سواليف:
2025-01-30@23:20:54 GMT

فلسطين ليستْ قضيتنا

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

#فلسطين ليستْ قضيتنا

م. #أنس_معابرة

كتب المؤرخ الشهير أبن الأثير في كتابه الشهير الكبير “الكامل في التاريخ” الجملة التالية: “لقد بقيتُ عدة سنواتٍ مُعرضاً عن ذكر هذه الحادثة، فمنْ الذي يسهُل عليه أن يكتبَ نعيَ الإسلام والمسلمين؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني متُّ قبل هذا، وكنت نسياً منسيا”، وكان هنالك حقيقتان خلف هذه الجملة الغامضة.

الحقيقية الأولى وراء هذه الجملة المخيفة؛ هي المجزرة الفظيعة التي ارتكبها المغول بقيادة جنكيز خان حينما دخلوا مدينة سمرقند المسلمة، والتي كانت تحت راية الدولة الخوارزمية في ذلك الوقت من عام 1220 للميلاد، حيث دخلها المغول، فقتلوا الرجال، وأسروا النساء، وجنّدوا الأطفال للخدمة في جيش المغول، ونهبوا المدينة، ثم أحرقوها عن بكرة أبيها، وهو ذاته ما حصل في مدينة بُخارى قبلها بقليل.

مقالات ذات صلة بيان انتخابي 2024/04/21

والحقيقة الأخرى هي أنَّ أبن الأثير لم يكنْ حزيناً جداً على هذا الحدث الجلل الذي أصاب المسلمين في الماضي، وفي مكان يبعد عنه الاف الكيلومترات؛ بقدر الخوف من أن يصيبهم المصير ذاته، فالخطر الذي داهم بخارى وسمرقند وأسيا الوسطى كلها، سيصل إليهم في بغداد عاصمة الخلافة عما قريب، ولا يجد من يصده أو يقف امامه.

توفي أبن الأثير عام 1233 للميلاد، وتحققت مخاوفه عام 1258 للميلاد، حين دخل المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان إلى مدينة بغداد بعد أن اقتحموا بلاد الرافدين كلها، وأحدثوا فيها من القتل والدمار ما لا يقل عمّا حصل لغيرها من المدن في بلاد خوارزم قبل أربعة عقود من الزمان.

تخيل لو أن المسلمين في ذلك الوقت توحدوا أمام خطر المغول المحدق بهم جميعاً، لو توحدت الدولة الخوارزمية في بلاد خُرسان، والخلافة العباسية في بلاد الرافدين والشام والحجاز، والدولة الفاطمية في مصر وشمال افريقيا لمواجهة المدّ المغولي، هل ستنهار تلك الدول متحدة؟ أم من الأسهل أن تنهار كلٌ على حِدة أمام هجمات المغول؟

لقد قالت الدولة الفاطمية والخلافة العباسية: “الدولة الخوارزمية ليست قضيتنا” حينما هجم المغول على بلاد خوارزم، وكذا قالت الدولة الفاطمية حينما أطاح المغول بالخلافة العباسية، وحرقوا بغداد وبلاد الرافدين، ثم جاء الدور على الدولة الفاطمية لتذوق من نفس الكأس الذي شربت من أختيها الخوارزمية والعباسية من قبل.

ربما تكون الآن بمأمن من العدوان الصهيوني، مستتراً باتفاقياتٍ اقتصادية، أو عقودٍ وهميةٍ للسلام، أو بروتوكولاتٍ دوليةٍ هشة سريعة الذوبان، وربما تكون بعيداً جغرافياً عن الأحداث التي تقع في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، وبذلك يمكنك أن تقول: “فلسطين أو غزة ليست قضيتي”.

ولكن الخطر الذي يُحيط بفلسطين اليوم، هو ذاته الخطر الذي سيحيط بك وسيصلك في يوم من الأيام، مهما كنت بعيداً عن فلسطين فلن تكون أبعد من بغداد عن سمرقند، ومهما طال الزمن، فلن يزيد عن أربعين عاماً كما فصل بين سقوط المدينتين على الأيدي الغاشمة نفسها.

لا تستمع إلى مقولات العلمانيين الذين يدفعونك إلى الاشتغال بنفسك، وألا تتدخل في شؤون الآخرين، ويرفضون التعاطف مع القضية الفلسطينية العادلة، ولا تستمع إلى المحتلين الذين رسموا الخطوط بين البلد الواحد ليصبح عدة بلدان، ولا تنسى قول الله عز وجل في كتابه الحكيم: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، أو قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.

المؤمنون أخوة، مهما تباعدت المسافات، ومهما تغيرت الظروف، ومهما كانت الصعوبات، فما بالك بفلسطين؟ ونحن شركاء معهم لا في الدين فقط، بل نحن شركاء معهم في التاريخ واللغة والدم والنسب، ولا تنسى أن هنالك شراكة بيننا في العدو، العدو الذي يحيط بهم الآن، ويتهدد مستقبلنا لاحقاً، ويُضر بنا من حيث لا ندري، فيصادر ماء هذا البلد، وغاز ذاك البلد، ويسيطر على اقتصاد غيرهم من البلدان.

حينما قتلَ جساس بن مرة ملكَ العرب كليب بن ربيعة التغلبي، قال أبن عباد وهو أحد كبار القوم اللذين سعوا في الإصلاح بين القبيلتين: “الديّة عند الكرام الاعتذار”، ويقصد بها أن يقبل أهل القتيل الاعتذار من أهل القاتل. وعندما قَتَلَ الزير سالم جبير بن الحارث بن عباد، غضب أبن عباد لمقتل أبنه كثيراً وقال: “لاقتلن به عدد الحصى والنجوم والرمال”. فهو لم يغضب لمقتل ملك العرب لأن القضية لا تخصه، أما حينما أصبحت القضية تخصه فترك الأقوال وبدأ بالأفعال.

نعم؛ فلسطين قضيتنا، نتألم لما تشعر به، وإنْ عجزنا عن الجهاد في سبيل الله هناك بأنفسنا؛ نقف معها ونساندها بالتبرعات المادية والعينية، ونساعد في مقاطعة الشركات والبضائع والدول التي تدعم الكيان المحتل، ولا ننسى أهلها من الدعاء، ونفضح تجاوزات الاحتلال للقوانين الدولية في وسائل التواصل والصحف والكتب، إلى أن يفرج الله عنا بلاء هذا العدو، ومن يسانده من أهل الضلال والظلام.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

إعادة الإعمار ليست مهمة جزئية فلا تقتلوا الوطن!

معتصم الحارث الضوّي
27 يناير 2025

نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالة في عددها الصادر يوم 26 يناير 2025 أوردُها بالنص أدناه:

(بداية الاقتباس)

تنسيق مصري – سوداني للمساهمة في «إعادة الإعمار» بعد الحرب

26 يناير 2025

استضافت القاهرة، الأحد، «ملتقى رجال الأعمال السودانيين»؛ لتعميق التعاون بين البلدين، وتنسيق جهود إعادة الإعمار في السودان بعد انتهاء الحرب بمشاركة الشركات المصرية، «الملتقى»، الذي عُقد في «الهيئة العامة للاستثمار» المصرية، ناقش «سبل دعم الاستثمارات السودانية بمصر، ودفع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري». ووفق خبراء فإن «السودان يعوّل على الخبرات المصرية في ملف إعادة الإعمار».
ويشار إلى أن مصر استضافت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، «الملتقى الأول لرجال الأعمال المصريين والسودانيين»، وناقش حينها دفع «الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي؛ بهدف تقليل تأثيرات وخسائر الحرب السودانية، ودعم الأمن الغذائي بين البلدين».
وقدَّر رئيس القطاع التجاري بـ«الشركة المصرية - السودانية»، منجد إبراهيم، في نوفمبر الماضي، حجم خسائر السودان الاقتصادية بسبب الحرب بنحو «200 مليار دولار؛ نتيجة تدمير البنية التحتية والمنشآت». وقال: «خرج نحو 20 مليون فدان زراعي من الخدمة».
وعُقد الملتقى بمشاركة سفير السودان في القاهرة، عماد الدين عدوي، وممثلي عدد من الشركات السودانية العاملة في مصر. وحسب إفادة للهيئة، بحث الاجتماع «تعميق التعاون لدراسة متطلبات الشركات السودانية، الراغبة في إقامة مشروعات بمصر».
وعدّد الرئيس التنفيذي لـ«الهيئة العامة للاستثمار» المصرية، حسام هيبة، مجموعة من الفرص الاستثمارية التي توفرها بلاده، من بينها «الاستثمار في المناطق الحرة جنوب مصر بقنا وأسوان»، عادّاً أنها «توفر ميزة تنافسية مكانية للاستثمارات السودانية، لارتباطها بإمدادات المواد الخام، والصناعات الوسيطة من السودان»، مشيراً إلى «برامج تشجيعية مخصصة، لدعم شباب رجال الأعمال السودانيين».
السفير السوداني في القاهرة، رأى انعقاد «الملتقى» في القاهرة، «ركيزة أساسية في تعميق التعاون الاقتصادي، وربط المستثمرين السودانيين بالفرص الاستثمارية المتاحة في مصر»، مشيراً إلى أهمية «تنسيق جهود إعادة إعمار السودان على أيدي الشركات المصرية، التي تتمتع بدعم من قيادات البلدين، وتمتلك سابقة أعمال ببلاده».
وأشار السفير السوداني في القاهرة إلى «ترتيبات لعقد الملتقى الثاني لرجال الأعمال المصريين والسودانيين في أبريل (نيسان) المقبل، بالسودان».
مدير وحدة العلاقات الدولية بـ«المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية»، مكي المغربي، رأى أن «نجاحات الجيش السوداني الأخيرة، وكذلك استرداده بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها (قوات الدعم السريع)، تدفع للتفكير ودراسة ترتيبات مع بعد الحرب، وعلى رأس ذلك جهود إعادة الإعمار»، مشيراً إلى أن «اتفاقات التعاون بين القاهرة والخرطوم تعطي ميزة تنافسية أمام الشركات المصرية للمساهمة في إعادة الإعمار».
ويتوقف المغربي مع «اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين مصر والسودان»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التفعيل الكامل للاتفاقية سيسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي، بتوسيع الاستثمارات المشتركة، وزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين».
ووقَّعت مصر والسودان عام 2004 اتفاقية «الحريات الأربع» التي تنصُّ على حرية التنقل، والإقامة، والعمل، والتملك بين البلدين.
ويُشكِّل انعقاد «ملتقى رجال الأعمال السودانيين» في مصر، «خطوة إيجابية لدفع جهود التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين»، وفق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية - المصرية»، محمد جبارة، مشيراً إلى ضرورة «استثمار قدرات وإمكانات البلدين لتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي».
و«تبلغ قيمة الاستثمارات السودانية في مصر نحو 240 مليون دولار، في مقابل مليار دولار استثمارات مصرية بالسودان»، بحسب رئيس جهاز التمثيل التجاري، يحيى الواثق بالله، مشيراً خلال «ملتقى رجال الأعمال السودانيين»، الأحد، إلى أن «حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ عام 2023 نحو 1.4 مليار دولار». (الدولار الأميركي يساوي نحو 50.24 جنيه في البنوك المصرية).
وأضاف جبارة لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك فرصاً صناعية واستثمارية يمكن أن تتكامل فيها جهود القاهرة والخرطوم، مثل التصنيع الغذائي»، لافتاً إلى إمكانية «الاستفادة من البنية الصناعية في مصر، بنقل المواد الخام من السودان، وإعادة تصنيعها وإنتاجها»، عادّاً أن ذلك «يعود بالنفع على البلدين».
(نهاية الاقتباس)

انتهى الخبر، والتعليق هو:

1. لم أعثر، ولعل السبب أميتي الإلكترونية، على موقع إلكتروني لما يُسمى "ملتقى رجال الأعمال السودانيين"، ولذا لا تتوفر لدي معلومات عن هيكله وأفراده وأغراضه.. إلخ، ولذا لا يمكنني إصدار تكوين فكرة عنهم. لماذا لا تتوفر معلومات وافية على النت عن هذا الجسم الاعتباري؟!

2. لا أدري ما الصفة التي تُخوّل هذه المجموعة (بافتراض أنها غير رسمية) الاجتماع بالهيئة العامة للاستثمار المصرية، والتفاوض معها، وبالتأكيد خرجت عن الاجتماع توصيات، والسؤال البدهي هنا: هل تحمل هذه التوصيات الصفة المُلزمة للحكومة السودانية أم لا؟ وما علاقة ملتقى رجال الأعمال السودانيين أصلا بالحكومة السودانية إن وُجدت؟

3. بأي صفة حضر السفير السوداني في القاهرة هذا الاجتماع، هل بصفته الشخصية أم الرسمية؟ وفي الحالتين ما المبرر إن وُجد؟

4. يقول الخبر، وفيما يلي اقتباس حرفي من الخبر المنشور في صحيفة الشرق الأوسط ((((استضافت القاهرة، الأحد، «ملتقى رجال الأعمال السودانيين»؛ لتعميق التعاون بين البلدين، وتنسيق جهود إعادة الإعمار في السودان بعد انتهاء الحرب بمشاركة الشركات المصرية)))). التساؤل البدهي هنا: بأي صفة يناقش ملتقى رجال الأعمال السودانيين جهود إعادة الإعمار في السودان بعد انتهاء الحرب؟

5. سئمنا وفاض كيلنا هذه التصرفات من جهات بعينها بين الفينة والفينة، فالسعي للظهور في المحافل الرسمية الخارجية (أحيانا دون تفويض رسمي) أصبح سمة لازمة للكثير من الأجسام الاعتبارية السودانية. هذه الفوضى العارمة ضارة بمصلحة الوطن والمواطن، ولا تنم إلا عن سوء طوية وأنانية وضيق أفق بالغ وعدم تقدير جسيم لفداحة المهام التي يجب على السودان معالجتها بعد انتهاء الحرب، وعليه فإن المرجو من الجهات الرسمية التدخل بشكل قانوني وتنظيمي مدروس للحيلولة دون تكرار هذه الشطحات الضارة.

6. القاعدة التي يجب (استخدمُ كلمة الوجوب متعمدا) اعتمادها فيما يتعلق بإعادة الإعمار هو ألا تُترك للمبادرات الفردية أو الأجسام المهنية.. إلخ، بل إنها مهمة عاجلة يجب (مرة أخرى صيغة الوجوب مُستخدمة بسبب الأهمية) أن تشرع الدولة للتخطيط لها على جناح السرعة وبالتعاون مع الجهات الأكاديمية والتكنوقراط المتخصصين، بحيث تكون المرجعيات هي التخصص والأمانة الأكاديمية والمعرفة، ودون محاباة أو مجاملات على حساب المصلحة الوطنية كما درجت العادة في الجمهورية الفتية!

يا رجال الأعمال.. إلخ، ارحمونا فما حلّ بهذا الشعب الأبيّ ليس بقليل، ولسنا على الإطلاق بحاجة إلى مبادرات كسيحة ومجتزئة وغير مدروسة، فعواقب الأنانية واجتزاء الأجندة ستكون وخيمة!

moutassim.elharith@gmail.com
////////////////////////  

مقالات مشابهة

  • "حياتي ليست أقل قيمة".. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء تجريم قتل الإناث
  • قضايا الشعوب ليست “بزنس”.. غزة تجيب!
  • خبير علاقات دولية: الرئيس السيسي يعبر عن إرادة شعبنا في قضية فلسطين
  • السودان: المراحل المبكرة لإطلاق الاسم ودلالاته (3/4)
  • ليست صدفة
  • 10 نقابات مهنية ترفض التهجير.. وتقرر إرسال وفد إلى رفح لدعم موقف الدولة ومناصرة فلسطين
  • عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة محاكاة ليوم تحرير فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
  • مدرب الجزائر: قرعة أمم أفريقيا ليست سهلة
  • إعادة الإعمار ليست مهمة جزئية فلا تقتلوا الوطن!
  • فلسطين… الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة