الأنبار.. الخط الأحمر لإيران
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
أبريل 22, 2024آخر تحديث: أبريل 22, 2024
حامد شهاب
قد يقول قائل: ولماذا تعد الأنبار بالنسبة لإيران هي (الخط الاحمر) الذي لن تسمح به إيران بعد عام 2003 إلا أن يكون لها امتدادا جغرافيا لـ (نظرية الجيبولتك الإيرانية) وعصر هيمنتها التي تمتد لآلاف السنين منذ عهد إمبراطوريتها الفارسية قبل الإسلام والتي كانت تمتد الى بلاد الشام والروم يوم لم تكن هناك سوريا ولا لبنان ولا الأردن بهذه التسميات الحالية.
هذه حقيقة أصبحت معروفة للكثير من العراقيين ، وبخاصة لبعض رموز المكون السني ، عدا الحقيقة التي توافقت معها كل الأطراف الشيعية بلا استثناء وإيران والجهات السياسية (الشيعية) هي من تتناغم مع هذه الفكرة وهيأت لها الجماعات المسلحة وشيوخ عشائر إمتدت لهم يد إيران ليكونوا أعوانها الدائمين في المستقبل وهي من مكنت بعض ساسة الأنبار وعشائرها من الوجوه المغمورة أو التاريخ غير المشرف أو التي كان لها رصيد سياسي معنوي أيام الأمريكان وتعاونوا لاحقا معها ليكونوا هم واجهاتها الطيعة التي تنفذ السياسة الإيرانية وتوفر لها غطاء إنتشارها وتغلغلها وأصبحوا هم (سادة القوم) حاليا.
يضاف لهذا أنه كانت لتلك الإمتدادات أغطية عشائرية وميليشيات تأتمر بأوامر إيران ولن تسمح لكائن من كان أن يقف بوجه نفوذ إيران وهدفها بأن تكون الأنبار الخط الواصل للهيمنة الإيرانية باتجاه سوريا ولبنان وحتى الأردن مستقبلا ، وليكون لها تجاوز جغرافي مع الكيان الصهيوني وهما من يحددان اقتسام بلدان المنطقة بحسب التناغم والتوافق السياسي بين أمريكا وإيران والكيان الصهيوني والأمريكان هم من يشجعون تغلغل إيران في الأنبار وغض النظر عن امتداداتها في أرض الأنبار كونها تخدم هدف إسرائيل والأمريكان في النتيجة برغم ان العلاقة أخيرا ربما أصابها بعض حالات التوتر لكن الانسجام قائم بينهم على أكثر من صعيد.
وليكون بمعلوم أهل الأنبار وساستهم أن إيران لن تسمح لأية شركة أمريكية بالعمل في الأنبار وبخاصة في ميداني النفط والغاز لأن إيران تريد أن تبقي هي المهيمنة على استيرادات غاز العراق ولن تسمح لأية دولة أخرى أن تنافسها على هذه الثروة ولن تسمح للأنبار أن تكون مصدر ثروة العراق المقبلة من الغاز.
أي أن الأنبار وفقا لهذه الرؤية الإيرانية تعد (الخط الأحمر) لإيران والذي لا تسمح فيه بأن تتوغل شركات أمريكية للعمل في الأنبار. نقطة راس السطر.
بل وحتى الشركات الأمريكية نفسها تدرك أن العمل في محافظة الأنبار فيه مخاطر بسبب وجود ميليشيات مسلحة فيها تطلب كومشنات من أية شركة دولية تعمل في الأنبار والشركات الامريكية لا تعطي مثل هذه الامتيازات لأي كان لأن ساحات عملها الدولية كثيرة وأفضل استقرارا من الانبار بكثير..
كما أن شيوخا ووجهاء عشائر في الأنبار استفادوا أيضا من تجربة بعض عشائر الجنوب في أنهم يطلبون (كومشنات) ومبالغ باهضة جراء قيامهم بتوفير الحماية لأية شركة تعمل في الأنبار الا ويكون لهم حصة (دسمة) منها، فلم تعد للمصلحة الوطنية أي اعتبار.. المهم (دائرة الاستفادة) من الشركات أيا كانت ممن تتولى العمل مستقبلا في الأنبار، بالتوافق مع طلبات الجماعات المسلحة التي هي من تتحكم بالأنبار في الوقت الحاضر وهي من تهيمن على مقدراتها وهي من توافق على عمل هذه الشركة الدولية أو تلك .. أما أهل الأنبار وساستها الحقيقيين فالمسافة المسموحة لهم لا تمتد أكثر من كراسيهم في أكثر تقدير.
كما أن الشركات الأمريكية نفسها لا تفضل حاليا العمل في العرق لأنها تعرف مقدما أن بقاءها غير مضمون حيث أن الكل تطلب منها (كومشنات) وبخاصة الميليشيات والعشائر ، كما ان الأجواء تعدها غير آمنة لها ايضا، ولهذا حتى إن قدمت الى الانبار للعمل فإنها قد تضطر بعد فترة قليلة للرحيل مثلما رحلت شركات نفطية أمريكية من البصرة وكردستان.. فسمعة العراق مع الشركات النفطية وبخاصة الأمريكية منها وحتى البريطانية والتعامل معها وصل الي الحضيض وثقتها به معدومة..
ولهذا من الافضل الاعتماد على شركات أوكرانية أو روسية أو تركية في الأنبار لانها شركات مرغوبة لإيران ولعشائر الأنبار وتعد أكثر أمانا وأكثر استقرارا كونها تعطي (كومشنات) يسيل لها اللعاب لتضمن بقاءها في العراق.. ولا ترحل بسهولة مثلما هو الحال مع الشركات الامريكية التي تعمل حسب الظروف السياسية وترحل متى شاءت.. كما أن أية شركات أخرى تعمل في الأنبار ستكون أكثر أمانا من الامريكية لان التهديدات التي ستواجهها في الانبار ستكون أقل مما تواجهه في محافظات الجنوب وبخاصة من الميلشيات ومن عشائرها المتنافسة.. وقد تقع الانبار في ورطة أكبر لو جاءتها شركة أمريكية للعمل في غاز عكاز أو في المجالات النفطية الأخرى..
هذه نقاط مهمة جدا ينبغي أخذها في الاعتبار عند النظر الي مصلحة الانبار أولا وأخيرا..
بل أن إيران لا تخشى عمل شركات أمريكية في الجنوب مثلما تخشى من عملها في الأنبار كون الأنبار تعدها ساحة المرور الأساسية لإيران الي سوريا ولبنان وحتى الاردن وامتدادا مع الكيان الصهيوني كما أشرنا.. بل هي لن تسمح بتواجد شركات أمريكية في الأنبار.. تهدد مصالحها المالية الضخمة وبخاصة في مجالي استخراج الغاز والنفط.. نقطة راس السطر..
بل أن إيران قد تقبل شركات روسية أو تركية أو هندية لكنها لن تسمح لشركات أمريكية أو حتى خليجية للعمل في الأنبار ولن تسمح لا للسوداني ولا من يأتي بعده أن يجلب شركات أمريكية للعمل في الأنبار..
فالأنبار يا جماعة الخير كما يقال : خط أحمر لإيران..والعاقل يفهم..
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: شرکات أمریکیة فی الأنبار ولن تسمح أن إیران للعمل فی لن تسمح
إقرأ أيضاً:
وفد أمني برئاسة يار الله يصل الأنبار
شبكة انباء العراق ..
وصل وفد أمني برئاسة رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، اليوم الإثنين، إلى قاطع عمليات الأنبار.
وذكر بيان للدفاع أن “رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس خلف رحيمه وصلان الى قاطع لواء المشاة الثامن عشر في فرقة المشاة الخامسة ضمن قاطع عمليات الانبار”.
وأشار إلى أن “ذلك لمتابعة سير العمليات العسكرية (محمد رسول الله) الثانية، ويرافقهما معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد القوات البرية ومدير الاستخبارات العسكرية”.
user