جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@15:53:07 GMT

الصهيونية ووثيقة "كامبل"

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

الصهيونية ووثيقة 'كامبل'

 

 

◄ انتماء دول هذه المنطقة المُهمة إلى دين واحد، ولغة مشتركة، وعادات وتقاليد متشابهة، يشكل تهديدًا حقيقيًا لمصالحها

 

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

 

"إن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري".. هل نتذكر هذا القرار (رقم 3379) الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 من نوفمبر لعام 1975م، والذي نال تأييد 72 دولة حينها؟ لقد اعترف القرار بأن "النظام العنصري الحاكم في فلسطین المُحتلة والنظامین العنصریین الحاكمین فی زیمبابوي وجنوب أفریقیا ترجع إلى أصل استعماری مشترك، وتشكل كیانًا كلیًا، ولها هیكل عنصری واحد وترتبط ارتباطًا عضویًا في سیاستها الرامیة إلى إهدار كرامة الإنسان وحرمته".

إلّا أن ذلك القرار (رقم 3379) لم يلبث وتم إلغاؤه تحت تهديد إسرائيل بعدم حضور مؤتمر مدريد لعام 1991، والذي أُريد له أن ينعقد لأجل إحياء السلام بين الصهيونية وفلسطين!

الواقع أنَّ الأمر في حقيقته لم يكن لأجل إحياء السلام؛ بل لأجل إلغاء القرار رقم 3379 ليزول كل أثر لربط الصهيونية بالعنصرية! ذلك لأنَّ منع تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط قرار قد اتخذته وثيقة "كامبل بنرمان" عام 1907 والتي مهدت لنشوء "إسرائيل"، تلك الوثيقة المشؤمة كانت قد نصت بنودها على جعل الدول العربية والإسلامية مفككة، متخلفة لأجل ضمان مكاسب الدول الاستعمارية لأطول زمن ممكن.

فعندما أحست بريطانيا العظمى "أم الخبائث" بأنَّ الوطن العربي يشغل موقعًا استراتيجيًا يسيل له لُعاب الاستعمار؛ إذ يبدأ من المحيط الأطلسي غربًا وحتى الخليج العربي شرقًا، ومن بحر العرب جنوبًا وحتى تركيا والبحر الأبيض المتوسط شمالًا، وهو الضمان الذي تبحث عنه لأجل مصالحها. كما إن انتماء دول هذه المنطقة المُهمة إلى دين واحد، ولغة مشتركة، وعادات وتقاليد متشابهة، يشكل تهديدًا حقيقيًا لمصالحها، وقد عقدت اجتماعًا عام 1905 مع فرنسا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا من أجل نبذ الخلافات فيما بينها، والتركيز على الاستفادة القصوى وطويلة المدى من تلك المنطقة، وظلت هذه الاجتماعات تتواصل حتى خرجت عام 1907 بوثيقة أسندتها على تقسيم العالم إلى 3 أجزاء:

الجزء الأول: العالم المسيحي والذي يضم الدول الغربية الاستعمارية مع الولايات المتحدة ودول شمال أمريكا وأستراليا.

الجزء الثاني: الدول التي ينبغي احتواؤها كاليابان وكوريا.

الجزء الثالث: الدول العربية، التي تتميز بتواجدها على رقعة استراتيجية تتمتع بالمواد الخام التي يمكن الاستفادة القصوى منها، ويربطها ببعضها دين واحد ولغة واحدة، هذه الدول التي يجب أن تبقى متخلفة ومفككة ومحتاجة إلى العالم المسيحي بشكل دائم، لضمان أقصى انتفاع الدول الاستعمارية من ثرواتها، ولضمان عدم اتحادها فيما بينها وقيامها تحت قيادة واحدة.

وتضمنت الوثيقة البنود التالية:

إبقاء هذه الشعوب في حالة مستمرة من الاحتياج للغرب المسيحي، احتياج يغذيه التفكك والجهل والتخلف؛ بل ومحاربة أي توجه يقودها إلى الوحدة. اتخاذ فلسطين أرضًا لزرع جسم غريب فيها يتمتع بالقوة والعدوانية، غايته فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا لضمان تفكك هذه الشعوب اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا. والصهيونية متمثلة في إسرائيل هي التي يتم زرعها في فلسطين.

وقد استجاب "وايزمان" لطلب رئيس وزراء بريطانيا "هنري كامبل" والذي خرجت الوثيقة باسمه، على أن يظل الغرب المسيحي وفيا للصهيونية ومدافعا شرسا عن إسرائيل، والتي ستكون أمل تلك الدول لإيجاد حالة من اللاتوازن واللاستقرار المستمر.

فهل هذا يُفسِّر شيئًا من صمت العالم على المذابح اليومية التي تنفذها الصهيوأمريكية على الأرض السليبة؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أكثر من 200 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح

يمانيون../ دعت 232 منظمة غير حكومية تنشط في البلدان المشاركة في برنامج تصنيع طائرات “إف 35” الأمريكية، إلى وقف جميع إمدادات الأسلحة وقطع الغيار إلى “إسرائيل”.

وأصدرت تلك المنظمات بيانا مشتركا، أكدت فيه انتهاك “إسرائيل” للقانون الدولي وحقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية.

ودعت المنظمات في بيانها إلى الوقف الفوري لجميع مبيعات الأسلحة وقطع الغيار العسكرية “لإسرائيل”، بما في ذلك المتعلقة مقاتلات “إف 35”.

وأوضحت أن “إسرائيل” باستخدامها طائرات “إف 35″، تسببت في خسائر بالأرواح في غزة والضفة الغربية.

وشددت المنظمات على أن الدول الموقعة على معاهدة تجارة الأسلحة، لا ينبغي لها أن تقوم بشكل مباشر أو غير مباشر، بتوريد مواد عسكرية قد تستخدم في انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان.

ولفتت إلى أن تلك الدول صادقت على اتفاقية الإبادة الجماعية، وتعهدت بـمنع ومعاقبة الإبادة الجماعية في إطار الاتفاقية المذكورة.

وبينت أن الدول المشمولة ببرنامج تصنيع “إف 35″، لم تتمكن من تطبيق قواعد توريد الأسلحة بشكل فعال، إما لأنها لم ترغب في تطبيقها، أو أنها فضلت تطبيقها “بشكل انتقائي”.

يذكر أن الدول المشاركة في برنامج تصنيع طائرة “إف 35” هي: أستراليا، وكندا، والدنمارك، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، والولايات المتحدة، وبريطانيا.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤجّل الإفراج عن دفعة الأسرى «السابعة».. نادي الأسير: القرار إرهابٌ منظّم
  • اقترحته على الأمم المتحدة لحل النزاع.. مشروع أمريكي يتجاهل وحدة أوكرانيا
  • الاتحاد: يجب أن تلتف الدول العربية حول موقف واحد لدعم إقامة الدولة الفلسطينية
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • أيّ أوراق قوّة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • محلل سياسي: الآن هناك عودة لمفهوم الأمن القومي العربي (فيديو)
  • 232 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • أكثر من 200 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس