جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@02:18:31 GMT

كيان صهيوني بدل فاقد

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

كيان صهيوني بدل فاقد

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لا شك أن "طوفان الأقصى" شكّل زلزالًا استراتيجيًا كبيرًا للكيان الصهيوني ورعاته.. صحيحٌ أن الطوفان ليس المرة الأولى التي يشعر فيها الكيان الصهيوني بزواله، فقد عاش هذه المشاعر في تفاصيل ويوميات حرب أكتوبر 1973، لكن الفارق بين الطوفان وحرب أكتوبر، أن الطوفان وقع داخل جغرافية فلسطين، وحرب أكتوبر كانت خارج جغرافية فلسطين، كما إن حرب أكتوبر كانت حربا مرسومة ومتفقا على تفاصيلها وحجمها ومراحلها بين الرئيس أنور السادات وهنري كيسنجر، وأنها الحرب الضرورية لجني نصرٍ بلا حرب لاحقًا؛ حيث أفضت إلى اتفاقية "كامب ديفيد" وخروج مصر من معادلة القوة في الصراع العربي الصهيوني، بينما الطوفان حربٌ مباغتة، خططتها وفجرتها فصائل المقاومة بغزة، ولن تسمح بتسويق نتائجها إلى كامب ديفيد أخرى أو وعد بلفور جديد.

لأول مرة يشعر الأمريكي والغربي من خلفه بأن استثمارهم الاستراتيجي المتمثل في الكيان الصهيوني في خطرٍ وجودي كبير، ولأول مرة يفكرون في كيفية الاستعداد لتأهيل بدل فاقد لهذا الكيان ويقوم بوظيفته أو شيء منها.

"وحدة الساحات" وضراوة معارك الحرب والتصعيد التدريجي لها، مع وجود قيادة صهيونية رعناء تُقامر بكل شيء في سبيل الحفاظ على عرشها ومجدها الشخصي، يجعل الأمريكي والغربي من خلفه يفكرون بصوت عالٍ، فحواه وجوب التضحية بشيء من الكيان للحفاظ على المُمكِن منه.

إيران طلَّقت الصبر الإستراتيجي طلاقًا بائنًا وإلى غير رجعة، وهذا موقف آخر يُضاف إلى مخاوف الغرب حول مصير كيانهم، وتعدد جغرافيات المقاومة واتساعها تدريجيًا مع تفشّي ثقافة المقاومة بعقيدة دينية جهادية لتصبح عابرة للأجيال والحدود، وهذه حالة تقض مضاجع العدو ورعاته بشكل غير مسبوق.

الكيان الصهيوني ورعاته يبذلون كل جهدهم ومساعيهم لترميم نظرية "الخوف مقابل الكثرة"، والتي تستَّر خلفها 75 عامًا في صراعه مع العرب، وتسلل من خلالها لتمرير التطبيع القهري على النظام الرسمي العربي، والتي سقطت وهوت بفعل طوفان الأقصى بلا عودة.

سيبذل الكيان الصهيوني ورعاته في الغرب وأتباعه في المنطقة جهودًا لتسويق ضربة إيران للكيان الصهيوني على أنها تعبيرٌ عن مدى خطر إيران على السلام والوئام والتعايش بين شعوب المنطقة، وأن أجندة إيران ليست "احتلال" لعدد من العواصم العربية فحسب؛ بل بسط نفوذها الشيعي على الكيان والمكون السُني كذلك، وهذا ما يوجب حتمية قيام تحالف "إسرائيلي- سُني" لمواجهة "الأطماع والمخططات" الإيرانية للمنطقة وشعوبها!

طيف في الإدارة الأمريكية يعتقد أن قادة الكيان الصهيوني اليوم برئاسة بنيامين نتنياهو قد تجاوزهم الزمن، وبارت مساعيهم وخططهم لتسويق ما سُمي بـ"السلام الإبراهيمي"؛ بفعل ما أوغلوا بأيديهم في غزة من جرائم حرب موصوفة ومتكاملة الأركان؛ الأمر الذي سيوقع الرعاة لهم- وعلى رأسهم الراعي الأمريكي، وكذلك مسوقي التطبيع من عرب اليوم- في حرج وتناقض كبيريْن، بفعل الفجوة الفجّة بين سردية التطبيع وأفعال الكيان على الأرض. وبطبيعة الحال لا بُد للأمريكي اليوم- وتوابعه في الاتحاد الأوروبي- من تأهيل كيانٍ آخر جديد، كيان خالٍ من رموز الهزيمة والجريمة، وتزويده بسردية جديدة ألحن من التطبيع و"الإبراهيمية"، وعنوانها "الخطر الإيراني القادم"، والذي لن يستثني أحدًا.

ما لم ينتهي الكيان الصهيوني الحالي بفعل هزيمة عسكرية في الميدان، فسينتهي بلا شك بفعل التداعي الاستراتيجي لنتائج "طوفان الأقصى" والذي تسبب في تصدُّع بُنية الوعي لدى الكيان بصورة كبيرة، لن يستوعبها الجيل الحالي منهم؛ بل سيتجنبها الجيل القادم، ويحاول الانفكاك منها بشكل سلبي، ضريبته انهيار الكيان وتآكله من الداخل بالتدريج.

قبل اللقاء.. واقع حالنا وخيارنا يقول: "من لم يمت بالمقاومة، مات بالتطبيع".

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نائب: غياب مراكز التجميع والتعبئة يؤدي إلى فاقد كبير وضعف تنافسية المنتج الزراعي

استعرض النائب جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة للمجلس المنعقدة الآن برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، طلب مناقشة عامة مقدم منه، موجه إلى الحكومة ممثلة في علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن سياسات بناء منظومة زراعية إنتاجية صناعية متكاملة لرفع القيمة المضافة للنشاط الزراعي وتحسين كفاءة الأداء في ضوء التحديات الراهنة.                                      

وقال النائب في طلب المناقشة: يشهد القطاع الزراعي في مصر تطورات متسارعة وتحديات متشابكة تفرض ضرورة إعادة بناء النموذج الزراعي الوطني على أسس تكاملية تضمن الاستدامة والكفاءة والربحية. ولم يعد كافيا الاكتفاء بإدارة الإنتاج الزراعي كنشاط أولي منفصل، بل بات من الضروري وضع سياسة شاملة تربط بين حلقات الزراعة والتصنيع والتوزيع، وتعزز من القيمة المضافة في مراحل ما بعد الحصاد، وتوفر بنية اقتصادية متكاملة في مناطق الإنتاج القديمة والجديدة على السواء

وأضاف: تتطلب هذه الرؤية التحول نحو نموذج تكامل زراعي صناعي فعلي، يرتكز على تطوير سلاسل الإمداد ومرحلة ما بعد الحصاد من خلال إنشاء وتفعيل مراكز التجميع، والتعبئة، والفرز، والتبريد، والتخزين والنقل، والتوزيع، وهي حلقات حيوية لا تقل أهمية عن الزراعة نفسها، إذ إن غيابها قد يؤدي إلى فاقد مرتفع في الإنتاج الزراعي، وتذبذب في الأسعار، وضعف في تنافسية المنتج المصري في الأسواق الداخلية والخارجية

وتابع عضو مجلس الشيوخ، تبرز أهمية تحفيز الاستثمار الزراعي الصناعي، خصوصا في المناطق المستصلحة حديثا، عبر تسهيلات مدروسة تضمن ربط هذه المناطق بوحدات تصنيع غذائي، ووحدات لوجستية، ومجمعات تعبئة وتبريد مرتبطة مباشرة بالمحاصيل المنتجة في نطاقها الجغرافي، كما تظهر أهمية دعم إنشاء مجمعات زراعية صناعية صغيرة ومتوسطة داخل القرى والمراكز، تسهم في التشغيل المحلي ورفع مستوى دخول الزارعين، وتفتح فرصا أمام الصناعات الصغيرة المرتبطة بالمنتجات الزراعية الطازجة أو التحويلية.                                                              

وأضاف: يعد التحول الرقمي في القطاع الزراعي أحد أدوات الإصلاح العميقة والهيكلية، إذ يتيح توحيد قواعد البيانات الزراعية، وتوجيه الخدمات والدعم بدقة، وتقديم الإرشاد عبر أدوات تفاعلية والربط بين وحدات الإنتاج والأسواق والمؤسسات التمويلية ويسهم هذا التحول كذلك في رفع كفاءة التخطيط الزراعي، وإدارة المخاطر المناخية، وتحليل سلاسل القيمة بشكل دقيق.                               

وتابع: حتى تنجح هذه الرؤية التكاملية، فإنها تقتضي إتاحة أدوات تمويل مخصصة للأنشطة ما بعد الحصاد، وتوجيه القروض المدعومة نحو تأسيس وحدات التصنيع الريفي، ومحطات التبريد وآليات النقل والتعبئة، بما يحفز القطاع الخاص والزارعين على الدخول في أنشطة إنتاجية ذات قيمة مضافة أعلى من الزراعة الخام. كما ينبغي أن تستكمل هذه السياسة بمراجعة منظومة التصدير، وتطوير نظم الاعتماد والرقابة، بما يضمن تحسين جودة المنتج النهائي، ويقلل من نسب الرفض في الأسواق التصديرية.

مقالات مشابهة

  • هل تفتح سوريا بوابة التطبيع مع إسرائيل في عهد أحمد الشرع؟
  • ترامب يتوقع انضمام السعودية لاتفاقيات التطبيع.. سيزورها قريبا
  • شاهد | صاروخ اليمن إلى شمال فلسطين يبدد المناطق الآمنة في الكيان
  • الشرع يرهن التطبيع مع إسرائيل بـالوقت المناسب
  • نتنياهو يزور أذربيجان لبحث انضمامها إلى "اتفاقيات التطبيع" ووساطتها مع تركيا
  • المواقع التخزينية بالشرقية تستقبل20974 طنا من القمح
  • وزير الخارجية الإيرانية: محاولات الكيان الصهيوني لتقويض المسار الدبلوماسي باتت واضحة للجميع
  • تعرض للغرق..مبادرة حياة كريمة تنقذ حياة طفل فاقد للوعي بالشرقية
  • نائب: غياب مراكز التجميع والتعبئة يؤدي إلى فاقد كبير وضعف تنافسية المنتج الزراعي
  • هجرة طوعية يشرف عليها الكيان الصهيوني