هآرتس: إسرائيل ستحصل على الدعم لكن مكانتها في واشنطن اهتزت
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
حذر مراسل صحيفة هآرتس في واشنطن، بن صامويلز، من اعتبار إقرار مجلس النواب الأميركي تقديم مساعدات عسكرية وأمنية طارئة لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار، انتصارا من شأنه أن يهدئ المخاوف بخصوص العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
وقال المراسل إن الصورة، في الواقع، ليست بتلك البساطة، بل تنذر بتغيرات قد تطرأ في وضعية إسرائيل داخل الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة (الجمهوري والديمقراطي).
واعتبر صامويلز النقاشات الحامية التي دارت في أروقة الكونغرس الأميركي في سبتمبر/أيلول 2021 حول مشروع القانون الذي يقضي بمنح إسرائيل بشكل عاجل مبلغ مليار دولار لتمويل نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية)، أنها كانت أهم اختبار رسمي لمكانة إسرائيل في واشنطن حتى قبيل إقرار المساعدات الأخيرة يوم السبت الماضي.
تآكلولفت إلى أن السجال داخل الكونغرس في تلك الأيام من عام 2021 انتهى بتصويت الغالبية العظمى من أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم آنذاك 420 نائبا لصالح الموافقة على مشروع القانون، مقابل 9 فقط -8 منهم ديمقراطيون وواحد جمهوري- اعترضوا عليه.
ومنذ ذلك الحين، غادر بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، ثم عاد إليها مرة أخرى مدعوما باليمين المتطرف، مما جعل الديمقراطية في إسرائيل أمام خطر محدق ينذر بانهيارها، وأدى إلى نفور حلفائها الرئيسيين، وفق ما أفاد مقال هآرتس.
وبعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، حظيت إسرائيل لفترة وجيزة بوضعية الحليف غير السياسي للولايات المتحدة مرة أخرى وليست "العصا الغليظة"، على حد وصف صامويلز في مقاله.
ولكن على مدار الأشهر الستة الماضية، تسبب سلوك إسرائيل في قطاع غزة وما تلاه من أزمة إنسانية في تآكل سريع لمكانتها داخل الحزب الديمقراطي، بلغ ذروته بعد الغارة الجوية التي شنتها على عمال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي، وأسفر عن مصرع 7 منهم.
اهتزاز الثقة
وكان قد دعا عدد غير مسبوق من المشرعين الديمقراطيين -بعضهم من كبار المشرعين الذين كانوا يعتبرون من أهم حلفاء إسرائيل- إلى إعادة النظر بشكل أساسي في الدعم الأميركي غير المشروط، بحسب المقال.
بيد أن معظم هذا الزخم قد تبدد بعد هجوم إيران المباشر وغير المسبوق على إسرائيل في 13 أبريل/نيسان الحالي، الذي أجبر -حسب زعم الكاتب- رئيس مجلس النواب مايك جونسون على طرح حزمة المساعدات الخارجية البالغة 95 مليار دولار (منها 26 مليارا لإسرائيل) على طاولة الكونغرس للتصويت عليها، على الرغم من المعارضة الكبيرة داخل حزبه إزاء تلك الخطوة.
وصوت المجلس بأغلبية ساحقة على مشروع القانون الذي ينص على منح إسرائيل تلك المساعدات، إذ وافق عليه 366 عضوا وعارضه 58.
ويرى صامويلز أن اعتراض بعض النواب على منح إسرائيل مساعدات عسكرية طارئة في خضم أزمتها الوجودية "الأكثر خطورة في تاريخها"، يبعث برسالة "لا سبيل لإنكارها" تنم على تراجع مكانة إسرائيل لدى قسم كبير من الحزب الديمقراطي.
ومع ذلك، فإن الكاتب يرى أن ذلك لا يعطي الجمهوريين الحق في ادعاء أن التصويت يثبت أن حزبهم هو "الموالي لإسرائيل" بلا منازع، على الرغم من أن 21 عضوا منهم صوتوا ضد مشروع القرار، وهو رقم لم يكن من الممكن تصوره في السنوات الماضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
انتقادات ألمانية لاتفاق واشنطن وموسكو حول أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار الاتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تعليق الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، انتقادات حادة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي وصفه بأنه "محصلته صفر"، مشككًا في جدواه وتأثيره الفعلي على مسار الحرب.
في تصريحاته لمحطة "زد دي إف" الألمانية، أشار بيستوريوس إلى أن البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تتمتع بالفعل بحماية قوية، مما يجعل الاتفاق بلا معنى فعليًا، خاصة أن الهجمات الروسية على المنشآت المدنية لم تتوقف بعد المحادثة بين ترامب وبوتين.
كما عبّر عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي لن يبقى في موقف المتفرج لفترة طويلة، مرجحًا أن يكون الرد الأمريكي قادمًا، حفاظًا على قوة الولايات المتحدة وسمعتها الدولية.
من منظور أوسع، يرى بيستوريوس أن شروط بوتين لوقف إطلاق النار تهدف أساسًا إلى استغلال الهدنة لإضعاف أوكرانيا، ومنح روسيا فرصة لإعادة التسلح وتعزيز قواتها على الحدود أو في المناطق المحتلة، في خطوة قد تمهد لتصعيد عسكري جديد مستقبلاً.
وعقب الاتصال بين ترامب وبوتين، أعلن الكرملين أن روسيا وضعت عددًا من المطالب، أبرزها وقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية من قبل الغرب.
في المقابل، صرّح ترامب لقناة "فوكس نيوز" بأن بوتين لم يطالب بوقف فوري للمساعدات لأوكرانيا، دون توضيح ما إذا كان يشير إلى الدعم العسكري أو المالي أو الإنساني.
يأتي هذا الجدل وسط تصاعد التوترات بشأن مستقبل الدعم الغربي لكييف، حيث تتباين المواقف بين القوى الدولية حول كيفية التعامل مع الحرب المستمرة. وبينما تسعى موسكو لاستغلال أي هدنة لتعزيز موقفها العسكري، يبقى موقف واشنطن وحلفائها الأوروبيين محورًا رئيسيًا في تحديد ملامح المرحلة القادمة من الصراع.