سواليف:
2024-10-03@12:56:37 GMT

فلسطين ليستْ قضيتنا

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

#فلسطين ليستْ قضيتنا

م. #أنس_معابرة

كتب المؤرخ الشهير أبن الأثير في كتابه الشهير الكبير “الكامل في التاريخ” الجملة التالية: “لقد بقيتُ عدة سنواتٍ مُعرضاً عن ذكر هذه الحادثة، فمنْ الذي يسهُل عليه أن يكتبَ نعيَ الإسلام والمسلمين؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني متُّ قبل هذا، وكنت نسياً منسيا”، وكان هنالك حقيقتان خلف هذه الجملة الغامضة.

الحقيقية الأولى وراء هذه الجملة المخيفة؛ هي المجزرة الفظيعة التي ارتكبها المغول بقيادة جنكيز خان حينما دخلوا مدينة سمرقند المسلمة، والتي كانت تحت راية الدولة الخوارزمية في ذلك الوقت من عام 1220 للميلاد، حيث دخلها المغول، فقتلوا الرجال، وأسروا النساء، وجنّدوا الأطفال للخدمة في جيش المغول، ونهبوا المدينة، ثم أحرقوها عن بكرة أبيها، وهو ذاته ما حصل في مدينة بُخارى قبلها بقليل.

مقالات ذات صلة بيان انتخابي 2024/04/21

والحقيقة الأخرى هي أنَّ أبن الأثير لم يكنْ حزيناً جداً على هذا الحدث الجلل الذي أصاب المسلمين في الماضي، وفي مكان يبعد عنه الاف الكيلومترات؛ بقدر الخوف من أن يصيبهم المصير ذاته، فالخطر الذي داهم بخارى وسمرقند وأسيا الوسطى كلها، سيصل إليهم في بغداد عاصمة الخلافة عما قريب، ولا يجد من يصده أو يقف امامه.

توفي أبن الأثير عام 1233 للميلاد، وتحققت مخاوفه عام 1258 للميلاد، حين دخل المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان إلى مدينة بغداد بعد أن اقتحموا بلاد الرافدين كلها، وأحدثوا فيها من القتل والدمار ما لا يقل عمّا حصل لغيرها من المدن في بلاد خوارزم قبل أربعة عقود من الزمان.

تخيل لو أن المسلمين في ذلك الوقت توحدوا أمام خطر المغول المحدق بهم جميعاً، لو توحدت الدولة الخوارزمية في بلاد خُرسان، والخلافة العباسية في بلاد الرافدين والشام والحجاز، والدولة الفاطمية في مصر وشمال افريقيا لمواجهة المدّ المغولي، هل ستنهار تلك الدول متحدة؟ أم من الأسهل أن تنهار كلٌ على حِدة أمام هجمات المغول؟

لقد قالت الدولة الفاطمية والخلافة العباسية: “الدولة الخوارزمية ليست قضيتنا” حينما هجم المغول على بلاد خوارزم، وكذا قالت الدولة الفاطمية حينما أطاح المغول بالخلافة العباسية، وحرقوا بغداد وبلاد الرافدين، ثم جاء الدور على الدولة الفاطمية لتذوق من نفس الكأس الذي شربت من أختيها الخوارزمية والعباسية من قبل.

ربما تكون الآن بمأمن من العدوان الصهيوني، مستتراً باتفاقياتٍ اقتصادية، أو عقودٍ وهميةٍ للسلام، أو بروتوكولاتٍ دوليةٍ هشة سريعة الذوبان، وربما تكون بعيداً جغرافياً عن الأحداث التي تقع في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، وبذلك يمكنك أن تقول: “فلسطين أو غزة ليست قضيتي”.

ولكن الخطر الذي يُحيط بفلسطين اليوم، هو ذاته الخطر الذي سيحيط بك وسيصلك في يوم من الأيام، مهما كنت بعيداً عن فلسطين فلن تكون أبعد من بغداد عن سمرقند، ومهما طال الزمن، فلن يزيد عن أربعين عاماً كما فصل بين سقوط المدينتين على الأيدي الغاشمة نفسها.

لا تستمع إلى مقولات العلمانيين الذين يدفعونك إلى الاشتغال بنفسك، وألا تتدخل في شؤون الآخرين، ويرفضون التعاطف مع القضية الفلسطينية العادلة، ولا تستمع إلى المحتلين الذين رسموا الخطوط بين البلد الواحد ليصبح عدة بلدان، ولا تنسى قول الله عز وجل في كتابه الحكيم: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، أو قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.

المؤمنون أخوة، مهما تباعدت المسافات، ومهما تغيرت الظروف، ومهما كانت الصعوبات، فما بالك بفلسطين؟ ونحن شركاء معهم لا في الدين فقط، بل نحن شركاء معهم في التاريخ واللغة والدم والنسب، ولا تنسى أن هنالك شراكة بيننا في العدو، العدو الذي يحيط بهم الآن، ويتهدد مستقبلنا لاحقاً، ويُضر بنا من حيث لا ندري، فيصادر ماء هذا البلد، وغاز ذاك البلد، ويسيطر على اقتصاد غيرهم من البلدان.

حينما قتلَ جساس بن مرة ملكَ العرب كليب بن ربيعة التغلبي، قال أبن عباد وهو أحد كبار القوم اللذين سعوا في الإصلاح بين القبيلتين: “الديّة عند الكرام الاعتذار”، ويقصد بها أن يقبل أهل القتيل الاعتذار من أهل القاتل. وعندما قَتَلَ الزير سالم جبير بن الحارث بن عباد، غضب أبن عباد لمقتل أبنه كثيراً وقال: “لاقتلن به عدد الحصى والنجوم والرمال”. فهو لم يغضب لمقتل ملك العرب لأن القضية لا تخصه، أما حينما أصبحت القضية تخصه فترك الأقوال وبدأ بالأفعال.

نعم؛ فلسطين قضيتنا، نتألم لما تشعر به، وإنْ عجزنا عن الجهاد في سبيل الله هناك بأنفسنا؛ نقف معها ونساندها بالتبرعات المادية والعينية، ونساعد في مقاطعة الشركات والبضائع والدول التي تدعم الكيان المحتل، ولا ننسى أهلها من الدعاء، ونفضح تجاوزات الاحتلال للقوانين الدولية في وسائل التواصل والصحف والكتب، إلى أن يفرج الله عنا بلاء هذا العدو، ومن يسانده من أهل الضلال والظلام.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

طردته قناة فرنسية بعد مهاجمة المغرب فقرر تبون منحه منصباً في بلاد الكابرانات

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

في ظل تصاعد حدة التوترات السياسية بين الجزائر والمغرب، تبرز شخصيات تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال مهاجمة المغرب أو إظهار مواقف معادية له، كرجل الأعمال الجزائري المقيم في باريس، مهدي غزار، والذي يعد مثالًا حيًا على استغلال التشهير بالمغرب كوسيلة للنجاح في الساحة السياسية الجزائرية.

غزار، وهو ابن دبلوماسي جزائري سابق، وجد نفسه في قائمة الشخصيات التي سيتم تعيينها قريبًا في مجلس الأمة الجزائري، الذي يعادل مجلس الشيوخ، حسب تقرير نشرته صحيفة "مغرب أنتلجنس"، حيث من المتوقع أن يتم تعيينه ضمن الثلث الرئاسي، وهو الجزء الذي يختاره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كمكافأة من النظام الجزائري على مهاجمته للمغرب وولائه والتزامه الثابت تجاه الرئيس تبون، ودعمه المعلن للولاية الثانية للرئيس.

وانطلق مهدي غزار في مسيرته المهنية في باريس منذ عام 2013 من خلال مجال الديكور الداخلي الفاخر، ثم توسعت نشاطاته لتشمل قطاعات أخرى مثل العقارات والمطاعم ولكنه في السنوات الأخيرة أصبح مستشارًا لقناة "ALG24" الجزائرية الحكومية، وبدأ في تبني مواقف معادية للمغرب علنًا.

وفي أحد تصريحاته المعادية للمغرب على قناة "ALG24"، هاجم غزار سياسات المغرب، مشيرًا إلى أن "الشعب المغربي محروم من حقه في التعبير عن تضامنه مع غزة بمرسوم ملكي"، ووصل به الأمر إلى التشهير بالمغرب، واصفًا إياه بأنه "دولة مارقة" و"تغذيها الدعاية الصهيونية"، كما أطلق اتهامات باطلة ضد المستشار الملكي أندريه أزولاي، زاعمًا أنه أصدر مراسيم تمنع المغاربة من التعبير عن آرائهم.

في ختام تصريحاته، تجاوز غزار كل الحدود المقبولة في الخطاب السياسي، حين قارن المغرب بتايلاند أفريقيا، ووجّه اتهامات مسيئة تمس بسمعة البلد وشعبه، ورغم الجدل الإعلامي والسياسي الذي أثارته هذه التصريحات، يبدو أن الرئيس تبون يرى في غزار شخصية واعدة، خصوصًا بعد دوره في الحملة الانتخابية للرئيس في باريس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وتُظهر حالة مهدي غزار بوضوح كيف يمكن لشخصيات سياسية جزائرية استغلال العداء للمغرب كوسيلة للوصول إلى مراكز نفوذ، وهو نهج يتوافق مع سياسة النظام العسكري الحالي الذي يتخذ من العداء للمغرب عقيدة.

مقالات مشابهة

  • سياحة داخل نفس سودانية
  • منخفض جوي يؤثر على وسط البحر المتوسط ويتحرك نحو الشرق في الأيام القادمة، فما تأثيره على بلاد الشام؟
  • أبو عبيدة: نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ووجه ضربة قوية للاحتلال المجرم
  • لجان المقاومة في فلسطين: نبارك الرد الإيراني الصاعق الذي استهدف عمق الكيان الصهيوني
  • أبوعبيدة: نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة
  • طردته قناة فرنسية بعد مهاجمة المغرب فقرر تبون منحه منصباً في بلاد الكابرانات
  • أزمة الفرار من بلاد الأرز.. عين كردستان على المستثمرين اللبنانيين ولكن!
  • رئيس النواب: مصر لم تدخر جهداً من أجل تقديم مختلف أوجه الدعم لأشقائنا في فلسطين
  • أزمة الفرار من بلاد الأرز.. عين كردستان على المستثمرين اللبنانيين ولكن! - عاجل
  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!