، وما أن جاء الرد حتى كتب تغريدة قال فيها: (ان هجوم إيران على إسرائيل تسبب في صرف أنظار العالم عن غزة، وانقذ حكومة نتنياهو التي كانت على شفير السقوط). .
وكان يدعو قبلها إلى ضرورة استقواء البلدان الخليجية بتركيا ضد إيران، فيما يتعلق بالخلاف حول حقل الدرة. فقال في تغريدة: (تدرك إيران ضعف دول التعاون حال المواجهة في حقل الدرة، ودرس القصف الحوثي ليس ببعيد. وتدرك إيران انشغال النيتو عن الخليج في حرب أوكرانيا وملف الصين). وأضاف: (حتى لا تستفرد بنا إيران، فالخيار الإستراتيجي المتاح أمام دول التعاون هو الاستقواء بتركيا عبر مشروع استثماري مشترك في الدرة). .
لكن النفيسي نفسه شن هجومه على تركيا التي يستقوي بها، فكتب تغريدة قال فيها: (نطالب رجب طيب أردوغان بغلق مصنع لوك هيد مارتن حتى لا يصنع الصواريخ التي تقتل أهل غزه)، فأثار ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية. . وبات واضحاً انه استند على اتفاقية بالية يعود تاريخها إلى 1997، أي العام الذي أسقط فيه العسكر حكومة أربكان. .
مشكلة النفيسي انه يعتمد على موقع ويكيبيديا، الذي يمكن أن يصل إليه أي مراهق بكل سهولة، وكان يتعين عليه التثبت من صحة معلوماته قبل أن يصب الزيت على النار، وقبل ان يثير كل هذه الضجة، وقبل أن يدفع الناس إلى التشكيك بموقف تركيا من القضية. .
فالنفيسي لا يعلم ان تركيا قررت في سبتمبر 2011 تجميد جميع الاتفاقيات السابقة بعد صدور تقرير الأمم المتحدة حول ما تعرضت له السفينة (مرمرة)، وقامت تركيا بطرد السفير الإسرائيلي، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى مستوياته. .
يحق للنفيسي ان يبحث عن الشهرة، ويحق له ان يتصدر أفواج المحللين، ولكن ليس بالثرثرة الفارغة، ولا بتأجيج النعرات الطائفية، ولا بتفعيل النزعات القومية. فبدلا من توجيه مدافعه إلى البلدان غير العربية (إيران وتركيا) يتعين عليه ان ينتقد بلدان الطوق العربي (مصر والأردن)، وينتقد خمول الجامعة العربية، ويفضح خيانة السلطة الفلسطينية العميلة، ويحاسبها على دورها الحربي واللوجستي في تعزيز قوة جيش الاحتلال، وان يلفت انتباه العرب والمسلمين إلى معسكر الاشرار الذين فرضوا الحصار على غزة. لكنه للأسف الشديد من اصحاب العقول المشفرة الذين لا ينفع معهم النصح. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في السابع من أكتوبر، خرجت حماس من خلف ضباب الخطاب المتكلّف، لتفتح على غزة أبواب الجحيم، لم تكن العملية سوى مقامرة مسلّحة بلا بوصلة، ولا ملامح مشروع.

رفعت حماس راية "المقاومة"، لكنها – في الجوهر – لم تكن إلا فعلًا انفعاليًا منزوع التخطيط، استدرجت به الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير منهجي للقطاع، دون أن تملك خطة خروج، ولا حتى خريطة سياسية تدير بها مآلات ما بعد الضربة.

ما فعلته حماس في ذلك اليوم لم يكن إلا تتويجًا لمنهج متراكم من التفرّد، وإقصاء الآخر، واحتكار القرار الفلسطيني، منذ انقلابها الدموي في عام 2007، حين انتزعت السلطة من يد السلطة الوطنية الفلسطينية بقوة السلاح، اختارت أن تدير غزة كمنطقة مغلقة تحت سلطتها، لا تحت مظلة مشروع وطني جامع، ولعبت حماس لعبة الإقصاء مع من يخالفها، وألغت من يختلف معها، واستفردت بمصير مليوني فلسطيني، دون رقابة، دون محاسبة، ودون أي حسّ بمسؤولية الشراكة.

لم تنجح حماس في السياسة، وفي ظني أنها لم تنجح أيضا في الميدان، عسكريًا، أساءت استخدام "المفاجأة" في الأيام الأولى، حين أطلقت موجة الهجوم بعيدًا عن مجمل المكونات الوطنية، ثم تركت المعركة مفتوحة على مصراعيها، دون تنسيق مع أي فصيل، ودون حساب لحجم الرد الإسرائيلي الذي جاء أعنف مما توقعه أي تقدير، انتهى الأمر بسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتشريد مئات الآلاف، فيما ظل قادة الحركة يتحدثون من الخارج عن "نصر استراتيجي" لا يراه أحد سوى على شاشاتهم.

هذا الفشل العسكري لم يكن معزولًا عن سياق أوسع من الانتماءات المتضاربة التي تتحكم في قرار حماس، فالحركة لم تكن يومًا ذات ولاء فلسطيني خالص، نشأتها كانت تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين، ومنها استمدّت أيديولوجيتها، ورؤيتها العابرة للحدود. ثم ما لبثت أن نسجت تحالفات مع قوى إقليمية – وعلى رأسها إيران – التي دعمتها بالسلاح والمال، ولكن بثمن سياسي باهظ، جعل قرارها أسيرًا لأجندات لا تُبنى في غزة، بل في طهران، وفي غرف عمليات لا تعرف حدود فلسطين ولا طبيعة شعبها.

هذا الانتماء المتشظي أضعف استقلالية الحركة، وانحرف ببوصلتها من مشروع وطني إلى مشروع وظيفي، يخدم مصالح خارجية، ويزايد باسم القضية على حساب معاناة الفلسطينيين، حتى الإعلام لم يسلم من هذا التفرّد، إذ تسعى حماس باستمرار إلى احتكار صورة المقاومة، وتنسب لنفسها كل عمل عسكري، حتى وإن كانت فصائل أخرى صاحبة المبادرة، ولطالما استثمرت في الصورة الدعائية، أكثر من استثمارها في بناء استراتيجية حقيقية قادرة على الإنجاز لا الاستعراض.

وما يُفاقم المشهد أن قيادة الحركة تعيش في الخارج، متنقلة بين العواصم، تستقر في فنادق خمسة نجوم، بينما شعبها يحترق تحت القصف.. حياة الرفاهية التي يعيشها هؤلاء لا علاقة لها بالحرمان الذي يعانيه أهل غزة، لا كهرباء، لا دواء، لا غذاء، ولا أفق. كل ما تملكه حماس لشعبها هو خطاب استهلاكي عن "الثبات"، و"الرباط"، و"الاصطفاف خلف المقاومة"، بينما قياداتها تصدر الأوامر من عواصم بعيدة، ثم تعود لتخطب في الجنازات لمن بقي حيًا.

الرعونة السياسية كانت حاضرة دائمًا، فكل خطوة خطيرة اتخذتها حماس، كانت بمعزل عن باقي الفصائل، دون أي دراسة للعواقب. قرار الحرب لم يكن قرار إجماع وطني، بل قرار فصيل واحد يظن أنه وحده يملك حق القتال والتفاوض، وحق مصادرة دماء الناس تحت لافتة "المصلحة العليا". وهكذا، تحوّلت "المقاومة" من فعل يرتبط بالشرف إلى فعل سلطوي، يُستخدم لتكريس الحكم، لا لتحرير الأرض.

وفي ظل هذا الانسداد، كانت مصر، كالعادة، تمارس دورها العروبي الثابت، بخطاب عقلاني لا يتأثر بالاستفزازات، وذلك لسبب بسيط هو أن مصر لم تنظر يومًا إلى القضية الفلسطينية من زاوية الفصائل، بل من زاوية الشعب، دعمت الحق الفلسطيني عبر التاريخ، منذ 1948، وقدّمت آلاف الشهداء، وأبقت ملف فلسطين على رأس أولوياتها رغم تبدّل الأنظمة والضغوط الدولية.

اليوم، مصر تميّز بين الموقف من ممارسات حماس، وموقفها من الشعب الفلسطيني. فتحت معبر رفح رغم الدمار، واستقبلت المصابين والجرحى، وقدّمت المساعدات اليومية، وأقامت مستشفيات ميدانية، وأرسلت القوافل الطبية، وتحملت فوق طاقتها، دون أن تطلب شكرًا، رغم أن قيادات حماس لم تتوقف عن إطلاق تصريحات مستفزة، بل أحيانًا خارجة عن حدود الأدب السياسي.

بل إن مصر – بما تحمله من ثقل دبلوماسي – أفسحت المجال لكافة المبادرات، وأبقت خيوط التفاوض قائمة، رغم تعنت الطرفين، محاولة وقف الحرب بأي وسيلة، وحماية المدنيين من طاحونة القتل المجاني، لم تساوم مصر على دم الفلسطيني، بل رفعت صوتها عاليًا في المحافل الدولية دفاعًا عن القضية، لا عن سلوك الفصائل.

والأهم هو أن مصر تملك من الحكمة ما يفرّق بين القضية وبين من يعبث بها، وهي ترى أن النضال لا يُقاس بعدد الصواريخ، بل بنتائجه الواقعية، وقدرته على إعادة الحقوق لا على تراكم الجثث، وأن المقاومة الحقيقية لا تكون بقتل الأمل في قلوب الناس، بل ببنائه، والبناء لا يكون بالعناد السياسي بل بالتوافق الوطني. وهذا ما فشلت فيه حماس مرارًا، لأنها لا تؤمن بفكرة الوطن أصلًا، بل بفكرة الجماعة، وما دونها فرع وتفصيل.

إن التاريخ سيذكر كثيرًا من مشاهد البطولة في فلسطين، لكنه لن يرحم من استخدم دم الشهداء ليرسّخ حكمه، ومن تاجر بالدمار ليبرّر الفشل، ومن اختبأ خلف ستار "المقاومة" ليهرب من فشله في بناء دولة، أو حتى إدارة قطاع محاصر.

فلسطين تستحق من يحملها كهوية، لا من يحملها مثل راية حزبية، وتستحق مقاومة تعرف متى تقاتل، ومتى تفاوض، ومتى تصمت لأجل الناس، لا لأجل الكاميرات، لذلك نقول بوضوح ونقول عكس التيار وننتظر الهجوم من الكثيرين نقول ما لم يتم استرداد القرار الوطني من يد من خطفوه، ستظل غزة تحترق، بينما من أشعلوا النار يراقبون من بعيد.. بلا ندم، بلا خجل.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: مصر لها دور حقيقي في مساندة القضية الفلسطينية.. فيديو
  • رسالة شكر للرئيس السيسي من جمال الدرة لرفضه تهجير الفلسطينيين
  • بسمة وهبة: رسالة والد محمد الدرة وسام شرف على صدور كل من ينصر الحق
  • أحمد مناصرة يتنفس الحرية بعد عقد في سجون الاحتلال
  • وزير الخارجية يصل إلى تركيا
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • شاهد .. القيادات التي يستهدفها ترامب في اليمن
  • المراكز الصيفية.. حَيثُ تُصاغ الأُمَّــةُ التي كسرت هيبةَ أمريكا
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • إيران: لا نؤمن بالمفاوضات التي يفرض فيها الطرف الآخر مطالبه عبر التهديد