شارك الدكتور محمد فريد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية في فعاليات الندوة التي نظمتها مجموعة بورصة لندن (LSEG)، وذلك بالقاهرة، تحت عنوان عصر جديد من الاتجاهات الرقمية: مستقبل وتحديات الأسواق المالية وإدارة الثروات، وأدارت اللقاء؛ ياسمين صالح رئيس تحرير موقع زاوية عربي.

ناقشت الجلسات النقاشية بالندوة ما يشهده العالم من تطورات رقمية وتكنولوجية سريعة وما تواجهه الأسواق المالية من تحديات، تتطلب الابتكار وإعادة التفكير في إدارة الثروات بشكل أكثر وعياً، في ظل الأزمات المتعاقبة التي تلقي بظلالها على كافة قطاعات الاقتصاد.

قال الدكتور محمد فريد، إن رقمنة المعاملات المالية غير المصرفية، يقع ضمن أولويات عمل الهيئة في التوقيت الحالي وهو ما يدعم جهودها لتحقيق مستهدفات استراتيجية عملها لتطوير القطاع المالي غير المصرفي وخاصة تحقيق الشمول المالي والاستثماري والتأميني، في ظل ما تشهده كافة الأسواق حالياً من اقبال متزايد من قبل الأفراد على الاستفادة من الخدمات المالية غير المصرفية المختلفة وهو معدلات مرشحة لمزيد من الصعود في ظل التطور التكنولوجي الذي نشهده حاليا وييسر عملية الوصول والحصول على الخدمات والمنتجات المالية غير المصرفية، مشدداً في هذا الصدد على ضرورة التأكد من حوكمة وصلابة الأنظمة والنماذج التي تضمن كفاءة البنية التحتية التكنولوجية المستخدمة وذلك لتوفير مزيد من الحماية للمتعاملين وضمان استقرار الأسواق والشركات المالية غير المصرفية.

أضاف أنه سيتم خلال الفترة القادمة، إتاحة الترخيص لاستخدام آليات «روبو أدفايزوري Robo-advisory» في إدارة المحافظ والاستثمارات، كمنتج مالي يساعد على توفير النصائح والاستشارات للمستثمرين الراغبين في الاستثمار من خلال ذلك، موضحاً أن «الروبو أدفايزوري» عبارة عن نظام إلكتروني يعد بمثابة مستشار مالي آلي أو رقمي يساعد المستثمر في ترشيح الاستثمارات المناسبة للمخاطر التي يكون المستثمر على استعداد لتحملها، وبناءً عليه يرشح للمتعامل الأسهم الأنسب للاستثمار، وفى حالة انعدام المخاطر المحتملة لدى المستثمر يرشح له الأدوات المالية منعدمة المخاطر كأذون وسندات الخزانة، يعمل هذا النظام على متابعة السوق بشكل تلقائي ويرشح بناء على هذه المتابعة، فرص الاستثمار المناسب في الوقت المناسب.

الرقمنة والتكنولوجيا

تابع أن الذكاء الاصطناعي، جزء مكمل لعمليات الرقمنة والتكنولوجيا، لكنه يحتاج لبيانات حاضرة حتى يمكنه عمل التدريبات اللازمة التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي كبرنامج إلكتروني يستهدف أن ينتج المخرجات المطلوبة، ومن ثم التنظيمات التي تدير عمليات الذكاء الاصطناعي وكيفية إدارته بالشكل الأمثل.

أشار إلى أهمية وجود بعض القواعد في البداية، منها قواعد التعرف على العميل إلكترونياً على سبيل المثال.
وفي معرض حديثه تطرق الدكتور فريد إلى ما يشهده الاقتصاد العالمي من أوضاع استثنائية غير مسبوقة وانعكاساتها على الاقتصادات الناشئة عامة ومصر خاصة، مؤكداً أن العالم يشهد وضع اقتصادي مرتبك مدفوع بأزمات وتوترات جيوسياسية تسبب في رفع لأسعار الفائدة الأمر الذي تسبب في فرملة التدفقات الاستثمارية للاقتصادات الناشئة، موضحاً أن الأوقات الاستثنائية دائما ما تفرض على الجهات الرقابية الاستجابة عبر سياسات وبرامج  تعمل على التأكد من كفاءة واستقرار الأسواق وحماية حقوق المتعاملين بها مواكبة لأفضل الممارسات العالمية.

كما أشار إلى جهود الهيئة المبذولة لتسريع وتيرة عملية التحول الرقمي ورقمنة المعاملات بالنظام المالي غير المصرفي، في إطار رؤية الهيئة لتحقيق الشمول المالي، وتنفيذ مساعي الحكومة المصرية بتوسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات المالية غير المصرفية لتحسين أحوالهم وتحقيق تطلعاتهم الاستثمارية والتمويلية والتأمينية.

قامت الهيئة بإصدار بعض القرارات التنفيذية لتفعيل قانون رقم 5 لسنة 2022 بشأن تنظيم وتنمية استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية الخدمات المالية غير المصرفية حيث أصدرت 3 قرارات تنفيذية لرقمنة المعاملات المالية غير المصرفية، الأول يخص التجهيزات والبيئة التكنولوجية، والثاني يخص الهوية الرقمية والعقود الرقمية والسجلات الرقمية، والأخير يخص إنشاء سجل لمقدمي خدمات التعهيد.

كما قامت بتعديل رأسمال الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية لتصبح 15 مليون جنيه كحد أدنى لمزاولة أنشطه التمويل غير المصرفي، وهو الأمر الذي يسمح للشركات الناشئة في مجال التمويل غير المصرفي بالعمل تحت مظلة رقابية، ومن الجدير بالذكر أن هذا القرار ينظم الترخيص للشركات الناشئة في مجال خدمات التمويل غير المصرفي ولا يمتد أثرها للشركات الناشئة بصفة عامة.

فيما ذكر الدكتور محمد فريد، أن الهيئة قدمت لرئاسة مجلس الوزراء، تعديلات مقترحة على اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال، بإضافة قواعد تأسيس صناديق التحوط "Hedge Funds"، بهدف تنويع الأدوات الاستثمارية المتاحة وزيادة تنافسية وجاذبية السوق المصري.  

تعتبر صناديق التحوط، أداة استثمارية لها حق الاستثمار في أي أداة مالية في السوق حيث أنها تتمتع بمرونة تخص القواعد التنظيمية مقارنة بباقي صناديق الاستثمار، وتختلف استراتيجية الاستثمار لصناديق التحوط وفق الأرباح التي تسعى لتحقيقها، لكنها في الغالب تكون مرتفعة المخاطر بهدف تحقيق عوائد كبيرة، ويكون الاستثمار بتلك الصناديق مشروط بحد أدنى من الثروة أو الدخل السنوي.

أوضح أن زيادة طروحات الأوراق المالية من الشركات العامة، شق مرتبط بإدارة الدولة لأصولها المالية وكذلك رؤية القطاع الخاص لمدى احتياجه واستفادته من الطرح وفقاً لما لاستراتيجية كل طرف، لافتاً النظر إلى أن وجود أسواق ذات كفاءة مرتفعة، أمر مرتبط بوجود عدد كبير من المتعاملين والمستثمرين وهو ما يحقق كفاءة التسعير، ويزيد من عمق السوق وحجم التعاملات.

وفي سياق متصل، نوه فريد أن إصدار الهيئة العامة للرقابة المالية لكل اللوائح والقرارات الخاصة بصناديق القيم المنقولة، مكَّن وحفَّز العديد من الشركات على إطلاق صناديق متخصصة للاستثمار في الذهب نظراً لأنها آلية للادخار والاستثمار بطريقة شفافة وبسيطة.

أوضح أنه يجري في الوقت الحالي استكمال متطلبات تفعيل صناديق القيم المنقولة على سلع أخرى بخلاف الذهب مثل الفضة، بعد أن شهدنا الفترة الماضية إطلاق أول صندوق مصري وهو صندوق "إي زد-جولد" (AZ-Gold) من قبل شركة "أزيموت"، في مايو 2023، ثم تمت الموافقة خلال العام الجاري (2024) على إطلاق صندوق آخر وهو صندوق بلتون إيفولف للاستثمار في الذهب "سبائك"، وكشف عن أنه يجري حالياً بحث طلب لإطلاق صندوق ثالث للاستثمار في الذهب، وهو صندوق تابع لإحدى شركات البنك الأهلي.

فيما لفت الدكتور فريد النظر إلى أن الهيئة قد أحرزت تقدم كبير على صعيد الإطار التشريعي والتنظيمي لتفعيل أول سوق طوعي أفريقي لتداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية، موضحاُ أن سوق الكربون الطوعي يتيح فرص استثمارية متنوعة ويمكن الشركات من مواكبة التطورات العالمية في هذا الشأن وخاصة الولوج بمنتجاتها للأسواق الأوروبية عبر تنفيذها لمشروعات خفض الانبعاثات الكربونية وذلك وفق المعايير والممارسات العالمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرقابة المالية مشاركة بورصة لندن الهيئة العامة للرقابة المالية الاتجاهات الرقمية المالیة غیر المصرفیة صنادیق التحوط

إقرأ أيضاً:

«بي كيه إن301» للتكنولوجيا المالية ترفع رأس المال للتوسّع في الإمارات والمنطقة

دبي (الاتحاد)
كشفت مجموعة «بي كيه إن301» المتخصّصة في مجال خدمات التكنولوجيا المالية والمصرفية، خططها للتوسع عالمياً وتدشين عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وعدد من الأسواق الأوروبية عبر النمو العضوي للأعمال وتنفيذ عمليات استحواذ استراتيجية، علاوة على تطوير منصتها لخدمات التكنولوجيا المالية المخصّصة للقطاع المصرفي «أوركستراتور».
وأعلنت المجموعة عن زيادة رأسمالها بقيمة 23.8 مليون دولار (78.3 مليون درهم) عبر جولة تمويلية ناجحة ضمن سلسلة التمويل B، وذلك استعداد لتعزيز خططها للتوسع في الأسواق العالمية.
تسهم «بي كيه إن301» بفعالية في تعزيز أنشطة القطاع المالي إذ يوفّر نموذج أعمالها المبتكر والقابل للتوسع للمصارف التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية والمصارف الرقمية -بما في ذلك الأعمال المصرفية المستندة إلى سلسلة الكتل ومنصات رقمنة المعاملات- الدمج الآمن والمرونة لحلولها وتسريع وتيرة النمو والتوسع إلى أسواق جديدة.
ومن المتوقع وصول حجم سوق خدمات التكنولوجيا المالية الداعمة للقطاع المصرفي والمالي إلى 60 مليار دولار بحلول العام 2033 بمعدل نمو سنوي تراكمي نسبته 17 بالمئة بحسب بيانات آلايد ماركت ريسيرتش.
وقال ستيفن موتشيولي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة «بي كيه إن 301»: «يمثل استقطاب العديد من المستثمرين البارزين الجدد والثقة المستمرة من قبل المستثمرين الآخرين، ممن وثقوا في مشروعنا منذ البداية خير دليل على قوة نموذجنا. يعد إنجاز الجولة التمويلية من السلسلة التمويلية B للسوق أمراً بارزاً، ويمثل بداية مرحلة جديدة من النمو. هدفنا واضح ويتمثل في توفير منصة فعّالة ومبتكرة وقابلة للتوسع في مجال التكنولوجيا المالية الداعمة للقطاع المصرفي. وفي ضوء خطتنا للنمو في هذا القطاع نتوقع تحقيق معدل ربحية تراكمي قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء نسبته 36٪ بحلول العام 2028، كما نستهدف توفير خدمات مالية وخدمات مدفوعات مبتكرة وسلسة لعدد متزايد من المؤسسات وعملائهم».
وبدوره، قال إنريكو فيلي، رئيس صندوق التحول الرقمي في سي دي بي فينتشر كابيتال: «تقدم «بي كيه إن301» خير مثال على التميّز في هذا المجال، وذلك من منظور تجربة العملاء والشركاء حول العالم باعتبارها مشغلاً عالمياً يسهم بفعالية في تعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية. ومن جهتها، تلتزم سي دي بي فينتشر كابيتال بدعم الشركات الساعية إلى تسريع وتيرة الابتكار وخلق القيمة في مجالات أعمالها. لدينا ثقة كبيرة في المشروع وفيما أنجزه فريق العمل في «بي كيه إن 301» ونحن عازمون على دعمهم لتحقيق أهدافهم الطموحة».
وشملت قائمة المستثمرين الجدد المشاركين في هذه الجولة التمويلية كلاً من سي دي بي للاستثمار المخاطر إس جي آر (من خلال صندوق التحول الرقمي)، أزيموت ليبرا إمبريزا إس جي آر من خلال صندوق ديجيتك تحت إشراف إف إن دي إكس، سيمست (من خلال F.81/394 المدار نيابة عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية)، أليزي للاستثمار دي ألدوفومالي، وغيرهم من المستثمرين. أما قائمة المستثمرين ممن سبق لهم أيضاً المشاركة في الجولات التمويلية السابقة فتشمل كل من إس إم كابيتال، مجموعة بروسوس، سي آر آي إف، مجمعة أبالون، فيديريكو جيزوني وفابيو نالوتشي.

مقالات مشابهة

  • هل الذهب الاستثمار الأمثل في الوقت الحالي؟.. خبير اقتصادي يجيب
  • سيبدأ تطبيقها الإلزامي 21 مارس 2026م.. إصدار اللائحة التنفيذية للمراقبة والالتزام بمعايير كفاءة وترشيد المياه
  • نادية فتاح: منازعات الدولة تهدد الاستثمار وتستنزف المال العام
  • وزير الإسكان يستعرض مقترح اللائحة التنظيمية للهيئة العامة للتنمية السياحية
  • ندوة عن التوعية بالأنشطة المالية غير المصرفية بين طلاب الجامعة بكلية الزراعة
  • لجنة المال والموازنة تقر زيادة اكتتاب لبنان في صندوق النقد وتناقش موازنة 2025
  • حاصباني يسأل وزير المال عن مراسيم قانون السرية المصرفية: لماذا لم تُنجز؟
  • «المالية» تعلن عن تعديلات على قرار القوائم المالية المدقّقة
  • لجنة المال تُوافق على زيادة حصة لبنان في صندوق النقد بشروط
  • «بي كيه إن301» للتكنولوجيا المالية ترفع رأس المال للتوسّع في الإمارات والمنطقة