التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، الإثنين، بالعاصمة الإدارية الجديدة، إيمي بوب، المدير العام لـ"المنظمة الدولية للهجرة"، بحضور السفير وائل بدوي، مساعد وزير الخارجية لشئون الهجرة واللاجئين، وكارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر.

وفي مستهل الاجتماع، ثمّن رئيس الوزراء الجهود التي تبذلها "المنظمة الدولية للهجرة" لضمان الهجرة الآمنة والمُنظّمة والنظامية والإنسانية، مُعربًا عن تقديره لعلاقات التعاون المُثمرة والمُمتدة مع المنظمة وتطلُعه إلى تعزيز هذه الروابط؛ لضمان الإدارة الشاملة لملف الهجرة بما يتسق مع المبادئ والأهداف التي تضمنها "الاتفاق العالمي للهجرة  الآمنة والمُنظّمة والنظامية"، مُؤكدًا ضرورة التعاون والتنسيق بين "المنظمة الدولية للهجرة" وحكومات الدول النامية التي تتحمل أعباءً كبيرة في استضافة المهاجرين واللاجئين.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي حرص مصر على تبني نهج شامل لحوكمة الهجرة بحيث لا يقتصر على الجوانب الأمنية فقط بل يمتد ليشمل الاهتمام بالجوانب التنموية المُرتبطة بها، ويتصدى للأسباب الجِذرية المُؤدية إلى الهجرة غير الشرعية،  من خلال تبني مبادرات تنموية من بينها "تكافل وكرامة" وتطوير منظومة التعليم والتدريب بما يُتيح فرصًا أكبر للتوظيف بمصر والخارج والانتقال الشرعي للعمالة المصرية بالشكل الذي يحفظ كرامتهم ويراعي حقوقهم.

وفي هذا السياق، أعرب رئيس الوزراء عن تقدير مصر للتعاون القائم مع "المنظمة الدولية للهجرة" في تعزيز سبل الانتقال الشرعي للعمالة وسد الفجوات القائمة في أسواق العمل بما يُحقق مصلحة دول المَنشأ وبلدان المَقصِد وكذا حفظ حقوق المهاجرين .

وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر واجهت تدفقات مُتزايدة من المُهاجرين الذين اضطروا إلى ترك بلدانهم بحثًا عن الاستقرار؛ إمّا نتيجة للصراعات أو لأسباب اقتصادية، أو بسبب تداعيات تغير المناخ.

وأضاف: انعكس هذا الأمر بوضوح في الزيادة الحادة في أعداد المُهاجرين في مصر حتى وصل عددهم إلى 9 ملايين مُهاجر حالياً - وفقًا للدراسة التي أجرتها "المنظمة الدولية للهجرة" في يوليو 2022.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هذا كله دفع الحكومة مؤخرًا لبدء عملية تقييم شاملة لتلك الأعباء؛ حتى يتسنى التواصل مع الجهات المانحة لتقديم الدعم المناسب لمصر، لمواجهة تلك الأعباء.

وأعرب عن تقديره لدعم المنظمة لمصر في ملف المهاجرين واللاجئين، مؤكدًا أن الشعب المصري بطبيعته يُرحب دائمًا بضيوف مصر، وأن النموذج المصري لرعاية المهاجرين واللاجئين يُعد من أفضل النماذج على مستوى العالم، إلا أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليًا تستوجب تقديم الدعم لها لمواجهة  أعباء استضافة اللاجئين عبر برامج الدعم المختلفة.

وتابع رئيس الوزراء: على الرغم من ذلك، فإن الدعم الذى تتلقاه مصر من المجتمع الدولي لا يتناسب مع ما تتحمله من أعباء لتوفير حياة كريمة للوافدين إليها، وهذا  كله يأتي في وقت يُعاني فيه الاقتصاد المصري من تبعات الأزمات العالمية، وهو ما يتطلب قيام "منظمة الهجرة الدولية"  بدورها في توفير الدعم اللازم لضمان صمود المجتمعات المُضيفة، فعلى الرغم من اعتماد المجتمع الدولي لـ"مبدأ تقاسم الأعباء والمسئوليات" إلّا أنّ الممارسات العملية أثبتت قصورًا فى الالتزام بهذا المبدأ.

وأكد رئيس الوزراء حرص مصر - بصفتها دولة رائدة في تنفيذ الاتفاق العالمي للهجرة - على تقديم الخدمات للمهاجرين، وهو ما يتطلب الحصول على المزيد من الدعم من المجتمع الدولي، وألا يقتصر هذا الدعم على البرامج والمساعدات قصيرة المدى، بل يتجاوز ذلك ليشمل دعمًا هيكليًا متوسط المدى؛ حتى تتمكن الحكومة من الاستمرار في تقديم الخدمات ويُخفف من الأعباء المُلقاة على عاتقها.

بدورها، أعربت / إيمي بوب عن تقدير المنظمة الدولية للهجرة لوجود تأثير للعديد من العوامل مثل التغيرات المناخية والنزاعات في تزايد حالات الهجرة حول العالم، مشيرة إلى إدراكها لوجود أعباء على مصر جرّاء استضافتها أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهاجرين على أراضيها.

وأضافت أن هناك تعاوناً قائماً بين المنظمة الدولية للهجرة وعدد من الوزارات المصرية، مثل وزارات: الخارجية والداخلية والتضامن الاجتماعي من أجل تقديم الدعم اللازم للمهاجرين خاصة في حالات الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أهمية تقديم الدعم لهم لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين واللاجئين، فضلًا عن تنظيم حالات الهجرة الشرعية.

وأشادت "بوب" بجهود مصر وتعاملها مع اللاجئين والمهاجرين في مصر، عبر تمتعهم بالرعاية اللازمة من قِبل الحكومة المصرية، مؤكدة أن المنظمة تؤيد تقديم الدعم لمصر؛ لتخفيف الأعباء عنها جرّاء استضافتها الأعداد الكبيرة من المُهاجرين واللاجئين.

كما تناولت/ إيمي بوب برامج الدعم التي تُقدمها المنظمة للمهاجرين؛ من أجل تخفيف الأعباء عن الدول المُضيفة لهم، مشيرة إلى أنه توجد لدى المنظمة تجارب وخبرات كبيرة في هذا الصدد.

وأضافت أن المنظمة تتواصل بصورة دائمة مع الجهات المانحة من أجل حثهم على تقديم الدعم اللازم للاجئين والدول المُستضيفة لهم، مُشيرة إلى أن مصر تُعد شريكًا مُهمًا للمنظمة في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن "المنظمة الدولية للهجرة" تقوم بدعم برنامج "من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة الأيدي العاملة وانتقال العمالة في شمال أفريقيا THAMM " لتيسير فرص الهجرة القانونية للشباب المصري بالتعاون مع الجهات المصرية المعنية.

وتعد المنظمة الدولية للهجرة شريكًا أساسيا مع الحكومة المصرية في إدارة المنصة المشتركة للهجرة واللجوء The Joint Platform on Migration and Refugees، والتي تُؤسس لشراكة إستراتيجية مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لضمان الاستخدام الأمثل للتمويل المُخصص لدعم جهود الحكومة المصرية في استضافة المهاجرين  وتخفيف الضغوط الواقعة عليها في قطاعي التعليم والصحة.

وتواصل المنظمة الدولية للهجرة تعاونها مع مصر لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين الأجانب الموجودين بمصر، وإعادة المهاجرين المصريين في الخارج الراغبين في العودة طوعًا لأرض الوطن، كما تقدم لهم أنواعًا مختلفة من الدعم لتفادي لجوئهم مرة أخري للهجرة غير الشرعية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المنظمة الدولیة للهجرة رئیس الوزراء تقدیم الدعم من الم من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: لن نتوقف عن تقديم الدعم والتضامن مع لبنان

قال الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، إنه يحمل نحمل رسالة دعم كامل من القيادة المصرية والرئيس السيسي والدولة المصرية إلى لبنان في هذا الظرف الصعب، ونؤكد التزامنا الكامل في الاستمرار بتقديم كل الدعم الممكن حتى يستطيع أن تجاوز هذة المحنة الحالية..

وأضاف خلال كلمته بمؤتمر صحفي علي هامش زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت، أذاعته قناة «القاهرة الإخبارية»، قائلًا: «كنت تشرفت بلقاء العماد جوزيف عون قائد الجيش ونؤكد على دعمنا الكامل للجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها وتحدثنا عن التنفيذ الكامل وغير الإنتقائي للقرار الأممي 1701،  وأكد لي دولة الرئيس بري وأيضًا العماد جوزيف عون استعداد وحرص الدولة اللبنانية واستعداد الجيش اللبناني للانتشار الفوري تنفيذا للقرار 1701 دون إنتقائية».

وتابع: «نحن ندعم ونقدر ونثمن هذا التوجه لدى الجيش اللبناني ولدى الدولة اللبنانية إعمالا وتنفيذا للقرار الأممى 1701»

وأكمل: «كل الدعم الممكن سنقدمه، وكل التضامن للبنان، تضامن سياسي وتضامن إنساني وتضامن بكل الوسائل الممكنة، ولن نتوقف عن تقديم الدعم والتضامن وندعو ونصلى ونأمن فى كل الخير والاستقرار الى لبنان فى هذة الظروف الدقيقة».

وأدان وزير الخارجية المصري بشكل كامل استمرار العدوان الإسرائيلي، «ندين بشكل كامل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم ونؤكد على ممارسة كل أشكال الضغط من خلال اتصالاتنا الإقليمية والدولية لوقف هذا العدوان».

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: نتطلع لتعزيز الشراكة من المؤسسات الدولية في مجالات الطاقة والأمن الغذائي
  • قبل مناقشة مشروع القانون.. مهام اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين
  • الهجرة الدولية تقدم 1900 مأوى لاسر نازحة في 5 مخيمات بمأرب
  • وزير الخارجية: لن نتوقف عن تقديم الدعم والتضامن مع لبنان
  • وزير الخارجية: مستمرون في تقديم الدعم إلى لبنان
  • مدبولي: الدول الأفريقية تواجه تحدي توافر التمويل المناسب لمواجهة تغير المناخ
  • مدبولي: دول إفريقيا تواجه تحدي توافر التمويل لمواجهة تداعيات تغير المناخ
  • مدبولي: الدول الإفريقية تواجه تحدي توافر التمويل المناسب لمواجهة تداعيات تغير المناخ
  • مدبولي يكشف طموح مصر في الطاقة متجددة
  • “العفو الدولية” تطالب “الفيفا” بتعليق ملف استضافة السعودية كأس العالم