تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يمكن فصل بعض المبادئ عن الهوية القانونية لفرنسا، إنها ليست منبوذة أو مقدسة، ولكنها أرض خصبة لما يصنع فرنسا، وما يميزها، ومن بين هذه المبادئ، ربما يكون قانون الأراضى هو أهمها، نحن مرتبطون بشدة بالنداء الموجه إلى الشعب، ونحن نظل كذلك، حتى فى أوقات الأزمات هذه، حتى لو كان التشكيك فى حقوق الأرض أمرًا شائعًا بين صفوف بعض الوطنيين.


فى مثل هذا الموضوع، من الضرورى أن تكون دقيقًا وواضحًا. إن حق الدم وحق الأرض لا يتعارضان. إنه ليس خيارًا بين أحدهما أو الآخر، ومن الطبيعى أن يكون هناك قدر معين من قانون الدم فى شروط إسناد الجنسية، وذلك بالانتقال من الوالدين، والسؤال هو ما إذا كان الأجنبى المولود فى فرنسا لأبوين أجنبيين يمكنه أن يطمح إلى أن يصبح فرنسيا عندما يبلغ سن الرشد؟. يريد البعض العودة إلى هذا المبدأ الذى أرساه قانون نابليون فى القرن التاسع عشر، ونحن مع الحفاظ عليه.
كونك فرنسيًا هو هذا الاستفتاء اليومى الشهير الذى تحدث عنه رينان.. كونك فرنسيًا هو مظهر من مظاهر الإرادة، وليس القتل الحصرى للدم، على عكس النهج العرقى للنموذج الألماني.. أن تكون فرنسيًا هى مكافأة بعد عملية طويلة، وهى عملية الاستيعاب.


ويُشكل قانون الأراضى قلب هذه الهوية الفرنسية، لأنه هو الذى يروج لفكرة مفادها أن أى أجنبى يستطيع أن يصبح فرنسيًا إذا رغب فى ذلك، وإذا اندمج فى المجتمع. إنه اختراع قانونى رائع لضمان أن يكون مجموع الأفراد شعبًا وأمة.


إذا كان قانون الجنسية، كما هو معمول به اليوم، قد سمح لبعض الأفراد بأن يصبحوا فرنسيين على الرغم من أنهم لا يستحقون ذلك، فإن ذلك لا يرجع بأى حال من الأحوال إلى قانون الأرض.


التخلى عن أسبقية اللغة الفرنسية على غيرها، والتوبة الوطنية، وتفكيك التماثيل، وإزالة شخصيات معينة من المناهج المدرسية، والأيديولوجية المناهضة للوطنية التى تنقلها وسائل الإعلام العامة والغالبية العظمى من المعلمين فى المدارس الثانوية والجامعة، وعدم احترام الحق الأساسى فى الأمن لجميع الفرنسيين، وغياب الدعم للشرطة، وفقدان المصداقية وبالتالى شرعية نخبنا.


هذه القائمة ليست شاملة، وهى تسرد بعض المشاكل الحقيقية التى تهدد فرنسا، وتُقدم «نداء الشعب»، من خلال برنامجها، حلولًا ملموسة لجميع هذه التهديدات، وبالتالى تبدد الدخان الذى يريد البعض أن ينشره على قانون الأراضي. سوف يستعيد قانون الأراضى فعاليته ورونقه عندما يعود الاستيعاب إلى الأفعال والخطابات.


إن تقييد أو إلغاء حقوق ملكية الأراضى سوف يشكل معركة خاسرة أخرى بالنسبة لنخبنا، التى خسرت الكثير بالفعل، ويتعين علينا أن نحافظ على حقوق الأرض، لأنها هى التى تصنع فرنسا، ولكن يتعين علينا أن نعيد إليها كامل نطاقها، من خلال تهيئة الظروف الملائمة لسياسة الاستيعاب الاستباقية.

يجب المحافظة على حقوق الأرض لأنها هى التى تصنع فرنسا ولكن يتعين علينا أن نعيد إليها كامل نطاقها
ديفيد سافوركادا: ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب بعدة جهات أمنية خاصة، وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية، يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية، ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب»، ويتناول رؤيته لقانون الأرض بفرنسا وأهميته فى اكتساب الجنسية الفرنسية، وذلك من خلال توضيح فكرة حركة «النداء من أجل الشعب» التى يرأسها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قانون الأرض فرنسا قانون الجنسية حقوق الأرض فرنسی ا

إقرأ أيضاً:

مجتمع النفايات الفكرية «٤»

طرأت على المجتمع العربى بصفة عامة والمجتمع المصرى تحديداً تغيير جذرى فى الطبيعية الفسيولوحية والادبية للرجل خلال السنوات الاخيرة... ومع تزايد اختراعات حروب الجيل الرابع والخامس وانتشار هوس كافة مواقع التواصل الاجتماعى بأشكاله وأنواعه والمنصات الالكترونية الهلامية خلال الفضاء الخارجى الذى يتاح للشباب والفتيات الدخول والخروج بحرية ويسر فى عالم فارغ تماما من مضمونه.. عالم غارق فى مستنقع الملذات والشهوات.. فى وحل التقليد الأعمى لمعتقدات وتقاليد وعادات السيئة لشياطين الغرب.. للأسف لم نأخذ منهم فى تطورهم الأخير التكنولوجى إلا أسوأ ما جاءوا به حتى تعدى النفايات فى تدهور مستوى الذوق العام... والانهيار الأخلاقي...وتراجع كل مستويات الحياء وانتشار معدل الوقاحة حتى أصبحت السمة السائدة فى المجتمع الذى يتمتع على غيره من المجتمعات العربية حتى والاسلامية بطابع التدين وأقصى درجات الطيبة والبساطة والضحكة الحلوة اللى طالعة من القلب... المصرى الجدع الشهم الذى مهما عاش غارقاً فى أعاصير تقلبات الحياة الصعبة لحصوله على أبسط متطلبات الحياة فى توفير الحياة الكريمة لزوجته وأولاده... الرجل الشقيان أبو دم خفيف يظل ضحوكا مبتسماً أمام موجات الشقاء... بل فى عز مواقف القهر والظلم المجتمعى له حول وصلة النكد إلى نكته وابتسامة وقفشات دمها خفيف.... للأسف اختفت أيضا بسبب الفرز الجديد لمخلفات التطور والتكنولوجيا للمنصات الالكترونية منذ أن انتشرت  «أجهزة الاندرويد الذكية»... بين كافة طبقات المجتمع لا فرق فيها بين الغنى والفقير...الشيطان الغبى الذى أباح الفاحشة ودمر معالم الفضيلة بين الرجل والمرأة.. واختفت محاسن الفطرة كلها... وطمست الهوية الحقيقية التى تميز الصفات التى خلقهما الله عليهما منذ نشأة الكون... فلا فرق بين الرجل والمرأة فتاهت الهبات والمميزات.. فاختلطت المسئوليات وتبادل الأدوار وأصبح مفهوم النوع الاجتماعى «الجندر» مختلف ليس له علاقة بالناحية الفسيولوجية والبيولوجية لطبيعة كليهما... حيث طالبت الجمعيات النسوية بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الواجبات والحقوق. لذلك فهو مفهوم يعد غربى الجنسية وشرقى الملامح... وهو يعتمد على العلاقات الاجتماعية والأدوار التى يحددها المجتمع بين الرجل والمرأة.. فمنذ أن طالبت المرأة بالمساواة بين الرجل المرأة، نسى الرجل الدور الحقيقى له فى مجتمع ذكورى كما يشاع شكلا فقط... ولكن مفروغ من المضمون... ظاهرة عجيبة بدأت تنتشر فى مجتمعنا انهيار النخوه والشهامة والرجولة حتى أصبح الرجل اتكاليا يعتمد على المرأة ليس فقط فى المواقف الصعبة حتى فى اكل العيش... وتوفير وسد احتياجات الأبناء فانتشرت ظاهرة المرأة المعيلة خاصة فى المستويات الاجتماعية المتدنية التى ينتشر فيها الفقر والجهل والامية التى تخرج من الصباح الباكر وتعود لأسرتها «شايلة البطيخة» التى كان يحملها الرجل لبيته بعد من عودته من عمل شاق كمان فى أفلام العربى زمان، تغيرت الأدوار للأسف.. وبكل برود أصبح الرجل لا يتمنى عند اقباله حتى فى الارتباط للزواج إلا الله أن يلهث وراء الفتاة التى تعمل ولها مرتب آخر الشهر... او تتعاون معه فى تدبير أثاث الزوجية ومتطلبات البيت، و«ممكن يفضل يدور على البنت اللقطة اللى تشيله من كله ومفيش مانع تصرف عليه وتأكله وتشربه»...هى الشهامة والنخوة راحت فين... قصص وحكايات لسيدات معدمات يروين يوميات مأساوية استمع لهن يومياً. والله أصبت بذهول من هول ما أسمع وأرى... والسؤال أين أنتم يا معشر الرجال.. والناس الشقيانة راحت فين!!؟.

عفوا يا معشر الرجال!!.. لا شك أن الرجل يمثل جذع الشجرة الذى يقيمها ويوقفها.. وهو كذلك الفروع والأغصان والورق الذى يضلها ويحميها من كل جانب... وتأتي المرأة لتكون ثمار هذه الشجرة.. يفر الناس من المخاطر ويخشونها.. وتفر المخاطر من الرجال وتخشاهم وتخافهم، فالرجل الحقيقى هو الذى يستطيع أن يبنى برجولته أكبر جدار ممكن لتختبئ خلفه أنثاه وتشعر بالأمان... الرجل هو الذى يلجم نفسه عن الانقياد خلف شهواته.. بل يوجهها لكل ما هو خير حتى لو كان فى ذلك مشقة... تُعتبر الفحولة شكلًا من أشكال الذكورة المرتبطة بالقوة وتجاهل العواقبس والتهرب من المسئولية... يا للعجب، فمن أكبر صفات الرجل الحقيقى أنه طفل.. إذا ما احتاج الموقف وكهل إذا تطلب الأمر.. الرجل يتحمل الصعاب ويتجاوز العقبات ويستمر بالمحاولة مهما حاولت الدنيا افشاله... الرجل الحقيقى يحفظ أعراض الناس ويخاف عليها كما يخاف على عرضه تمامًا...الشجاعة كنز الشجاع ورأس ماله وسلاحه الذى يجابه به كل صعاب الدنيا مهما تكررت ومهما حاولت أن توقفه، فلا توجد امرأة على وجه الأرض لا تتمنى أن يكون الرجل الذى ترتبط به حنونا على قدر كبير من المسئولية.. ويتمتع بقدر كبير من الحنان لأنه صفة مهمة من صفات الرجل ومطلب أساسى من متطلبات المرأة.. وهو لا ينقص من قدر الرجل على الإطلاق.. لأن الرجولة الحقيقية لا تعنى أن يكون الرجل جافا قاسيا على أنثاه.. للأسف الواقع أليم انتشرت خلال السنوات الاخيرة ظاهرة العنف ضد المرأة أهم أسبابها إجبار الزوجة على الخروج للعمل ومهما كان نوعه حتى ولو كان شيئا حقيرا للحصول على أموال وليس فقط لسد جوع أولاده بل لكى تصرف عليه وتلبى طلباته لأنه «الفحل» الاتكالى بيشرب مخدرات... ولو رفضت المسكينة أو أنها تدخر بعض الأموال لعيش أولادها انهال عليها بالضرب... وممكن كمان يحرقها.. حكت لى سيدة ثلاثينية تعمل خادمة فى البيوت.. أنها كانت تقلى بطاطس لأولادها ودخل عليها زوجها طالبا منها مبلغا لتعاطى أردأ أنواع المخدرات القاتلة «الاستروكس» رفضت لقلة الأموال لديها  بل أكدت له انها بحاجة الى أموال أخرى لسد جوع أطفالهم... بمجرد أن أنهت الحديث.. هاج وماج ولم يشعر بنفسه وإلا وهو يقذف مقلة الزيت فى وجه المسكينة واحترق وجهها وبعض جسدها... ففرت لأهلها الذين نصحوها بالعودة لبيتها بسبب فقرهم المدقع.. وقالوا لها «إحنا مش لاقيين ناكل لما نأكل أولادك» فعادت المسكينة لقدرها المحفوف بكل أشكال العذاب وبعيدة تماما عن مفهوم الانسانية.. حكايات مأساوية تكشف عن الانهيار الأخلاقى والإنسانى وتخلى الرجل عن كافة مسئولياته الدينية والادبية أمام أسرته وأولاده، أسباب كثيرة أدت إلى هذا التدهور فى تبادل الأدوار والمسئوليات وتخلى الرجل عن رجولته، حتى انتشر مفهوم «ست بألف رجل».. حتى أصبح المجتمع الرجولى يتجه نحو التخنث والتميع، بسبب استيراد الأخلاق الغربية وميزة الرجولة فى الشباب والذكور ضاعت بسببها.

وكما انعكست سلباً على علاقة الرجل والمرأة، والحديث بقية.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها
  • علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!
  • السحر فى واقعنا المعاصر
  • ماذا ينتظر المهاجرون والمسلمون من الحكومة الفرنسية الجديدة؟
  • بعد إلغاء اشتراطات البناء 2021.. ننشر نص قانون البناء الموحد 2008 - مستند
  • الدكتور منجي على بدر يكتب: التحول للدعم النقدي.. بشروط
  • رئيس اللجنة الفرعية لإعداد قانون الإجراءات الجنائية: التعديل يتوافق مع الدستور و«استراتيجية حقوق الإنسان»
  • مجتمع النفايات الفكرية «٤»
  • برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية
  •  «الإجراءات الجنائية» دستور الحقوق والحريات