جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-09@02:09:30 GMT

وادي سمائل ومنخفض المطير

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

وادي سمائل ومنخفض المطير

 

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

 

يعد وادي سمائل من الأودية الشهيرة في سلطنة عمان، وهو مصب للعديد من الأودية الرئيسة والفرعية والتي تقارب عشرين واديًا ونيفا، كوادي المساقة الشهير ووادي العسي والجعيدي واللثلي والشوعية وعافر ورجم والسدر والشيخ والعجوز والحلاه ووادي الهوب وقري وسيجا وغيرها، والتي تنحدر من سلسلة جبال الحجر الغربي والشعاب المنحدرة من جبال الولاية نفسها، وأبرزها شرجة الإبراهيمية والذي شكل سيلًا جارفًا شبهه البعض بالطوفان؛ لشدته والتي تلتقي في مجرى واحد ضيق، شبهه الشيخ المؤرخ حمود بن سالم السيابي كورقة الموز، ويُقسم سمائل إلى ضفتين وإلى مسميين علاية سمائل وسفالة سمائل.

إن الناظر لكمية المياه الهاطلة التي امتلأ بها الوادي أثناء منخفض المطير وما سببه من فيضان في الطريق الرئيس الذي يربط قرى سمائل ببعضهاّ؛ مما أدى إلى توقف الحركة المرورية من وإلى مركز الولاية والذي يؤدي بدوره إلى قطع الرئة التي يتنفس منها الناس لممارسة حياتهم المعيشية العادية، والضرورية ودخوله ببعض البساتين وبعض المنازل المحاذية للوادي وما ترتب عليه من بعض الخسائر المادية بحاجة إلى إعادة دراسة مجرى الوادي داخل الولاية دراسة علمية متأنية من قبل جهات الاختصاص كمكتب المحافظ، وقيادة شرطة عمان السلطانية بمحافظة الداخلية، ووزارة النقل ووزارة الإسكان، ووزارة الزراعة، ووجهاء الولاية؛ لوضع معالجة تبث لدى المواطنين والمقيمين الطمأنينة على الممتلكات والأروح أثناء نزول الأمطار وتدفق الأودية وخاصة أثناء المنخفضات والأعاصير.

ويشكل وادي سمائل أهمية كبيرة من الناحية السكانية؛ حيث الكثافة العددية للسكان القاطنين على ضفتي الوادي وخارجه، وهؤلاء لهم مطالبهم وحاجاتهم في مثل هذه الأزمات التي تحصل؛ مما يؤثر عليهم من ناحية وصولهم إلى أعمالهم الحكومية والخاصة، وكذلك تأثيره اجتماعيا ونفسيًا وصحيًا وحياتيًا .

ومن الناحية الاقتصادية تتوقف عجلة الحياة فيه؛ باعتبار أن الشارع الذي يخترق الوادي بمثابة حلقوم الولاية يربط أنشطتها التجارية ببعضها، بداية من مركز الولاية وحتى سوق لزغ، ولاسيما وجود منطقتين صناعيتين كمنطقة هصاص الصناعية الصغرى، ومنطقة سمائل الصناعية الكبرى الواعدة.

ومن الناحية التاريخية والسياحية تتأثر سلبًا نظرًا لما تمثله سمائل من مركز علمي وديني؛ حيث نور الإسلام انبلج منها عن طريق الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السعدي الطائي الذي لا زال مسجده المضمار مزاراً للعديد من الزائرين للولاية، وما مثلته سمائل من حركة علمية وأدبية وفقهية في الماضي القريب على يد كثير من علمائها الذين يشار إليهم بالبنان كالعلامة المُحقق الفقيه الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي؛ والشيخ خلفان السيابي، والشيخ أبو عبيد السليمي وغيرهم. والشعراء كالشيخ عبدالله الخليلي، وأبو سرور القاضي المشهور، وحبراس السليمي. والأدباء كالشيخ راشد بن عزيّز الخصيبي، والمؤرخون كالشيخ حمود السيابي. بالإضافة إلى الآثار المادية كقلعة سمائل، وبيت الخوبار، وحصن هصاص. وغير المادية كالأفلاج كفلج السمدي الشهير.

ونظرًا لما يُسببه نزول الوادي من مُعيقات جمَّة تقتضي المعالجة من قبل جهات الاختصاص فإننا نقترح: إنشاء سد لحجز المياه كبقية السدود المعمول بها في أنحاء السلطنة في ولاية سمائل. وكذلك تعميق مجرى الوادي المتجه لقلب الولاية، وعمل حماية خرسانية على حافتي ضفتي الوادي من الجانبين، وأيضاً تطوير الشارع الحالي بعمل جسر مُعلق يخترق الوادي مثل الشارع المعمول به في نيابة الأشخرة مع مراعاة الصلة بين الضفتين أو عمل نفق في بطن الوادي لمرور المركبات، أو جسر علوي محاذٍ لإحدى الضفتين، وكذلك عمل كواسر للفيضانات للحد منها .

ربما تساعد هذه المقترحات للتخفيف من الأزمات المتكررة التي تحصل في مثل هذه الظروف الاستثنائية في ولاية سمائل التي تستاهل الكثير بحكم الدور الذي قامت به كنظيراتها من الحواضر العمانية.

 حفظ الله عمان وقيادتها وشعبها من كل مكروه نعم المولى ونعم النصير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وضع حجر الأساس لإنشاء «مزرعة عمودية» في وادي تكنولوجيا الغذاء

أعلن وادي تكنولوجيا الغذاء، المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بدء الأعمال الإنشائية رسمياً، لتشييد «مزرعة عمودية ضخمة» في مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء، وذلك تأكيداً لالتزام الدولة بتبنيها حلولاً مبتكرة للإنتاج الغذائي المستدام.

جاء الإعلان عن وضع حجر الأساس، بحضور عدد من كبار الشخصيات، يتقدمهم معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، والدكتور محمد سلمان الحمادي، الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي في وزارة التغير المناخي والبيئة، وجوناثان رينولدز، وزير التجارة للمملكة المتحدة، وإدوارد هوبارت، سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، وأوليفر كريستيان، قنصل عام المملكة المتحدة في دبي، وراشد محمد، المدير التنفيذي للعقارات لدى وصل، وعمر الميدور، مدير إدارة أصول الأراضي لدى وصل، وأحمد الشيباني، رئيس مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء»، وسعيد المري، رئيس مجلس إدارة شركة ريفارم، وأوليفر كريستوف، الرئيس التنفيذي لشركة ريفارم، وآندرو لويد، الرئيس التنفيذي لشركة إنتيليجنت غروث سوليوشنز (IGS).


وقالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، إن دولة الإمارات تمضي في تقديم نموذج عالمي للأمن الغذائي، القائم على الابتكار وتعزيز الجهود لبناء نظم غذائية وزراعية مستدامة، لدفع جهود التنمية وبناء مستقبل أفضل لأبناء الوطن والعالم.


وأضافت أن «وادي تكنولوجيا الغذاء» وما يقدمه من جهود وشراكات عالمية، يأتي لدعم نظم الغذاء والزراعة الحديثة، تجسيدا لهذا التوجه.

وأوضحت: «تؤمن دولة الإمارات بالتعاون لإرساء دعائم الأمن الغذائي المستدام، على المستويين المحلي والعالمي، من أجل تبادل التجارب والخبرات والتقنيات، التي تضمن إيجاد حلول للتحديات الغذائية والزراعية التي تواجهها دولتنا والعالم، وتتمثل أهمها في قلة الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة».

وقالت إن «وادي تكنولوجيا الغذاء» يلعب دوراً حيوياً في تلك الجهود، التي نهدف من خلالها إلى زيادة الإنتاج المحلي من الغذاء والمحاصيل الزراعية الاستراتيجية، عن طريق استخدام تقنيات الزراعة الحديثة الصديقة للبيئة والذكية مناخيا، وهو ما سيمكننا من تلبية الطلب المحلي، وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.

ويعد مشروع «المزرعة العمودية»، الذي يقع على مساحة قدرها 900 ألف قدم مربعة، علامة فارقة تهدف إلى بناء منظومة لإنتاج الغذاء بطريقة مستدامة، وهو ثمرة تعاون مشترك بين مجموعة ريفارم ReFarmTM العالمية وشركة إنتيليجنت غروث سوليوشنز (IGS).

وسبق أن تم الإعلان عن هذه المبادرة، خلال أعمال مؤتمر الأطراف COP28، ضمن رؤية الدولة للحد من الانبعاثات وتعزيز الأمن الغذائي.

ومن الجدير بالذكر أن وادي تكنولوجيا الغذاء، مبادرة حكومية تهدف إلى بناء نظام غذائي مستدام، من خلال شراكة بين مجموعة «وصل» ووزارة التغير المناخي والبيئة.

ويجمع مشروع المزرعة العمودية الضخمة، ست تقنيات زراعية مبتكرة تعمل بمنظومة مغلقة تعزز كفاءة استخدام الموارد، ما يحد من النفايات، ويحول دون وصولها إلى مكبات النفايات.

أخبار ذات صلة «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميّز الزراعي» تدعم الاستدامة والأمن الغذائي شراكات استراتيجية بين «وادي تكنولوجيا الغذاء» ومستثمرين عالميين

ومن المتوقع أن يبدأ المشروع في إنتاج الغذاء بحلول عام 2025، مع قدرة سنوية لإنتاج ما يزيد على ثلاثة ملايين كيلوجرام من المنتجات الزراعية، بفضل تقنيات الزراعة العمودية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تقدّمها شركة IGS.

كما يسهم بشكل فعال في معالجة أكثر من 50 ألف طن من مخلفات الطعام سنويا، معتمدا على حلول الاستدامة لتعزيز تحويل النفايات إلى موارد مستغلة.

وقال هشام عبد الله القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل: «ينجز وادي تكنولوجيا الغذاء واقعا جديدا، ويهدف إلى بناء نظام غذائي مرن ومستدام يسهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي وتقليل انبعاثات الكربون»، موضحا أنه من خلال هذا المشروع، يتم العمل بشكل وثيق مع كافة الجهات المعنية لقيادة الابتكار، وتحقيق أهدافنا المشتركة.

وأضاف أن المشروع استطاع، منذ انطلاقه، استقطاب نخبة العقول والشركات الرائدة في مجال التقنيات الزراعية، ما يجسد الالتزام الجماعي بحماية النظام الغذائي في الإمارات، وضمان استدامته للأجيال المقبلة، فضلاً عن جعله نموذجا رائدا تقتدي به الدول الأخرى.

من ناحيته قال جوناثان رينولدز، وزير التجارة للمملكة المتحدة: «يعد الأمن الغذائي وتغير المناخ تحديان عالميان، والعمل مغاً هو أفضل استراتيجية لمواجهة هذه التحديات، ولهذا السبب أفخر بتطوير شركة بريطانية لتقنية الزراعة العمودية لمشروع المزرعة العمودية الضخمة المبتكر في الإمارات العربية المتحدة».

وأضاف أن هذا المسعى يوضح براعة المبتكرين البريطانيين، الذي يمكن من دعم التزام الإمارات العربية المتحدة القوي بالزراعة التجديدية وخفض الكربون عند إدارة نفايات الطعام والإنتاج الغذائي المحلي.

من جانبه، قال أوليفر كريستوف: «منذ أن أعلنا عن المشروع لأول مرة خلال قمة الأطراف COP28 في ديسمبر الماضي، بذلنا جهودا حثيثة لتحويل رؤيتنا الأولية إلى واقع ملموس قابل للتنفيذ، واستعرضنا أكثر من 60 نوعا من المحاصيل، والتي تمت زراعتها لأكثر من عام في منشآتنا التجريبية في القوز، دبي، وأثبتنا فاعلية مجموعة واسعة من حالات الاستخدام للمنتجات المتجددة، كما تمكنا من توريد المنتجات بانتظام إلى الجهات الأساسية المسؤولة عن توزيع المحاصيل، وتحويل ما يزيد على 40 طنا من نفايات الطعام بعيدا عن مكبات النفايات».

وأضاف أن هذه الإنجازات ما لم لتتحقق لولا الدعم المسبق من الأطراف المعنية في الدولة، الذين أبدوا التزاما ثابتا، إضافة إلى دعم حكومة دبي وحكومة دولة الإمارات، خاصة وزارة التغير المناخي والبيئة، وتفانيها في صياغة بيئة تشريعية تحتضن وتدعم تطور واعتماد التكنولوجيا الحديثة.

من جهته قال أندرو لويد، الرئيس التنفيذي في شركة إنتيليجنت غروث سوليوشنز (IGS)، «يعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى العالم، إذ لا يقتصر على كونه موقعا لمزرعة عمودية ذاتية التشغيل وواسعة النطاق، بل يشكل نموذجا تقنيا متكاملا يهدف لإحداث تحول حقيقي في مفهوم الأمن الغذائي المستدام عالمياً، وبالشراكة مع فريق ReFarm، نعبر عن امتناننا العميق لحكومتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة على إتاحة منظومة داعمة ساعدت هذا المشروع على الانتقال من مجرد فكرة إلى مرحلة التنفيذ في أقل من عام، مستمدين الزخم من إرث قمة الأطراف COP28».

وأضاف: «نتطلع للأشهر المقبلة التي ستشكل مرحلة تحوّل حاسمة للشركة، حيث نواجه التحديات ونستثمر الفرص التي يوفرها تطبيق تقنياتنا على نطاق هذه المزرعة الضخمة».

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • وضع حجر الأساس لإنشاء «مزرعة عمودية» في وادي تكنولوجيا الغذاء
  • وضع حجر الأساس لإنشاء "مزرعة عمودية" في وادي تكنولوجيا الغذاء
  • «وادي تكنولوجيا الغذاء» يعزز نجاحاته بشراكات عالمية
  • حاكم كاليفورنيا يستنفر لحماية سياسات الولاية التقدمية من هجمات ترامب
  • “حساب المواطن” يوضّح شروط إضافة المطلقة للأبناء الأكبر من سن الولاية
  • رينارد يعلن قائمة الأخضر ورد فعل الشارع الرياضي
  • ماهر فرغلي: سياسة ترامب في الولاية الجديدة ستستمر في معاداتها للتيار الإسلامي
  • الخليج وإيران وإسرائيل| ترامب بين الولاية الأولى والثانية.. تحليل حول علاقة رئيس أمريكا بالشرق الأوسط
  • الاتحاد يواجه سمائل وأهلي سداب يستقبل مسقط والمضيبي يستضيف الطليعة
  • ترامب: الفوز بهذه الولاية "يحسم كل شيء"