جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-16@13:26:19 GMT

نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا

 

علي بن سالم كفيتان

شهدت محافظة ظفار حراكًا إعلاميًا غير مسبوق منذ عامين ونيف، ولا يكاد ينجلي شهر إلّا على وقع افتتاح مؤتمر أو ملتقى أو ندوة أو ورش عمل، تناقش أداء الاستراتيجيات والرؤى، ناهيك عن استطلاعات الرأي التي باتت نهجًا لبلدية ظفار في تجديد الأسواق وتطوير المحافظة، إضافة للزيارات الميدانية التي يشارك فيها جميع مسؤولي المحافظة إلى ولايات المحافظة بعيدًا عن المركز.

كل ذلك يمثل حراكًا محمودًا وسعيًا حثيثًا لخلق واقع جديد أفضل للمحافظة الجنوبية الواعدة كوجهة سياحية ومنفذ اقتصادي ولوجستي عالمي لعُمان، إلّا أن المتابع لا يرى تغيُّرًا ملموسًا يتناسب مع كل هذا الحراك، ومن هنا أتت فكرة هذا المقال لتذكير أصحاب القرار في المحافظة بأهمية أن يرى المواطن والزائر آثار هذا الحراك على الواقع، وأن يكون الإنسان في المحافظة هو الهدف الأول لأي جهد أو مسعى، ويجدر بنا القول هنا بألا تكون ظفار فقط مصيفًا لمدة 40 يومًا تُفصَّل فيه الامتيازات والتخفيضات والعروض للزوّار والسياح فقط.

لا يمكننا تطوير المنتج السياحي في ظفار بجر الأكشاك ودورات المياه سنويًا بين السهول والوديان والجبال؛ فثقافة الأكشاك والبيع على الطرقات باتت ثقافة جديدة ابتدعتها الجهات المعنية لتتجنب العمل على إرساء بنية أساسية لمشهد سياحي مُستدام في ظفار، فباتت الصورة هي نفسها كل عام: ازدحام وتكدس في وجهات مُكررة، لا يقضي فيها الزائر وقتًا طويلًا، في ظل توافد قرابة المليون إنسان يطوفون على نفس المشاهد وليس أمامهم إلّا الابتكار، فباتوا يتزلجون في الوحول كنوع من الترفيه المفقود، ليعترض الرعاة وتُغلق المسارات، ويُجَر السائح إلى خانة الاتهام. وهنا لا أدري كيف تُقيِّم المحافظة تطوير المنتج السياحي الذي تُقدِّمه؟

من واقع هذا المشهد، ربما التطور الجديد هذا العام هو تثبيت قيمة تذاكر طيران الناقل الوطني بمكيالين لا ثالث لهما، وتمنيتُ لو كان المكيال واحدًا وهو 54 ريالًا للتذكرة ذهابًا وعودة للعُمانيين طوال العام، من وإلى ظفار؛ فالانتقائية التي ميَّزت الموسم السياحي في ظفار بهذا السعر تنال من مفهوم العدالة الاجتماعية في التعامل بالمثل؛ فسكان ظفار لهم مصالح دائمة في مسقط، ويتوافدون عليها في كل المواسم. ومن هنا يرى النَّاس في ظفار أن الناقل الوطني لا يمتلك نظرة تُترجِم واقع هذا الاسم، عندما يتم التعامل مع أسعار الرحلات الداخلية بين صلالة ومسقط، تمنيتُ أن يتم تخفيف وقع هذا الخبر الصادم لسكان المحافظة بمنح تذاكر مُخفّضة للطلبة الدارسين في مسقط وظفار والمرضى المُحوَّلين للمستشفيات المركزية في العاصمة.

أعلنت بلدية ظفار عن حزمة من مشاريعها بعد الخريف الماضي 2023، وأكدت من خلال تصريحات عالية المستوى أن المشاريع المسندة مثل ازدواجية بعض الطرق والجسور والوجهات الساحلية والساحات العامة، سيتم المباشرة فيها بشكل أسرع من المعتاد الذي بات الكل يردده كل عام، وهو العمل في فترة الذروة السياحية؛ مما يؤدي الى تفاقم أزمة السياح، وكأنَّ العام بكامله لا يكفي للبدء إلّا مع تدفق السياح واكتظاظ المحافظة بالزوار. لا أدري كم من الوقت ستحتاج الشركات لحلق بقية أشجار الموز والنارجيل على ضفتي طريق السلطان قابوس؟ والأمر ذاته فيما يتعلق بازدواجية شارع السلطان تيمور وجسر دوار إتين؟

المؤكد أن الموسم هذا العام لن يرى جديدًا من هذه المشاريع، وربما لمواسم أخرى قادمة، رغم تواضع العمل المطلوب، فأين يكمُن الخلل الذي لم يُعالج مع الإدارة الجديدة لبلدية ظفار التي قدمت نفسها بشكل رائع للجمهور من الناحية الإعلامية خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟ من المهم أن تلتفت البلدية للظهير السكاني للمدينة كذلك، وهي المناطق الريفية التي لم ترَ مشاريع نوعية كالطرق أو الخدمات الأخرى التي تعمل على تثبيت السكان في قراهم وتخفف من الهجرة إلى المدينة، كما كان سابقًا، من خلال منح حصة من الطرق والخدمات العامة لكل منطقة في الأرياف والعمل على استدامة الخدمات للناس في مناطق سكناهم.

شملت زيارات مسؤولي المحافظة مؤخرًا الولايات البعيدة؛ حيث جلسوا مع المواطنين واستمعوا لمطالبهم، وهذا أمر حسن، لكن ما هو معلوم أن ولاية صلالة يتركز بها أكثر من 86% من سكان المحافظة؛ سواءً في المدينة أو الأرياف، وهم يترقبون من صاحب السمو السيد المحافظ أن تشمل الزيارات واللقاءات القادمة أبناء الولاية الأم حاضرة ظفار، في مراكزهم الإدارية السابقة وقراهم وتجمعاتهم السكانية؛ للاستماع إلى مطالبهم وتطلعاتهم في ظل النهضة المتجددة لمقام مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأن يجد سموه حلًا للموت السريري لمنطقة صلالة الحرة، التي وُعدِنا قبل أعوام، بأنها ستُسهم في حل مشكلة الباحثين عن عمل في ظفار؛ عبر إيجاد آلاف الفرص الوظيفية، والتي لم ترَ النور إلى اليوم.

وحفظ الله بلادي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية : بدء موسم توريد القمح لهذا العام

أعلن اليوم اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية عن بدء موسم حصاد وتوريد القمح لعام 2025 بنطاق المحافظة والجاهزية الكاملة لكافة مواقع الاستلام لاستقبال المحصول من المزارعين وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لضمان سرعة ودقة عمليات التوريد ، مشدداً بضرورة مراعاة كافة الاشتراطات الفنية اللازمة لعملية التخزين حفاظاً على المحصول وتحقيق المستهدف.


وأوضح محافظ المنوفية أنه تم الإنتهاء من تجهيز 13 موقع ما بين صوامع وشون وهناجر بسعة تخزينية تزيد عن 135 ألف طن تنوعت ما بين (8) مراكز تجميع تابعة للبنك الزراعي المصري و(5) مواقع تخزين وتجميع لشركات مطاحن وسط وغرب الدلتا وجنوب القاهرة والقابضة للصوامع والتخزين بنطاق المحافظة.

مملوكة للدولة.. الري توضح تفاصيل غرق 20 فدانًا من طرح النهر في المنوفيةتحرك عاجل بسبب وجود نفايات طبية خطرة في أحد شوارع المنوفيةوسط صدمة الجميع ..وفاة ممرض شاب أثناء عمله بمستشفيات جامعة المنوفيةمحافظ المنوفية يشارك في مؤتمر برنامج التنمية المجتمعية مع الإتحاد الأوروبي

واشار إلى تشكيل لجان ميدانية لمتابعة إحكام السيطرة على عمليات توريد واستلام محصول القمح وحملات توعية للمزارعين لتشجيعهم وتحفيزهم على التوريد على مستوى المحافظة .
هذا وأكد محافظ المنوفية حرصه على متابعة انتظام عمليات توريد محصول القمح وتذليل كافة العقبات والوقوف على سير العمل بالصوامع لتحقيق أعلى معدلات التوريد ، مشدداً على رؤساء الوحدات المحلية بالمتابعة اليومية للمزارعين وعمليات التوريد وتقديم كافة التيسيرات للمزارعين أثناء عملية التوريد، ومناشداً جموع المزارعين بتوريد القمح للصوامع والشون المخصصة لهذا الغرض بنطاق المحافظة .

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية: بدء موسم توريد القمح لهذا العام
  • محافظ المنوفية : بدء موسم توريد القمح لهذا العام
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • محافظ سوهاج يصدر قرارًا بحجز السيارات التي تقوم بتحصيل أجرة زائدة أو التحميل من خارج المواقف
  • محافظ سوهاج يصدر قرارًا بحجز السيارات التي تحصل أجرة زائدة أو التحميل من خارج المواقف لمدة شهر
  • أمين الفتوى يعلق على الـمشاهد غير الأخلاقية التي تخالف الذوق العام
  • مزايا متنوعة مع حساب "الرفعة" للخدمات المصرفية الحصرية من بنك ظفار
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟
  • كل عُمان يناقش أولويات التنمية المستدامة بمحافظة ظفار
  • إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى أمن الدولة في حي المحافظة بمدينة حلب وفتح الطرقات المحيطة لتسهيل حركة مرور الآليات