كثيرا ما قرأنا وشاهدنا القصص التى تتحدث عن إكسير الحياة، والذي يمنع تقدم العمر بالإنسان، ويعمل على وقف شيخوخة البشر، وقد كان ذلك محلا للكثير من قصص الأدباء، ولكن هل من الممكن أن يصبح الأمر حقيقيا، وكعادة العلم، فما كان خيالا في الماضي أصبح حقيقى بعد ذلك، وكذلك تعمل الصدفة على تحقيق تلك الأحلام. 

وبحسب تقرير صحيفة NPR الأمريكية، فإن الدواء الذي يتناوله ملايين الأشخاص للسيطرة على مرض السكري قد يفعل أكثر من مجرد خفض نسبة السكر في الدم، حيث تشير الأبحاث إلى أن الميتفورمين له تأثيرات مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في الحماية من الأمراض الشائعة المرتبطة بالعمر، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والتدهور المعرفي، وهنا ننشر تفاصيل العلاج السحرى للبشرية.

تجربة TAME كانت البداية 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد كانت البداية عندما قام العلماء الذين يدرسون بيولوجيا الشيخوخة بتصميم دراسة سريرية، تُعرف باسم تجربة TAME، لاختبار ما إذا كان الميتفورمين يمكن أن يساعد في الوقاية من هذه الأمراض وتعزيز فترة صحية أطول لدى البالغين الأصحاء الأكبر سناً، وكان مايكل كانتور، المحامي، وزوجته شاري كانتور، عمدة ويست هارتفورد، كونيتيكت، كلاهما يتناولان الميتفورمين، وهنا يقول مايكل كانتور: "أخبر جميع أصدقائي بذلك، نريد جميعًا أن نعيش حياة أطول قليلاً وبجودة عالية إذا استطعنا".

بدأ مايكل كانتور تناول الميتفورمين منذ حوالي عقد من الزمن عندما كان وزنه وسكر دمه يرتفعان، وبدأت شاري كانتور بتناول الميتفورمين أثناء الوباء بعد أن قرأت أنه قد يساعد في الحماية من العدوى الخطيرة، وعائلة كانتور في منتصف الستينيات من العمر، ويقول كلاهما إنهما يشعران بصحة جيدة ويتمتعان بالكثير من الطاقة، وقد لاحظ كلاهما تحسنًا في الجهاز الهضمي، حيث شعرا بمزيد من "الانتظام" بعد بدء تناول الدواء.

والملف للنظر أن دواء الميتفورمين يتكلف أقل من دولار واحد في اليوم، واعتمادًا على التأمين بأمريكا، لا يدفع العديد من الأشخاص أي تكاليف للدواء من أموالهم الخاصة، ويقول ستيفن أوستاد، كبير المستشارين العلميين في الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة والذي يدرس بيولوجيا الشيخوخة: "لا أعرف ما إذا كان الميتفورمين يزيد من عمر الإنسان، لكن الأدلة الموجودة تشير إلى أنه قد يفعل ذلك".

الميتفورمين ... دواء قديم له فوائد مذهلة

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فقد تم استخدام الميتفورمين لأول مرة لعلاج مرض السكري في الخمسينيات في فرنسا، والدواء مشتق من الجوانيدين، وهو مركب موجود في شارع الماعز، وهو دواء عشبي يستخدم منذ فترة طويلة في أوروبا، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الميتفورمين لعلاج مرض السكري من النوع الثاني في الولايات المتحدة في التسعينيات، ومنذ ذلك الحين، قام الباحثون بتوثيق العديد من المفاجآت، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بالسرطان، وهنا يقول أوستاد: "لقد كان ذلك بمثابة صدمة بعض الشيء، فقد وجد التحليل التلوي الذي شمل بيانات من عشرات الدراسات، أن الأشخاص الذين تناولوا الميتفورمين لديهم خطر أقل للإصابة بأنواع عديدة من السرطان ، بما في ذلك سرطان الجهاز الهضمي والمسالك البولية وسرطان الدم.

ويشير أوستاد أيضًا إلى دراسة بريطانية وجدت انخفاضًا في خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي المعتدل بين الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين يتناولون الميتفورمين، بالإضافة إلى ذلك، هناك أبحاث تشير إلى تحسن نتائج القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يتناولون الميتفورمين، بما في ذلك انخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وبقدر ما يبدو هذا واعدًا، يقول أوستاد إن معظم الأدلة قائمة على الملاحظة، ويشير فقط إلى وجود علاقة بين الميتفورمين وانخفاض المخاطر، والأدلة تتوقف عن إثبات السبب والنتيجة، ومن غير المعروف أيضًا ما إذا كانت الفوائد الموثقة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري ستقلل أيضًا من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر لدى البالغين الأصحاء وكبار السن.

علماء الشيخوخة يتحدثون 

وربما كان علماء أمراض الشيخوخة هم الأكثر بحثا عن حقيقة تلك الدلالات، وهنا يقول ستيف كريتشيفسكي، أستاذ علم الشيخوخة في كلية ويك فورست للطب، والباحث الرئيسي في تجربة Tame: "هذا ما نحتاج إلى اكتشافه، فالهدف هو فهم الآليات والمسارات التي يعمل بها الميتفورمين في الجسم بشكل أفضل، وعلى سبيل المثال، يبحث الباحثون في كيفية مساعدة الدواء في تحسين الطاقة في الخلايا عن طريق تحفيز الالتهام الذاتي، وهي عملية إزالة أو إعادة تدوير الأجزاء التالفة داخل الخلايا، ويريد الباحثون أيضًا معرفة المزيد حول كيف يمكن للميتفورمين أن يساعد في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما قد يؤدي إلى إبطاء الشيخوخة البيولوجية.

ويوضح كريتشيفسكي: "عندما يكون هناك فائض من الإجهاد التأكسدي، فإنه سيؤدي إلى تلف الخلية، وتراكم الضرر هذا هو في الأساس الشيخوخة، وعندما تعمل القوى التي تدمر الخلايا بشكل أسرع من القوى التي تعمل على إصلاح الخلايا أو استبدالها، فهذه هي الشيخوخة، ومن الممكن أن أدوية مثل الميتفورمين يمكن أن تبطئ هذه العملية" كما يقول الدكتور نير بارزيلاي من كلية ألبرت أينشتاين للطب، الذي يقود الجهود لبدء التجربة، إنه من خلال استهداف بيولوجيا الشيخوخة، فإن الأمل هو منع أو تأخير أمراض متعددة.

 

القمة في الطب الوقائي

في عام 2015، بدأ أوستاد ومجموعة من الباحثين المسنين في الضغط من أجل إجراء تجربة سريرية، ويتذكر أوستاد قائلاً: "ذهبت مجموعة منا إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لنطلب منهم الموافقة على تجربة عقار الميتفورمين، وكانت الوكالة متقبلة، فإذا كان بإمكانك المساعدة في منع مشاكل متعددة في نفس الوقت، كما نعتقد أن الميتفورمين قد يفعل، فهذا تقريبًا هو الحل النهائي في الطب الوقائي"، ويضيف: "الهدف هو تسجيل 3000 شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عامًا في تجربة مدتها ست سنوات".

ولكن الدكتور برزيلاي يقول: "تمويل المشروع كان بطيئًا، فالعقبة الرئيسية أمام تمويل هذه الدراسة هي أن الميتفورمين دواء عام، لذلك لا توجد شركة أدوية قادرة على جني الأموال"، وتوجه برزيلاي إلى أهل الخير والمؤسسات، ولديه بعض التعهدات. وخصص المعهد الوطني للشيخوخة، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة، حوالي 5 ملايين دولار للبحث، لكن هذا لا يكفي لدفع تكاليف الدراسة التي تقدر تكلفتها بما بين 45 و 70 مليون دولار، أما الإحباط الناجم عن نقص التمويل فهو أنه إذا أشارت التجربة إلى آثار وقائية، فقد يستفيد الملايين من الناس، يقول بارزيلاي: "إنه شيء يستطيع الجميع تحمله".

في الوقت الحالي، لا تعترف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالشيخوخة كمرض يجب علاجه، لكن الباحثين يأملون أن يؤدي هذا إلى نقلة نوعية - من علاج كل حالة طبية مرتبطة بالعمر بشكل منفصل، إلى علاج هذه الحالات معًا، من خلال استهداف الشيخوخة نفسها، وفي الوقت الحالي، تمت الموافقة على الميتفورمين فقط لعلاج مرض السكري من النوع 2 في الولايات المتحدة، ولكن يمكن للأطباء وصفه خارج الملصق لحالات أخرى غير الاستخدام المعتمد، وكان أطباء مايكل وشاري كانتور مرتاحين لوصفه لهما، نظرًا لتاريخ الدواء الطويل من حيث السلامة والفوائد المحتملة في تأخير الأمراض المرتبطة بالعمر.

يقول مايكل كانتور: "أمشي كثيرًا، وأمارس رياضة المشي لمسافات طويلة، وفي عمر 65 عامًا، أصبح لدي الكثير من الطاقة، وأشعر أن الميتفورمين يساعد"، ويقول هو وشاري إنهما لم يعانيا من أي آثار جانبية سلبية.

في الوقت الحالي، يقول الدكتور برزيلاي إن التجربة السريرية للميتفورمين يمكن أن تبدأ عندما يأتي المال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مرض السکری بما فی ذلک إذا کان یمکن أن ا یقول

إقرأ أيضاً:

علامات غير معروفة عن مقدمات السكري.. تهمك معرفتها

كشفت خبيرة صحية عن علامات غير معروفة قد تشير إلى أن الجسم يتجه نحو الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وما يجب فعله حيال ذلك.

وشرحت الخبيرة الصحية مارلا جيراك في فيديو على تيك توك أهم هذه العلامات المؤكدة علمياً، والتي تشمل "البقع الداكنة على الجلد، وعلامات جلدية، والرقبة الدهنية".

وفي حين أن محيط الخصر الأكبر من المتوسط ​​هو العَرَض الذي يدركه معظم الناس، قالت جيراك إنه مجرد واحد من تغييرات عديدة قد تحدث في الجسم قبل تشخيص مرض السكري، بحسب "دايلي ميل".

البقع الداكنة

والبقع الداكنة هي إشارة أقل شهرة إلى وجود خطأ ما. وغالباً ما تحدث فجأة على الرقبة أو تحت الإبطين.

وتبدو هذه البقع، وفق للأمثلة التي عرضها الفيديو، مدبوغة للغاية، ولها ملمس مختلف قليلاً.

وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، تحدث أيضاً هذه البقع حيث تطوي البشرة، لذا قد تشمل أيضاً الفخذ والذراعين والركبتين.

علامات الجلد

كما تشير علامات الجلد أيضاً إلى تشخيص محتمل لمرض السكري، وخاصة تلك الموجودة حول الرقبة أو على الجفون.

وعلامات الجلد عبارة عن نتوءات صغيرة مرتفعة عادةً ما تكون بنفس لون البشرة. ويمكن تمييزها عن تشوهات الجلد الأخرى من خلال "السيقان" التي ترتبط بها.

الخصر

الشيء التالي الذي يجب مراعاته، وفقًا للدكتورة مارلا، هو حجم محيط الخصر.

ويعتبر محيط الخصر الذي يزيد عن 101 سم علامة حمراء للرجال، في حين أن القياس الخطر للنساء هو ما يزيد عن 89 سم.

والمثير للاهتمام أن القدمين المنتفختين هي أيضاً أحد الأعراض التي يتجاهلها معظم الناس، خاصة مع تقدمهم في السن.

ويشير هذا العرض إلى احتباس الماء، والذي قد يكون علامة على ضعف الدورة الدموية ومستويات السكر في الدم غير المنضبطة.

الرقبة الدهنية

أما العرض الأكثر إثارة للاهتمام الذي ذكرته الدكتور جيراك فهو "الرقبة الدهنية" التي غالبًا ما تؤدي إلى عدم الراحة عند النوم.

و"الرقبة السمينة" أو الدهنية - والتي يطلق عليها أيضًا رقبة الأنسولين - هي تلك التي يزيد محيطها عن 37 سم للرجال و34 سم للنساء.

والأنسولين "ليست مجرد رقبة سمينة". يمكنك اكتشافها من خلال النظر إلى مؤخرة رقبة شخص ما، وعادة ما تظهر على شكل لفة واضحة بخطوط عميقة وتجاعيد.

وقد يعاني الأشخاص في طريقهم للإصابة بمرض السكري أيضاً من انقطاع النفس أثناء النوم.

والذراعان "المترهلتان"، والحدبة في مؤخرة الرقبة، هما علامتان أخريان على خطر السكري.

ويؤدي ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم بسبب اتباع نظام غذائي غني بالسكر إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، مما قد يؤدي إلى فقدان العضلات ويسبب ترهل الذراعين أكثر من المعتاد.

لكن لا ترتبط الذراعان المترهلان دائماً بالسكري، فقد يكون سببها أيضاً الهرمونات والشيخوخة والجينات.

أخيراً، إذا لمست معدتك ووجدتها صلبة وكثيفة، فقد تكون لديك مشكلة. يمكن أن يشير هذا إلى أن جسمك في "وضع تخزين الدهون" ومقاومة الأنسولين.

مقالات مشابهة

  • خليك شباب طول عمرك.. أطعمة تزيد علامات الشيخوخة ابعد عنها
  • متى يكون مرطب الشفاه في الشتاء ضرورة ومتى يصبح استخدامه إدمانا؟
  • ينقل النحاس إلى الخلايا المناعية.. عقار جديد لسرطان نادر لدى الأطفال
  • بشرى لمرضى السكري.. تقنية الخلايا الجذعية قد تُغير الحياة
  • سبق غلقه.. الأمن يكشف تفاصيل أزمة نادي صحي في عقار بمدينة نصر
  • تفاصيل الاتصال الأمريكي مع هيئة تحرير الشام في سوريا
  • نجم ما نشستر سيتي يصبح رئيسا لجورجيا
  • تفاصيل اجتماع السيسي مع مستشار ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي
  • ماريسكا: هذا اللاعب يمكن أن يصبح عالمياً
  • علامات غير معروفة عن مقدمات السكري.. تهمك معرفتها