لجان مقاومة أمبدة تعلن وفاة ثلاثة مواطنين بسبب الجوع
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
ناشدت لجان مقاومة المنصورة، الخيرين، ومنظمات المجتمع المدني بتوفير المواد الغذائية للسكان، الذين يعانون انقطاع الكهرباء منذ أشهر
أمدرمان: التغيير
أعلنت لجان مقاومة أمبدة المنصورة، بمدينة أمدرمان، تسجيل ثلاث حالات وفاة لمواطنين، نتيجة الجوع بمنطقة أمبدة حي الخيمة (جوار محطة الشباب.
وصفت لجان المقاومة، في بيان مقتضب، اليوم الأحد، الأوضاع بالمنطقة بالمأسوية.
وقبل عدة أيام، شهدت منطقة أمبدة اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في الأحياء الشرقية.
وناشدت لجان مقاومة المنصورة، الخيرين، ومنظمات المجتمع المدني بتوفير المواد الغذائية للسكان، الذين يعانون انقطاع الكهرباء منذ أشهر.
يذكر أن منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قال: في خطاب مؤخرا بمجلس الأمن الدولي أن زهاء 5 ملايين شخص قد يعانون “جوع كارثي”، في بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة.
ودعت الأمم المتحدة إلى “وصول غير مقيد” للعاملين في المجال الإنساني في السودان، المهدد بالمجاعة بعد مرور عام على الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي الخامس عشر من أبريل العام الماضي، اندلع قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وسرعان ما شمل القتال عدة ولايات سودانية.
ويعاني أكثر من 2.9 مليون طفل من سوء التغذية، و 729 ألف طفل إضافي دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد” وهو أخطر أشكال الجوع.و
وفي بداية مارس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المندلعة في السودان “قد تخلف أكبر أزمة جوع في بلد يشهد أساسا أحد أكبر أزمات نزوح على الصعيد الدولي.
الوسومآثار الحرب في السودان الجوع في السودان حرب الجيش والدعم السريع لجان مقاومة أمبدةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الجوع في السودان حرب الجيش والدعم السريع لجان مقاومة فی السودان
إقرأ أيضاً:
حياة الشابات في السودان: الحرب تتركهن في مهب العنف الجنسي والجوع
تفاقمت ظاهرة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان، مع تعاظم حالات الاختطاف والاغتصاب والزواج القسري والانتهاكات المنهجية، كما تكشف الدكتورة الزهراء محمد التي تدعو إلى وقف اللامبالاة العالمية والالتفات إلى هذه المشكلة.
التغيير ــ وكالات
بعد نحو عامين من الصراع الوحشي الدائر في السودان، أصبحت الحياة اليومية للنساء والفتيات محفوفة بالأخطار. فالتهديد يحيط بهن أثناء قيامهن بمهام روتينية كالذهاب إلى السوق لشراء الطعام الذي هن في أمس الحاجة إليه، أو قطع أميال من الرحلات الضرورية للحصول على الرعاية الصحية، أو حتى أثناء دخول المراحيض بعد حلول الظلام. فجميع هذه الأوضاع تعرضهن لخطر متعاظم من العنف الجنسي والجندري العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وقد تصاعدت بشكل كبير خلال العامين الأخيرين عمليات استهداف النساء والفتيات بالاختطاف والاغتصاب والإكراه على الزواج والأسر الجنسي، مما شكل اتجاهاً مقلقاً للغاية.
المخيماتفي المخيمات المزدحمة حيث أعمل، نصادف فتيات بالكاد تجاوزن مرحلة الطفولة، بعضهن لا تتعدى أعمارهن الـ12، وقد تعرضن لصدمات مروعة نتيجة العنف الجنسي. إحداهن، لم تكن قد بلغت سن المراهقة بعد، وصلت إلينا وهي في المخاض وولدت توأمين، فيما كان جسدها الصغير [لم يشتد عوده بعد] غير مهيأ لتحمل ولادة طفل واحد، فكيف باثنين؟ ورغم أن الأطباء تمكنوا من إنقاذ حياتها، فقد توفي التوأمان أثناء الولادة. ولم أعلم إلا لاحقاً أن هذه الطفلة كانت من الناجيات من العنف الجنسي. إنها لحظة أليمة ستبقى محفورة في ذاكرتي وذاكرة زملائي إلى الأبد.
في إطار عملي طبيبة واختصاصية صحية مع منظمة “بلان إنترناشيونال” Plan International (مؤسسة تنموية وإنسانية مقرها المملكة المتحدة)، أتحدث يومياً مع فتيات وشابات فررن من أهوال النزاع العنيفة الدائر في السودان. وقد أسرن إلى قصصهن وتحدثن عن آمالهن ومخاوفهن وأحلامهن، وشاهدت من كثب الأثر المدمر للعنف الجندري الجنسي [القائم على النوع الاجتماعي] على أجسادهن وعقولهن [نفوسهن].
وبصفتي متحدرة أصلاً من منطقة دارفور غرب السودان، وبصفتي أماً لثلاثة أطفال، وعند رؤية معاناة هؤلاء الفتيات في المخيمات، لا أتمالك نفسي حين أتساءل عما كان يمكن أن يحدث لي أو لأطفالي لو لم ننج من براثن الحرب.
لا بد من الإشارة إلى أنه بالنسبة إلى هؤلاء الفتيات، فإن خطر العنف لا ينفصل عن [مكابدة] الجوع الذي وصل في بعض مناطق البلاد إلى مستويات المجاعة. فالحرب أدت إلى تقويض الإمدادات الغذائية وارتفاع الأسعار كثيراً. وفي أوساط معظم الأسر تدهورت الأحوال المالية، وعليه، فغالباً ما نلاحظ كثيراً من الأطفال، لا سيما منهم الفتيات الصغيرات، وهم يبحثون عن الطعام أو العمل. ولأنهن ضعيفات وبعيدات عن أسرهن، تواجه الفتيات خطراً للعنف الجنسي والجندري. ومع ذلك لا خيار أمامهن. فسوء التغذية يتفاقم في أوساط الأطفال. وأرى أطفالاً وفتيات ألم بهن النحل ويتناهى إلينا موت أولاد يومياً.
ويذكر أن منظمة “بلان إنترناشيونال”، فهي تنشط في السودان منذ نحو 45 عاماً، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لدعم النساء والفتيات في خضم هذه الأزمة. وتعمل فرقنا المجتمعية المتنقلة بشكل مباشر مع الناجيات من العنف الجنسي، وتقدم الرعاية وخدمات أساسية تشمل الدعم النفسي الحيوي أو الحماية. ونتولى أيضاً إدارة برامج صحية ضرورية للأمهات الحوامل والمواليد الجدد، ونعمل على توفير الطعام والتغذية المنقذة للحياة والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
أتمنى لو كان في استطاعتنا أن نبذل المزيد. لكن مع وجود ما يزيد على 12 مليون نازح في البلاد منذ عام 2023، فإن حجم الحاجات هائل، فيما الموارد المتاحة محدودة وغير كافية على الإطلاق. ورغم أن السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، فإن الاستجابة الدولية لا تزال تعاني نقصاً حاداً في التمويل، إلى حد أن الأمر يبدو كما لو أن العالم قد أشاح بنظره عن هذه المعاناة.
مع دخول الحرب عامها الثالث، لم يعد مقبولاً أن يلتزم المجتمع الدولي الصمت، وباتت تقع على عاتق الحكومة البريطانية وسائر الأطراف الدولية، عدم غض الطرف عن الأزمة. قبل كل شيء، نحن في أمس الحاجة إلى السلام، ولبيئة آمنة يشب فيها أطفالنا، وبناتنا على وجه الخصوص، بعيداً من الخوف، ويحظون بفرص تتيح لهم تحقيق جميع قدراتهم. كما أننا في حاجة ماسة لمضاعفة حجم الدعم الإنساني العاجل، بما يشمل تمويل خدمات الحماية الأساسية، والدعم النفسي للعدد الهائل من الناجيات من العنف الجنسي.
العيش بأمانتستحق النساء والفتيات في السودان الحق في العيش بأمان. وتستحق ألا يصيبهن الجوع. ويحق لهن اتخاذ خياراتهن الخاصة في شأن أجسادهن وحياتهن. وينبغي لكل طفلة في الـ12 من عمرها أن ترتاد المدرسة، وتتعلم، وتبني صداقات وتحلم بمستقبل واعد، لا أن تكابد الجوع وتعاني الصدمات والخوف من العنف الجندري. وقد حان الوقت لأن يقف العالم إلى جانب فتيات السودان.
الدكتورة الزهراء محمد هي مسؤولة الصحة الجنسية والإنجابية في منظمة “بلان إنترناشيونال” Plan International، ومقرها في السودان. نشأت في منطقة دارفور غرب البلاد. وبسبب النزاع الدائر يعيش أطفالها الثلاثة الآن في مصر مع والدتها، بينما تواصل هي عملها في السودان.
د.الزهراء محمد
طبيبة متخصصة في الصحة الجنسية والإنجابية
الوسومالاغتصاب الجوع الحرب العنف الجنسي النساء