الحكماء وحروب المنطقة.. مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية؛ الصادرة اليوم الاثنين، الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
فتحت عنوان مكاسب أخرى للحوار الوطني، بصحيفة الأهرام، أكد الدكتور محمد فايز فرحات، أهمية الدور الذي يلعبه الحوار الوطنى، فإلى جانب كونه إطارا لمراجعة الأبنية القانونية والسياسات الاقتصادية والمجتمعية، فإنه يلعب دورا ، قد لا يقل أهمية ، في تعزيز عدد من القيم الإيجابية المهمة.
وقال الكاتب إن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية في 26 أبريل 2022 أسس لخبرة جديدة في الحياة السياسية في مصر، وسرعان ما زادت القناعة والإيمان بها من جانب القوى السياسية الوطنية المشاركة في هذا الحوار ومختلف الفاعلين داخل المجتمع، على نحو دفع الرئيس إلى التأكيد على أهمية الحفاظ على هذه العملية وتطويرها لتصبح «حالة» داخل المجتمع.
وأوضح الكاتب أن الحوار الوطني كتحول مهم في الحياة السياسية في مصر سيُنتِج آثارا مهمة على مستوى تطوير الأبنية القانونية، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...إلخ، لكن التأثير الأهم والأعمق سيتعلق بتأثيراته المهمة على النظام الثقافي وعلى حزمة القيم الرئيسية داخل المجتمع، وترتيب هذه القيم.
الحكماء.. وحروب المنطقةمن جانبه، قال الكاتب أسامة سرايا، في عموده حكاية فكرة بصحيفة الأهرام تحت عنوان الحكماء.. وحروب المنطقة، "لقد انزلقت منطقتنا بالفعل إلى حالة جديدة من الحروب المختلفة، والمتنوعة من المُسيرات والصواريخ بعد حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والمسيرات الإيرانية التي سبقها قصف إسرائيل مقرا إيرانيا بدمشق ومقتل قادة كبار به ثم أعقبهما ضربة مخابراتية داخل أصفهان، في إشارة إسرائيلية لإيران أن هناك حالة حرب، واختراقا للداخل الإيراني.
وتساءل الكاتب، "هل كان طبيعيا أن تُترك المنطقة هكذا، وخاصة بعد قرار مجلس الأمن حرمان الفلسطينيين من أي أفق سياسي، الأمر الذي يستلزم تحركا عربيا، وخاصة من الحكماء القادرين على إدارة دفة قرار الحرب والسلام، واستقرار المنطقة، حيث شهدنا زيارة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لمصر، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى له، في مباحثات معمقة، وهو من حكماء المنطقة العربية، وصاحب كلمة مسموعة، كما أنه من أقدم حكام الخليج العربي".
وأضاف الكاتب "لقد استبق ملك البحرين رئاسته القمة العربية في مايو المقبل بزيارة القاهرة، موطن الحكمة، والقوة العربية، وهذا عمل ذكي ومحنك، ويضمن للقمة العربية المقبلة تحقيق أهدافها في هذا الوقت الدقيق والحساس، والخطير الذي يستأسد فيه المتطرفون والإرهابيون في كل مكان، ويدفعون المنطقة إلى الانهيار، فتحية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك حمد بن عيسى الذي جاء في التوقيت الحرج، والحساس لمستقبل قضية فلسطين، واستقرار المنطقة العربية ككل".
وعلى جانب آخر، قال الكاتب عبدالرازق توفيق، في عموده من آن لآخر بصحيفة الجمهورية، تحت عنوان تسويق القدرة، "إن هناك بعض الفئات تتمتع بمواهب وقدرات هائلة وهناك أيضا منتجات عالية الجودة وتتفوق في جودتها على منتجات أكثر شهرة ، وهناك دول تحقق إنجازات ومعجزات غير عادية ودول أخرى أقل إنجازا لكنها تتمتع بصدى أوسع".
وأوضح الكاتب، "أن السبب في ذلك هو القدرة على تسويق هذه الإنجازات أو الجودة أو القدرات، فالتسويق بات أمرا حيويا في كافة المجالات بل إن التسويق أو الدعاية يدخل في أمور أكثر أهمية تتعلق بقوة الدول وقدراتها وامتلاكها للردع لذلك تخشاها الدول الأخرى ولذلك لعبت السينما أو هوليود تحديدا دورا مهما في التسويق والتعريف بالقوة والقدرة الأمريكية حتى وإن كانت أقرب إلى الخيال ومغايرة للواقع".
وأكد أن التسويق أصبح فنا وعلما يدرس في الأكاديميات والجامعات لذلك أصبح عنصرا حاسما في إيصال صورة الدول وإمكاناتها وقدراتها أو حتى على الجانب التجاري والاقتصادي ، فتستطيع أن ترصد مدى قوة وفعالية التسويق في قوة وسمعة المنتج".
وأضاف " من المهم أن نروج ونسوق أنفسنا وقدراتنا وإمكاناتنا وما لدينا من فرص حتى نستطيع أن نحول الأهداف والتطلعات إلى واقع ملموس على الأرض نحصد ثماره".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ندوة “قراءة في كتاب.. الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”
نظّم مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، اليوم الاثنين، ندوة بعنوان “قراءة في كتاب.. الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
حضر الندوة نخبة من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، تحدث خلالها كل من سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، والكاتب والإعلامي الأستاذ راشد العريمي، والكاتب الصحفي الدكتور خالد بن ققه.
من جانبه، أثنى سعادة الدكتور عمر الدرعي، على الكتاب، وعلى الجهد البحثي الكبير، الذي بذله الدكتور جمال السويدي، وقال في مداخلته التي تضمنت عدة مبادئ مهمة حول الهوية الوطنية وما يندرج تحتها من ثوابت وقيم متأصلة يجب توافرها في كافة المجتمعات، للنهوض نحو التقدم أن الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة لها ثابتها وسماتها التي تحفظ لها خصوصيتها، لكونها ترتبط بمجموعة من القيم والمعتقدات والتقاليد الاجتماعية والثقافية الموروثة والمتوارثة وعلى رأس ذلك ارتباطها باللغة العربية والدين، ومشيراً إلى ضرورية رسم استراتيجية وطنية مستقبلية تثري الهوية الوطنية في الخطاب الديني، مستشهداً بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: “سيقى تاريخنا وهويتنا وموروثنا الثقافي جزءاً أساسياً في خططنا للمستقبل”.
بدوره، أشاد الأستاذ راشد العريمي بالكتاب، واصفاً إياه بأنه أحد أهم الكتب، قائلاً: إن الكتاب يبرز مساعي القيادة الإماراتية الرشيدة إلى تعزيز هوية وطنية يبني الإماراتيون بواسطتها، شكلاً جديداً من أشكال الهُويّة الجماعية، ويتمكنوا من تجاوز ولاءاتهم تجاه العائلة أو القبيلة أو المنطقة، والانتقال إلى رحابة الانتماء الوطني الأشمل.
وأضاف العريمي أن الكتاب يُعد محاولة لإعادة بناء مفهوم الهوية الوطنية الإماراتية، بهدف استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية، بشكل متزامن ومتوازن، دون أن تفقد الشخصية الوطنية المميزة هويتها وخصوصيتها، مشيراً إلى أن الكاتب يتحدث بموضوعية عن دور القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ قيم الهوية الوطنية في الدولة، من خلال مبادرات وبرامج ومشروعات التربية المواطنية.
ومن جهته أشاد الدكتور خالد بن ققه، بكتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، ووصفه بأنه كتاب مهم محمّل برؤية تكشف عن ثبات دولة الإمارات العربية المتحدة وتفتحها معاً في ظل تراجع الشعوب الأخرى للاحتماء والانغلاق، ومنوهاً بأن مفهوم الهوية الإماراتية اتخذ منذ تأسيس الدولة مساراً متوازناً ومدروساً يعزز الانتماء إلى الهوية الوطنية، ويصون القيم والتقاليد الوطنية الجامعة، ويرسخ الوفاء للوطن والإيمان بعزم قيادته ذات الشرعية التاريخية وقدرتها على التمسك بالخصائص الاجتماعية- السياسية للدولة وحماية استقلالها وسيادتها ووحدتها.
وفي ختام الندوة تم فتح المجال للنقاش حيث أبدى الحضور تأييدهم لما خلص إليه المحاضرون بأن الكتاب جاء في الوقت والزمان المناسبين لمناقشة قضية هامة وملحة لدى كافة المثقفين والمعنيين وأصحاب القرار.