من تعزيز الرغبة الجنسية إلى إثارة القلق.. ماذا يفعل تدخين الحشيش بعقلك؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
يحتوي نبات القنب (الحشيش) على مادتين كيميائيتين مسؤولتين (إلى حد كبير) عن التأثيرات المختلفة التي يشعر بها المستخدمون، وهي: CBD (الكانابيديول) وTHC (رباعي هيدروكانابينول).
وتعزز CBD وTHC الشعور بالنشوة لأنها تحاكي المواد الكيميائية التي ينتجها دماغنا بشكل طبيعي. ويحوي دماغ وجسم الإنسان على نظام معقد من الإشارات والمستقبلات الكيميائية يسمى "endocannabinoid".
وتوجد أجزاء من هذا النظام، تسمى مستقبلات CB1، عند تقاطعات أعصابنا مثل إشارات المرور، ما يؤدي إلى إبطاء أو تسريع تدفق المواد الكيميائية الخاصة بالاتصال في الدماغ.
وعند استهلاك الحشيش، فإن رباعي هيدروكانابينول (THC) يلتصق بمستقبلات CB1 ويمنع إطلاق بعض الناقلات العصبية مثل الدوبامين والغلوتامات.
ويؤدي هذا إلى إبطاء الحركة بين مناطق الدماغ المختلفة، ويحفز العناصر ذات التأثير النفساني للنشوة، ما يؤثر على الجسم كله.
وقال الدكتور ويل لاون، عالم النفس من جامعة كينغز كوليدج لندن: "يتم التعبير عن CB1 بكثافة في المخيخ والحصين، وكذلك في بعض المناطق الحوفية بما في ذلك اللوزة الدماغية. المخيخ هو المفتاح لدعم الحركة، والحصين كذلك، والجهاز الحوفي ضروري للاستجابات العاطفية".
إقرأ المزيد ماذا يحدث لجسمك عند تدخين السجائر الإلكترونية؟وفيما يلي أهم تأثيرات تدخين الحشيش على الدماغ:
ذاكرة قصيرة المدى
منذ سبعينيات القرن العشرين، وثّق الباحثون أن الناس يكافحون حقا للاحتفاظ بالمعلومات والتعامل معها في ذاكرتهم قصيرة المدى، في حالات النشوة.
وإذا كنت لا تزال قادرا على التذكر، فذلك لأن رباعي هيدروكانابينول (THC) يعطل الإشارات في الحصين ويتداخل مع كيفية معالجة عقلك للذاكرة. وهذا يعطل "الذاكرة العاملة"، الجزء الذي يسمح باسترجاع المعلومات ومعالجتها بسرعة، ما يؤدي إلى صعوبات في الانتباه والتركيز لدى بعض مدخني الحشيش.
ويقول لاون إن هناك بعض الأدلة على أن الاستخدام الطويل الأمد له تأثير بسيط على الذاكرة اللفظية، لكن معظم التأثيرات المتبقية تميل إلى الاختفاء بعد توقف المستخدم عن التدخين.
ويوضح أنه قد يكون هناك بعض التأثير على الوظيفة الإدراكية والذاكرة على المدى الطويل، لكن هذه التأثيرات صغيرة جدا.
بطء إدراك الوقت
أفاد مستخدمو القنب أن الوقت يبدو وكأنه يمتد إلى ما لا نهاية، حيث تكون الدقائق وكأنها ساعات.
وأظهرت الأبحاث أن تعاطي القنب ينتج عنه تأثير يعرف باسم تمدد الزمن.
وتشير إحدى النظريات إلى أن رباعي هيدروكانابينول (THC) يرتبط بمستقبلات في جزء من دماغنا مسؤول عن ساعة الجسم الداخلية.
إقرأ المزيد "خطر صحي قاتل" يرتبط بتدخين الحشيشالإِبداع
يميل مستخدمو القنب إلى تسجيل درجات أعلى في الإبداع المبلغ عنه ذاتيا، وأداء أفضل في مقاييس "التفكير التقاربي".
وفي حين لا تظهر الأبحاث أي دليل على أن القنب يعزز الإبداع، فإنه يجعل الأشخاص الذين يستخدمونه يشعرون بالرضا وبالتالي ينظرون إلى الأفكار على أنها أكثر إبداعا.
الألم
وجد استطلاع أجرته شركة YouGov عام 2023، أن زهاء 1.8 مليون شخص يستخدمون القنب غير القانوني لعلاج الألم المزمن.
وقال الدكتور ميكائيل سوديرغرين، رئيس مجموعة أبحاث القنب الطبية في إمبريال كوليدج: "اكتشفنا أن العديد من المركبات الموجودة في القنب الطبي تمنع مستقبلا محددا يلعب دورا رئيسيا في آلام الأعصاب. وهذا هو الأساس الذي نستخدم عليه الحشيش الطبي كمسكن للألم".
الرغبة الجنسية
وجدت دراسة أمريكية أن تدخين القنب يعزز الرغبة الجنسية، وهذا بمثابة مفاجأة للباحثين الذين زعموا أن استخدام القنب يؤدي إلى ضعف الانتصاب.
وفي وقت نشر الدراسة، قال المعد الرئيسي مايكل أيزنبرغ من كلية الطب بجامعة ستانفورد: "لا يبدو أن الاستخدام المتكرر للحشيش يضعف الدافع الجنسي أو الأداء".
إقرأ المزيد فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتينووجدت دراسة أخرى، أجريت على 216 مشاركا، أن 52% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم استخدموا الحشيش لتغيير تجربتهم الجنسية. وقال 38% إن ممارسة الجنس كانت أفضل.
القلق والبارانويا
يقول لاون: "يستمتع بعض الأشخاص بتأثيرات الجرعات المعتدلة من TCH، لكن البعض الآخر يعتقد أن الأمر فظيع للغاية". فالعمليات الكيميائية نفسها التي تؤدي إلى النشوة والاسترخاء لدى البعض، تثير القلق والبارانويا وحتى الهلوسة السمعية لدى البعض الآخر.
وعندما تستهلك الحشيش، يؤدي رباعي هيدروكانابينول (THC) إلى إنتاج الناقلات العصبية الدوبامين والسيروتونين وGABA. وعادة، تعمل هذه الناقلات على قمع إطلاق النورإبينفرين، وهي مادة كيميائية مرتبطة باليقظة، ما يجعل الأشخاص يهدأون.
لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، تؤدي المستويات المنخفضة من النورإبينفرين إلى "تأثير ارتدادي"، ما يؤدي إلى زيادة نشاط أجزاء الدماغ المرتبطة بالقلق.
ويؤدي هذا إلى الشعور بالذعر وزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع في مستويات الكورتيزول، ما يساهم في هذا الشعور الساحق "بالخوف".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الصحة العامة امراض بحوث تدخين یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
يستخدم في طقوس دينية.. كيف بدأ تدخين التبغ في العالم ؟
يعود التدخين، وخاصة تدخين التبغ إلى ممارسات قديمة بين الشعوب الأصلية في الأمريكتين، حيث كانوا يدخنون التبغ في طقوس دينية واحتفالات روحية قبل آلاف السنين.
كيف بدأ تدخين التبغ في العالم ؟
عندما اكتشف المستكشفون الأوروبيون الأمريكتين في القرن الخامس عشر، تعرفوا على التبغ وأخذوه معهم إلى أوروبا. بعد ذلك، انتشر التدخين في أوروبا ومن ثم إلى بقية أنحاء العالم.
طبيبة تحذر: تناول ساندويتش الشاورما الجاهز يؤدي إلى الوفاة هل يسبب زيادة الوزن ؟.. فوائد لن تتوقعها من تناول الكرنب
بمرور الوقت، أصبح التدخين عادة شائعة، وتم تسويقه واستهلاكه بطرق مختلفة، مثل تدخين السجائر والسيجار، والسجائر الإلكترونية، وفقا لما نشر في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
لذا، يمكن القول إن التدخين كان موجودًا قبل الاتصال الأوروبي بالأمريكتين، لكنه أصبح شائعًا على نطاق عالمي بسبب التبادل الثقافي الذي حدث خلال عصر الاستكشاف.
وكان أول من بدأ في تدخين التبع كان كريستوفر كولومبوس وأفراد طاقمه، فقد كانوا من أوائل الأوروبيين الذين جلبوا التبغ إلى أوروبا، مما ساهم في نشر عادة التدخين في العالم.
عندما وصل كولومبوس إلى جزر الكاريبي في عام 1492، لاحظ أن السكان الأصليين يدخنون أوراق التبغ المجففة في طقوس معينة. بعد ذلك، أخذ البحارة التبغ معهم إلى أوروبا، حيث بدأ استخدامه في الانتشار تدريجياً.
وبمرور الوقت، أصبح التبغ شائعًا في أوروبا، ثم انتقل إلى أجزاء أخرى من العالم مع توسع طرق التجارة والاستعمار. لذا، بينما لم يكن كولومبوس مخترع التدخين، فإن رحلاته كانت بمثابة نقطة البداية لانتشار التبغ عالميًا.
وكان انتشار تدخين التبغ حول العالم نتيجة للرحلات الاستكشافية والتجارة والاستعمار الأوروبي، فعندما وصل كريستوفر كولومبوس إلى جزر الكاريبي في عام 1492، تعرف على ممارسة السكان الأصليين لتدخين التبغ.
وسرعان ما نقل البحارة الإسبان والبرتغاليون التبغ إلى أوروبا في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر. في البداية، استُخدم التبغ في أوروبا لأغراض طبية، وكان يُعتقد أن له خصائص علاجية.
وبدأ تدخين التبغ يصبح عادة شائعة بين الأوروبيين خلال القرن السادس عشر، وبفضل البحارة والتجار، أصبح التبغ سلعة تجارية مربحة. استورد الإسبان التبغ من مستعمراتهم في الأمريكتين، وبدأت زراعته بشكل واسع لتلبية الطلب المتزايد. في نفس الفترة، انتشرت طرق استخدام التبغ، مثل: التدخين في الغلايين أو الشم.
مع توسع الإمبراطوريات الأوروبية (خاصة الإسبانية والبرتغالية والبريطانية والفرنسية)، انتقل التبغ إلى مناطق جديدة في إفريقيا وآسيا، وقد ساعدت شركات التجارة الكبيرة، مثل: شركة الهند الشرقية البريطانية والهولندية، في إدخال التبغ إلى أسواق جديدة، وأصبح التبغ عنصرًا مهمًا في التجارة العالمية، وأُنشئت مزارع ضخمة لزراعته في المستعمرات، خاصة في أمريكا الشمالية.
في القرن التاسع عشر، ظهرت السجائر كمصدر جديد لتدخين التبغ، ما جعل التدخين أكثر انتشارًا وشعبية، ومع تطور الصناعة وزيادة الإنتاج، أصبح التبغ متاحًا للجماهير على نطاق واسع، وخلال القرن العشرين، لعبت الحملات الإعلانية وتسويق التبغ دورًا كبيرًا في تعزيز انتشاره.
بحلول القرن العشرين، أصبح التدخين جزءًا من الثقافة في العديد من الدول، والشركات الكبرى مثل : "فيليب موريس" و"بريتيش أميركان توباكو" ساهمت في نشر التدخين عبر الإعلانات القوية والموجهة. ومع ذلك، في النصف الثاني من القرن العشرين، بدأ إدراك الآثار الصحية السلبية للتدخين، مما أدى إلى حملات توعية وجهود للحد من استخدام التبغ.
بالتالي، انتشار تدخين التبغ كان مدفوعًا بمزيج من الاستكشاف الأوروبي، التجارة العالمية، التسويق، والتطورات في صناعة التبغ.