وادي سمائل ومنخفض المطير
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
علي بن حمد بن عبدالله المسلمي
يعد وادي سمائل من الأودية الشهيرة في سلطنة عمان، وهو مصب للعديد من الأودية الرئيسة والفرعية والتي تقارب عشرين واديًا ونيفا، كوادي المساقة الشهير ووادي العسي والجعيدي واللثلي والشوعية وعافر ورجم والسدر والشيخ والعجوز والحلاه ووادي الهوب وقري وسيجا وغيرها، والتي تنحدر من سلسلة جبال الحجر الغربي والشعاب المنحدرة من جبال الولاية نفسها، وأبرزها شرجة الإبراهيمية والذي شكل سيلًا جارفًا شبهه البعض بالطوفان؛ لشدته والتي تلتقي في مجرى واحد ضيق، شبهه الشيخ المؤرخ حمود بن سالم السيابي كورقة الموز، ويُقسم سمائل إلى ضفتين وإلى مسميين علاية سمائل وسفالة سمائل.
إن الناظر لكمية المياه الهاطلة التي امتلأ بها الوادي أثناء منخفض المطير وما سببه من فيضان في الطريق الرئيس الذي يربط قرى سمائل ببعضهاّ؛ مما أدى إلى توقف الحركة المرورية من وإلى مركز الولاية والذي يؤدي بدوره إلى قطع الرئة التي يتنفس منها الناس لممارسة حياتهم المعيشية العادية، والضرورية ودخوله ببعض البساتين وبعض المنازل المحاذية للوادي وما ترتب عليه من بعض الخسائر المادية بحاجة إلى إعادة دراسة مجرى الوادي داخل الولاية دراسة علمية متأنية من قبل جهات الاختصاص كمكتب المحافظ، وقيادة شرطة عمان السلطانية بمحافظة الداخلية، ووزارة النقل ووزارة الإسكان، ووزارة الزراعة، ووجهاء الولاية؛ لوضع معالجة تبث لدى المواطنين والمقيمين الطمأنينة على الممتلكات والأروح أثناء نزول الأمطار وتدفق الأودية وخاصة أثناء المنخفضات والأعاصير.
ويشكل وادي سمائل أهمية كبيرة من الناحية السكانية؛ حيث الكثافة العددية للسكان القاطنين على ضفتي الوادي وخارجه، وهؤلاء لهم مطالبهم وحاجاتهم في مثل هذه الأزمات التي تحصل؛ مما يؤثر عليهم من ناحية وصولهم إلى أعمالهم الحكومية والخاصة، وكذلك تأثيره اجتماعيا ونفسيًا وصحيًا وحياتيًا .
ومن الناحية الاقتصادية تتوقف عجلة الحياة فيه؛ باعتبار أن الشارع الذي يخترق الوادي بمثابة حلقوم الولاية يربط أنشطتها التجارية ببعضها، بداية من مركز الولاية وحتى سوق لزغ، ولاسيما وجود منطقتين صناعيتين كمنطقة هصاص الصناعية الصغرى، ومنطقة سمائل الصناعية الكبرى الواعدة.
ومن الناحية التاريخية والسياحية تتأثر سلبًا نظرًا لما تمثله سمائل من مركز علمي وديني؛ حيث نور الإسلام انبلج منها عن طريق الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السعدي الطائي الذي لا زال مسجده المضمار مزاراً للعديد من الزائرين للولاية، وما مثلته سمائل من حركة علمية وأدبية وفقهية في الماضي القريب على يد كثير من علمائها الذين يشار إليهم بالبنان كالعلامة المُحقق الفقيه الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي؛ والشيخ خلفان السيابي، والشيخ أبو عبيد السليمي وغيرهم. والشعراء كالشيخ عبدالله الخليلي، وأبو سرور القاضي المشهور، وحبراس السليمي. والأدباء كالشيخ راشد بن عزيّز الخصيبي، والمؤرخون كالشيخ حمود السيابي. بالإضافة إلى الآثار المادية كقلعة سمائل، وبيت الخوبار، وحصن هصاص. وغير المادية كالأفلاج كفلج السمدي الشهير.
ونظرًا لما يُسببه نزول الوادي من مُعيقات جمَّة تقتضي المعالجة من قبل جهات الاختصاص فإننا نقترح: إنشاء سد لحجز المياه كبقية السدود المعمول بها في أنحاء السلطنة في ولاية سمائل. وكذلك تعميق مجرى الوادي المتجه لقلب الولاية، وعمل حماية خرسانية على حافتي ضفتي الوادي من الجانبين، وأيضاً تطوير الشارع الحالي بعمل جسر مُعلق يخترق الوادي مثل الشارع المعمول به في نيابة الأشخرة مع مراعاة الصلة بين الضفتين أو عمل نفق في بطن الوادي لمرور المركبات، أو جسر علوي محاذٍ لإحدى الضفتين، وكذلك عمل كواسر للفيضانات للحد منها .
ربما تساعد هذه المقترحات للتخفيف من الأزمات المتكررة التي تحصل في مثل هذه الظروف الاستثنائية في ولاية سمائل التي تستاهل الكثير بحكم الدور الذي قامت به كنظيراتها من الحواضر العمانية.
حفظ الله عمان وقيادتها وشعبها من كل مكروه نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع وادي زها بمدينة السلطان هيثم في عمان
تم الإعلان عن إطلاق مشروع "وادي زها"، الحي الأول ضمن مشروع تطويري جديد بمدينة السلطان هيثم، باستثمارات تصل إلى 90 مليون ريال عماني، في حدث استثنائي أقيم في دار الأوبرا السلطانية العمانية، وتحت رعاية وزير الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عمان.
يأتي المشروع في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التنمية العمرانية في السلطنة، حيث يهدف إلى نقل خبرات تطوير المجتمعات المتكاملة إلى السوق العماني، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040 ويعزز العلاقات الاقتصادية الإقليمية.
يمتد المشروع على مساحة إجمالية تبلغ 100 فدان، ويتضمن ثلاثة أحياء سكنية: وادي زها، وادي صفا، وادي تالا، بإجمالي 3500 وحدة سكنية متنوعة تلبي مختلف احتياجات السكان. ويتميز المشروع بأن كل حي سكني يتم تطويره كمجتمع متكامل على قطعة أرض منفصلة، مما يوفر بيئة سكنية متكاملة تجمع بين التصميم العصري والطابع المحلي.
شهد حفل الإطلاق حضور عدد من كبار المسؤولين والوزراء والسفراء والمستثمرين، في إشارة إلى أهمية المشروع على المستوى الإقليمي. وخلال الفعالية، أكد معالي وزير الإسكان والتخطيط العمراني أن هذا المشروع يعكس التزام السلطنة بتطوير مدن حديثة ومستدامة تلبي تطلعات الأجيال القادمة، مشيرًا إلى دوره في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة وتعزيز عمليات التعمين.
يتميز "وادي زها" بموقعه الاستراتيجي في قلب مدينة السلطان هيثم، حيث يمتد على مساحة 23 فدانًا ويضم 760 وحدة سكنية متنوعة، تشمل شققًا بمساحات مختلفة، دوبلكسات، بنتهاوس، فلل مستقلة، وتاون هاوس. كما يضم المشروع مساحات خضراء واسعة، ومرافق ترفيهية متكاملة تشمل صالات رياضية، مسابح، سينما مفتوحة، مناطق لعب للأطفال، متاجر، مقاهي، ومراكز ثقافية وصحية، مما يخلق بيئة سكنية نابضة بالحياة.
وقد تم تصميم المخطط العام للمشروع من قبل إحدى الشركات العالمية المتخصصة في التصميم والتخطيط العمراني، بما يضمن تقديم مجتمع سكني متكامل يراعي أحدث معايير الاستدامة. كما تم التعاون مع جهات استشارية لضمان تطبيق أفضل الممارسات في عمليات التطوير العقاري، مما يرسّخ معايير جديدة في سوق العقارات العمانية.
وفي ختام الحدث، تم التأكيد على أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية العمرانية المستدامة في السلطنة، من خلال توفير بيئة متكاملة تلبي تطلعات السكان، وتساهم في تحقيق رؤية عمان 2040 التي تركز على التحضر الذكي والتنمية المستدامة.