صحيفة الاتحاد:
2024-12-24@05:59:07 GMT

دبي.. حاضنة ملتقيات الأدب والفكر والثقافة

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

دبي (الاتحاد)
القراءة مفتاح المعرفة والثقافة وأداة تساعد الشعوب على تحديد مسارات مستقبلها، وعلى هذا النهج سارت دبي التي تحتفي سنوياً باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، حيث تحرص من خلال مبادراتها على تحفيز أبناء المجتمع على ممارسة القراءة والاهتمام بالكتاب لدورهما في الارتقاء بوعي الأفراد ومستوياتهم الفكرية.


كما سعت، عبر تشريعاتها القانونية وبيئتها الإبداعية، إلى حفظ حقوق المؤلفين وتشجيعهم على مواصلة إنتاجهم الفكري والمساهمة في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية فيها، وهو ما يجسد الرؤى الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «أبواب المستقبل مفتوحة لمن يحمل راية العلم والمعرفة.. المستقبل موجود بين دفتي كتاب.. ومن يقرأ اليوم سطراً، يخط غداً فصولاً في كتاب المستقبل».
وفي إطار سعيها لتحقيق رؤية دبي الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب، تبدي هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» اهتماماً كبيراً بالمؤلفين وأهل الفكر والأدب وصناع الإبداع، وذلك من خلال تنظيمها سلسلة برامج ومبادرات وفعاليات قرائية وثقافية نوعية، تساهم في تفعيل الحراك الثقافي المحلي، ودعم مختلف مكونات القطاع الثقافي والإبداعي في دبي، ومد جسور التعاون والتواصل بين المثقفين والرواد في مختلف المجالات الثقافية، إضافة إلى تشجيع الشباب وأصحاب المواهب الأدبية على إطلاق العنان لمخيلاتهم والتعبير عن إمكانياتهم المتنوعة في هذا المجال، وهو ما يتناغم مع أهداف الهيئة الرامية إلى خلق بيئة إبداعية وثقافية تتوافق مع أولوياتها القطاعية الساعية إلى توفير الثقافة للجميع وجعل القراءة أسلوب حياة في المجتمع المحلي، وهو ما يتجلى في مجموعة الملتقيات والورش الأدبية والنقاشات المتنوعة التي تنظمها دبي للثقافة في إطار «منصة تعبير» التي تجمع تحت مظلتها كلاً من «الملتقى الرقمي للنشر»، و«الطاولة الأدبية»، و«ملتقى تعبير الأدبي»، وتسعى إلى تعزيز دور الأدب على الساحة المحلية بشتى أصنافه، الشعر والرواية والقصة القصيرة وغيرها، وتفعيل التواصل بين الكتاب والأدباء والشعراء، وتسليط الضوء على أعمالهم وإنتاجاتهم الأدبية وأفكارهم وتجاربهم الاستثنائية وتطلعاتهم المختلفة للقطاع الثقافي والإبداعي.
مهرجانات ومعارض
تحرص «دبي للثقافة» على دعم العديد من المهرجانات الأدبية ومعارض الكتب التي تستضيفها دبي سنوياً، ومن أبرزها رعايتها لمحور «بالإماراتي» الذي يطل سنوياً بسلسلة تجارب إبداعية وثقافية نوعية تحتفي بإنتاجات المثقفين الإماراتيين الأدبية، وتشجعهم على التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار مع نظرائهم من أهل الثقافة والفكر وضيوف «مهرجان طيران الإمارات للآداب» الذي يقام سنوياً بشراكة استراتيجية مع الهيئة، حيث تحول المهرجان الذي يعد أحد أهم الفعاليات الثقافية على أجندة دبي إلى ملتقى سنوي يجمع تحت سقفه نخبة من أهل الثقافة والفكر لمناقشة مواضيع تهم الجمهور على اختلاف شرائحه وثقافاته وجنسياته، فضلاً عن توفيره فرصاً نوعية للتفاعل مع أصحاب المواهب الإبداعية في المجالات الأدبية المختلفة، ما ينعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي.
تستضيف دبي سنوياً معرض «بيغ باد وولف» أكبر سوق لتخفيض أسعار الكتب في العالم، الذي يقام بشراكة استراتيجية مع «دبي للثقافة»، ويوفر أكثر من مليوني كتاب متنوع في كافة التخصصات الأدبية والفكرية والعلمية، متيحاً لعشاق الكتب والقراءة والباحثين والطلبة والجامعات والمؤسسات التعليمية، فرصة الحصول على كتب بأسعار مخفضة جداً تصل إلى أكثر من 75% من سعر الكتاب الأصلي.
وبهدف الإسهام في نشر المعرفة، وجعلها في متناول الجميع، تنظم الهيئة سنوياً في مكتبات دبي العامة «معرض الكتاب المستعمل» الذي تسعى من خلاله إلى غرس ثقافة القراءة في نفوس الأجيال القادمة، وتشجيعها على الاهتمام بالكتاب وإعادة تدويره، فيما توفر «دبي للثقافة» لرواد مشروعها «مدارس الحياة» وأعضاء نوادي القراءة مساحة واسعة لمناقشة العديد من الكتب وأحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، وذلك من خلال تشكيلة من الجلسات وورش العمل التي تنظمها ضمن «نادي الكتاب»، الذي يندرج تحت مظلة مشروع «مدارس الحياة» الهادف إلى بناء المهارات الثقافية والإبداعية والحياتية للنشء والكبار.
من جهة ثانية، تنظم الهيئة مبادرتها السنوية «صندوق القراءة» بهدف إثراء المخزون المعرفي لكافة فئات وأفراد المجتمع وفتح آفاقهم على عوالم القراءة وتشجيعهم على جعلها عادة وأسلوب حياة، بفضل ما يقدمه الصندوق ضمن جلساته من تنوع معرفي وتعليمي وترفيهي. وتشكل هذه المبادرة جزءاً من التزام «دبي للثقافة» بدعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 - 2026 الرامية إلى ترسيخ القيم الثقافية في المجتمع، ودعم كافة مجالات الثقافة من فنون وآداب، كقوة ناعمة قادرة على عكس تطلعات دبي الحضارية. 

أخبار ذات صلة مريم المهيري: منصات التواصل الاجتماعي نافذة مهمة للترويج للكتب انطلاق مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دبي للثقافة مبادرات فعاليات القراءة دبی للثقافة

إقرأ أيضاً:

معرض جدة للكتاب يُسدل الستار بعد 10 أيام من الإبداع والمعرفة

جدة – صالح الخزمري
اختتمت فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في جدة سوبر دوم، تحت شعار “جدة تقرأ”، في رحلة معرفية استمرت 10 أيام، استضاف خلالها أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحًا، ليقدم تجربة ثقافية استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة.
من جانبه، رفع الدكتور محمد حسن علوان، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، شكره للقيادة الرشيدة -أيَّدها الله- على دعمها اللا محدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهًا بأن معرض جدة للكتاب هو ثالث معارض الكتب بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة، خلال هذه السنة ٢٠٢٤.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024 تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خارطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير.
– ففي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضورًا لافتًا في معرض جدة للكتاب 2024، حيث توافدوا من مختلف المراحل الدراسية مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
ونال ركن “المانجا” والأنمي اهتمامًا كبيرًا من الطلاب، حيث قدمت دور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. ووجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتمامًا خاصًا بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
– ومما يلفت الأنظار في المعرض جناح “حرفة وقصة” في ركن الطفل، حيث يجمع بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة. هذه المساحة الإبداعية تمثل تجربة فريدة للأطفال، تجمع بين الحرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
ويتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. وهذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
– وفي مشهد يكرس الشمولية ويبرز المواهب المتنوعة، خصص البرنامج الثقافي ندوة مميزة ضمن ورشة حملت عنوان “إشراقة من أدب المكفوفين”. وجاءت هذه الورشة لتسلط الضوء على مسيرة الأديب محمد بلو، عبر قصة كفيف تجاوز الصعاب ليضيء بقلمه سماء الأدب.
وبداية استعرض بلو رحلته الملهمة بقوله: “كنت أعمل في الخطوط السعودية، وعند بلوغي الخامسة والعشرين فقدت بصري، مما أجبرني على التقاعد المبكر. أصابني ذلك بإحباط شديد، لكن حياتي تغيرت عندما وجدت كتاب (نكث الهميان في نكت العميان) في مكتبة جدي الأديب الراحل طه زمخشري. كان هذا الكتاب نقطة التحول التي أخرجتني من الظلام إلى عالم الكتابة”.
ومن هنا بدأ بلو مسيرته الأدبية، فكانت حصيلتها أربعة كتب يعتز بها: “رحلتي عبر السنين”، و”حصاد الظلام”، و”الماسة السمراء”، و”سطور مضيئة”. كما أعلن عزمه على إصدار موسوعة للمكفوفين إيمانًا منه بأهمية دعم هذه الفئة.
وأشار بلو خلال الورشة إلى أن الإبداع ليس حكرًا على المبصرين، مستشهدًا بأسماء أدبية خالدة كالشاعر بشار بن برد، وأبو العلاء المعري، وعميد الأدب العربي طه حسين.
– كما أضفى الشعر بهجة بين الزوار، ففي ليلة أدبية لا تنسى، أضاءت أمسية شعرية استثنائية أروقة معرض جدة للكتاب 2024، حيث اجتمع نخبة من الشعراء البارزين في أمسية استعرضت جماليات الشعر العربي بكل ألوانه.
وشارك في الأمسية كل من أجود مجبل، والدكتور وليد الصراف، ومحمد الماجد، وعلي بالبيد، ورداد الهذلي، وسط إدارة بارعة للشاعر سعود المقحم.
وامتدت الأمسية لجولتين شعريتين، تطرقتا إلى موضوعات متنوعة، شملت الحكمة والغزل، والمدح والوصف، والحنين للوطن، بالإضافة إلى قصائد وجدانية لامست أعماق الحضور.
هذه التنوعات أبرزت العمق الثقافي والثراء الفني للشعر العربي، حيث أجاد كل شاعر في إظهار بصمته الخاصة وتفرده الإبداعي.
وشهدت الأمسية حضورًا كثيفًا وتفاعلاً حارًا من زوار المعرض، مما أضفى أجواء استثنائية على الحدث الثقافي.
وعبر الحضور عن انبهارهم بجمال الإلقاء وعذوبة الكلمات التي عززت مكانة الشعر بوصفه رافدًا ثقافيًا متجددًا.
وفي ركن توقيع الكتب احتفل الكاتب عبدالله أبو طالب هزازي بتوقيع كتابه الجديد “عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية”، الصادر عن دار صوت المؤلف للنشر.
وشهد حفل التوقيع حضورًا مميزًا من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويعد الكتاب دليلاً إبداعيًا للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكارًا مبتكرة، تساهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
وأشاد الحضور بالدور البارز الذي يلعبه الكتاب في تمكين المعلمين والمعلمات من تطبيق استراتيجيات تعليمية ملهمة، مما يسهم في تحسين جودة التعليم الأساسي وتحقيق أهدافه.

مقالات مشابهة

  • مشروعات إبداعية لملتقى إعلام القاهرة الأول تبحث عن حاضنة لدعمها وتحقيق نجاحاتها
  • رواية محيرة تستحق القراءة
  • القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
  • اتفاق تعاون بين القومى للترجمة وثقافة الطفل بالأعلى للثقافة
  • معرض جدة للكتاب يُسدل الستار بعد 10 أيام من الإبداع والمعرفة
  • حسن الزهراني لـ”الثقافية”: ملتقى الأدب الساخر علامة فارقة بالمشهد الثقافي
  • رئيس جامعة الأزهر يدعو لفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس
  • هل ستكون سوريا حاضنة للإخوان؟
  • حصاد 2024.. عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
  • ملتقى القراءة الدولي بالرياض يختتم فعاليات يومه الثاني بنفاد التذاكر وحضور كبير