بعد انتهاء شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، عاد المصريون إلى أيام المعاناة مع الكهرباء مرة أخرى نتيجة تطبيق قرار الحكومة بتخفيف الأحمال لأكثر من ساعتين، ومن ثم انقطاع الكهرباء نهارًا، الأمر الذى تسبب فى وفاة أكثر من مواطن خلال الفترة الماضية داخل المصاعد الكهربائية فى العمارات نتيجة انقطاع الكهرباء فى الوقت المحدد.
ومن غير المنطقى فى هذ الأمر تحميل أى مواطن المسئولية فى عدم معرفة موعد انقطاع الكهرباء أو عدم التحكم فى المصاعد عند الانقطاع، لأنه وببساطة شديدة يختلف موعد الانقطاع من منطقة لأخرى داخل كل مركز ومحافظة وفى مناطق وأحياء المدن الكبرى، ومن ثم فإن انتقال أى مواطن لمنطقة لا يعيش فيها لقضاء مصالحه المختلفة تجعله لا يعرف موعد الانقطاع ومن ثم يستقل البعض المصاعد دون معرفة، ولأسباب تتعلق بغياب الشخص المختص فى هذه الحالة أو عدم وجوده من الأساس فى الكثير من المبانى.
ولم يعد المواطن المصرى يموت صعقًا بالكهرباء فقط لأخطاء فنية أو ماس كهربائى، بل أصبحنا نسمع ونقرأ الأخبار عن وفاة ثلاث حالات بسبب انقطاع الكهرباء أثناء وجودهم فى المصاعد، الأمر الذى يعد استمراره سقطة كبيرة لا يجب أن تستمر كثيرًا فى دولة بحجم مصر وتاريخها، وما نردده بشأن الجمهورية الجديدة التى يجب أن تكون خالية من مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع المصرى.
والغريب فى الأمر هو أن أى مواطن يسير فى شوارع المحروسة، سواء فى العاصمة أو المحافظات والمدن والقرى والنجوع، وفى كافة الطرق المرورية والشوارع العمومية يرى إضاءة أعمدة الإنارة العمومية قبل حلول الظلام بقرابة ساعة دون الحاجة لذلك، ودون انتظار غروب الشمس وبدء الظلام حتى نتمكن من الاستفادة الفعلية للأعمدة الكهربائية العمومية فى الموعد المحدد دون إهدار للكهرباء فى وضح النهار.
وما نراه يدعونا للسؤال عن مدى متابعة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة لموعد تشغيل وإطفاء الأعمدة الكهربائية فى ربوع مصر كلها، فهل يتابع السيد الوزير ما يحدث أم أنه لم يصادف ولو مرة رؤيته للأعمدة الكهربائية وهى تضاء قبل أذان المغرب أو قبل حلول الظلام بقرابة الساعة، فى الوقت الذى نعانى منه من انقطاع الكهرباء أكثر من ساعتين فى محافظات مصر؟!
وهل من المنطقى أن يظل وزير الكهرباء فى منصبه فى ظل عدم تقديم أى حلول مبتكرة تتعلق بتخفيف الأعباء على المواطن البسيط الذى يعانى كل فترة من زيادة غير منطقية فى فاتورة الكهرباء دون تقديم أى جديد سوى مطالبة المواطن بالاستمرار فى تحمل الفشل فى إيجاد بدائل لأزمة مستمرة منذ عدة أشهر، فى الوقت الذى تتحدث فيه الحكومة عن إدارة الأزمة، وتشكيل خلايا إدارة أزمة فى كافة المحافظات؟!.
خلاصة القول.. إنه من الأولى إضاءة الأعمدة الكهربائية فى موعدها مع بداية الظلام، ومن ثم تطبيق خطة تخفيف الأحمال لمدة ساعة فقط بدلًا من ساعتين، والأمر لا يحتاج سوى توفير كم كبير من الكهرباء بتوفير ساعة من الكهرباء اللازمة لإضاءة أعمدة لا تعود على المواطن بالنفع قبل موعدها، فهل يصدر وزير الكهرباء قرارًا يتضمن إضاءة الأعمدة مع أذان المغرب لتحقيق ما نريده ولنخفف الأعباء على المواطن أم سنستمر فى هذا الوضع دون بصيص أمل فى تغييره نحو الأفضل؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: متابعة وزير الكهرباء شهر رمضان الكريم انقطاع الکهرباء وزیر الکهرباء ومن ثم
إقرأ أيضاً:
تتوهج في الظلام.. علماء يكتشفون سحابة جزيئية ضخمة بالقرب من الأرض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رُصدت سحابة جزيئية غير مرئية على مقربةٍ مُفاجئة من الأرض، ويُمكنها أن تُلقي الضوء على كيفية تشكّل النجوم والكواكب.
سُمّيت هذه السحابة الغازية بـ"إيوس" تيمنًا بإلهة الفجر اليونانية، وكانت لتبدو ضخمةً في سماء الليل لو أمكن رؤيتها بالعين المجرّدة.
أفاد باحثون في دراسةٍ نُشرت الاثنين في مجلة "Nature Astronomy" أنّ عرضها يعادل 40 قمرًا تقريبًا، بينما يبلغ وزنها 3،400 ضعف كتلة الشمس.
وقال الباحث المُشارك في الدراسة، وعالِم الفيزياء الفلكية في جامعة "كوين ماري" في العاصمة البريطانية لندن، توماس هاورث: "كان هذا الشيء جزءًا من محيطنا الكوني بالفعل، ولكننا لم ننتبه إليه".
تتكون السحب الجزيئية من الغاز والغبار، والتي يُمكن أن تتشكل منها جزيئات الهيدروجين وأول أكسيد الكربون، كما يمكن أن تنهار الكتل الكثيفة داخل هذه السحب لتُشكّل نجومًا جديدة.
أوضح هاورث أنّه عادةً ما يرصد العلماء سحابة جزيئية باستخدام عمليات الرصد الراديوية والأشعة تحت الحمراء التي تستطيع التقاط البصمة الكيميائية لأول أكسيد الكربون.
وشرح قائلًا: "نبحث عادةً عن أول أكسيد الكربون، ذرة كربون واحدة وذرة أكسجين واحدة فقط، ما يُصدر ضوءًا بسهولة نسبية عند أطوال موجية يُمكننا رصدها".
وأشار هاورث إلى أنّ "أول أكسيد الكربون ساطع، ولدينا العديد من المرافق التي تستطيع رصده".
مع ذلك، ظلّت سحابة "إيوس" غير مُكتشفة رُغم كونها أقرب سحابة جزيئية إلى الأرض، وذلك لافتقارها لكميات كافية من أول أكسيد الكربون، وبالتالي عدم إصدارها للبصمة المميزة التي تُرصد بالطرق التقليدية، وفقًا للباحثين.
وكان مفتاح هذا الاكتشاف المذهل يتمثل بالبحث عن الضوء فوق البنفسجي المُنبعث من الهيدروجين في السحابة.
نافذة على تكوين النظام الشمسياكتشف هاورث وزملاؤه سحابة "إيوس" في البيانات التي جُمعت بواسطة مقياس طيف للأشعة فوق البنفسجية البعيدة يُعرف باسم "FIMS-SPEAR"، والذي استُخدِم كأداة على قمر صناعي كوري يُسمى "STSAT-1".
كانت البيانات منشورة للعامة مؤخرًا في عام 2023 عندما عثرت عليها بليكسلي بوركهارت وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة، والأستاذة المشاركة في قسم الفيزياء والفلك في كلية "روتجرز" للفنون والعلوم.
يُحلل مقياس الطيف الضوء فوق البنفسجي البعيد المنبعث من مادةٍ ما إلى الأطوال الموجية التي تكوّنه، على غرار ما يفعله المنشور مع الضوء المرئي، ما يُنتج طيفًا يُمكن للعلماء تحليله.
صرّحت بوركهارت في بيان صحفي: "هذه أول سحابة جزيئية تُكتشف من خلال البحث المباشر عن انبعاثات الهيدروجين الجزيئي في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة".
وأضافت: "أظهرت البيانات جزيئات هيدروجين متوهجة رُصدت عبر التوهج في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة. هذه السحابة تتوهج في الظلام حرفيًا".
ويُتيح قرب السحابة الجزيئية من الأرض فرصة فريدة لدراسة كيفية تشكل الأنظمة الشمسية، بحسب ما ذكرته.
وأكّدت بوركهارت: "اكتشافنا لسحابة إيوس مثير للاهتمام، حيث يُمكننا الآن قياس كيفية تشكّل وتفكك السحب الجزيئية بشكلٍ مباشر، وكيف تبدأ مجرّة بتحويل غاز وغبار الفراغ النجمي إلى نجوم وكواكب".