تل أبيب"وكالات":

دعا زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن يحذو حذو رئيس الاستخبارات العسكرية الميجور جنرال أهارون هاليفا،رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الذي تقدم باستقالته بعد الإقرار بمسؤوليته عن الإخفاقات التي سمحت بوقوع الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبرالماضي ويستقيل هو الآخر.

وقال لابيد ان على نتنياهو الاستقالة بسبب الإخفاقات المحيطة بالهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن لابيد إشادته بهاليفا لقراره "المبرر والجدير بالاحترام” بالاستقالة من منصبه بمجرد تعيين بديل له، ونقلت عنه قوله في منشورعلى تطبيق إكس إن "رئيس الوزراء نتنياهو يجب عليه أن يفعل الشيء نفسه."

في وقت سابق اليوم، وجه عضو الكنيست عن حزب يش عتيد (هناك مستقبل)، فلاديمير بيلياك، دعوة مماثلة، قائلا إن نتنياهو "يجب أن يستقيل فورا" بغض النظر عما إذا تم تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في الأحداث المحيطة بهجوم 7 أكتوبر أم لا.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية تقدم باستقالته بعد الإقرار بمسؤوليته عن الإخفاقات التي سمحت بوقوع الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر .

وكان الميجر جنرال أهارون هاليفا، الذي يخدم في الجيش منذ 38 عاما، واحدا من عدد من كبار القادة الذين قالوا إنهم لم يتوقعوا الهجوم وفشلوا في منعه.وقال في خطاب الاستقالة الذي نشره الجيش "شعبة المخابرات تحت قيادتي لم ترقَ لمستوى المهمة الموكلة إلينا. شبح ذلك اليوم الأسود يطاردني منذ ذلك الحين".

وسيترك هاليفا المنصب بمجرد تعيين خلف له. وتتوقع وسائل إعلام إسرائيلية ومعلقون المزيد من الاستقالات بمجرد انتهاء العملية العسكرية في غزة.

وأسقط الهجوم بشدة سمعة القوات الإسرائيلية وأجهزة المخابرات بعدما كان ينظر لها في السابق على أنها غير قابلة للهزيمة من الفصائل المسلحة الفلسطينية بما في ذلك حماس.

وتمكن آلاف المسلحين من حماس وفصائل أخرى من اجتياز الحواجز الأمنية حول غزة مما باغت القوات الإسرائيلية، واجتاحوا تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل.وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأجنبي، معظمهم من المدنيين، كما شهد احتجاز 250 آخرين رهينة لا يزال 133 منهم في غزة.

وتحمل رئيس هيئة أركان الجيش اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار المسؤولية في أعقاب الهجوم لكنهما بقيا في منصبيهما بينما مضت الحرب في غزة.

وعلى العكس، لم يقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن بالمسؤولية رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن معظم الإسرائيليين يحملونه المسؤولية عن عدم القيام بما يكفي من جهود لمنع الهجوم أو صده.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية

لم يلتقط الإسرائيليون أنفاسهم من صدمة 7 أكتوبر بعد ليلوح في الأفق اشتعال جبهة خطيرة أخرى مع حزب الله، والكآبة تعم الأجواء. ماكس بووت – واشنطن بوست

كانت زيارتي لإسرائيل الأسبوع الماضي تجربة محبطة بعد مضي تسعة أشهر على الحرب في غزة. وقد توالت زياراتي لإسرائيل منذ ربع قرن، ولكنني لم أر الإسرائيليين قط كئيبين لا في الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من هذا القرن ولا عندما كان الفلسطينيون يفجرون الحافلات بانتظام.

قال أحد الصحفيين الإسرائيليين لمجموعة من الباحثين الأمريكيين الزائرين نظمتهم مجموعة "التبادل الأكاديمي" غير الحزبية: "هناك حزن وانعدام أمل يتخلل الجميع". قال أحد أعضاء مركز أبحاث إسرائيلي: نحن في حالة يرثى لها. نحن نواجه أسوأ التهديدات منذ حرب الاستقلال عام 1948.

واعترف أحد علماء الآثار: لم أكن قط متشائما كما أنا الآن بشأن مستقبل إسرائيل. إنه أمر محبط ومخيف. وهذه ليست أصواتا معزولة؛ ففي استطلاع للرأي أجري في شهر مايو، قال 37% فقط من اليهود الإسرائيليين إنهم متفائلون بشأن مستقبل إسرائيل، مقارنة بـ 48% في شهر مارس.

وقد لاحظ العديد من المحللين مدى الصدمة التي ما زال الإسرائيليون يعانون منها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر. ولا عجب في ذلك، فقد شهدت إسرائيل مجموعة من الكوارث في نفس اليوم، عندما قتلت حماس أكثر من 1200 إسرائيلي واختطفت حوالي 250 آخرين، مما جعل إسرائيل تواجه أسوأ كارثة حلت بالشعب اليهودي منذ المحرقة.

ويعتقد الإسرائيليون أن هناك حوالي 80 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة. ويرتدي ذوو الضحايا والمتعاطفين معهم شريطا أصفر اللون، وفي كل مكان ترى لافتات "أحضرهم إلى المنزل". وفي مثل هذا البلد الصغير، يبدو أن كل شخص لديه علاقة بهذه المأساة؛ فقد انهارت إحدى النساء بالبكاء وهي تروي لنا كيف أن ابنة صديق مقرب لا تزال محتجزة في غزة وكيف نجت ابنتها، وهي جندية في الجيش، بأعجوبة من مصير رهيب في 7 أكتوبر في قاعدة عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحتها حماس.

لقد قامت إسرائيل بأكبر عملية تعبئة للاحتياط في تاريخها، وأصبح الجنود المواطنون منهكين من الاستدعاءات المستمرة. أخبرنا أحد طلاب الجامعة العبرية، وهو جندي احتياطي في سلاح الدبابات، كيف كان عليه أن يدرس مقرراته الجامعية في منتصف الليل، بينما كان جالسا داخل دبابته بالقرب من الحدود اللبنانية. وقال: "لقد تعبنا كثيرا".

ويشعر جنود الاحتياط أيضا بالغضب من بقاء اليهود المتشددين، وهم مجتمع يضم 1.2 مليون شخص في بلد يضم 7 ملايين يهودي، معفيين من الخدمة العسكرية، مما يزيد العبء على بقية المجتمع. ولكن المحكمة العليا الإسرائيلية قضت يوم الثلاثاء بوجوب تجنيد اليهود المتشددين.

وقد يتزايد هذا العبء لأن إسرائيل تواجه احتمال نشوب حرب كبرى ضد حزب الله، والذي تفوق قدراته العسكرية قدرات حماس. ومنذ 7 أكتوبر ظل حزب الله يقصف شمال إسرائيل، مما أدى إلى نزوح 60 ألف إسرائيلي من منازلهم. وردت إسرائيل بغارات جوية على قادة حزب الله ومواقعه.

والآن يطالب الجمهور الإسرائيلي الجيش بطرد حزب الله بعيدا عن الحدود حتى يتمكن النازحون الإسرائيليون من العودة إلى منازلهم قبل بدء العام الدراسي في الخريف. لكن هذا يخاطر بإلقاء قوات الدفاع الإسرائيلية المنهكة بالفعل إلى مستنقع مميت آخر، بينما من المحتمل أن يطلق حزب الله ترسانته المكونة من 150 ألف صاروخ على أهداف في جميع أنحاء إسرائيل.

في الأسبوع الماضي، نشر شاؤول غولدشتاين، المسؤول التنفيذي عن شبكة الكهرباء الإسرائيلية، الأخبار بقوله إن زعيم حزب الله حسن نصر الله يمكنه إسقاط شبكة الكهرباء الإسرائيلية في أي وقت يريد. وحذر غولدشتاين قائلا: بعد 72 ساعة بدون كهرباء في إسرائيل، سيكون العيش هنا مستحيلا. نحن لسنا في حالة جيدة وغير مستعدين لحرب حقيقية.

وعلى الرغم من المتاعب التي واجهتها إسرائيل في زمن الحرب، فإن عددا قليلا من المراقبين الدوليين يتعاطفون مع الدولة اليهودية. كما أن العالم يركز بشكل كامل على المعاناة التي لا شك فيها للفلسطينيين في غزة. وكما أشار إلينا أحد المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين السابقين، فإن استراتيجية حماس تضع إسرائيل في موقف خاسر: "إذا دافعت عن نفسك فسوف تصبح منبوذا، وإذا لم تدافع عن نفسك فسوف تختفي".

وهناك عدد قليل من الإسرائيليين الذين يعبرون عن تعاطفهم مع معاناة الفلسطينيين وهم يركزون على حزنهم. وقد شكرنا العديد من الإسرائيليين الذين تحدثنا إليهم لحضورنا في وقت تشعر فيه إسرائيل بأن معظم دول العالم قد تخلت عنها. وكان الشعور بالحصار واضحا بشكل خاص في الجامعة العبرية، التي تتعامل مع مقاطعة الجامعات الأوروبية والأمريكية على الرغم من أنها مؤسسة تنصهر فيها تعليم اليهود والعرب الإسرائيليين جنبا إلى جنب.

إن الانتقادات الدولية المتواصلة لإسرائيل قد تؤدي لنتائج عكسية من خلال دفع المزيد من الإسرائيليين إلى تأييد الحكومة اليمينية: فقد انتعشت معدلات تأييد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قليلاً، رغم أنها لا تزال منخفضة، إلى 31% مقارنة بما كانت عليه في فترة ما بعد أكتوبر. وحصل على أدنى مستوى في 7 بنسبة 24 بالمئة، مما جعله يتقدم على زعيم المعارضة بيني غانتس للمرة الأولى منذ عام.

وربما كان إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت من قبل المحكمة الجنائية الدولية لصالح نتنياهو؛ إذ تم اعتبار هذه الخطوة هجوم على البلاد بأكملها، حتى من قبل المعارضين.

لكن استمرار قبضة نتنياهو على السلطة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المزري الذي تجد إسرائيل نفسها فيه. ولا يستطيع رئيس الوزراء الاتفاق على أي خطة "لليوم التالي" لغزة لأن شركاءه في الائتلاف اليميني هددوا بإسقاط حكومته إذا أعطى السلطة الفلسطينية أي دور في حكم غزة أو قدم وعودا لتسهيل إقامة دولة فلسطينية.

وقد بدأ جنرالات إسرائيل يتذمرون من أن تدمير حماس ليس هدفا واقعيا، وأنه في غياب أي حل سياسي نهائي في غزة فإن قواتهم سوف تتجه إلى حرب أبدية. وردا على ذلك، نشر يائير نتنياهو، نجل نتنياهو، على وسائل التواصل الاجتماعي هجمات لاذعة على قادة القوات المسلحة الإسرائيلية ووكالات الاستخبارات الإسرائيلية.

لم يكن الانقسام المدني العسكري أوسع من أي وقت مضى في إسرائيل. وينطبق الشيء نفسه على الانقسامات بين التيار الرئيسي في إسرائيل واليهود المتشددين، وبين اليمين واليسار. فقد نظم منتقدو الحكومة احتجاجات للمطالبة بوقف إطلاق النار من شأنه أن يعيد الرهائن إلى ديارهم، في حين يطالب أنصار الحكومة من اليمين المتطرف باستمرار الحرب إلى أن يتم القضاء على حماس. بل إن الكثيرين يشككون في أن نتنياهو يعمل على إطالة أمد الحرب حتى يتمكن من الاحتفاظ بالسلطة، ويبدو الوضع محبطا للغاية.

المصدر: واشنطن بوست

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على مسؤول تهريب الأسلحة لـ"حماس" عبر معبر رفح (فيديو)
  • الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
  • لبيد يعتبر عدم تجنيد الحريديم خيانة للجيش وحاخامات يهاجمون قرار المحكمة العليا
  • نتنياهو يتفقد جيش الاحتلال ويؤكد: سنحقق كل أهدافنا حتى النصر
  • بعد قرار المحكمة العليا.. لماذا يثير تجنيد الحريديم كل هذا الجدل في إسرائيل؟
  • غضب بجيش الاحتلال بسبب تعيينات هليفي
  • هآرتس: إسرائيل تنقل رسالة مهمة إلى أميركا بشأن تصريحات نتنياهو الأخيرة
  • عميل سابق في المخابرات الإسرائيلية: نتنياهو أكبر خطر على إسرائيل ويقودها نحو الدمار
  • الخارجية الأمريكية: إسرائيل أبلغتنا أن العمليات العسكرية الكبرى في رفح أوشكت على الانتهاء
  • إسرائيليون متضررون من هجوم 7 أكتوبر يرفعون دعوى قضائية ضد الأونروا