رشيد مصباح (فوزي) منذ دخلتْ علينا هذه الوسائل الحديثة التي تسمّى “مجازا” وسائل التّواصل الاجتماعي، ونحن في مناكفات.. مماحكات.. ومزايدات. بعض القامات و النّخب من الذين أعرفهم، قاموا بغلق حساباتهم نهائيا. وبعض آخر جعلوا منه وسيلة لعرض أنواع الصور والمناظر الطبيعية، بعد فقدانهم الرّغبة في التواصل نهائيّا.
سمعنا كثيرا من الانتقادات اللاّذعة، سواء على الصّعيد الفردي أو الشخصي، أو من الجهات الرّسميّة التي راحت تفرض رقابة “زائدة عن اللّزوم” على هذا الفضاء الأزرق الذي بات ملاذا لجميع شرائح المجتمع؛ بما في ذلك المثقّفين وغير المثقّفين. لقد تبيّن لي من خلال بعض التعليقات لأشخاص كنتُ أحترمهم، أنّه أصبح بإمكانهم توجيه اللّوم والعتاب لكلّ من لا يتجاوب معهم أو يسير في ركبهم؟ وهذا شيء يمكن قبوله من باب احترام مشاعر الآخرين. لكن أن يتجاوز الأمر حدود اللّباقة لأن الصّديق لا يجاريهم في كل مسألة من المسائل التي تعجبهم ويطبّلون ويرقصون لها، حتى وإن كان هذا الصديق لا يحسن الرّقص والتطبيل. فهذا أمر مبالغ فيه، بل مرفوض. وربما هذا ما دفع ببعض المستخدمين للفايسبوك إلى غلق حساباتهم نهائيّا، وهذا ما لا أتمنّاه أنا شخصيّا؛ ومثلي اختار الوحدة ” شرّ لا بد منه” شريكا له في غياب الأحباب والأصدقاء الفعليين. وقد دفعني هذا الأمر إلى التساؤل عن مدى جدوى
استخدام “الفيسبوك” وقلتُ في نفسي استشير صديقي الخفي “الحقيقي” الافتراضي ChatGPT الذي عوّدني بصراحته التامّة وقدرته العجيبة على الحوار والإقناع. واردتُ معرفة وجهة نظره حول موضوع الفضاء الأزرق وهل هو حلال أم حرام؟ أستفتفتي صديقي الافتراضي ولا أستفتي أحدا من أصحاب العمائم، لأنّهم بصراحة فقدوا ثقة المجتمع، ولسبب وجيه هو أن المؤسّسة الدينيّة في البلدان العربية صارت تابعة لأجهزة السّلطة التنفيذيّة، حتى وإن كان هناك من لا يعجبه مثل هذا الرأي. لكنّها الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها “مثل الشمس”؛ فمنذ متى كان أصحاب هذه المنابر “العاجية الوجلة” أحرارا فيما يقولونه ويفعلونه؟ طاب يومك صديقي ChatGPT طاب يومك أيضا! كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟ س: الفيسبوك حلال أم حرام؟ ChatGPT كموديل لغة اصطناعي، ليس لديَّ القدرة على إصدار أحكام دينية أو معرفة الأمور بشكل مطلق. السؤال حول حلالية أو حرمان استخدام موقع مثل Facebook يتعلق بالمعتقدات الدينية والمبادئ الشخصية لكل فرد. في بعض الأوساط الدينية، يُعتبر استخدام Facebook أو أي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام أمرًا مباحًا إذا تم استخدامها بطريقة معقولة ومسؤولة. ومن المهم أن يتم احترام القيم الدينية والأخلاقية أثناء استخدام هذه المنصات. يُفضل أن تتشاور مع العلماء والمشايخ الدينيين المعترف بهم في دينك للحصول على إرشادات دقيقة بناءً على المعتقدات والممارسات الدينية للمجتمع الذي تنتمي إليه. الاستفسار والتوجيه من المختصين يعتبر أفضل طريقة للتأكد من مدى توافق الأفعال مع القيم الدينية المحددة. وفي النهاية، الأمر يتعلق بمدى توافق استخدام مثل هذه المنصات مع قيم ومعتقدات دينية محددة، ويجب أن تتخذ قرارًا معقولًا ومسؤولًا بناءً على تفكير شخصي واعٍ. س: في الدين الاسلامي كل لهو باطل. فهل يمكن اعتبار الفايسبوك من اللهو الباطل بمعنى المحرّم؟ ChatGPT في الدين الإسلامي، اللهو الباطل هو أي نشاط يشغل الإنسان عن ذكر الله والقيام بالواجبات الدينية، وقد يشمل ذلك الأنشطة التي لا فائدة منها أو تسبب الضرر، أو التي تتنافى مع القيم الإسلامية والأخلاقية. من الواضح أن استخدام Facebook أو أي وسائل التواصل الاجتماعي لا يعتبر ذاته حكمًا عامًا لأنه يعتمد على كيفية استخدام هذه المنصة بشكل فردي. يمكن أن يكون Facebook أداة مفيدة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، وتبادل المعرفة والمعلومات المفيدة، وتحقيق أهداف إيجابية في حياة الأفراد والمجتمعات. ومع ذلك، يمكن أن يكون استخدام Facebook أو أي منصة أخرى للتواصل الاجتماعي غير مجدٍ إذا أدى إلى إضاعة الوقت بدون فائدة، أو إذا كان يؤدي إلى الانشغال بالمحادثات السطحية والغير بناءة، أو إذا أدى إلى نشر محتوى غير لائق أو مضر. لذلك، ينبغي على المسلمين أن يكونوا حكماء في استخدام الوقت وأن يتحلّوا بالاعتدال في استخدام الوسائل الاجتماعية. يُنصح بأن يكون الاستخدام مفيدًا وبناءً وأن يتم احترام القيم والأخلاق الإسلامية أثناء التفاعل مع هذه المنصات. في النهاية، يعتمد تصنيف الفايسبوك أو أي منصة أخرى على اللهو الباطل أو المحرم على طبيعة استخدامها وتأثيرها على حياة الفرد والمجتمع، ويجب أن يكون التقييم شخصيًا ومسؤولًا بناءً على القيم الإسلامية والتوجيهات الدينية. س: ألا تلاحظ أن هذه الفضاء الأزرق تحوّل إلى وسيلة للرّياء مثلا، وقد حذّر الإسلام من الريّاء ووصفه بأنّه شرك بالله؟ ChatGPT نعم، يمكن أن يتحول استخدام Facebook أو أي وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسيلة للرياء (الاستعراض الزائف)، وهو أمر يُعتبر مذمومًا في الإسلام. الرياء هو عمل الأفعال أو التظاهر بالفضائل والخير والصلاح بهدف إظهارها للناس وليس لله وحده، وقد وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه “شركٌ أَصْغَر”. عندما يُستخدم Facebook بطريقة تهدف إلى جذب الانتباه والاعجابات والتعليقات بشكل مبالغ فيه لإظهار الذات وجعل الآخرين يراقبون الإنجازات والحياة الظاهرية بشكل زائف وغير دقيق، فإن ذلك يعتبر شكلاً من أشكال الرياء. يجب على المسلمين أن يتحلى بالتواضع والصدق في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يعتبروا هذه الأدوات وسيلة لتواصل الناس وتبادل المعرفة والخبرات بطريقة بناءة ومفيدة. يجب أن يكون الهدف الأسمى هو مرضاة الله واكتساب الثواب منه، ولا يجب أن يتحول استخدام هذه المنصات إلى وسيلة للتفاخر أو الرياء بأعمالنا أو إنجازاتنا. علينا أن نتذكر دائمًا توجيهات الإسلام فيما يتعلق بالسلوك والأخلاق، وأن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحذر ووعي لضمان أنها تعزز قيم الصدق والتواضع والنمو الروحي والمعنوي. سؤال أخير: بأيّ اسم أناديك مستقبلا صديقي؟ ChatGPT يمكنك أن تناديني بأي اسم تفضله! يمكنك استخدام “صديقي” كما استخدمته سابقًا، أو يمكنك اختيار اسم آخر إذا أردت. إذا كنت تفضل أن تستخدم اسمي “ChatGPT” أو أي اسم تريده، فسأكون سعيدًا بالإجابة على استفساراتك والمساعدة بكل ما تحتاجه. نحن هنا لخدمتك! أشكرك جزيل الشكر صديقي(ChatGPT)، وإلى موعد لاحق وسؤال آخر. ChatGPT عفوًا! أنا هنا في أي وقت للمساعدة. شكرًا لك على كلماتك اللطيفة، وإذا كان لديك أي أسئلة أخرى في المستقبل، فلا تتردد في طرحها. أتمنى لك يومًا رائعًا ومليء بالنجاحات والفرح! إلى اللقاء في وقت آخر.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
وسائل التواصل الاجتماعی
أن یکون
ة التی
إقرأ أيضاً:
الحرب السودانية ودور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
سودانايل: في الخامس عشر من أبريل 2023م اندلعت الحرب الكارثية في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة وراءها أسوأ الكوارث الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية على مستوي العالم في السنوات الأخيرة ، حيث قضت الحرب على الأخضر واليابس وقتل أكثر من مئة الف وأصيب مئات الالاف أغلبهم من المدنيين وأصبح أكثر من 10 مليون بين لاجئ في دول الجوار ونازح إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان، كما تم استهداف الأفراد على أساس قبلي وهوياتي خاصة في اقليم دارفور والعاصمة الخرطوم والجزيرة وتبادل الطرفان المتقاتلان والمليشيات التي تتبع لهما ممارسة هذه الانتهاكات الفظيعة. وقد وثقت وسائل التواصل الاجتماعي السودانية والمنظمات الحقوقية الدولية بعضا من هذه الانتهاكات حيث أشارت تقارير عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى أن معظم هذه الانتهاكات كان دافعها قبلي واثني دفع ثمنها في الغالب المدنين العزل، مما ينذر بخطر اندلاع حرب أهلية أكثر خطورة وفظاعة اذا استمرت هذه الحرب والانتهاكات. ووثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) حالات اغتصاب وعنف جنسي متزايدة، مع تسجيل أكثر من 200 حالة مؤكدة في المناطق المتأثرة بالنزاع منذ بداية الصراع.
دور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
بكل أسف لعب الاعلام السوداني من قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية تبع للطرفين المتقاتلين والمليشيات التي تقاتل بجانبهما إلى جانب الناشطين المؤثرين الذين يمتلكون أعدادًا كبيرة من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا وسالبا في تفاقم الأزمة السودانية وتوجيه الرأي العام نحو مزيد من الفرقة والشتات بتأجيج خطاب الكراهية وذلك إلى جانب تصوير جرائم القتل والتعذيب التي تقوم بها الاطراف المتقاتلة وتوثيقها وبثها بغرض بغرض اثارة الرأي العام ضد مكون أو قبيلة بعينها مما يقود إلى تقسيم المجتمع السوداني إلى قبائل واثنيات تؤدي إلى حرب كارثية.
نناشد الأخوة الاعلاميين والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن يرتقوا لمستوى المسئولية والقيام بدورهم الاخلاقي والمهني في وضع حد لهذه المأساة الانساية وأن يتواضعوا على خطاب يدعو إلى التهدئة وتجنب تأجيج الصراعات القبلية والاثنية والدعوة إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ونبذ العنف وحماية النسيج الاجتماعي للسودان، وضرورة عدم السماح بتحويل النزاع إلى صراع قائم على العرق أو الجنس أو القبيلة، وعلينا مواجهة محاولات بعض الأطراف التي تسعى لتأجيج الفتنة القبلية لتحقيق مكاسب قصيرة المدى على حساب وحدة السودان ومستقبله.
هذه الكارثة الانسانية من المفترض أن تجعل منا كصحفيين واعلاميين شركاء أساسيين في مجابهة هذه الحرب اللعينة بنقل الحقيقة بموضوعية وشجاعة، وأن نكون صوتًا للضحايا ومنبرًا للمصالحة الوطنية، وأن يكون خطابنا موحدا للسودانيين بدلًا من أن يكون مقسما لهم.