صحيفة الاتحاد:
2024-07-06@04:17:17 GMT

دبي.. حاضنة ملتقيات الأدب والفكر والثقافة

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

دبي (الاتحاد)
القراءة مفتاح المعرفة والثقافة وأداة تساعد الشعوب على تحديد مسارات مستقبلها، وعلى هذا النهج سارت دبي التي تحتفي سنوياً باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، حيث تحرص من خلال مبادراتها على تحفيز أبناء المجتمع على ممارسة القراءة والاهتمام بالكتاب لدورهما في الارتقاء بوعي الأفراد ومستوياتهم الفكرية.


كما سعت، عبر تشريعاتها القانونية وبيئتها الإبداعية، إلى حفظ حقوق المؤلفين وتشجيعهم على مواصلة إنتاجهم الفكري والمساهمة في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية فيها، وهو ما يجسد الرؤى الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «أبواب المستقبل مفتوحة لمن يحمل راية العلم والمعرفة.. المستقبل موجود بين دفتي كتاب.. ومن يقرأ اليوم سطراً، يخط غداً فصولاً في كتاب المستقبل».
وفي إطار سعيها لتحقيق رؤية دبي الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب، تبدي هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» اهتماماً كبيراً بالمؤلفين وأهل الفكر والأدب وصناع الإبداع، وذلك من خلال تنظيمها سلسلة برامج ومبادرات وفعاليات قرائية وثقافية نوعية، تساهم في تفعيل الحراك الثقافي المحلي، ودعم مختلف مكونات القطاع الثقافي والإبداعي في دبي، ومد جسور التعاون والتواصل بين المثقفين والرواد في مختلف المجالات الثقافية، إضافة إلى تشجيع الشباب وأصحاب المواهب الأدبية على إطلاق العنان لمخيلاتهم والتعبير عن إمكانياتهم المتنوعة في هذا المجال، وهو ما يتناغم مع أهداف الهيئة الرامية إلى خلق بيئة إبداعية وثقافية تتوافق مع أولوياتها القطاعية الساعية إلى توفير الثقافة للجميع وجعل القراءة أسلوب حياة في المجتمع المحلي، وهو ما يتجلى في مجموعة الملتقيات والورش الأدبية والنقاشات المتنوعة التي تنظمها دبي للثقافة في إطار «منصة تعبير» التي تجمع تحت مظلتها كلاً من «الملتقى الرقمي للنشر»، و«الطاولة الأدبية»، و«ملتقى تعبير الأدبي»، وتسعى إلى تعزيز دور الأدب على الساحة المحلية بشتى أصنافه، الشعر والرواية والقصة القصيرة وغيرها، وتفعيل التواصل بين الكتاب والأدباء والشعراء، وتسليط الضوء على أعمالهم وإنتاجاتهم الأدبية وأفكارهم وتجاربهم الاستثنائية وتطلعاتهم المختلفة للقطاع الثقافي والإبداعي.
مهرجانات ومعارض
تحرص «دبي للثقافة» على دعم العديد من المهرجانات الأدبية ومعارض الكتب التي تستضيفها دبي سنوياً، ومن أبرزها رعايتها لمحور «بالإماراتي» الذي يطل سنوياً بسلسلة تجارب إبداعية وثقافية نوعية تحتفي بإنتاجات المثقفين الإماراتيين الأدبية، وتشجعهم على التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار مع نظرائهم من أهل الثقافة والفكر وضيوف «مهرجان طيران الإمارات للآداب» الذي يقام سنوياً بشراكة استراتيجية مع الهيئة، حيث تحول المهرجان الذي يعد أحد أهم الفعاليات الثقافية على أجندة دبي إلى ملتقى سنوي يجمع تحت سقفه نخبة من أهل الثقافة والفكر لمناقشة مواضيع تهم الجمهور على اختلاف شرائحه وثقافاته وجنسياته، فضلاً عن توفيره فرصاً نوعية للتفاعل مع أصحاب المواهب الإبداعية في المجالات الأدبية المختلفة، ما ينعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي.
تستضيف دبي سنوياً معرض «بيغ باد وولف» أكبر سوق لتخفيض أسعار الكتب في العالم، الذي يقام بشراكة استراتيجية مع «دبي للثقافة»، ويوفر أكثر من مليوني كتاب متنوع في كافة التخصصات الأدبية والفكرية والعلمية، متيحاً لعشاق الكتب والقراءة والباحثين والطلبة والجامعات والمؤسسات التعليمية، فرصة الحصول على كتب بأسعار مخفضة جداً تصل إلى أكثر من 75% من سعر الكتاب الأصلي.
وبهدف الإسهام في نشر المعرفة، وجعلها في متناول الجميع، تنظم الهيئة سنوياً في مكتبات دبي العامة «معرض الكتاب المستعمل» الذي تسعى من خلاله إلى غرس ثقافة القراءة في نفوس الأجيال القادمة، وتشجيعها على الاهتمام بالكتاب وإعادة تدويره، فيما توفر «دبي للثقافة» لرواد مشروعها «مدارس الحياة» وأعضاء نوادي القراءة مساحة واسعة لمناقشة العديد من الكتب وأحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، وذلك من خلال تشكيلة من الجلسات وورش العمل التي تنظمها ضمن «نادي الكتاب»، الذي يندرج تحت مظلة مشروع «مدارس الحياة» الهادف إلى بناء المهارات الثقافية والإبداعية والحياتية للنشء والكبار.
من جهة ثانية، تنظم الهيئة مبادرتها السنوية «صندوق القراءة» بهدف إثراء المخزون المعرفي لكافة فئات وأفراد المجتمع وفتح آفاقهم على عوالم القراءة وتشجيعهم على جعلها عادة وأسلوب حياة، بفضل ما يقدمه الصندوق ضمن جلساته من تنوع معرفي وتعليمي وترفيهي. وتشكل هذه المبادرة جزءاً من التزام «دبي للثقافة» بدعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 - 2026 الرامية إلى ترسيخ القيم الثقافية في المجتمع، ودعم كافة مجالات الثقافة من فنون وآداب، كقوة ناعمة قادرة على عكس تطلعات دبي الحضارية. 

أخبار ذات صلة مريم المهيري: منصات التواصل الاجتماعي نافذة مهمة للترويج للكتب انطلاق مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دبي للثقافة مبادرات فعاليات القراءة دبی للثقافة

إقرأ أيضاً:

سبب وجيه للفرح

أسبابٌ كثيرةٌ تدفعني للتحمّس والاندفاع في الاحتفال بصدور هذه المذكرات (جمر الذكريات) عن دار الكاتب، للشاعر والروائي (أسعد الأسعد) أول هذه الدوافع: أهمية المواقع الثقافية والمهنية والإبداعية التي شغلها صاحب هذه المذكرات، وثانيها الأهمية الوطنية التي تؤديها من حيث كونها توثيقا لوجودنا على هذه الأرض، الوجود الذي يزعج الأعداء، ويجعلهم يعملون ليل نهار؛ لمحوه بكل تجلّياته الثقافية والحضارية والابداعية.

هو أول رئيس لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين، وهذا يمنحه الفرصة والقدرة على أن يكون شاهدا على عديد من الأحداث الثقافية والقضايا النضالية من حيث المواجهة مع المحتلّين مما لا تعرفه الأجيال اللاحقة من أدباء فلسطين، وكان رئيسا لتحرير مجلة (الكاتب) أشهر المجلات الثقافية الإبداعية في فلسطين، المجلة التي استقطبت العشرات من المبدعين والرسامين والمسرحيين، وكتّاب القصة والرواية والنقد، وفتحت الباب واسعا أمام القضايا الجدليّة في حقليْ الفكر والأدب والنقد، ومدّت جسورا رائعة مع أدباء المنفى الفلسطينيين والعرب.

كان (أسعد الأسعد) مناضلا في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، تعرّض للسجن أكثر من مرة، وأصدر العديد من الروايات والدواوين، والكتب الفكريّة والسياسيّة والنضاليّة، هو ابن قرية (بيت محسير) المهجّرة قضاء القدس، القرية التي يحلم ليل نهار بالعودة إليها، ويحفظ حكايتها، وقصص رجالها وشهدائها وصمودها أمام العصابات الصهيونيّة.

كلّ هذه الأسباب تدعوني للفرح بصدور هذه المذكرات الممتعة والمهمة، والتي تصلح بكفاءة عالية مدخلا لفهم السياقات الإبداعية والنضالية في عقود السبعنيّات والثمانينيّات والتسعنيّات، ففي صفحاته المئتين وخمسين يحكي (أسعد الأسعد) في هذا الكتاب حكايته الشخصية مع اللجوء والمخيمات والكتابة والنضال والصحافة واتحاد الكتّاب والأصدقاء والحبّ والمدن، كما يروي حكاية البلاد مع المحتل والفساد الثقافي ونصوص المقاومة، الجرأة في رواية الحكاية الشخصية والعامة تثير حقا الإعجاب، قليلة جدا هي السير الذاتية الفلسطينية لأدباء ومفكرين فلسطينيين التي قالت الحقيقة كما قالها (أسعد الأسعد) في مذكراته هذه، ستسبّب هذه المذكرات غضب الكثيرين، ورضى واستمتاع آخرين، وما الكتاب الناجح؟! إن لم يكن سببا في غضب أو فرح؟.

يقول الأستاذ الأسعد ردا على سؤالنا حول سياق وأهمية مجلة "الكاتب" التي أسّسها: "عندما حلّت بنا نكسة 67 وجدنا أنفسنا في ضياع مطلق، وكان لابدّ من النهوض بجانب مهم في نضالنا ضد الاحتلال من أجل تحقيق هويتنا الوطنية، فانتهزنا أول فرصة لتأسيس منبر وطني تقدمي، يأخذ بيد الشباب، نحو آفاق جديدة، لبناء هويتنا الوطنية، كانت مجلة "الكاتب" الفلسطينية فرصة للصدور بعد أن أغلقت مجلة الكاتب المصرية، صدرت مجلة الكاتب، بشكل متواضع، لكنها احتوت على مواد أدبية لا عهد لفلسطين بها، في السابق، وأخذت على عاتقها الأخذ بيد الشباب، والاقلام الجديدة، ولذلك احتوت على أدب ومواد ثقافية لكتاب كبار، وأيضا لكتاب ناشئين، وأنا أتذكر فخورا كثيرا من الكتّاب الذين كتبوا في مجلتنا لأول مرة، وصاروا اليوم كتابا مرسخين، مثل: عادل الاسطة، وجميل السلحوت وخليل توما، وعزت غزاوي ووسيم كردي، وكتّاب غزة طبعا مثل: زكي العيلة وعمر حمش وعبد الله، وآخرين، وحين أقارن بين منجزنا الصحفي الثقافي في مجلة الكاتب وبين منجز (إذا صح أن نسميه منجزا) الصحافة الإلكترونية، فأشعر بالفخر على مدى رقي توجهاتنا ووطنيتنا وصدقنا وهيبتنا التي صنعناها في زمن، كنا فيه بأمس الحاجة لثقافة وطنية جادة تواكب حجم هيبة الشهداء وذات توجه تقدمي".

"جمر الذكريات" صدرت عن دار الكاتب الفلسطينية نفسها التي أصدرت سابقا مئات الدواوين والكتب الفكرية والاقتصادية والفلسفية. يقول الكاتب عادل الأسطة حول تجربة أسعد الأسعد ومكانته في الساحة الثقافية الفلسطينية: "لأسعد الأسعد الشاعر والروائي دور لافت في حركتنا الثقافية، فقد أصدر مجلة الكاتب ثم جريدة البلاد وكان محررا في مجلة البيادر، إنه ليس شاهدا على الحركة الثقافية فحسب، هو مشارك فعال في سياقها أيضا. ويتفق الكاتب نبيه القاسم مع الأستاذ الأسطة في كون أسعد الأسعد صانعا مهما للفارق الثقافي في فلسطين في أزمانها المختلة، فهو ناشر للعديد من الروايات التقدمية ومساهم عنيد في رفض و مقاومة حصار الاحتلال، للحياة الثقافية، وله طريقته الخاصة في صياغة جملة إبداعية لافتة".

ويشير الكاتب محمود شقير الى جزئية أخرى في تجربة الأسعد فيقول: "إن كتاباته مكتوبة بموضوعية وصدق وتجرد، ويتداخل فيها العام مع الخاص، بحيث تمتزج حياته مه حياة شعبه، الأمر الذي تسبّب في اعتقاله عدة مرات على يد قوات الاحتلال".

صدور (جمر الذكريات) حدث مهم في تاريخ الثقافة الفلسطينية النقدية والوجدانية.

مقالات مشابهة

  • مِنَ الزُّهد إلى الأدب
  • عاجل_التعليم العالي تقرر تقليل أماكن طلاب الشُعبة العلمية في الكليات الأدبية
  • أمل الثقافة ودورها
  • جلسة حوارية تناقش القيم الفكرية والأدبية لفلسطين
  • قانون العشوائيات في أروقة الحكومة والبرلمان ينتظر وصوله.. نائب يتحدث للسومرية
  • «دبي للثقافة»: جلسات نوعية لـ«مدارس الحياة»
  • نهيان بن مبارك: الإمارات حاضنة للمبدعين لأجل السلام
  • التفاعل المُعقَّد بين الأدب والعلم والنظام الرأسمالي
  • سبب وجيه للفرح
  • قصائد وجدانية ووطنية في المحطة الثقافية بجرمانا