أبوظبي: سلام أبوشهاب

رفع المكرّمون بجائزة أبوظبي في دورتها الحادية عشرة، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على حرصه على تكريم الشخصيات التي لها إسهامات بارزة وقدمت أعمالاً جليلة وتركت أثراً مهماً في المجتمع الاماراتي، سيراً على النهج الذي أرساه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وقالوا ل «الخليج» إن استقبال صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، وتكريمنا، هما الجائزة الحقيقية، وقد شعرنا بسعادة لا توصف بعد كلماته التي أكد فيها شعوره بالفخر بأعمالنا.

حب العلم

سعيد المنصوري، المكرم بجائزة أبوظبي ولد في ليوا عام 1933، تعلم القراءة والكتابة، وهو في الثالثة عشرة على يد أحد رفاقه، بتشبيه الأحرف وتقريب أشكالها إلى أشكال «الوسوم» وهي العلامات التي كانت تستخدمها القبائل في دولة الإمارات للتعرف إلى إبلها. وسكن في منطقة الوثبة وكبر معه حبه للعلم وعزم على مشاركة الآخرين ولعه.

وأسس عام 1984، «مدرسة أبي موسى الأشعري» لتحفيظ القرآن في الوثبة، حيث تلقى الطلبة دروساً في علوم القرآن وقواعد تلاوته وحفظه ودروساً لتقديم الدعم في العربية والرياضيات. وأدرجت المدرسة عام 1986 ضمن وزارة التربية والتعليم باسم «مدرسة أبي موسى الأشعري» وتضمنت المراحل الدراسية رياض الأطفال - الصف الخامس، حتى إغلاقها عام 2019. وبحسب ما ذكرته دائرة التعليم والمعرفة فقد كانت رسوم التسجيل في المدرسة رمزية. كما كان يعفو اليتامى وذوي الدخل المحدود من الرسوم، ويقدّم الدعم المعنوي والمادي لمن حوله في إكمال مسيرتهم التعليمية.

يجسد المنصوري، قيم المواطنة الصالحة في مجتمع الإمارات وتتمثل أبرز إسهاماته في دعمه للتعليم في منطقة الوثبة لأكثر من 30 عاماً، وهو قدوة لأجيال متتالية ما زالت تذكر إحسانه وتشجيعه ودعمه لها في طلب العلم.

فرحة لا توصف

وقالت إيمان الصفاقسي، التي أسهمت بخبرتها في الإسعافات الأولية في تقديم العون لمصابي حريق شب في أبوظبي عام 2022، ل «الخليج» أشعر بسعادة لا توصف عندما تسلّمت وسام جائزة أبوظبي من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وهذا الاستقبال والتكريم، هو تأكيد منه أن الذين تركت أعمالهم أثراً مهماً في المجتمع الاماراتي، وقدموا إسهامات جليلية لأفراد المجتمع هم محل تثمين القيادة والجميع.

وأضافت استمع سموّه مني باهتمام لما قمت به من مساعدة الآخرين الذين تضروا في حادث الحريق بمنطقة الخالديه في أبوظبي عام 2022، وقال لي «يا ابنتي أنت محل فختر واعتزاز بمساعدة الآخرين وإنقاذ حياتهم، وأنت مثل ابنتي».

وقالت إنها فرحة كبيرة عندما أسمع مثل هذه الكلمات من صاحب السموّ رئيس الدولة حفظه الله، وكم هو مفرح أن تجد هذا الاهتمام من سموّه، وفي دول العالم نادرا ما نجد أو نشاهد رئيس دولة يستقبل ويكرم أشخاص قدموا خدمات إنسانية للآخرين، إلا في الإمارات وطن الإنسانية.

وأوضحت إيمان عن إسعافاتها لأشخاص في الحريق الذي وقع في 23 مايو / أيار 2022 بمنطقة الخالديه، في ذلك الوقت كانت قادمة من تونس حيث تعيش مع زوجها سامي المسعودي، الذي يعمل في أبوظبي ولديها طفلان عمراهما الآن 10 سنوات و 5 سنوات، وخلال وجودها في منزلها، وقع حريق في مبنى مجاور، وسمعت صوت انفجار أسفل البناية وكان طفلاها في المدرسة والروضة، وعلى الفور نزلت إلى أسفل البناية مع الشغالة ودخلت إلى مكان الحريق لمساعدة أشخاص كانوا في موقع الحادث مستعينة بخبرتها في الإسعافات الأولية. وقد أنقذت المتضررين بإبعادهم عن مكان الحادث وتزويدهم بالماء لتفادي الاختناق. وخلال تقديم المساعدة، حدث انفجار آخر في موقع الحريق وأصيبت بكسر في الحوض وإصابة الأعصاب المغذية للأطراف السفلية.

وتضيف أنها كانت قبل البدء في تقديم الإسعافات للآخرين على اتصال بالهاتف مع صديقتها أميرة، وشرحت لها تفاصيل الحريق وأنها تساعد الآخرين، وانقطع الاتصال بصديقتها عندما أصيبت في الحادث، ثم نقلت إلى مستشفى خليفة بن زايد في أبوظبي وخضعت لعملية جراحية استغرقت 9 ساعات، ونقل 20 وحدة دم لها.

وقالت إنها وجدت كل الاهتمام والعناية من الجهات المختصة، ومنزوجها سامي الذي ظل مرافقاً لها منذ لحظة اصابتها، وكذلك صديقتها إيمان، ومن والدة زوجها، ومن والدتها.

وأشارت إلى أنها سعيدة بهذا التكريم، وبما فعلته لمساعدة الآخرين.

المربية الفاضلة:

وقالت مزنة المنصوري، وهي من الشخصيات المؤثرة في القطاع التربوي والتعليمي في مدينة السلع، ولها إسهامات بارزة في تنشئة الأطفال: شعوري بالحصول على الجائزة لا يوصف إنها فرحة كبيرة ولفتة جميلة من قيادة رشيدة لا تتوانى في تكريم من أسهم في تقديم أعمال جليلة تعود بالخير والفائدة على أفراد المجتمع.

وأكدت أن لقاءها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، هو الجائزة الكبرى، وحصولها على الجائزة أعطاها دافعية أكبر. وهي لفتة طيبة تؤكد مدى حرص القيادة الرشيدة على تكريم أصحاب الأعمال الجليلة في مجتمع الإمارات لتشجيع الآخرين على المضي قدماً في تقديم الأعمال المتميزة كل في مجاله.

وأوضحت أنها عملت 23 عاماً في قطاع التعليم، وكانت البداية عام 1999 مدرسة مجال في المرحلة التأسيسية لمدة 4 سنوات في مدرسة في السلع، ثم وكيلة مدرسة عام 2003، وفي عام 2006 عيّنت مديرة مدرسة إلى أن تقاعدت في ديسمبر2023.

وقالت إنها طوال مسيرة عملها حرصت على العمل بإخلاص وتفان في العمل.

وتعرف بين أهالي مدينة السلع بالأم الحانية والمرشدة والمعلمة ذات العطاء المطلق وبقلبها الذي يسع الجميع.

المزارعة الإماراتية

وقالت آمنة القمزي، رائدة في الزراعة العضوية، إن لقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، هو الجائزة، وندعو العلي القدير أن يديم على سموّه الصحة والعافية، لحرصه على كل فرد في المجتمع، وتكريم المتميزين والفاعلين الذين يقدمون خدمات جليلة، ومنها جاءت جائزة أبوظبي.

وأضافت الحمد لله بلادنا الإمارات فيها خير، ومن جد وجد، وعلى كل شخص في مجاله أن يبدع ويتميز. وهي بدأت العمل في بداية الستينات، في مزرعتها في أبوظبي بزراعة بذور البندورة والخيار في فناء منزلها، حصلت عليها من أحد التجار الذي كان يتردد على أبوظبي، وكان أول محصول لها من البندورة والخيار أرسلته إلى الشيخ شخبوط بن سلطان الذي أعجب كثيراً بالمحصول. واستمرت في زراعة مختلف أنواع الخضار لإطعام أولادها وتوزيع بعض المنتجات على جيرانها لتشجيعهم على الزراعة، ووصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي للبيت من الخضروات، وأصبحت تنتج 70 صنفاً من الخضراوات والفواكه في مزرعتها من دون إضافات أو مواد كيميائية، حتى أصبحت اليوم أحد أبرز المزارعين العضويين في أبوظبي.

وأكدت أنها منذ تولي المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي حظيت بدعم لا محدود، فكانت من أوائل السيدات التي منحها أرضاً للتوسع في الزراعة.

وسعت آمنة إلى نقل خبراتها إلى 26 أسرة على مدى الأعوام الماضية، وكرمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" لخبرتها الواسعة فيما يخص الزراعة العضوية.

فرحة كبيرة

وقالت سلامه الطنيجي، المتحدثة الرسمية لجائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمّر: إنني سعيدة جداً بحصولي على الوسام وجائزة أبوظبي، وشعرت بفرحة كبيرة عندما استقبلني صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وسلمني الوسام والجائزة.

وأضافت قبل تسلمي الجائزة قال لي «استمري في عملك والجهود التي تقومي بها لتقديم الأفضل لشعب الإمارات، وانه يفتخر بأمثالي ولمن يحرص على خدمة بلاده»، مشيرة إلى أنها تهدي هذا التكريم المتميز إلى سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، لدعمها للمرأة. كما تهديه إلى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وإلى والدتها ووالدها ومدرستها وصديقاتها وإخوانها على تشجيعهم المتواصل لها.

وقالت سلامة التي لها دور فاعل في تعزيز الوعي بمختلف المواضيع التي تهم الأطفال، ومنها الوقاية من التنمّر والأمن الإلكتروني، إن رسالتها إلى صديقاتها ولابنة الإمارات الحرص على بذل الجهد وتقديم الأفضل للتميز وتحقيق مزيد من الإنجازات.

وبدأت سلامة نشاطها المجتمعي في سن السادسة، ونشأت في كنف أسرة داعمة لأبنائها في مختلف المجالات والأنشطة ولسلامة خمسة من الإخوة والأخوات وجميعهم تميزوا بمشاركاتهم المجتمعية. كما تسعى عبر حسابها على مواقع التواصل، لنقل تجربة حية للآخرين لتكون لها بصمة إيجابية للطفل الإماراتي للعالم أجمع، وشاركت في تقديم 40 ورشة عبر مختلف المنابر ليبلغ عدد المستفيدين نحو 2,400 في مختلف إمارات الدولة.

سعادة كبيرة

وقالت كليثم المطروشي، نائبة رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين: شعرت بسعادة كبيرة عند تسلّم الوسام والجائزة من صاحب السموّ رئيس الدولة. كما شعرت بأنني أملك العالم، فسموّه داعم قوي لكل من يتميز في عمله ومن يقدم خدمات جليلة لأفراد مجتمعه. فقد استمع إلي عن مسيرتي وقال «إننا نفتخر بكم وبانجازاتكم».

وأضافت وهي مهتمة بحقوق الإنسان وتمكين أصحاب الهمم، خاصة العنصر النسائي وحققت إنجازات مهمة محلية وعالمية، أنها تعرضت لحادث سيارة في بداية حياتها عام 1990 وهي في عمر 24، ما أدى إلى وفاة ثلاثة من أسرتها وإصابتها بالشلل، لكنها لم تدع الإعاقة تمنعها من المضي قدماً في حياتها. ودخلت العمل التطوعي والعمل الإنساني. وفي عام 1996 أسست جمعية لأهالي ذوي الإعاقة، ونادي الثقة فرع الفتيات. وشغلت منصب رئيسة ملتقى المرأة في المنظمة العربية لذوي الإعاقة، وعضو مجلس أمناء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان.

وقالت كلثيم الحاصلة على البكالوريوس في الإدارة العامة عام 1990 من جامعة الإمارات، إنها سعيدة بعملها، وعندما تلتقي أسرة أحد أفرادها من ذوي الإعاقة يقولون لها إننا نرغب في أن يكون ابننا مثلك في حبك للعمل وإصرارك على مواجهة التحديات والنجاح.

خدمة المجتمع

الدكتور أحمد عثمان شاتيلا، يشغل منصب استشاري أمراض المخ والأعصاب، ومدير عيادة التصلب اللويحي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أحد المكرمين بالجائزة.

شخصت إصابة الدكتور أحمد بالمرض خلال عامه الأول من التحاقه بجامعة Wayne State للدراسات الطبية، في الولايات المتحدة، وكان تشخيص إصابته بالمرض وراء تخصصه في أمراض المخ والأعصاب. وكان زيارته لأبوظبي واستقراره فيها واحتكاكه مع مصابي التصلب اللويحي دافعاً له لتسخير خبرته وجهوده في دعم المصابين بالمرض في المجتمع المحلي عبر مختلف المحاور. والدكتور شاتيلا اليوم مرجع مهم للتعامل مع مرضى التصلب اللويحي وتعريفهم بحقوقهم وعلاجهم، وكرّس منذ قدومه لدولة الإمارات عام 2011 خبرته الشخصية والعملية لخدمة مجتمع دولة الإمارات ليُعرف بكونه أحد أبرز المتخصصين في مجال أمراض المخ والأعصاب وخاصة بشأن مرض التصلب المتعدد وتعزيز التوعية به في المجتمع، ووهو مرجع ثري وحريص على تطوير مهارات واسعة في المجال الطبي إذ يقرب عدد المسجلين لديه من 300 مريض، ويعُرف بكونه أحد أبرز الأطباء المتخصصين في أمراض المخ والأعصاب، وخاصة بمرض التصلب المتعدد، وقد استفاد منه نحو 4000 شخص، ما يجعله مرجعاً ثرياً للمعنيين في هذا المجال.

دعم التعليم

جون ساكستون، أحد المكرمين يعرف بجهوده البارزة في دعم التعليم وإثرائه لخبرته الواسعة في المجال الأكاديمي التي جعلت منه قدوة ومرجعاً ثرياً لمن حوله، حيث أسهم في إنشاء "جامعة نيويورك أبوظبي" عام 2010، واستطاع بفضل تحفيزه المستمر ودعمه الطلبة أن يحدث تأثيراً إيجابياً في حياة الكثير منهم، واستطاع أن يحدث تأثيراً إيجابياً في حياة الكثير.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات جائزة أبوظبي الكبرى أمراض المخ والأعصاب الشیخ محمد بن زاید رئیس الدولة صاحب السمو فی المجتمع فرحة کبیرة فی أبوظبی فی تقدیم

إقرأ أيضاً:

سعود بن صقر: الإمارات بقيادة محمد بن زايد حريصة على مد جسور التعاون مع العالم

أستانا - وام
نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله».. شارك صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الخميس، في أعمال قمة «منظمة شنغهاي للتعاون بلس» على رأس وفد دولة الإمارات إلى القمة التي استضافتها مدينة أستانا في جمهورية كازاخستان تحت شعار «تعزيز الحوار متعدد الأطراف.. السعي لتحقيق السلام والتنمية المستدامين»، وذلك بمشاركة قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء، وممثلي عدد من الدول ومنظمات إقليمية ودولية.
وتأتي مشاركة دولة الإمارات في القمة، بعد منحها رسمياً صفة «شريك حوار» في منظمة شنغهاي للتعاون، خلال اجتماعات المنظمة العام الماضي التي عقدت في جمهورية الهند.
وأكد صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، حريصة على تعزيز شراكاتها ومد جسور التعاون والصداقة مع جميع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والطاقة والتكنولوجيا، إضافة إلى مختلف القطاعات الأخرى، إيماناً منها بأن التعاون الدولي يعزز من مسارات العمل التنموي، ويفتح آفاقاً أوسع لتحقيق الرخاء والتقدم والنمو الاقتصادي، من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لجميع شعوب العالم.
وقال سموه، في كلمة ألقاها خلال أعمال القمة، إن مشاركة دولة الإمارات في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تجسد التزامها الثابت بتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف، مؤكداً أهمية دور منظمة شنغهاي للتعاون في بناء جسور التعاون بين الدول الأعضاء والعمل نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
وأوضح سموه أن دولة الإمارات تمكنت من تبني نهج منفتح على الشراكات الاقتصادية والتجارة الخارجية والاستثمار، وأنها تعمل اليوم مع مختلف الشركاء لدفع عجلة التعاون الدولي وتوجيه بوصلته نحو أهم القضايا والأولويات الملحة على الأجندة العالمية.
ونوه سموه بأن قمة القمة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين أعضاء المنظمة في مختلف المجالات بهدف تعزيز المصالح المشتركة التي تخدم تطلعات الشعوب نحو التنمية والرخاء.
وأكد سموه في كلمته دعوة دولة الإمارات إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وعاجل وعلى نطاق واسع إلى جانب ضرورة العمل على إيجاد مسار واضح لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على«حل الدولتين» ويضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة.
وفيما يلي نص كلمة سموه:
فخامة قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان الصديقة..
أصحاب المعالي..
السيدات والسادة..
أتوجه أولاً بالشكر والتقدير لجمهورية كازاخستان الصديقة على حسن الاستضافة والتنظيم، وأثمّن للرئاسة الكازاخية جهودها المبذولة، متمنياً لجمهورية كازاخستان، رئاسةً وحكومةً وشعباً، دوام النجاح والتقدم والازدهار.
كما أعرب عن سعادتي بتمثيل دولة الإمارات للمرة الأولى في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وأتمنى أن يمثل انضمام دولة الإمارات كـ «شريك حوار» في المنظمة حافزاً إضافياً للحفاظ على شراكات متوازنة ومتنوعة وتطويرها مع الدول والمنظمات متعددة الأطراف في جميع أنحاء العالم.
فخامة الرئيس..
أصحاب المعالي..
بصفتها عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، فإن مشاركة دولة الإمارات في قمة منظمة شنغهاي للتعاون تجسد التزامها الثابت بتعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، حيث تدرك دولة الإمارات الأهمية الاستثنائية لمنظمات مثل منظمة شنغهاي للتعاون، في بناء جسور التعاون بين الدول الأعضاء والعمل نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
وقد تمكنت دولة الإمارات من تبني نهج منفتح على الشراكات الاقتصادية والتجارة الخارجية والاستثمار.
ونحن اليوم، نعمل معاً لدفع عجلة التعاون الدولي وتوجيه بوصلته نحو أهم القضايا والأولويات الملحة على الأجندة العالمية.
وبالحديث عن القضايا الدولية الملحة، لابد من ذكر الحرب في قطاع غزة، حيث ما تزال التطورات الإنسانية الكارثية مستمرة.
وفي هذا الصدد، تجدد دولة الإمارات دعوتها إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وعاجل ومستدام ودون عوائق، وعلى نطاقٍ واسع، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين كافة. ونؤكد ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين، والذي يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة.
السيدات والسادة..
تؤكد دولة الإمارات نهجها الداعم للسلام والاستقرار في العالم. وقد أرست دولة الإمارات دعائم سياستها الخارجية على أساس الالتزام بالقانون الدولي، واحترام سيادة الدول، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، ونبذ التطرف وخطاب الكراهية ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. كما أننا نتطلع إلى ترسيخ مفاهيم التسامح والحوار والتعايش المشترك بين مختلف الشعوب، لنعمل معاً من أجل السلام، والأمن، والتنمية، والازدهار.
السيدات والسادة..
تؤسس هذه القمة لمرحلة جديدة من التعاون بين أعضاء المنظمة في مختلف المجالات بهدف تعزيز المصالح المشتركة التي تخدم تطلعات شعوبنا نحو التنمية والرخاء.
نحن اليوم أمام فرصة مهمة ضمن منظمة شنغهاي للتعاون لتعزيز مستويات التعاون، والخروج بمبادرات استراتيجية في مختلف المجالات، بما فيها جهود الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ.
فخامة الرئيس..
أصحاب المعالي..
السيدات والسادة..
أود في الختام التأكيد على دعم دولة الإمارات واستعدادها الدائم للتعاون مع المنظمة، وتعزيز العلاقات والشراكات الاستراتيجية التي تجمعنا مع دولها. كما نعرب عن صادق تمنياتنا بمزيد من التقدم والازدهار لجمهورية كازاخستان الصديقة ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وكانت القمة قد افتتحت أعمالها بكلمة رئيسية لرئيس جمهورية كازاخستان، رحب فيها بالمشاركين في القمة، وأكد أهداف المنظمة ومبادئها الأساسية في تعزيز التضامن، والتعاون بين الدول الأعضاء، مستعرضاً أهم المقترحات التطويرية التي من شأنها تعزيز العلاقات في عددٍ من المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والأمنية.
تلت الكلمة كلمات قادة الدول والمنظمات الدولية المشاركة في القمة التي تطرقت لعدد من القضايا الدولية والإقليمية وسبل تعزيز الشراكة الكاملة داخل منظمة شنغهاي للتعاون، لضمان السلام والأمن والتنمية في المنطقة.
وضم وفد الدولة المشارك في أعمال القمة كلاً من معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة، وسعادة الدكتور محمد سعيد العريقي، سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان، وعددا من المسؤولين".

مقالات مشابهة

  • البرازيل تستضيف كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية
  • «حماية المنافسة» يفوز بجائزة شرفية من البنك الدولي.. اعرف التفاصيل
  • منح الأمير هاري جائزة بات تيلمان.. استنكار من والدة الأخير وعريضة للتراجع
  • سعود بن صقر: بقيادة محمد بن زايد حريصون على الشراكة مع العالم
  • سعود بن صقر: الإمارات بقيادة محمد بن زايد حريصة على مد جسور التعاون مع العالم
  • متحف زايد الوطني يعيد إحياء قارب ماجان
  • متحف زايد الوطني يعيد إحياء قارب ماجان بالتعاون مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي
  • ذياب بن محمد بن زايد: إرث زايد الخير مستمر في العمل الإنساني
  • مطار زايد الدولي «يبهر» إيلون ماسك
  • أعمال صيانة طرق على شارع (E10) من شاطئ الراحة باتجاه أبوظبي