ديفيد سفوركادا يكتب: حول قانون الأرض.. تقييد أو إلغاء حقوق ملكية الأراضى يشكل معركة خاسرة للنخب الفرنسية.. «نداء الشعب» تبدد الدخان وتُقدم حلولًا لتهديدات تواجه فرنسا
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا يمكن فصل بعض المبادئ عن الهوية القانونية لفرنسا، إنها ليست منبوذة أو مقدسة، ولكنها أرض خصبة لما يصنع فرنسا، وما يميزها، ومن بين هذه المبادئ، ربما يكون قانون الأراضى هو أهمها، نحن مرتبطون بشدة بالنداء الموجه إلى الشعب، ونحن نظل كذلك، حتى فى أوقات الأزمات هذه، حتى لو كان التشكيك فى حقوق الأرض أمرًا شائعًا بين صفوف بعض الوطنيين.
فى مثل هذا الموضوع، من الضرورى أن تكون دقيقًا وواضحًا. إن حق الدم وحق الأرض لا يتعارضان. إنه ليس خيارًا بين أحدهما أو الآخر، ومن الطبيعى أن يكون هناك قدر معين من قانون الدم فى شروط إسناد الجنسية، وذلك بالانتقال من الوالدين، والسؤال هو ما إذا كان الأجنبى المولود فى فرنسا لأبوين أجنبيين يمكنه أن يطمح إلى أن يصبح فرنسيا عندما يبلغ سن الرشد؟. يريد البعض العودة إلى هذا المبدأ الذى أرساه قانون نابليون فى القرن التاسع عشر، ونحن مع الحفاظ عليه.
كونك فرنسيًا هو هذا الاستفتاء اليومى الشهير الذى تحدث عنه رينان.. كونك فرنسيًا هو مظهر من مظاهر الإرادة، وليس القتل الحصرى للدم، على عكس النهج العرقى للنموذج الألماني.. أن تكون فرنسيًا هى مكافأة بعد عملية طويلة، وهى عملية الاستيعاب.
ويُشكل قانون الأراضى قلب هذه الهوية الفرنسية، لأنه هو الذى يروج لفكرة مفادها أن أى أجنبى يستطيع أن يصبح فرنسيًا إذا رغب فى ذلك، وإذا اندمج فى المجتمع. إنه اختراع قانونى رائع لضمان أن يكون مجموع الأفراد شعبًا وأمة.
إذا كان قانون الجنسية، كما هو معمول به اليوم، قد سمح لبعض الأفراد بأن يصبحوا فرنسيين على الرغم من أنهم لا يستحقون ذلك، فإن ذلك لا يرجع بأى حال من الأحوال إلى قانون الأرض.
التخلى عن أسبقية اللغة الفرنسية على غيرها، والتوبة الوطنية، وتفكيك التماثيل، وإزالة شخصيات معينة من المناهج المدرسية، والأيديولوجية المناهضة للوطنية التى تنقلها وسائل الإعلام العامة والغالبية العظمى من المعلمين فى المدارس الثانوية والجامعة، وعدم احترام الحق الأساسى فى الأمن لجميع الفرنسيين، وغياب الدعم للشرطة، وفقدان المصداقية وبالتالى شرعية نخبنا.
هذه القائمة ليست شاملة، وهى تسرد بعض المشاكل الحقيقية التى تهدد فرنسا، وتُقدم «نداء الشعب»، من خلال برنامجها، حلولًا ملموسة لجميع هذه التهديدات، وبالتالى تبدد الدخان الذى يريد البعض أن ينشره على قانون الأراضي. سوف يستعيد قانون الأراضى فعاليته ورونقه عندما يعود الاستيعاب إلى الأفعال والخطابات.
إن تقييد أو إلغاء حقوق ملكية الأراضى سوف يشكل معركة خاسرة أخرى بالنسبة لنخبنا، التى خسرت الكثير بالفعل، ويتعين علينا أن نحافظ على حقوق الأرض، لأنها هى التى تصنع فرنسا، ولكن يتعين علينا أن نعيد إليها كامل نطاقها، من خلال تهيئة الظروف الملائمة لسياسة الاستيعاب الاستباقية.
يجب المحافظة على حقوق الأرض لأنها هى التى تصنع فرنسا ولكن يتعين علينا أن نعيد إليها كامل نطاقها
ديفيد سافوركادا: ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب بعدة جهات أمنية خاصة، وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية، يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية، ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب»، ويتناول رؤيته لقانون الأرض بفرنسا وأهميته فى اكتساب الجنسية الفرنسية، وذلك من خلال توضيح فكرة حركة «النداء من أجل الشعب» التى يرأسها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قانون الأرض فرنسا قانون الجنسية حقوق الأرض فرنسی ا
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
كان وما يزال الفن له وظائف متعددة، فالفن هو مرأة حضارة الأمم، ويمثل الفن سواء كان " فن جميل " أو " فن تطبيقى " قدرة الأمم على الإبتكار والإبداع والإحساس بالجمال، وينعكس ذلك على تصرفات البشر وأيضًا لا يمكن أن يكون هناك " فن جميل" دون أن يكون هناك مناخ طيب، يسمح بالإبداع ولعل فى العصور القديمة والتى إندثر منها التاريخ، يعود العلماء المؤرخين إلى أحداث هذه الأزمنة من خلال دراسة وفحص لفنون هذه الحقبات الزمنية ، فنحن نطلق على زمن الفراعنة بأنه كان من أعظم الأزمنة، طبقًا لما تم دراسته علي جدران المعابد المصرية، وما تم كشفه عن طريق عالم الحملة الفرنسية (شامبليون) حينما فسر حجر " رشيد" اللغة الهيروغليفية، وإرتباطها باليونانية القديمة، فإستطعنا أن نعلم شيئًا عن تاريخنا القديم، وأيضًا " الفن الجميل والتطبيقى " الذى تركته هذه الحضارة العظيمة.
حيث التماثيل والمعابد، والأنية، والإكسسوارات، والحلى، والصياغة، والمنسوجات والكليم والسجاد، وهذه الألوان البديعة على جدران المعابد التى لم تختفى مع الزمن مما يدل على تقدم شديد فى علوم الكيمياء التى إستخدمها الأقدمين من الفراعنة فى تركيب هذه الخلطات من الألوان.
كما أن الطب والتشريح أيضًا كان له دور فى حفظ الأجسام (المومياوات) كما هى اليوم وإيضًا شيىء رائع ذلك الفن المعمارى والزخرفى الذى علمنا منه عظمة هذه الحضارة.
كما أن " الفن التطبيقى " الذى تمثل فيه الأنية المختلفة الأشكال والأحجام والألوان التى تركتها تلك الحضارة فنجد مثلًا فى المتحف المصرى فى أحد الفتارين العارضة للأوانى عشرات الأنواع من الأكواب والكئوس، هذه للمياه وأخرى للمشروبات الكحولية أو العصائر أو القهوة، وكذلك تلك الأنية الحافظة للزيوت والدهون ( الزبدة ) والبقول والسكر والشاى !!
هذا معناه أن هذه الحضارة كانت حضارة أغنياء وليست حضاره تتسم بالفقر.
حيث نجد أن الفقراء فى عصرنا أو فى أى عصر يمتلكون بالأكثر عدد نوعين من الأكواب أحدهم للماء والأخر هو نفسه لإستخدامات أخرى.
أما إذا تعددت فى أحد المنازل أنواع وأشكال الأكواب فهذا يدل على ثراء هذا المنزل وأصحابه، على سبيل المثال وليس الحصر وبالتالى فإن الأنية والكراسى والوسائد والأسرة (والدواليب) وأيضًا أدوات المنزل والإستخدامات الشخصية (كالأحذية) أو(الشباشب) أو ا(الأحزمة) أو (تيجان الرؤوس) أو (الملابس الكتانية الدقيقة الصنع ) وأيضًا (الحلى والصياغة) كل تلك " الفنون التطبيقية " أيضًا تدل على الثراء الشديد لهذه الحضارة.
ولعل العمارة فى الفنون القديمة، أيضا هى الدالة على عمق تلك الحضارات وعلى ثراء أصحابها وعلى أخلاقهم وممارساتهم الحياتية، فلا شك بأن الإغريق والرومان بعد الفراعنة قد إتسمت حضارتهم بالغناء الشديد وإمتد الفن حتى العصور الوسطى حينما ظهرت أعمال "مايكل أنجلو" فى سقف كنيسة " سان بيترو " " السيستين" وظهرت أعمال "رافائيلى"، و" ليوناردو دافنشى " فى الفاتيكان، كل هذه كانت وظائف أخلاقية، ودينية وأيضًا دالة على ثراء هذه الحقبات الزمنية فالفن يا سادة هو المعبر عن المرحلة
الفن هو المرأة التى نرى فيها صورة مجتمعنا ! والفن أشكال وألوان منه الرسم والنحت، والعمارة والأشغال اليدوية والتصوير حاليًا والسينما والمسرح والموسيقى والطرب.
والسؤال ماذا لو وضعنا فى متاحفنا بعض من فنوننا التى ننتجها اليوم مثل فيلم "شارع الهرم" ماذا يقال عنا فى التاريخ.. اللهم إحفظنا من شرور أنفسنا.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد