المغرب والجزائر.. لصالح من ستنتهي أزمة خريطة القميص؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
ساد جدل كبير في المغرب والجزائر عقب إلغاء مباراة كانت ستجمع فريقين من البلدين، في إطار مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، مما يهدد بنذر أزمة جديدة بين البلدين.
فمساء الأحد، رفض لاعبو نادي "نهضة بركان" المغربي النزول إلى أرض ملعب "5 جويلية" في العاصمة الجزائرية لمواجهة المضيف، اتحاد العاصمة الجزائري، حامل اللقب، لخوض ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وكان الفريق المغربي قد اعترض على حجز السلطات الجزائرية أمتعته في مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، لتضمّن القميص الرسمي للفريق خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية.
وحضر النادي المغربي إلى ملعب "5 جويلية"، لكنه بقي في غرفة تغيير الملابس حتى مرور موعد بداية اللقاء المقررة في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت غرينيتش)، بينما دخل اتحاد العاصمة الملعب، حسب الإذاعة الجزائرية.
وصرح المدير الرياضي لاتحاد العاصمة، توفيق قريشي، لنفس الإذاعة، أن "اللقاء لن يجري"، مشيرا إلى أن الحكم الموريتاني عبد العزيز بوه "طلب عدم دخول اللاعبين إلى الميدان لأن المباراة لن تلعب".
في المقابل، أكد رئيس الفريق المغربي، حكيم بن عبد الله، أنه أخبر مسؤولي الاتحاد الأفريقي "رفضه أي نقاش في الموضوع، فلا مباراة دون القميص الذي عليه الخريطة الكاملة للمملكة المغربية"، وفقا لوكالة فرانس برس.
فصل جديد من الخلاف.. الرياضة تؤجج التوتر بين المغرب والجزائر أشعلت كرة القدم توترا جديدا بين المغرب والجزائر، ليضاف إلى ملفات ساخنة أخرى وسعت الهوة بين الدولتين الجارتين. واندلع الخلاف بعد أن اشترط المغاربة خطا جويا مباشرا لتنقل المنتخب المحلي للمشاركة في البطولة الأفريقية التي تحتضنها الجزائر، وهو ما قوبل بالرفض. "بين السياسة والرياضة"وفي معرض تعليقه على هذه الأزمة الرياضية، يرى الناقد والإعلامي الرياضي، عبد السلام ضيف، المقيم في باريس، أن "السياسة أطلت من أوسع الأبواب على كرة القدم بين المغرب والجزائر، وذلك بعد أن كنا نتابعها من شبابيك المواقف والتصريحات".
وتشهد علاقات البلدين أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف 2021، متهمة الأخيرة باقتراف "أعمال عدائية" ضدها، في سياق النزاع بين البلدين حول الصحراء الغربية، وتطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على هذا الإقليم المتنازع عليه.
وأوضح ضيف في تصريحات إلى موقع الحرة، أنه "عندما حلت الطائرة الإسبانية التي كانت تقل وفد نهضة بركان المغربي استعدادا لمواجهة نادي اتحاد العاصمة الجزائري.. فإننا كنا نعتقد أن الأمر سيكون عاديا إلى حد ما، وأنه يمكن تفهم سبب استئجار طائرة إسبانية باعتبار أن الطائرات المغربية ممنوعة من دخول الأجواء الجزائرية، والعكس أيضا صحيح".
وتابع: "لكن أن تتطور التفاصيل إلى ما وصلت إليه فيتضح أن في الأمر (إن) سياسية، فعندئذ لا يخفى على أحد حجم التوتر السياسي بين البلدين، والذي نجد صداه في التصريحات المتبادلة، والرسائل التي وصلت وتصل في كل مناسبة رياضية، بيد أن هذه المرة بلغ الأمر منتهاه إلى حد ينذر بخطر الإيقاف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)".
"قضية معقدة"من جانبه، أكد الإعلامي الرياضي الجزائري، محمود علاق، لموقع الحرة، أن "حيثيات هذ القضية معقدة جدا، فقد كان من المفترض أن تكون مقابلة رياضية كروية بعيدا عن حسابات السياسة".
بعد التنديد المغربي .. عقوبات صارمة جراء أحداث مباراة الجزائر سلط الاتحاد العربي لكرة القدم، عقوبة على الاتحاد الجزائري لكرة القدم، إثر الأحداث التي أعقبت نهائي كأس العرب بالجزائر لفئة أقل من 17 سنة بين المنتخب الجزائري ونظيره المغربي.وزاد: "من خلال متابعتي لبعض منصات التواصل الاجتماعي، وجدت تساؤلات حتى من مدونين مغاربة يتساءلون عن مغزى وجدوى إثارة مثل هذه الأزمة".
في المقابل، شدد المفكر والكاتب المغربي، سعيد ناشيد، في تصريحاته لموقع "الحرة"، أن "المنافسات الرياضية الدولية والقارية تجري بالأساس بين فرق ومنتخبات بلدان مختلفة، وبالتالي يحق لكل بلد الاعتزاز بهويته التي قد تتضمن وضع الراية الوطنية أو الخريطة على قميص النادي أو المنتخب".
تبادل للاتهاماتوانشغلت الأوساط الإعلامية المغربية والجزائرية بهذه الحادثة الرياضية على وقع تبادل الاتهامات.
فقد قالت صحيفة "الشروق" الجزائرية إن "النظام المغربي" يقوم "بتسييس" الرياضة، مضيفة: "أحضرت إدارة نادي بركان أقمصة رصّعت عليها خريطة تضمّ (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية)"، في إشارة إلى الدولة التي تسعى منظمة البوليساريو الانفصالية لإقامتها في الصحراء الغربية.
أما موقع "هسبريس" المغربي، فنقل عن مصدر أن "لاعبي نهضة بركان تعرضوا لمضايقات غير مبررة بعد وصول الطائرة التي أقلتهم إلى مطار الهواري بومدين قادمة من مطار وجدة، في رحلة مباشرة استغرقت حوالي ساعة".
واعتبر علاق أن "فريق اتحاد العاصمة حاول حل المشكلة عبر تقديم قمصان بديلة للفريق الزائر لا تتضمن الخريطة التي أثارت الجدل، بيد أن نهضة بركان أصر على موقفه".
أما ناشيد، فرأى أن المشكلة "تُعتبر منتهية من وجهة نظر المغرب، وذلك بعد حكم كل من لجنة المسابقات والاستئناف في الكاف بمشروعية ارتداء فريق نهضة بركان لقميصه الرسمي".
واتفق الخبير والناقد الرياضي المغربي، منصف اليازغي، فيما ذهب إليه ناشيد، قائلا في تصريحات لموقع "الحرة": "في الأساس كل الأندية في القارة السمراء تقدم بيانات ومعلومات إلى الاتحاد الأفريقي في يوليو من كل عام، تتضمن أسماء اللاعبين وجنسياتهم وصور القصمان وما إلى ذلك".
وتابع: "اتبع نهضة بركان تلك الإجراءات، إذ أنه أرسل صور قمصانه التي سيخوض بها غمار المسابقات الأفريقية في الموعد المحدد، وبالتالي حصل على المصادقة عليها".
ونوه اليازغي إلى أن نهضة بركان سبق أن لعب في المسابقات الأفريقية بقمصان تحمل ذات الخريطة التي اعترض عليها الجانب الجزائري، مؤكدا عدم حدوث أي مشاكل أو عقبات بهذا الصدد.
لكن علاق يعتقد أن "الاتحاد الأفريقي مشوش بخصوص هذه القضية، ولم يتخذ موقفا واضحا عملا بالمثل القائل (لا تغضب الشاة ولا يحزن الراعي)"، لافتا إلى أن "نادي اتحاد العاصمة الجزائري متمسك باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية (تاس) للنظر في القضية"، وهي هيئة شبه قضائية دولية أُنشئت لتسوية النزاعات المتعلقة بالرياضة.
هل هناك عقوبات منتظرة؟ولدى سؤال المحلل التونسي، عبد السلام ضيف، عن توقعاته للسيناريوهات المحتملة بشأن هذه الأزمة، سواء من الاتحاد الأفريقي أو الاتحاد الدولي لكرة القدم، أجاب: "لا أريد ان أستبق الأحداث، خاصة ما سيؤول إليه تقرير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لكن اشتعال نيران هذه الأزمة كان بسبب إصرار الفريق المغربي على أن يخوض مباراته بقمصان تحمل خارطة المغرب متضمنة منطقة الصحراء المغربية".
وأردف: "تلك المنطقة لا تزال محل نزاع حيث تعتبرها الرباط أرضا مغربية، بينما يطالب الصحراويون بالانفصال ويجدون مساندة قوية واعترافا من الجزائر".
وشدد على أن "لوائح الفيفا ترفض تداخل السياسة في الرياضة، وعليه نحن في انتظار قرار الاتحاد الأفريقي الذي قام بخطوة أولى اعتبرت دبلوماسية، إلا أنني أعتقد جازما هذه المرة أن نار السياسة ستحرق العلاقات الرياضية بين البلدين في ظل التصاعد المتواصل للأزمة سياسيا بينهما".
في المقابل، أكد اليازغي على "سوء فهم مبدأ (عدم تسييس الرياضة)"، لافتا إلى أن المادة الرابعة من قانون الفيفا الأساسي تؤكد "صوابية موقف نهضة بركان وعدم مخالفته للقوانين واللوائح".
وتنص المادة الرابعة على أنه "يمنع التمييز ضد بلد أو فرد أو مجموعة من الأشخاص على أساس الأصل العرقي أو الجغرافي أو الرأي السياسي أو غيره، تحت طائلة التوقيف أو الطرد للاتحادات والجامعات الكروية المعنية".
وبالتالي، حسب تفسير اليازغي، فإن "منع فريق نهضة بركان من وضع خريطة بلاده يعد تمييزا بحقه، ترفضه تلك المادة".
"خياران أمام الكاف"ولدى سؤاله عن لجوء الجزائر إلى محكمة التحكيم الرياضي، قال اليازغي: "تلك الهيئة يحق لها النظر فقط فيما إذا كان الفريق الذي تقام ضده الشكوى، خالف لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وهو الأمر الذي لم يفعله نادي نهضة بركان".
وشدد اليازغي أن أمام "الكاف" خياران لا ثالث لهما، "فإما أن يعتبر فريق اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا بنتيجة 3 أهداف مقابل لا شيء، وإما أن تعاد المباراة في ملعب محايد".
وزاد: "من الممكن أن يفرض الاتحاد الأفريقي عقوبات على النادي الجزائري قد تصل إلى حرمانه لمدة عامين من المشاركة في البطولات القارية، بالإضافة إلى تغريمه مبلغ 50 ألف دولار".
أما ضيف، فقال: "أخشى أن يتم فرض عقوبات قد تصل إلى إمكانية تعليق مشاركة أندية المغرب والجزائر، وربما حتى المنتخبات، في أي مسابقات دولية لفترة قد تصل إلى عامين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: اتحاد العاصمة الجزائری الاتحاد الأفریقی المغرب والجزائر بین البلدین نهضة برکان لکرة القدم هذه الأزمة إلى أن
إقرأ أيضاً:
القصة لم تنته.. تطور جديد في أزمة بوبيندزا مع الزمالك| ماذا حدث؟
لم تنته أزمة الجابوني أرون بوبيندزا مع الزمالك بعد، حيث شهدت تطورا جديدا خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما ظن الجميع أن الأمور انتهت.
جدير بالذكر أن أزمة بوبيندزا مع الزمالك بدأت خلال الميركاتو الصيفي الأخير بعد إعلان النادي توصله لاتفاق مع اللاعب والحصول على البطاقة الدولية الخاصة به.
فاجأ اللاعب، الزمالك بتوقيعه للنادى الرومانى في النهاية، ضارباً عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والالتزامات مع النادى.
من هو أرون بوبيندزا؟بدأ أرون بوبيندزا مشواره في مونانا الجابوني ومنه انتقل إلى بوردو ثم أجاكسيو وتور في فرنسا ثم انتقل إلى فييرينسي البرتغالي وهاتاي سبور التركي.
وسبق للاعب الجابوني خوض تجربتين في الدول العربية الأولى كانت مع العربي القطري والثانية مع الشباب السعودي، وبعدهما انتقل إلى سينسيناتي الأمريكي قبل فسخ تعاقده.
وفي تجربته الأخيرة مع النادي الأمريكي شارك في 35 مباراة سجل خلالهم تسعة أهداف وصنع خمسة آخرين، ويملك بوبيندزا 29 مباراة مع منتخب الجابون سجل خلالهم خمسة أهداف.
اللاعب الجابوني صاحب الـ28 عاما يستطيع اللعب كمهاجم وجناح أيمن وأيسر.
تطور جديد في أزمة بوبيندزاأعلن عمرو أدهم، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك، تلقيه إخطاراً رسمياً من الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" بشكوى اللاعب آرون بوبيندزا لاعب بوخارست الرومانى.
وكتب أدهم، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى، "تم تقديم شكوي اللاعب ارون بوبيندزا رسميا، وتلقى النادي الإخطار بالاستلام الرسمي من الفيفا".
وكشفت صحيفة رومانية عن تلقى نادى رابيد بوخارست الرومانى إخطارا من الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" يؤكد وجود نزاع حول لاعبه الجابونى بوبيندزا، بعدما قدم نادى الزمالك شكوى رسمية تتضمن ما يثبت توقيع المهاجم على اتفاق مكتوب مع الفريق المصري.
ماذا بعد ذلك؟من المتوقع أن يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بفتح تحقيق في القضية، مما قد يعرض بوبيندزا ونادي رابيد بوخارست الروماني لعقوبات في حال ثبوت ارتكابهما أي مخالفات.
قد تصل الغرامة المالية إلى 2.5 مليون دولار، وهي قيمة عقد اللاعب الجابوني الذي وقعه إلكترونيا مع الزمالك، بالإضافة إلى إمكانية إيقاف تسجيل اللاعبين لناديه الجديد.
وفي حال عدم السداد، قد يتعرض اللاعب نفسه للإيقاف، ويتم وقف قيد النادي الروماني أيضا.
في سياق آخر، يستعد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، بقيادة المدرب السويسري كريستيان جروس، لمواجهة طلائع الجيش يوم الثلاثاء المقبل، ضمن مباريات الجولة السادسة من مسابقة الدوري الممتاز.