ماذا قال الفريق علي محسن الأحمر في نعي الشيخ عبد المجيد الزنداني؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
نعي الفريق أول ركن على محسن صالح الاحمر " نائب الرئيس سابقا" رحيل العالم الجليل الشيخ/ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني الذي وافته المنية اليوم بانه غادر الحياة بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف الدعوية والوطنية والسياسية القديرة.
ووصف الفريق على محسن الشيخ الزنداني بقوله " أن بصمات الفقيد التربوية والدينية في بناء جيل وسطي معتدل يتحلى بالقيم الإسلامية السمحة، امتدت لتشمل الأمة العربية والإسلامية بأسرها، من خلال تأسيسه ورئاسته لجامعة الإيمان التي كانت منارة للعلم والعلماء، ونموذجاً في التربية والبناء الواعي، قبل أن تستهدفها الإمامة وأدواتها الإرهابية المتطرفة".
واضاف "إننا إذ نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية وأبناء الشعب اليمني وأبناء الفقيد وأسرته وطلابه ومحبيه، لنشيد بأدوار الشيخ الزنداني، رحمه الله، في مختلف المحطات والمراحل التي مرت بها بلادنا، بدءاً من مواقفه إلى جانب الثورة اليمنية المجيدة ومرافقته لأحرارها الأوائل الزبيري والنعمان رحمهما الله، ومروراً بمواقفه الدائمة في ترسيخ قيم الجمهورية والثورة، ومناصبه المختلفة التي تقلدها وكان أبرزها عضويته في مجلس الرئاسة والتي جسد خلالها موقفاً ثابتاً إلى جانب المكتسبات الوطنية الغالية.
وأختتم النعي بقوله " أصدق التعازي والمواساة في هذا المصاب الجلل، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويكتب أجره وأجر كل من بذل وأعطى لوطننا وأمتنا، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
من روائع شهر رمضان بمصر «جمال ابتهالات الشيخ سيد النقشبندي»
منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي ارتبط قدوم شهر رمضان بمظاهر احتفالية كثيرة كان من أهمها سماع الابتهالات والأدعية الدينية من خلال البرنامج العام بالإذاعة المصرية بعد آذان المغرب مباشرة، وفي ذلك يقول الحاج سليم إبراهيم رخا وهو من عشاق الشيخ سيد النقشبندي بأنه كان قد سمعه من خلال الراديو الفيلبس الوحيد بالقرية داخل محل البقالة الخاص به، وكان من عادة الفلاحين وأهل القرية أن يقفون ويجلسون بجوار محل البقالة وسط مفارق القرية وكانوا يسمعون قرآن المغرب للشيخ محمد رفعت وبعد مدفع الإفطار كان الشيخ سيد النقشبندي يعلن عن نفسه بالابتهالات الدينية الخاصة بشهر رمضان مما كان يدخل السرور والبهجة والجو الرباني على الصائمين، وقد بدأ لعدة سنوات بعرض ابتهال سبحانك ربي سبحانك لشهر رمضان ثم عاد للإذاعة بابتهال آخر جميل ارتبط بشهر رمضان هو "الله يا الله" وظل هذا الابتهال الديني مرتبط بالإذاعة وشهر رمضان إلى وقتنا هذا ولا يمكن لنا ولكل الأجيال إلا أن ترتبط بهذا المبتهل الجليل الذي يندر أن يجود الزمان بمثله.
ولد الشيخ سيد النقشبندي بقرية ديميرة بمحافظة الدقهلية عام 1920م ثم انتقل مع أسرته إلى طهطا بالصعيد وفيها حفظ القرآن صغيرا وتعلم الإنشاد الديني من خلال حلقات الذكر للطريقة النقشبندية التي ينتمي نسب جده محمد بهاء الدين النقشبندي إليها وهو الذي قد نزح من بخاره بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر، وكذلك يعتبر والد الشيخ سيد من علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، يذكر أن الشيخ سيد النقشبندي كان محبا للموالد الدينية وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، وفي عام 1955 عاد إلى مدينة طنطا واستقر بها طوال حياته حتى ذاعت شهرته في مصر والدول العربية والأفريقية والأسيوية وغيرها، وفي عام 1966 التقى بمسجد الحسين بالإذاعي الكبير أحمد فراج الذي قام بتسجيل بعض البرامج له بموافقة رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان في هذا الوقت ومنها برنامج في رحاب الله عام 1967وبرنامج دعاء الذي كان يذاع يوميا عقب آذان المغرب، ثم البرنامج الإذاعي الباحث عن الحقيقة سليمان الفارسي، ثم بدأ بالاشتراك في العديد من الأدعية والابتهالات الدينية بالإذاعة والتليفزيون وأهمها كان بشهر رمضان وقد لحن له العديد من أشهر الملحنين في مصر في حينه ومنهم محمود الشريف وسيد مكاوي وأحمد صدقي وحلمي أمين ثم بليغ حمدي الذي لحن له ابتهال مولاي يا مولاي وهو من أشهر الألحان، ويعتبر أستاذ المداحين وسيد المبتهلين وكبار المنشدين بمصر بسبب صوته الأخاذ وتجلياته العلية ونغمات مقامات صوته التي ترق لها القلوب فتصبح عامرة بالحب الإلهي والإيمان، وقد ارتبط اسمه بالشهر الكريم عندما كان يصافح قلوب الصائمين لحظة الإفطار وما تبثه الإذاعة المصرية من ابتهالاته التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتدخل الخير والبهجة والبركة على الكبار والصغار وكأن صوته نفحة بربانية تهل على أسر الصائمين فتسعدهم فتنشأ الرحمة والمودة بينهم عند لحظات الإفطار. بدأ الشيخ سيد الابتهال والإنشاد الديني وقراءة القرآن في سن مبكرة فبرع في الابتهالات وكأنها خلقت له وخلق لها حتى صار صاحب مدرسة تميزت بالصوت الجميل الموسيقي الخاشع فلقب بالكروان، وقد أجمع خبراء الأصوات على أن صوته من أعزب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني ومن أهم أعماله الكثيرة وأشهرها "جل الإله، أقول أمتي، يا رب دموعنا، حشودنا تدعوك، ربنا، ليلة القدر، مولاي يا مولاي، إن عظمت ذنوبي، يا رب كرمك علينا، رمضان أهلا، ماشي في نور الله، الله يا الله، ربي هب لي هدى، ثم سبحانك ربي سبحانك"، وكانت من آخر ابتهالاته، وهناك عشرة من الأدعية مرتبطة له بشهر رمضان وهي المتعلقة بالصيام ورجاء تقبله من الله ثم الهدى واللطف من الله بحال المسلمين، وكذلك أدعية متعلقة بالاستغفار والسعي على الرزق، والدعاء بالنصر على الأعداء والحث على زكاة الفطر واستقبال عيد الفطر ومن أشهرها على الإطلاق الأدعية المرتبطة بابتهال الله يا الله بشهر رمضان.
يذكر أن هذا المبتهل الجليل الذي لن تنساه ذاكرة المصريين وبخاصة في هذا الشهر الكريم بأن الرئيس السادات قد كرمه بعد وفاته ومنحه وسام الدولة من الدرجة عام 1979 وكذلك الرئيس مبارك، وكذلك محافظة الغربية التي كرمته وتم دفنه حسب وصيته بها عام 1976، وأطلق اسمه على أكبر شوارع طنطا الممتد من ميدان المحطة وحتى ميدان الساعة ليظل هذا الشيخ الجليل بإرثه الديني التراثي الكبير الذي تركه من ابتهالات وأدعية وتلاوة وآذان من أجمل وأعرق ما خلد لأمتنا المصرية والإسلامية لهذا الصرح الكبير النقشبندي.