شمسان بوست / متابعات:

كشف تحليل لموقع استخباراتي بريطاني، عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للمشهد اليمني، خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى طموحات الحوثيين تمتد إلى ما هو أبعد من تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وتخاطر بتدويل الصراع اليمني.
وقال تحليل لموقع grey dynamics الاستخباراتي البريطاني إن التعمق في أيديولوجية الحوثيين وبنيتهم التنظيمية وقدراتهم العسكرية يكشف عن حركة ذات تطلعات تصل إلى ما هو أبعد من الاضطرابات البحرية، حيث رجح أن تكون المسارات المستقبلية المتوقعة للحوثيين معقدة.

واعتبر التحليل بأن فهم حركة الحوثي يسلط الضوء على أهدافها وتداعياتها الأوسع على الأمن الإقليمي، لافتا إلى أن القدرات العسكرية للحوثيين، وهيكلهم التنظيمي، وخفة الحركة التكتيكية، تسمح بالتأثير في مشهد الصراع المعقد في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن هجمات الحوثيين على سفن البحر الأحمر تشكل تهديدًا كبيرًا للسلام داخل اليمن.إذ أن احتمال الرد العسكري الأمريكي على هذه الهجمات يمكن أن يعرض للخطر المفاوضات الحساسة ويؤدي إلى انهيار شروط وقف إطلاق النار الهشة.
وأكد أن هناك مخاوف بشأن زيادة تجنيد الحوثيين ونشر قواتهم في محيط مأرب. ومن المحتمل أن يشير ذلك -بحسب التحليل – إلى طموحات موسعة ومزيد من زعزعة الاستقرار.

وأشار الموقع إلى أن قدرة الحوثيين على إلحاق أضرار كبيرة بأهداف داخل اليمن وعبر الحدود تسلط الضوء على أهميتهم الاستراتيجية في الصراع المستمر وكذلك على المستوى الإقليمي، بحسب التقرير الذي نشره “يمن شباب”.
ويتوقع الموقع، عدة سيناريوهات مستقبلية محتملة، مجملًا إياها في التالي:
أولاً، هناك احتمال استمرار تصعيد الصراع، خاصة في منطقة البحر الأحمر، مع استمرار الجماعة في موقفها العدواني تجاه الأهداف البحرية. وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات في ممرات الشحن وزيادة التوترات مع الجهات الفاعلة الدولية المشاركة في عمليات الأمن البحري.
ثانياً، قد تتعمق العلاقات الوثيقة بين الحوثيين وإيران، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم من طهران، عسكرياً وسياسياً. وهذا يمكن أن يزيد من تدويل الصراع اليمني ويؤدي إلى تفاقم المنافسات الإقليمية.


بالإضافة إلى ذلك، تشير سيطرة الحوثيين المستمرة على مناطق كبيرة في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، إلى أنهم سيظلون لاعباً رئيسياً في أي مفاوضات سياسية مستقبلية أو ترتيبات لتقاسم السلطة.
أخيرًا، هناك احتمال حدوث انقسامات داخلية داخل حركة الحوثيين، خاصة وأن الفصائل المختلفة قد يكون لها أهداف أو أولويات متباينة. ويمكن لهذه الديناميكيات الداخلية أن تشكل المسار المستقبلي للحركة وقدرتها على الحفاظ على قدراتها العسكرية ونفوذها السياسي.
وبشكل عام،-يقول التحليل- من المرجح أن تكون المسارات المستقبلية للحوثيين معقدة بحيث تتوقف على عوامل داخلية وخارجية مختلفة.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟

يمانيون../
منذ اندلاع الحرب على اليمن في عام 2015، اتخذت القضية اليمنية أبعاداً سياسية وعسكرية معقدة، تحتاج إلى تحليل عميق لفهم دينامياتها. في هذا السياق، برز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كأحد الأصوات القليلة التي وضعت اليمن في إطارها السياسي الصحيح، مبرزاً الأبعاد الاستراتيجية للصراع وتأثيره على المنطقة بأسرها.

منذ بداية الحرب، كانت نبرة السيد نصر الله واضحة، حيث أكد في خطابه في مارس عام 2015 أن العدوان على اليمن هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة لمصلحة القوى الغربية. لقد فند المزاعم التي تدّعي الدفاع عما تسمى “الشرعية”، مشيراً إلى أن الأخيرة مجرد ستار لتغطية الأهداف الحقيقية التي تسعى القوى المتعددة لتحقيقها في اليمن. كان واضحًا منذ البداية أن السيد نصرالله يدرك أن اليمنيين يمثلون نموذجًا للمقاومة، وأنهم ليسوا مجرد فصيل محلي، بل هم جزء من محور مقاوم يستهدف الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

في كل مرة يتحدث فيها السيد نصرالله، يعيد توجيه الأنظار نحو الاستراتيجيات التي تنتهجها القوى المعادية، حيث اعتبر أن الحرب على اليمن هي جزء من استهداف المقاومة في لبنان وفلسطين، وهو ما يجعل من القضية اليمنية معركة وجودية لا تقتصر على حدود اليمن. في خطابه في 2016، وصف السيد نصرالله التدخل العسكري بأنه “حرب إبادة”، واعتبر أن الجرائم التي ترتكب في اليمن هي تجسيد حقيقي لعقيدة القوى الاستعمارية التي تسعى إلى تدمير الهوية الوطنية.

تجلى دور السيد نصرالله في دعمه المستمر لليمنيين من خلال إيضاح الخلفيات السياسية للمعتدين، حيث عمل على فضح المصالح الاقتصادية والعسكرية التي تكمن وراء الهجوم على اليمن. في خطاباته، كان يسرد كيف أن التحالف العربي يتبنى أجندات مدعومة من واشنطن، تستهدف التحكم في ثروات اليمن ومنع أي نموذج مقاوم من الظهور في المنطقة.

ومع تصاعد الأزمات الإنسانية في اليمن، كان السيد نصرالله يؤكد على ضرورة تجاوز الخطاب الإنساني إلى مستوى التحليل السياسي العميق. لقد أشار في العديد من خطاباته إلى أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب اليمني ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجة مباشرة للسياسات العدوانية. وقد عمل على إبراز كيف أن الحصار المفروض على اليمن لا يمثل اعتداءً على الشعب فقط، بل هو محاولة لتمرير مشاريع سياسية تتناقض مع حق اليمنيين في تقرير مصيرهم.

في عام 2018، وفي ذروة تصاعد الهجمات على اليمن، ألقى السيد نصرالله خطاباً هاماً، اعتبر فيه اليمن “ساحة المقاومة” الجديدة في مواجهة الاستكبار. وقد استحضر التاريخ النضالي لليمنيين، موضحاً كيف أن صمودهم يمثل اختباراً للقدرة على المواجهة. أشار إلى أن اليمنيين يتمتعون بإرادة قوية قادرة على مقاومة الاحتلال والهيمنة.

عندما بدأت انتصارات اليمنيين تتجلى على الأرض، زادت نبرة السيد نصرالله تفاؤلاً، حيث أشار في خطابه عام 2020 إلى أن “الأمة التي تصمد في وجه التحديات ستحقق الانتصار”. في هذا السياق، كان يشير إلى أهمية تعزيز الوحدة بين جميع قوى المقاومة، وأن النصر ليس فقط في الميدان العسكري، بل يتطلب أيضاً وعياً سياسياً يستند إلى استراتيجية طويلة الأمد.

حرص السيد السيد نصرالله على ربط نضال اليمن بقضية الأمة الكبرى. لقد أكد مراراً أن كفاح الشعب اليمني يتقاطع مع مقاومة الشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل من التجربتين نموذجاً للتحدي أمام المشاريع الغربية في المنطقة. هذا الربط أسهم في تعزيز الشعور لدى اليمنيين بأن نضالهم ليس منعزلاً، بل هو جزء من حركة أكبر تهدف إلى تحرير الأراضي العربية.

في اليمن، كان يُنظر إلى السيد نصرالله كقائد عربي ملهِم، حيث اعتُبر الشخص الوحيد الذي انتصر على إسرائيل في معركة تموز 2006. هذا الانتصار أعطى الأمل لليمنيين بأنهم قادرون على مواجهة التحديات رغم قسوة الظروف. لقد كانت خطابات السيد نصرالله تعبر عن إيمان عميق بقدرة الشعوب على تحقيق النصر، مما حفز العديد من اليمنيين على تعزيز صمودهم.

السيد الشهيد حسن السيد نصرالله، أسس لنموذج سياسي مختلف في التعاطي مع القضية اليمنية. لقد استطاع أن يضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي، حيث لم يكن صوته مجرد تعبير عن المظلومية، بل كان منارة تضيء الطريق نحو فهم أعمق للصراع وأبعاده. إن تأثير كلماته تجاوز حدود التحليل السياسي ليصبح دافعاً حقيقياً للعديد من اليمنيين الذين أدركوا أنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، بل هم جزء من محور مقاوم يتجاوز الجغرافيا.

الخنادق اللبناني مريم السبلاني

مقالات مشابهة

  • “الأرصاد اليمني” يتوقع احتمال هطول أمطار على مناطق متفرقة
  • العليمي يدعو الجيش اليمني إلى تصعيد الموقف ضد الحوثيين
  • رئيس المجلس الرئاسي اليمني يوجه الجيش إلى التعامل الصارم مع الحوثيين
  • رئيس المجلس الرئاسي اليمني يوجه الجيش بـ التعامل الصارم مع الحوثيين
  • الرئيس اليمني يتفقد جاهزية القوات و”وحدة الجبهات” مع تصعيد الحوثيين العسكري
  • العليمي: معركة اليمن ضد الحوثيين مستمرة حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب
  • مقتل جنديين من الجيش اليمني في معارك مع الحوثيين شمال البلاد
  • كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟
  • المجتمع المدني اليمني في ظل الصراع.. تحديات وتحولات
  • الجيش اليمني يعلن إحباط أعنف عملية هجومية للحوثيين جنوب مأرب