طبيبة أسنان يمنية ترسم البسمة على شفاه المهمشين
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
باردت طبيبة الأسنان هالة الأهدل بمدينة تعز اليمنية إلى زرع الابتسامات حرفياً على شفاه أطفال محتاجين بعلاج أسنانهم وأفواههم في عمل تطوعي خيري يركِّز خاصةً على من يسمَّون بالمهمشين وهم يمنيون ويمنيات فقراء من أصول أفريقية.
“بدأتُ العمل في المبادرة منذ عام 2012،من خلال تقديم الخدمات الصحية المجانية للأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، في عيادتي الخاصة لكنني خلال سنوات الحرب الأخيرة ركزتُ بشكل كبير على الفئات المهمشة كونها فئة مهملة ومنسية، ولا تتلقى الاهتمام والرعاية”، تقول طبيبة الأسنان هالة الأهدل.
تُعَد هالة الأهدل من أولى الطبيبات اليمنيات اللواتي ساهمنَ في زراعة الابتسامة على وجوه الأطفال من خلال تقديمها الخدمات الصحية والتوعية بما يتعلق بطب الفم والأسنان للفئات التي لا تستطيع الحصول على رعاية صحية، نظرا لعدم قدرة هذه الفئات على تحمُّل تكاليف المستشفيات والمراكز المتخصصة، بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية التي تشهدها البلاد جراء الحرب.
وقد ساهمت المبادرات الخيرية -في اليمن إجمالاً- خلال سنوات الحرب في تخفيف معاناة العديد المواطنين -لاسيما الفئات الفقيرة والأشد فقراً كاليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة- وخصوصًا ذوي البشرة السوداء أو مَن يطلق عليهم اسم المهمشين -أو الفقراء من اليمنيين ذوي الأصول الأفريقية- وقد رعت إحدى هذه المبادرات طبيبة الأسنان المعروفة بأعمالها الخيرية والإنسانية في محافظة تعز جنوب غرب اليمن الدكتورة هالة الأهْدَل.
نزول ميداني وخصوصاً إلى أحياء المهمشين: ذوي البشرة السوداء
بدأت الطبيبة هالة مبادرتها باستقبال أطفال اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة -من الصم والبكم- في عيادتها الخاصة وتقديم الخدمات الصحية المجانية قبل اندلاع حرب 2014 / 2015، لكنها ركزت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة على المهمشين -ذوي البشرة السوداء- كونهم فئة -مهملة أكثر من غيرها- لا تتلقى الرعاية الصحية.
أسست الأهدل فريق عمل يتكون من كادر نسائي وبدأت بالنزول الميداني إلى المناطق السكنية التي يعيش فيها المهمشون وتقديم المساعدات الطبية والوقائية.
وتتابع طبيبة الأسنان هالة الأهدل كلامها لدويتشه فيله قائلةً: “من خلال النزول الميداني إلى المساكن نقوم بالفحوصات الأزمة للأطفال المتضررين أو الذي يعانون من تسوس في الأسنان ويحتاجون إلى تدخل جراحي بحيث نعمل على نقلهم إلى العيادة بالإضافة توعيتهم بالمخاطر وتوزيع مستلزمات طبيه كالفرشاة والمعجون والمناشف والصوابين [قِطَع الصابون]”.
تتنقل هالة الأهدل وفريقها من منطقة إلى آخرى بحثًا عن مساكن المهمشين خصوصًا الذين يعيشون في أطراف المدينة وبالقرب من خط النار ، ويحتاجون إلى الرعاية الصحية، وتوعية بالمخاطر التي قد تلحق بهم نتيجة الإهمال.
تضيف هالة الأهدل لـ DW: “نعمل بالتنسيق مع عُقَّال الحارات [مخاتير الأحياء] للوصول إلى كافة المناطق السكنية، ونسعى إلى أن يحصل كل طفل من أصحاب البشرة السمراء على الرعاية، ونعمل على توعيتهم وإرشادهم.
جهود ذاتية “لوجه الله” من دون تلقي أي دعم
وفي هذا الصدد يقول عاقل حارة الضَّبوعة السُّفلى [مختار حيّ الضبوعة] في مدينة تعز مروان حسن إن المبادرة ساهمت في تقديم الخدمات الصحية لمجموعة كبيرة من أطفال المهمشين، من خلال تقديم اللوازم الطبية والوقائية، ونتمنى أن يتسابق الجميع على فعل الخير وما يصب في مصلحة المجتمع.
وبحسب إحصائيات أجراها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في سبتمبر / أيلول 2021 بخصوص أعداد المهمشين -اليمنيين من أصول أفريقية- في اليمن تتباين تقديرات أعداد المهمشين في اليمن تبايناً جذرياً، وتتراوح بين 500 ألف إلى 3.5 مليون نسمة، يتركّزون في الأحياء الفقيرة المحيطة بمدن اليمن الرئيسية. وتُقدِّر هذه الدراسة أعداد المهمشين بين 500 و800 ألف نسمة، أي نحو 1.6% إلى 2.6% من سكان اليمن.
وقامت مبادرة هالة الأهدل بجهود ذاتية بعيدة عن أي دعم حكومي أو مجتمعي، وإنما بدافع إنسانية يساهم في خلق بيئة صحية للمجتمع ككل، وهذا ما تؤكد هالة قائلةً إن هذه المبادرة قامت بجهد ذاتي “ولم أتلقَّ أي دعم سواءً كان حكومياً أو من المنظمات، وكل ما أقدمه هو عمل إنساني أبتغي فيه الأجر والثواب من الله تعالى”.
تكللت مبادرة هالة الأهدل باستهداف نحو 20 في المائة من أطفال المهمشين على مستوى مدينة تعز -كما تقول- رغم كل الصعوبات التي واجهتها، خصوصًا عدم استقرار سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي. وتؤكد ذلك هالة قائلةً: “استفاد من المبادرة حوالي 20 في المائة من الأطفال سواء من خلال الإرشادات أو الحصول على رعاية صحية وتدخل جراحي وتوزيع مستلزمات طبية، رغم كل الصعوبات التي واجهتها نتيجة عدم استقرار صرف وارتفاع المستلزمات الطبية، لأننا كنا نتفق على سعر وفجأه يرتفع الصرف ونضطر إلى دفع مبالغ إضافية”.
عمل خيري توارثته طبيبة الأسنان من والدها طبيب العيون
لم تكن مبادرة هالة بجديد على أسرة معروفة بتقديمها للأعمال الخيرية وإنما جزء من أعمال والدها طبيب العيون عبدالله الاهدل والذي يعمل سنويًا بتقديم الخدمات الصحية المجانية للمرضى الذين يعانون من ضعف بالنظر أو سحب المياه البيضاء خلال شهر رمضان من كل عام مستهدفًا عشرات الحالات.
ويشير مركز صنعاءللدراسات الاستراتيجية إلى التحديات التي يواجهها المهمشون بسبب الفقر: غياب الخدمات التعليمية التي تحدّ من إمكانات كسب لقمة العيش، وضعف خدمات الرعاية الصحية الذي يُسهم في زيادة المديونية وسوء الحالة الصحية ويؤثر في القدرة على العمل، وحرمان مجتمعات المهمشين من المساعدات الإنسانية رغم كونها الأكثر تأثراً في موجة التشريد والانتهاكات والصدمات النفسية، التي كان لها آثار عاطفية ونفسية عميقة وأدت إلى الاكتئاب وقيَّدت القدرة على العمل وكسب لقمة العيش.
وتعد مبادرة الأهدل بمثابة بصيص أمل يعيد الابتسامة إلى شفاه العديد من الأطفال الذين يعانون الإهمال نتيجة عدم قدرة ذويهم على تلبية متطلباتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية.
و”الطب عمل إنساني ورسالة سامية قبل أن يكون مهنة، ويجب على كل طبيب وطبيبة أن تكون أولويتهم تخفيف معاناة المرضى قبل التفكير بأي دوافع أخرى. لا شيء أجمل من زرع الابتسامة على فم مريض ومن دعوة صادقة، فالطب أمانة ومسؤولية قبل أن يكون عمل نتقاضى من أجله المال”، كما تقول هالة الأهدل.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الخدمات الصحیة طبیبة الأسنان من خلال
إقرأ أيضاً:
الرعاية الصحية: تطبيق البروتوكولات الإكلينيكية عزز الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة
ترأس الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري الطبي للهيئة لعام 2025، لاستعرض إنجازات المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية ومناقشو خطوات التطوير المستقبلية.
وحضر الاجتماع، الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، واللواء طبيب مراد ألفي، نائب رئيس المجلس، وأعضاء المجلس من كبار العلماء، الوزراء السابقين، الخبراء، والأساتذة في مختلف التخصصات الطبية، الذين كان لهم دور بارز في دعم الهيئة وتعزيز قدرتها على تقديم خدمات صحية متميزة وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
في مستهل الاجتماع، أعرب الدكتور أحمد السبكي عن شكره وتقديره للمجلس الاستشاري الطبي على جهوده الكبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيدًا بدورهم الوطني التطوعي في دعم منظومة الرعاية الصحية دون أي مقابل مادي بالهيئة العامة للرعاية الصحية.
وأكد السبكي أن المجلس كان له دور محوري في تعزيز جودة الخدمات الصحية بالهيئة، حيث ساهم بشكل فعال في وضع وتطوير السياسات والبروتوكولات الإكلينيكية، التي كان لها أثر مباشر في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتعزيز كفاءة التشغيل بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة.
واستعرض الدكتور أحمد السبكي أبرز إنجازات المجلس الاستشاري الطبي، التي تضمنت مراجعة واعتماد أكثر من 520 بروتوكولًا إكلينيكيًا لضمان تقديم خدمات صحية وفق أعلى المعايير العالمية.
كما أشاد بوضع المجلس بروتوكولات متخصصة للرعاية الحرجة، تشمل ضوابط إعطاء الألبومين والمضادات الحيوية، مما عزز من كفاءة الخدمات الطبية وساهم في تحسين النتائج العلاجية للمرضى.
تخطيط الخدمات الإكلينيكيةوفي إطار جهود تطوير الخدمات الطبية، أسند الدكتور أحمد السبكي إلى المجلس الاستشاري الطبي مهمة إعادة تخطيط الخدمات الإكلينيكية في المنشآت التي انضمت حديثًا إلى الهيئة.
وتشمل هذه المنشآت مستشفيات صحة المرأة والطفل والأورام، بالإضافة إلى تحويل مستشفى الجهاز التنفسي والرعاية الرئوية بالسويس إلى مركز تميز للأمراض الصدرية في مصر، واستحداث خدمات الرعاية التلطيفية ضمن الرعاية المركزة للحالات الطبية المتقدمة، فضلًا عن التخطيط الإكلينيكي لمنشآت المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل.
وأكد المجلس الاستشاري الطبي استمرار جهوده لمواجهة أي ممارسات طبية مخالفة للأعراف الطبية، من خلال تطبيق الآليات المعتمدة في فحص شكاوى المرضى، وذلك عبر اللجان العلمية والفرعية التابعة للمجلس في مختلف التخصصات الطبية.
وأشار أعضاء المجلس إلى أن هذه الجهود تساهم في ضمان تقديم خدمات طبية آمنة وعالية الجودة، وفقًا للمعايير الإكلينيكية المعتمدة.
وأكد الدكتور أحمد السبكي أن تطبيق أدلة العمل والبروتوكولات الإكلينيكية المعتمدة عزز من كفاءة استخدام موارد الهيئة، وأسهم في الحد من الهدر الطبي وترشيد النفقات.
وأضاف أن تطبيق نظام الجرعة المفردة لصرف الأدوية بالأقسام الداخلية للمرضى أسهم في تحقيق وفر مالي تجاوز 62 مليون جنيه شهريًا في تكلفة العلاج، مما يعزز الاستدامة ويضمن استمرار تقديم خدمات طبية عالية الجودة.
ووافق المجلس الاستشاري الطبي على تعميم بروتوكول تطعيم الإنفلونزا لمرضى القلب في منشآت الهيئة، وذلك لأول مرة في مصر، وفقًا لأحدث التوصيات العالمية.
كما تقرر إطلاق حملات توعوية للتوجيه والوقاية، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم للحد من مضاعفات الإنفلونزا لدى مرضى القلب، مما يسهم في تقليل معدلات دخول المستشفيات وتحسين جودة الحياة للمرضى.
وفي خطوة نوعية تهدف إلى استكمال الخدمات الطبية المتخصصة، وافق المجلس الاستشاري الطبي على البدء في إعداد خطة لاستحداث خدمات زراعة النخاع بإقليمي القناة والصعيد، لأول مرة ضمن منظومة هيئة الرعاية الصحية.
يأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية الهيئة لتوفير خدمات طبية متكاملة ومتقدمة، والتطوير المستمر تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل في تلبية احتياجات المرضى في مختلف محافظات تطبيق المنظومة.
وأعلن المجلس الاستشاري الطبي عن بدء التحضيرات لتنظيم المؤتمر العالمي الأول لجراحات المخ والأعصاب في عدد من محافظات التأمين الصحي الشامل، والمقرر عقده في يوليو المقبل، تزامنًا مع اليوم العالمي للدماغ.
ومن المنتظر أن يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء الدوليين، بهدف تبادل الخبرات ومناقشة أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز الطبي في جراحات المخ والأعصاب.
من جانبه أكد الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، أن التطوير المستمر للخدمات الإكلينيكية يمثل أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على إدخال أحدث التقنيات الطبية وتدريب الأطقم الطبية على استخدامها بكفاءة عالية.
وأضاف أن المجلس ملتزم بتطبيق المعايير العالمية في تطوير الخدمات الصحية، بما يضمن تقديم رعاية طبية متميزة للمواطنين، ويعزز من تنافسية القطاع الصحي المصري على المستوى الإقليمي والدولي.
وأعرب الدكتور شريف وديع عن فخره بالإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن المجلس الاستشاري الطبي سيواصل دوره الحيوي في دعم منظومة هيئة الرعاية الصحية.
واختتم تصريحه قائلًا: "نحن فخورون بتقديم كل خطوة تسهم في تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر، وخدمة المريض المصري وفقًا لأفضل المعايير العالمية."
وحضر الاجتماع كل من: الدكتور شريف وديع، أستاذ ورئيس مجلس قسم التخدير والرعاية المركزة وعلاج الألم بكلية الطب جامعة عين شمس، ورئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة، واللواء طبيب مراد ألفي، مستشار طب الأطفال وحديثي الولادة والمبتسرين بمستشفيات القوات المسلحة، ونائب رئيس المجلس. كما شارك الدكتور حسين خالد، أستاذ طب وعلاج الأورام، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور حسام محمد كامل، أستاذ متفرغ أمراض الدم وزرع النخاع بالمعهد القومي للأورام، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، والدكتور حسام المصري، مساعد أمين عام مجلس الوزراء للشئون الطبية، والمستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء.
كما حضر الدكتور أحمد يوسف جمال، أستاذ بكلية طب الفم والأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور سمير الجزار، أستاذ متفرغ العلاج الطبيعي للجهاز التنفسي وأمراض الباطنة بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، والدكتورة نجوى عيد، أستاذ متفرغ الطب الباطني وطب الأسرة بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والدكتور محمد مراد يوسف، استشاري متفرغ النساء والتوليد بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتور حمدي نبوي مصطفى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور محمد السنافيري، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة ومساعد المدير التنفيذي بهيئة الرعاية لشئون تطوير وتقييم الخدمات الإكلينيكية ومدير إدارة التخطيط الإستراتيجي والسياسات بالهيئة.
كما شارك في الاجتماع أعضاء الأمانة الفنية للمجلس الاستشاري الطبي، برئاسة الدكتورة آية سعيد سليمان، وعضوية كل من الدكتورة هالة عادل عراقي، والدكتورة هدى كرم محمد، و بسام سيد عبد العزيز.