وكالة الصحافة المستقلة:
2025-02-23@13:01:21 GMT

التدفق الإعلامي ومؤشرات هيمنته

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

أبريل 22, 2024آخر تحديث: أبريل 22, 2024

د. محمد وليد صالح

باحث وكاتب عراقي

 

قيمة الحدث ليست عمومية في العمل الإعلامي ونسبيتها في بعض وسائل الإعلام ورسائلها، فترى القيم الإخبارية متباينة بينها، إذ ترى أن ما تتبناه وسيلة إعلام سواء أكانت صحيفة أم إذاعة أم تلفزيون من قيم إخبارية تختلف عن التي تتبناها وسيلة أخرى تبعاً لفلسفة وسيلة الإعلام وأهدافها، فنجد هذه القيم أو المعايير التي تصل إلى مستوى نظام قيمي ينظر إليه نظرة تعميمية لدى المجتمع أو يعني بها كتّاب الأخبار التي تكوّن لديهم الحس الانتقائي، وهذه المعايير ليست فردية بل متعارف عليها وتعد مجموعة من الأفكار والمعتقدات وطرائق السلوك.

فالنظام الإخباري يسير على وفق مبادئ يمارس بموجبها المحترفون في وسائل الاتصال الجماهيري أحكامهم التقويمية وتفضيلاتهم لشئ على شئ آخر، مما يوجه عملية جمع الأخبار وانتقائها وتقديمها ونشرها بواسطة الأساليب المهنية وهي ليست بالضرورة وليدة خيالهم، إذ تمثل نتاج تفاعل عوامل عدة تسهم بشكل أو بآخر في بناء القصة الإخبارية.

الذي تسهم في تشكيله عوامل عدة تكمن في السياسة الإعلامية، وطبيعة التقاليد المهنية والذاتية والأفكار الاجتماعية التي يحرص على استحضارها القائم بالعملية الاتصالية ومدى توافر عناصر القصة الإخبارية، والجمهور المستقبل للرسائل ومدى الإفادة من مميزات التقانة التي تتمتع بها الوسيلة الاتصالية.

تطورت صناعة الأخبار مع تقانات الوسائل، وكذلك تتباين بين العالمين المتقدم والمتأخر بسبب التفاوت في إنتاج المعلومات وهيمنة الدول المتقدمة على وسائل الاتصال الجماهيري ومصادر المعلومات، الأمر الذي أدى الى ترسيخ الفجوة الاتصالية بينهما، وأصبحت تعرف بـ(اختلال التدفق المعلوماتي) وهذه المعايير ليست أزلية بل أن التحوّلات الثقافية تسهم في تشكيلها، وعلى سبيل المثال إذا كان الخبر في الدول الغربية يمثل تقرير موضوعي عن حدث ما، وفي العالم المتأخر يمثل الخبر بمحتواه ومصدره وقيمته، وهذا يتطلب تبني سياسة إعلامية دولية متوازنة لمعالجة الاختلال في التدفق المعلوماتي بين العالمين، فالمؤسسات لم تعد المصدر الخبري الوحيد والمنفرد في الساحة وانما أصبح كل فرد بما يمتلكه من رصيد على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها أشبه بوكالة خبرية ذات مستوى مصداقية ثابت وغير ثابت أحياناً، ووصف المنتدى الاقتصادي العالمي الأخبار الزائفة بأنها النار الرقمية.

وعلى الرغم من التباين الحاصل في المعايير الخبرية السائدة في العالم، فأن قيّم الحداثة والاهتمام الإنساني والقرب المكاني، نجدها صانعة للإخبار على وفق المقومات الإعلامية المهنية بينما تركز تلك القيّم على التوجه التنموي وأهدافه، فهي إذن قيم وظيفية لتحقيق أغراض التنمية المستدامة ضمن المحددات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي في غزة يتهم الصليب الأحمر بازدواجية المعايير

قال الإعلام الحكومي في قطاع غزة اليوم الخميس إن مراسم تسلم الصليب الأحمر جثث أسرى إسرائيليين تعكس ازدواجية في تعامله مع جثامين الشهداء الفلسطينيين.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي "ازدواجية معايير" اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال تسلم وتسليم "جثامين الأسرى الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين".

وفي منشور على منصة "إكس" قال مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة إنه "بينما يجري الصليب الأحمر مراسم رسمية مهيبة عند تسلّم جثث الأسرى الإسرائيليين يسلّم جثامين الشهداء الفلسطينيين في أكياس زرقاء تلقى داخل شاحنات تفتقر إلى أبسط مقومات الكرامة الإنسانية".

وأضاف الثوابتة أن "هذا التمييز الصارخ في التعامل يعكس ازدواجية المعايير ويفضح العجز الدولي عن تحقيق العدالة والإنصاف".

ولم يصدر تعليق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تصريحات الثوابتة، لكنها سبق أن أعلنت في 26 سبتمبر/أيلول 2024 أنها لم تشارك في نقل جثامين فلسطينيين من إسرائيل إلى غزة، وذلك ردا على تقارير إعلامية.

خلفية الإدانة

وجاءت الإدانة من جانب الثوابتة على خلفية تسليم الفصائل الفلسطينية في وقت سابق اليوم الخميس جثامين 4 أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس جنوبي غزة.

إعلان

وأظهرت عملية التسليم احترام الفصائل الفلسطينية حرمة الموتى عبر تسليم جثامين الأسرى الأربعة، كل منهم في تابوت منفصل مع بياناته.

وحمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان اليوم الجيش الإسرائيلي مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة إثر قصفه أماكن احتجازهم، في حين "عاملتهم المقاومة في قطاع غزة بإنسانية وحاولت إنقاذهم".

وتعود الجثامين الأربعة إلى أم وطفليها والأسير عوديد ليفشتس، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وستفرج حركة حماس بعد غد السبت عن 6 محتجزين إسرائيليين أحياء، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى من بين آلاف الفلسطينيين في سجونها.

مقالات مشابهة

  • الصيام المتقطع: وسيلة فعالة لمرضى السكري في إدارة مستويات سكر الدم
  • «السكة الحديد» تعلن توفير أكثر من وسيلة لحجز تذاكر القطارات قبل رمضان
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • انتقادات مورينيو تسهم في قرار تاريخي بالدوري التركي
  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • أبو هميلة: الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومدريد تسهم في جذب الاستثمارات الإسبانية لمصر
  • الإعلام الحكومي في غزة يتهم الصليب الأحمر بازدواجية المعايير
  • الاعيسر: عدد من النقاط التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول بنود الوثيقة الدستورية تناولت معلومات غير صحيحة
  • الإعلامي “سليمان السالم”: المنتدى السعودي للإعلام فرصة لاكتشاف أحدث الابتكارات والتقنيات التي تشكل مستقبل الإعلام (خاص)