صحيفة أمريكية تسلط الضوء على تحركات إسرائيل نحو غزو رفح وسط تراجع أزمة إيران
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، اليوم الاثنين، الضوء على استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستكمال ما يزعم أنه عمل غير مكتمل باقتلاع حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) من معقلها الأخير بمدينة (رفح) في غزة، بالتزامن مع تراجع التوترات بين إسرائيل وإيران.
وذكرت الصحيفة الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، أن مدينة (رفح) التي تعد أخر مدينة رئيسية لم تغزوها إسرائيل يتخذ منها أكثر من مليون فلسطيني مأوى لهم، حيث تضاعف أعداد النازحين إليها بثلاثة أضعاف، فضلا عن جوارها للمحطات الحدودية من مصر وإسرائيل، ما يضاعف التحذير من التحرك واسع النطاق الذي قد يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين ويعطل جهود المساعدات.
وأشارت إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أكد -أمس الأحد - أنه "في الأيام المقبلة سيزيد الضغط العسكري والدبلوماسي على حماس، لأنها الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح المحتجزين وتحقيق الانتصار، لافتة إلى مضي إسرائيل قدمًا -رغم معارضة أهم حلفائها الولايات المتحدة- بشكل صريح يمكن أن يتسبب في سقوط ضحايا على نطاق واسع بين المدنيين وتعطيل جهود المساعدات الإنسانية التي تهدف إلى منع المجاعة، وقد ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل لإعادة النظر في هجوم واسع النطاق على (رفح).
وأكدت أن ما يقرب من ثلثي سكان غزة يحتمون بشكل مؤقت في (رفح) وفر الكثيرون من منازلهم مع تحرك الجيش الإسرائيلي جنوبا في الأشهر الأخيرة عبر القطاع الذي تبلغ مساحته مساحة (واشنطن) العاصمة تقريبا.
ولفتت (وول ستريت جورنال) إلى أن أي توغل عسكري كبير يمثل رهانًا استراتيجيًا.. ففي حالة ارتفاع عدد القتلى المدنيين سيؤدي ذلك لتآكل مكانة إسرائيل الدولية وإضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة، وعند محاولة خفض عدد القتلى المدنيين يمكن أن تجعل ساحة المعركة أكثر خطورة بالنسبة للقوات الإسرائيلية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الضحايا لديهم.
كما نقلت عن المدير الأول لمركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات برادلي بومان، القول: "إذا فشلت إسرائيل في إبعاد المدنيين عن طريق الأذى، أعتقد حقًا أن هذا قد يكون كارثة استراتيجية كبرى لإسرائيل ويخلق أحد الضغوطات الرئيسية على العلاقات الثنائية التي شهدناها منذ سنوات".
اقرأ أيضاًقائد المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال الإسرائيلي يبلغ رئيس الأركان رغبته بإنهاء خدمته
استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدعوى محاولة تنفيذ عملية طعن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي القضية الفلسطينية رفح غزة فلسطين وول ستريت جورنال
إقرأ أيضاً:
ثوابت الشخصية المصرية.. ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على مكافحة الفساد وتعزيز الهوية الوطنية
استضافت القاعة الرئيسية في اليوم الثالث لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «ثوابت الشخصية المصرية» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
حضر الندوة كل من الدكتور محمد سلامة، مستشار رئيس هيئة الرقابة الإدارية لشؤون الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، والدكتور وسيم السيسي، الباحث في علم المصريات، والدكتور خالد حبيب، المتخصص في الموارد البشرية والتخطيط. وأدار الندوة الدكتور سامي عبد العزيز.
بدأ الدكتور سامي عبد العزيز كلمته بالإشارة إلى التحولات الإيجابية التي طرأت على مفهوم هيئة الرقابة الإدارية ودورها.
وأوضح أن الهيئة كانت تُعرف سابقًا كجهة لضبط الفساد وردع الفاسدين، لكن مع مرور الوقت أظهرت الهيئة دورها في إعادة الأموال إلى الدولة والشعب المصري، مما يستدعي تغيير الصورة الذهنية عنها.
وأشار عبد العزيز إلى أهمية تسليط الضوء على الدور التثقيفي والتوعوي للهيئة، خاصة من خلال الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، التي أصبحت تمثل ذراعًا ثقافيًا يركز على معالجة جذور الفساد عبر تعزيز الثقافة والوعي لدى الأفراد والمجتمع.
وفي كلمته، أكد اللواء الدكتور محمد سلامة، وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية، أن الندوات التي تنظمها الهيئة في معرض الكتاب تهدف إلى تعزيز الوعي وليس فقط التركيز على الدور الأمني المعروف عنها. وأوضح أن الأكاديمية تعمل على معالجة الفساد من منبعه، عبر نشر التنوير والثقافة المجتمعية التي تقلل من ظهور الفساد وتحد من انتشاره بشكل استباقي.
وأضاف سلامة أن الهيئة أطلقت على مدار الدورات السابقة لمعرض الكتاب سلسلة من الندوات التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على دعم الشباب وتمكينهم. وشدد على أن الأكاديمية تسعى من خلال هذه الأنشطة إلى بناء وعي شامل لدى الأفراد بأهمية التصدي للفساد ومواجهته بطرق عملية ومستدامة.
فيما تحدث الدكتور وسيم السيسي عن أبعاد الشخصية المصرية القديمة وتأثيرها الممتد حتى العصر الحالي، موضحًا ثلاثة أبعاد رئيسية: الجيني، والزماني، والمكاني.
وأشار إلى أن المصريين يحملون جينات أجدادهم العظماء، مما يعكس استمرارية التقاليد الحضارية والثقافية عبر الأجيال. ولفت إلى دراسات علمية تثبت أن الخبرات المكتسبة يمكن أن تنتقل وراثيًا، مشيرًا إلى تجربة علمية أجريت في السويد على الفئران لدعم هذا المفهوم.
كما تحدث السيسي عن دور نهر النيل في تشكيل الحضارة المصرية، مؤكدًا أنه كان أساسًا للوحدة الوطنية والتنمية عبر العصور. وأوضح أن النيل كان مصدرًا رئيسيًا للزراعة التي ساهمت في تطوير باقي القطاعات مثل الصناعة والدفاع.
وأشار إلى أن الطبيعة الجغرافية لمصر، التي تحيطها الصحراء، كانت عاملًا حاسمًا في احترام القانون والنظام. وأوضح أن الصحراء شكلت حاجزًا طبيعيًا، مما صعّب الهروب وشجع على الالتزام بالقوانين.
وقدم السيسي أمثلة تاريخية عن أهمية هذه الأبعاد، مثل قصة أومنحوتب وسنفرو، التي أبرزت دور النيل في القضاء على الفقر والجهل والمرض.
من ناحيته، ناقش الدكتور خالد حبيب الوضع الراهن للشخصية المصرية، مشيرًا إلى التحديات التي يفرضها العصر الحديث، بما في ذلك التأثير السلبي للسوشيال ميديا والإعلام على القيم والأخلاقيات.
وقال إن هذه التحديات تتطلب مواجهة جادة لتحقيق التغيير، مستعرضًا ستة دوافع للتغيير: مواجهة أزمات كبيرة مثل الفساد أو المشكلات المالية، العمل تحت ضغوط مستمرة لتحسين الأوضاع، الإحباط من الروتين اليومي والرغبة في تحسين الحياة، إدراك أن العالم المحيط يتطور بسرعة، التغيرات العالمية غير المتوقعة مثل جائحة كورونا أو الحروب، اكتساب معرفة جديدة تدفع الإنسان للتطور.
وأشار حبيب إلى أن التغيير يبدأ بمراحل تتضمن الإنكار، لوم الآخرين، ثم الوصول إلى الالتزام الحقيقي الذي يحقق التحول المطلوب.
فيما اختتم اللواء محمد سلامة الحديث بالتأكيد على أن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تركز على تعزيز المهارات لدى الشباب ونشر القيم الإيجابية في المجتمع.
وأوضح أن الأكاديمية تنظم محاضرات تستعرض التاريخ المصري، مثل قصة الفلاح الفصيح في الأسرة التاسعة، بالإضافة إلى محاضرات متخصصة في الأمن القومي.
وأشار إلى أن الهيئة تعمل مع الجمعيات الأهلية والنقابات، مع التركيز على فئة الشباب وأصحاب القدرات الخاصة، سعيًا لتعزيز التعاون المجتمعي وزيادة الوعي بأهمية مكافحة الفساد.
وفي ختام الندوة، أكد الدكتور سامي عبد العزيز على أهمية الوعي المجتمعي والمهارات الفردية في بناء مجتمع قوي وقادر على مواجهة التحديات، مُشددًا على أن النجاح يتطلب التواصل الفعّال والتفاوض الذكي.