بوابة الوفد:
2024-07-03@18:45:03 GMT

مئات آلاف النازحين بسبب الفيضانات في بوروندي

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

يكافح الناس في بوروندي للتعامل مع الفيضانات بعد أشهر من الأمطار الغزيرة، مع نزوح مئات الآلاف وإلحاق أضرار بالعديد من المنازل والمدارس.

الناس في بوروندي

وقد أدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع منسوب المياه في بحيرة تنجانيقا بشكل كبير، مما تسبب في فوضى للمجتمعات التي تعيش على طول شواطئها.

غزت مياه بحيرة تنجانيقا ميناء بوجومبورا، العاصمة الاقتصادية لبوروندي، مما أدى إلى تعطيل الأعمال هناك وفي أماكن أخرى من البلاد.

كما يوضح  جان ماري سابوشيميكي ، خبير إدارة الكوارث وأستاذ الجغرافيا في جامعة بوروندي، "بدأت الآثار الاقتصادية تثقل كاهلها.،  لكن لماذا هذه الفيضانات؟ يجب القول إنها مرتبطة بالتغيرات المناخية التي تؤثر على بوروندي ، مثل البلدان الأخرى في المنطقة ".

وقال إنه في حين أن تغير المناخ هو السبب ، فإن تأثير الفيضانات يتفاقم بسبب سوء تخطيط استخدام الأراضي "الذي لا يأخذ في الاعتبار المناطق المعرضة لخطر الفيضانات".

وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ سبتمبر/أيلول، نزح أكثر من 200,000 شخص بسبب الفيضانات نتيجة لظاهرة النينيو الجوية.

يعيش الكثير من الناس في أوضاع صعبة حيث دمرت المياه البنية التحتية وغمرت الحقول وأثرت على سبل العيش.

يضيف ضحية الفيضانات، يواكيم نتيرامبيبا، "منذ العام الماضي، ارتفعت الأمطار ومستويات المياه هنا. شيئا فشيئا ، تغمرها المياه الآن ، لقد وصل إلى هذا المستوى ولم نره بهذا السوء من قبل إنه أمر فظيع".

ومع توقع هطول أمطار أعلى من المعتاد حتى مايو، ناشدت الحكومة المجتمع الدولي للحصول على مساعدة مالية للتعامل مع تأثير الفيضانات.

وقال وزير الداخلية مارتن نيتيريتسي ، نطلب من شركائنا في التنمية توحيد الجهود مع دولة بوروندي لمساعدة جميع المتضررين من هذه الكوارث".

واعتقل عشرات الجنود البورونديين لرفضهم الانتشار في شرق الكونجو في القتال ضد جماعة إم 23 المتمردة أثناء تقدمها نحو مدينة حدودية رئيسية وفقا لضباط الجيش ومسؤولي السجون وشهود آخرين.

ويحتجز الجنود المعارضون في أربعة سجون على الأقل في جميع أنحاء الدولة الصغيرة الواقعة في وسط أفريقيا، حسبما قالوا لوكالة أسوشيتد برس.

واشتدت الاشتباكات بين حركة 23 مارس، التي تقول الولايات المتحدة إنها مدعومة من رواندا، والقوات الكونغولية في الأسابيع الأخيرة مع تهديد المتمردين لمدينة جوما الكونغولية على الحدود الرواندية.

وأقر الرئيس البوروندي إيفاريست ندايشيميي في بث عام في 29 ديسمبر كانون الأول بوجود قوات بوروندية في شرق الكونجو بموجب شروط اتفاق دفاعي مع السلطات الكونغولية.

وقال: «إذا لم تساعد جارك في إخماد الحريق عندما يحترق منزله، غدا، إذا حان دورك، فلن يأتي لمساعدتك».

 وأضاف "إذا كانت بوروندي ستساعد (الكونجو) فهي تدافع عن نفسها."

وقال في ذلك الخطاب إنه "من الطبيعي أن يقتل جنود بورونديون على الأراضي الكونغولية".

وتصاعدت التوترات في منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا مع تبادل رواندا وبوروندي والكونجو الاتهامات بشأن دعم جماعات متمردة عنيفة تعمل في المناطق التي ينعدم فيها القانون في شرق الكونجو.

اتهم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي حكومة رواندا بدعم حركة 23 مارس التي تسيطر على أراض بالقرب من الحدود الرواندية. 

وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى "أدلة قوية" على أن أفرادا من القوات المسلحة الرواندية يقومون بعمليات لدعم المتمردين في شرق الكونجو، وتنفي رواندا دعم حركة 23 مارس.

وفي الوقت نفسه، تتهم بوروندي رواندا بدعم جماعة متمردة أخرى مقرها الكونغو تعارض حكومة بوروندي.

 وأعلنت الجماعة، المعروفة باسم ريد تابارا، مسؤوليتها عن عدة هجمات مميتة داخل بوروندي. 

ووقع الهجوم الأخير الذي قتل فيه تسعة أشخاص على الأقل يوم الأحد.

وعلقت بوروندي الشهر الماضي علاقاتها الدبلوماسية مع رواندا وأغلقت حدودها ووصفت ذلك بأنه رد على دعم رواندا المزعوم لحزب ريد تابارا الذي يتخذ من إقليم كيفو الجنوبي بجنوب الكونجو مقرا له. وتنفي رواندا هذا الادعاء.

ولم تكشف السلطات البوروندية عن عدد القوات التي تم نشرها في شرق الكونغو. كما أنهم لم يعلقوا على اعتقال الجنود الذين يرفضون الانتشار عبر الحدود ولم يرد البريجادير غاسبار باراتوزا المتحدث باسم الجيش البوروندي على طلبات للتعليق.

وفقا لضابطين في الجيش والعديد من حراس السجن الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس ، بدأت اعتقالات الجنود المعارضين في ديسمبر ، مع اعتقال أكثر من 200. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيضانات بوروندي الأمطار الغزيرة نزوح فی شرق الکونجو

إقرأ أيضاً:

رواندا.. دولة أفريقية نهضت من وحل العنف القبلي

دولة تقع شرق وسط القارة الأفريقية، وتتميز بتضاريسها المرتفعة حتى اشتهرت بلقب "بلد الألف تل". تتعايش فيها عدة ديانات وعرقيات، وتعرضت للاستعمار الألماني والبلجيكي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وبعد استقلالها عانت من العنف القبلي والفساد السياسي والاقتصادي، لكنها استطاعت أن تتجاوز هذا الوضع وتحقق نهضة اقتصادية ملفتة.

المعلومات الأساسية

الاسم: جمهورية رواندا.

الاسم المختصر: رواندا.

العاصمة: كيغالي.

الأقاليم والتقسيمات الإدارية: استبدل الهيكل السابق المكون من 12 مقاطعة بخمس مقاطعات منذ عام 2006، وهي: مقاطعة كيغالي بالوسط وعاصمتها كيغالي، المقاطعة الجنوبية وعاصمتها نيانزا (رواندا)، المقاطعة الغربية وعاصمتها كيبوي، المقاطعة الشمالية وعاصمتها بيومبا، المقاطعة الشرقية وعاصمتها روامغانا.

المساحة: تبلغ مساحة رواندا 26338 كيلومترا مربعا، أي (10169 ميلا مربعا) من الأرض.

مشهد عام للعاصمة الرواندية كيغالي (شترستوك)

اللغة: اللغة الرئيسية للبلاد هي كينيارواندا (لغة أفريقية يتحدث بها جميع الروانديين تقريبا، كما تتحدثها أيضا فئات عريضة في دول مجاورة مثل بوروندي وأوغندا والكونغو الديمقراطية)،

وتعد أيضا الإنجليزية والفرنسية والسواحيلية لغات رسمية، فاللغة الإنجليزية هي الوسيلة الأساسية للتدريس في التعليم الثانوي والعالي.

والسواحيلية هي اللغة المشتركة لشعوب شرق أفريقيا، ويتحدث بها البعض أيضا لغة ثانية، ولا سيما اللاجئون من أوغندا وكينيا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية، وبعض أهل المناطق الحدودية مع هذه الدول. وفي عام 2015، أصبحت اللغة السواحيلية مادة إلزامية في المدارس الثانوية.

تاريخ الاستقلال: فقدت ألمانيا، السلطة الاستعمارية السابقة، سيطرتها على رواندا خلال الحرب العالمية الأولى ثم وضع الإقليم تحت الإدارة البلجيكية. وفي 1 يوليو/تموز 1962 حصلت رواندا على استقلالها.

التوزيع العرقي: يشكل الهوتو نحو 84%، فيما تبلغ نسبة التوتسي حوالي 15%، و1% عرقيات أخرى.

النظام السياسي: جمهوري رئاسي موحد مع برلمان من مجلسين.

العملة: الفرنك الرواندي.

العلم: يتكون علم جمهورية رواندا من ثلاثة أشرطة أفقية، أعلاها بلون السماء (عرضه ضعف الشريطين الآخرين)، ثم الأصفر، فالأخضر. وعلى الجهة اليمنى من الشريط الأزرق شمس ذهبية ساطعة بها 24 شعاعا.

مشهد من العاصمة كيغالي عام 2006 حيث تم تشييع رفات 600 من ضحايا الإبادة الجماعية التي حدثت عام 1994 (رويترز) الموقع

تقع رواندا شرق وسط القارة الأفريقية، وتحديدا في منطقة البحيرات العظمى. تحدها شرقا تنزانيا وشمالا أوغندا وغربا الكونغو الديمقراطية وجنوبا بوروندي.

الجغرافيا

تضاريس جمهورية رواندا، في معظمها، جبال وتلال تكسوها الحشائش والأشجار، ويأخذ ارتفاع هذه التضاريس في الانخفاض التدريجي من الغرب إلى الشرق.

تنحدر أدنى نقطة من أراضي جمهورية رواندا إلى 950 مترا فوق مستوى سطح البحر، في نهر روسيزي، بينما سُجلت أعلى نقطة في قمة جبل فولكان كاريسيمبي، ويصل ارتفاعها إلى 4519 مترا فوق مستوى سطح البحر.

وتعتبر رواندا جمهورية حبيسة، أي أنه ليس لها أي منافذ بحرية، ومعظم أراضيها مليئة بحشائش السافانا، ويغلب على سكانها الطابع الريفي.

وتعد رواندا رابع أصغر دولة في البر الرئيسي الأفريقي بعد غامبيا وإسواتيني وجيبوتي، وهي مماثلة في الحجم لبوروندي وهايتي وألبانيا.

السكان

يصل عدد السكان في رواندا إلى نحو 14.5 مليون نسمة (وفقا لتقديرات عام 2024).

وتتنوع الديانات في رواندا، إذ إن 56% من سكانها روم كاثوليك، و39.4% بروتستانت، و4.5% ينتمون إلى طوائف مسيحية أخرى، كما أن نحو 1.8% من السكان مسلمون، إضافة إلى ديانات أخرى.

التاريخ

تسكن رواندا قبيلتان رئيسيتان هما: الهوتو، وهي القبيلة الأكبر بنسبة تصل إلى 85% من عدد السكان، وتليها قبيلة التوتسي بنسبة تصل إلى 14%، وتتقاسم نسبة 1% المتبقية فئات أخرى مختلفة.

قبل استعمار رواندا عاشت قبيلتا الهوتو والتوتسي معا يحكمهما ملك يدعى "موامي"، واشتغلت الأولى غالبا بالزراعة، والثانية بتربية المواشي.

وعلى الرغم من أن المجموعتين العرقيتين متشابهتان للغاية، من حيث اللغة التي تتحدثان بها ومناطق سكنهما والتقاليد التي تتبعانها، لكن ذلك لم يجنبهما المصير الدموي.

ولطالما كانت هناك خلافات بين أغلبية الهوتو وأقلية التوتسي في رواندا، لكن العداء بينهما ازداد بشكل كبير منذ الفترة الاستعمارية.

حقبة الاستعمار

بدأ استعمار روندا مع الألمان أواخر القرن الثامن عشر، وعززوا حكمهم آنذاك باستمالة عرقية التوتسي وزعمائها، ثم وصل المستعمر البلجيكي بعد الحرب العالمية الأولى في عام 1916، وبنى سياسته على الفصل العنصري، إذ أصدر بطاقات هوية تصنف السكان وفقا لعرقهم، واستحدث نظام هوية جديدا يعتمد على تقسيم الروانديين بناء على شكلهم، بمعايير شملت قطر الرأس وشكل الأنف وطول القامة.

قمع البلجيكيون عرقية الهوتو وشغلوا أفرادها مزارعين لديهم، واستغلوا عرقية التوتسي في قمعهم واضطهادهم، ورحب التوتسي بهذا التمييز، وعلى مدى السنوات العشرين التالية تمتعوا بوظائف وفرص تعليمية أفضل.

كما منح الاستعمار البلجيكي التوتسي السيطرة على الكنيسة، فأصدروا أول صحيفة باسم "كينياماتيكا" استخدمت للتحريض ضد الهوتو والتشكيك في مواطنتهم وفي انتمائهم إلى رواندا.

تراكم الاستياء وسط الهوتو تدريجيا، وبلغ ذروته في سلسلة من أعمال الشغب في عام 1959، قُتل فيها أكثر من 20 ألفا من التوتسي وتمت الإطاحة بهم من الحكم، وأحرقت بيوتهم وقتلت ماشيتهم وفرّ كثيرون منهم إلى البلدان المجاورة مثل بوروندي وتنزانيا وأوغندا.

رواندا بعد الاستقلال

تخلّت بلجيكا عن السلطة ومنحت رواندا الاستقلال في عام 1962، وسيطر الهوتو على السلطة وزاد التحريض ضد التوتسي، خصوصا مع صعود الرئيس جوفينال هابياريمانا إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1973.

وفي الوقت نفسه كان اللاجئون التوتسي في أوغندا -بدعم من بعض الهوتو- يشكّلون الجبهة الوطنية الرواندية، وكان هدفهم الإطاحة بهابياريمانا وتأمين حقهم في العودة إلى وطنهم، ودخلوا إلى رواندا عام 1991 في هجوم قتل فيه زعيمهم "فريد رويجياما"، ثم انتقلت القيادة وقتها إلى بول كاغامي، الذي أعاد تنظيم الجبهة ثم عاود الهجوم مرة أخرى، ووصل قرب العاصمة كيغالي.

ولكن في أغسطس/ آب 1993، بعد هجمات عدة وأشهر من المفاوضات، تم توقيع اتفاق سلام عرف باسم "اتفاقية أوشا" بين هابياريمانا والجبهة الوطنية الرواندية، لكنه لم يفض فعليا إلى وقف الاضطرابات.

بداية المذبحة

في 6 أبريل/نيسان 1994 أُسقطت طائرة تقل الرئيس الرواندي هابياريمانا والرئيس البوروندي سيبريان نتارياميرا فوق كيغالي، وقتل كل من كان على متنها، ولم يعرف بالضبط لغز إسقاط تلك الطائرة أو المتورطين فيه، إلا أن وسائل الإعلام المحلية وجهت أصابع الاتهام للتوتسي واتهمتهم بالضلوع في اغتيال الرئيس وحثت الهوتو على "التدخل والقيام بواجبهم".

كانت جرائم القتل ممنهجة، فبعد ساعات على سقوط طائرة الرئيس، اغتالت قوات الأمن رئيسة الوزراء، وهي من الهوتو "المعتدلين"، و10 من قوات حفظ السلام البلجيكية المكلفة بحمايتها في منزلها يوم 7 أبريل/نيسان 1994.

جزء من الأسلحة التي صادرتها حكومة الكونغو من بعض المتورطين في الإبادة الجماعية برواندا (رويترز)

ثم تعاونت القوات الحكومية مع مليشيا مسلحة من الهوتو تعرف باسم إنتراهاموي -وهو اسم يعني باللغة المحلية "أولئك الذين يهاجمون معا"- وأقامت حواجز على الطرق في كيغالي، وبدأت في مهاجمة التوتسي والهوتو "المعتدلين"، وسرعان ما انتشر القتل إلى مدن أخرى.

كان الجنود يفتحون النار على الحشود، بينما كان مسلحون بالعصي والأسلحة البيضاء يتنقلون بين المنازل مستهدفين التوتسي ومن يحاول حمايتهم أو تقديم الملاذ لهم، واغتصبوا النساء ونهبوا الممتلكات، كما ارتكبوا أعمال قتل جماعية في الملاعب أو المدارس.

انتهت أعمال القتل بعد 100 يوم في 4 يوليو/تموز 1994 عندما سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية على كيغالي، وخوفا من الانتقام فر الهوتو الذين شاركوا في الإبادة الجماعية إلى الكونغو الديمقراطية، في حين نهب مسؤولون خزائن الدولة وفروا إلى فرنسا.

وقالت الأمم المتحدة إن 800 ألف رواندي قتلوا في الإبادة الجماعية التي استمرت 3 أشهر، لكن تقديرات أخرى تشير لمقتل نحو 500 ألف شخص، أما الحكومة الرواندية فتقدر عدد الضحايا بأكثر من مليون شخص.

في يوليو/تموز من العام نفسه، استولت الجبهة الوطنية الرواندية على كيغالي بدعم من الجيش الأوغندي، وانهارت الحكومة وأعلنت الجبهة وقف إطلاق النار، وبعدها فر ما يقدر بنحو مليونين من الهوتو إلى الكونغو الديمقراطية.

تلا ذلك تشكيل الحكومة برئاسة باستور بيزيمونغو، وهو من الهوتو، وعين كاغامي نائبا له، ولكن بيزيمونغو اضطر إلى الاستقالة بعدما لم يجد حلا لوقف أعمال العنف والفوضى، وأصبح كاغامي رئيسا للبلاد، وبدأت بعدها حقبة جديدة في رواندا.

رواندا كاغامي

انتقل كاغامي إلى الرئاسة وقيادة البلاد عام 2000، وانتقلت رواندا من حمية العنف القبلي والدماء والقتل إلى مسار المصالحة والوحدة والتنمية، إذ وضع كاغامي أمامه هدفين رئيسيين هما: اقتلاع الفقر من بلاده، وتوحيد شعبه الذي قسمته المذبحة.

من أجل ذلك وضع كاغامي خطة من أربعة بنود للتغلب على آثار تلك الإبادة:

محو الذكريات البشعة المرتبطة بالمذبحة، حيث أعلن حدادا سنويا، يلقي خلاله خطابا تذكاريا يضع فيه هدفا سنويا لتوحيد الروانديين حوله. تثقيف الشباب عن طريق التعليم وتدريس أسباب الإبادة وكيفية محوها وتلافي تكرارها. تحقيق العدالة لأولئك الذين تضرروا جراء تلك المذبحة، وتقديم كبار المجرمين للمحاكم الدولية، وإعادة تأهيل المشاركين بالمذبحة ودمجهم في المجتمع بعد قضاء فترة العقوبة. وضع علم ونشيد وطني جديد لتوحيد الروانديين، ودستور جديد يحظر استخدام المسميات العرقية مثل الهوتو والتوتسي في أي خطاب.

بعد الجهود المبذولة لتوحيد الروانديين والتصالح بين الفئات المختلفة وجهت الحكومة طاقتها للاقتصاد، ووضعت "رؤية 2020″، التي شملت 44 هدفا في مجالات مختلفة.

وانتقلت رواندا بعدها من أمة تعيش تحت خط الفقر إلى متوسطة الدخل في تطور وصف أنه الأسرع في العالم، وأصبحت إحدى أفضل البيئات لتأسيس الشركات الناشئة، وتضاعف حجم الاقتصاد الرواندي 3 مرات خلال 15 عاما، مع نمو وصل إلى 8% سنويا.

أبرز المعالم

أصبحت رواندا بعد نهضتها واجهة سياحية هادئة وجاذبة، ومن أبرز معالمها:

حديقة البراكين الوطنية: تقع في شمال غرب رواندا، وتضم خمسة براكين في جبال فيرونجا، وهي كاريسيمبي، بيسوك، موهابورا، جاهينجا، سابيينيو. ويبلغ ارتفاع هذه البراكين ما بين 3500 و4500 متر فوق مستوى سطح البحر، ولم تعد هذه البراكين نشطة، لكنها لا تزال تتمتع بجمال طبيعي رائع. النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي: نصب تذكاري أقيم تخليدا لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية، ويوجد به مركز للزوار يوفر معلومات حول خلفية تلك الإبادة وتأثيراتها. حديقة غابة نيونغوي الوطنية: تعد أكبر مساحة من الغابات في رواندا، وهي واحدة من أهم النقاط الكبرى للتنوع البيولوجي في أفريقيا. متحف قصر الملك: وهو موقع تاريخي يقع في المقاطعة الجنوبية لرواندا، وكان مقر إقامة ملوك رواندا السابقين، وتحول إلى متحف يعرض الثقافة الملكية التقليدية للبلاد. حديقة أكاجيرا الوطنية: وهي منطقة محمية تقع في شرق رواندا، وتشتهر بمناظرها الجميلة وحياتها البرية المتنوعة. بحيرة كيفو: بحيرة كبيرة للمياه العذبة تقع على حدود رواندا والكونغو الديمقراطية، وتشتهر بمناظرها الخلابة وشواطئها ورياضاتها المائية، بما في ذلك التجديف بالكاياك وصيد الأسماك والسباحة. متحف التحرير الوطني: هو متحف يقع في كيغالي ويعرض تاريخ كفاح رواندا من أجل الاستقلال. يضم مجموعة من القطع الأثرية والمعارض والعروض التفاعلية التي تقدم نظرة ثاقبة على تاريخ البلاد وتقاليدها. الكنيسة والنصب التذكاري لمذبحة نياما: كنيسة تاريخية تقع في المقاطعة الجنوبية لرواندا. شهدت مذبحة مأساوية خلال الإبادة الجماعية عام 1994، وفيها الآن نصب تذكاري للضحايا. جانب من حديقة غابة نيونغوي الوطنية في رواندا (شترستوك) الاقتصاد

أصبحت رواندا صاحبة أحد أسرع الاقتصادات نموا في القارة السمراء منذ تولي كاغامي السلطة، ويعتمد اقتصاد البلاد على الزراعة وتربية الحيوانات والتعدين والسياحة.

وتشكل الزراعة والغابات وصيد الأسماك 29% من الناتج المحلي الإجمالي، مع مساهمة المحاصيل الغذائية بنسبة 17%، بينما يشكل القطاع الصناعي 18% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعد البناء (7%) والتصنيع (6%) أكبر حصص فيه.

ووفقا لأرقام المعهد الوطني للإحصاء في رواندا، حقق الاقتصاد الرواندي نموا بنسبة 5.9% عام 2016، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي 9 مليارات دولار.

ووصل حجم التجارة إلى 603.44 مليون دولار، فيما بلغت قيمة واردات البلاد في ذلك العام 439.30 مليون دولار، وقيمة الصادرات 164.14 مليون دولار، وتبلغ نسبة التجارة مع تركيا 10% من إجمالي تجارة رواندا الخارجية.

وتعتبر القهوة والشاي العمود الفقري للبلاد، إذ تصدّرا قائمة الصادرات الرواندية خلال العام 2016، وجاء الذهب في المركز الثالث.

وجذبت الإصلاحات التجارية التي طبقتها الحكومة الرواندية بعد المصالحة اهتمام العالم، كما نالت إشادة البنك الدولي وغيره من المؤسسات الدولية.

وأصبح "مركز كيغالي للمؤتمرات" والفندق المجاور له بمثابة رمز لرواندا، وأنشأت شركة "صونما جروب" التركية للبناء المركز الذي بلغت تكلفته حوالي 300 مليون دولار.

مقالات مشابهة

  • آلاف النازحين في غزة بلا مأوى.. والمقاومة تتصدى ببسالة لتوغلات العدو
  • تقدير أممي لعدد النازحين في قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال المتواصل
  • رواندا.. دولة أفريقية نهضت من وحل العنف القبلي
  • منذ مايو الماضي.. فيضانات عارمة وانهيارات أرضية تقتل 80 شخصًا على الأقل في الهند
  • انتخابات رواندا.. مسار ديمقراطي محلي في وجه التشكيك الغربي
  • قتلى بسبب الفيضانات والسيول في أوروبا
  • الأزمة الإنسانية فى موزمبيق تتفاقم بسبب العنف المسلح
  • الصين تُخصص 45 مليون يوان لدعم ترميم الطرق المتضررة من الفيضانات
  • بسبب الجفاف.. مصور يوثق مشاهد مؤلمة لـبركة الموت في تايوان
  • إلغاء مئات الرحلات الجوية بسبب إضراب عمالي